أشواق على طريق
أمام كبرياء أوراقي ونزف شمعاتي قبضت على قلمي بقوة وحاولت معه أن أخطر خاطرة ..أشواق على طريق ..
في وحشة وسكون الليل ، في الطريق الواصل بين كان ويكون ، وفي غمرة إشتياقي للوصول لوجهتي .. نازعت نفسي على التوقف علّي أدرك حقيقة السبب الأسمى .
وقفت فجأة .. ونظرت إلى البقعة التي تطؤها قدمي - حفنة من التراب - لا يبدو عليها القيمة لكن الجلي فيها للمتمعن أن قيمتها أكبر مما تبدو عليه .. فمن هنا مر شخص - إنسان - كتلة من المشاعر المتنقلة .. فرح / ترح .. بسمة / دمعة .. إنه السبب الأسمى.
ثم نظرت يميناً .. فلمحتُ منزلاً تبرز منه إضاءة خافتة ، وقلت في نفسي .. في علبة الأسرار تلك قصص وحكايا تصونها جدرانه ليس لشماتة أو حسد .. بل لسبب أسمى.
ألقيت بوجهي إلى اليسار .. فشاهدتُ عمود إنارة يطل بشموخه على حديقة خضراء بدت بلونٍ أشدّ قتامة ، وقلت .. هناك يروّح الناس عن أنفسهم - يزرعون أملاٌ أو يدفنون يأسا - .. وكل هذا من أجل السبب الأسمى.
ابتسمت (^_^) وأزحت وجهي إلى السماء .. فهناك مدبر الأمر كله القوي المتين
وبكل بساطة وعفوية نقلت بصري إلى الأسفل .. فهناك يقبع في جحره إبليس اللعين
وبتحدٍ أعلنته ضد نفسي التواقة للمزيد ، تقدمت خطوة طويلة لأهرب من واقع أقرب ما يكون للحقيقة وأبعد ما يكون عن آمال الناس في حياة أفضل - فتدفقت كل مشاعر الأمل واليأس لتنسكب شلالات في نفسي ، لكنها ما فتئت تتلاشى مع كل خطوة أخطوها للأمام ، حتى إني أصبحت أحثّ الخطى ، حتى وصلت نهاية الشارع .
وفي تلك البقعة درتُ لأرى طريقي التي قدمتُ منها ..فتراءى لي كتاب غلافه وردي وصفحاته فارغة تنادي توقيعا للدنيا أو للأخرى .. من أجل السبب الأسمى.
الإنسان - السبب الأسمى -
يسعى في هذه الدنيا بعقلية السنجاب .. يجمع ما يستطيع جمعه من متاع دنيوي ويتجاهل الإنسان - الأب الأم والبنت الإبن ... إلخ -
أخي / أختي ..
الإنسان في هذه الدنيا هو المشروع الحقيقي الذي علينا أن نسعى لأجله ، فالسعادة لا تكون بمال أو جاه أو ممتلكات .. وإنما تتلخص في حب الإنسان لأخيه واحترام مشاعره الإنسانية ..
ليس اليتيم من انتهى أبواه .. .. .. من هم الحياة وخلفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له .. .. .. أما تخلت أو أبا مشغولا