العلاقات الانسانية فى الاسلام
الاسلام لا يقف عند حد الاشادة بالعلاقات الانسانية ، ولكنه يجعل العلاقة بين الافراد وبين الجماعات وبين الدول علاقة سلام وامن وامان ،يستوى فى ذلك علاقة المسلمين بعضهم ببعض وعلاقة المسلمين بغيرهم ، وفيما يلى بيان ذلك:
علاقة المسلمين بعضهم ببعض:
*جاء الاسلام ليجمع القلب للقلب : ويضم الصف الى الصف مستهدفا اقامة كيان واحد ومتقيا عوامل الفرقة والضعف وأسباب الفشل والهزيمة ،ليكون لهذا الكيان الموحد القدرة على تحقيق الغايات السامية والمقاصد النبيلة والاهداف الصالحة التى جاءت بها رسالته العظمى ، من عبادة الله واعلاء كلمته
،واقامة الحق وفعل الخير ، والجهاد من اجل استقرار المبادىء التى يعيش الناس فى ظلها آمنين..
فهو لهذا كله يكون روابط وصلات بين افراد المجتمع لتخلق هذا الكيان وتدعمه ،وهذه الروابط تتميز بانها روابط ادبية قابلة للنماء والبقاء ،وليست كغيرها من الروابط المادية التى تنتهى بانتهاء دواعيها ،وتنقضى بانقضاء الحاجة اليها ..
انها روابط أقوى من روابط الدم واللون واللغة والوطن والمصالح المادية وغير ذلك مما يربط بين الناس ..
هذه الروابط من شأنها أن تجعل بين المسلمين تماسكا قويا وتقيم منهم كيانا يستعصى عى الفرقة وينأى عن الخلل..أول رباط من الروابط الادبية ، هو رباط الايمان ، فهو المحور الذى تلتقى عنده الجماعة
المؤمنة ،فالايمان يجعل من المؤمنين اخوة ، ويؤاخى بينهم اخاء اقوى من اخاء النسب :
1-المسلم اخو المسلم:
"انما المؤمنون أخوة" الحجرات 10
"والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف ينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون
الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم " التوبة 71
2-طبيعة الايمان تجمع ولا تفرق :وتوحد ولا تشتت "المؤمن ألف مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف و يؤلف"
3-المؤمن قوة لأخيه:"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا"
4-المؤمن يحس باحساس أخيه المؤمن :ويشعر بشعوره فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه ويرى انه جزء منه"مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"
5-والاسلام يدعم هذا الرباط ويقوى هذه العلاقة بالدعوة الى الاندماج فى الجماعة والانتظام فى سلكها
وينهى عن كل ما من شأنه أن يوهن من قوته أو يضعف من شدته فالجماعة دائما فى رعاية الله وتحت يده:"يد الله مع الجماعة ومن شذ شذ فى النار "
6-الجماعة هى المتنفس الطبيعى للانسان ومن ثم كانت رحمة :
"الجماعة رحمة والفرقة عذاب "
7-والجماعة مهما صغرت فهى على اى حال خير من الوحدة وكلما كثر عددها كان أبر وأفضل:"الاثنان خير من الواحد والثلاثة خير من الاثنين والاربعة خير من الثلاثة ، فعليكم بالجماعة فان الله لن يجمع أمتى الا على الهدى ."
8-عبادات الاسلام كلها لا تؤدى الا جماعة ، فالصلاة تسن فيها الجماعة وهى افضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة.
9-والزكاة معاملة بين الاغنياء والفقراء.
10-والصيام مشاركة جماعية ومساواة فى الجوع فى فترة معينة من الوقت.
11-والحج ملتقى عام للمسلمين جميعا فى كل عام يجتمعون من اطراف الارض على اقدس غاية :"وما اجتمع قوم فى بيت من بيوت الله يقرأون القرآن ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وذكرهم الله فى ملأ عنده ".
ولقد كان الرسول- صلى الله عليه وسلم-يحرص على ان يجتمع المسلمون حتى فى المظهر الشكلى ،فقد رآهم يوما وقد جلسوا متفرقين فقال لهم :"اجتمعوا "فاجتمعوا ،فلو بسط عليهم ثوبه لوسعهم