منتدى الاخوه ايد فى ايد
مرحبا بك اخى فى الله
المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل المنتدى معنا إن لم يكن لديك حساب
بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بكم فى منتدى الاخوه ايد فى ايد
/ اخوكم احمد المصرى
منتدى الاخوه ايد فى ايد
مرحبا بك اخى فى الله
المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل المنتدى معنا إن لم يكن لديك حساب
بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بكم فى منتدى الاخوه ايد فى ايد
/ اخوكم احمد المصرى
منتدى الاخوه ايد فى ايد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الاخوه ايد فى ايد

منتدى الاخوه يرحب بكم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» اكبـر مكتبة عميد الموال الشعبى " يوسـف شـتا
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 20 ديسمبر - 18:24 من طرف احمد المصرى

» ماذا تقول لمن يخطر على بالك الآن
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالجمعة 20 ديسمبر - 9:06 من طرف احمد المصرى

» شايف عينك تحت الحاجب
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالسبت 23 يونيو - 15:17 من طرف احمد المصرى

» قصر البوسيت ع البحر
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 18 يونيو - 15:07 من طرف احمد المصرى

» قرية بلوبيتش ع البحر وبالتقسيط لا تدع ال
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 18 يونيو - 15:06 من طرف احمد المصرى

» اراضي علم الروم بواحة التجاريين
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 18 يونيو - 15:05 من طرف احمد المصرى

» اراضي عجيبة لبناء فيلا ع البحر
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالخميس 8 يونيو - 22:00 من طرف خالداء

» كان ياماكان
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالخميس 16 مارس - 11:40 من طرف احمد المصرى

» لن انساكى
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالخميس 16 مارس - 11:04 من طرف احمد المصرى

» مجموعة برامج لمتعلمي مادة الإنجليزية
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأربعاء 1 مارس - 18:34 من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
احمد المصرى
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
ابن النيل
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
رحاب
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
ابواحمد
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
خالد المصرى
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
دموع ملاك
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
زهرة المدائن
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
عيسى حياتو
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
فطومة
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
عااشقة الفردوس
 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_rcap ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Voting_bar ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Vote_lcap 
المواضيع الأكثر شعبية
اسئله بايخه واجوبه ارخم
سلسلة قصائد الزير سالم
قصيدة: الماضي رني غلقت بابو و قضيت عليه للهاشمي قروابي رحمه الله
جميع ولايات الجزائر
يلى نسيت الغرام
خصائص أسلوب القرآن الكريم
جميع ولايات المملكة المغربية
جميع ولايات الجمهورية التونسية
كيفية فتح الايميلات بدون رقم سري......
دعاء لمصر الغاليه
المواضيع الأكثر نشاطاً
لعبة التحدي بين الشباب والبناتx_o
بيت العيله . . لاتفوتكم
ماذا تقول لمن يخطر على بالك الآن
جميع ولايات المملكة المغربية
جميع ولايات الجمهورية التونسية
كتاب الطهـــارة (باب المياه)
برهن احساس بالحروف
المليون رد
مباراة كرة قدم بين الأعضاء و العضوات
جميع ولايات الجزائر

 

  ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها

اذهب الى الأسفل 
5 مشترك
انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأربعاء 29 سبتمبر - 21:56

حملة الدفاع عن امنا عائشة رضى الله عنها


أمنا عائشه أم المؤمنين ..وحبيبة رسول العالمين ..المطهرة بآيات الكتاب المبين .. وأن من قذفها ولم يتب فهو في جهنم من الخالدين ..قاتلهم الروافض الحاقدين ..
ومن منطلق حملة الدفاع عن أمنا عائشه رضي الله عنها وارضاها .. وددت ان اقدم عملا ادافع به عنها ..






هي زهرة نبتت في شجرة مباركه رسخت جذورها في الأرض وارتفعت غصنها في السماء حتى كاد أن يعانق كواكب الجوزاء..
تلكم الزهرة النقية التي ملأت الكون كله علما وفقها وزهدا وورعا ..
إنها أحب الناس إلى قلب النبي صلى الله عليه وسلم بعد أبيها ..إنها التي رضعت لبان الصدق من أبويها وتغذت على مائدة النبوة المحمديه ..إنها الطاهره المطهره التي أنزل الله براءتها من فوق سبع سماوات إنها التقيه الورعه الزاهده عائشه بنت أبي بكر رضي الله عنها ..





* في رحـــــاب المكارم *




*زوجها هو سيد المرسلين محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم الذي أرسله رحمة للعالمين .
* أبوها هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي لم تطلع الشمس على بشر بعد الأنبياء والمرسلين أفضل منه .. إنه ثاني اثنين .. إنه أحب الناس الى قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام ..
* أمها هي الصحابيه الجليله أم رومان بنت عامر تلكم الصحابيه الجليله التي قدمت الكثير لخدمة هذا الدين .
* أختها لأبيها أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها ذات النطاقين .
* زوج أختها هو حواري الرسول عليه الصلاة والسلام وابن عمته وأحد العشرة المبشرين بالجنه وأول من سل سيفا في سبيل الله .. إنه الزبير بن العوام .
* وجدها لأبيها أبو قحافه الذي أسلم ونال شرف صحبة النبي عليه الصلاة والسلام .
* وجدتها لأبيها أم الخير سلمى بنت صخر التي أسلمت ونالت شرف الصحبة .
* عماتها الثلاث من الصحابيات وهن أم عامر , وقريبة, وأم فروة بنات أبي قحافة .
* أما شقيقها عبدالرحمن فهو من الشجعان والرماة المذكورين .
فتلك هي الشجرة المباركة التي خرجت عائشة من جذورها وعاشت بين أغصانها.. فكانت زهرة نادرة في دنيا الناس .






* هذه زوجتك في الدنيا والآخره *



ولقد كان زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعائشه رضي الله عنها وارضاها بوحي من السماء فلقد رآها في منامه ثلاث ليال وكان جبريل عليه الصلاة والسلام يأتيه بصورتها ويقول له : هذه زوجتك في الدنيا والآخره .. ويالها من كرامة عظيمة لأمنا عائشة رضي الله عنها .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : قلت يارسول الله : أرأيت لو نزلت واديا وفيه شجرة قد أُكل منها , ووجدت شجراً لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك ؟ قال : " في الذي لم يُرتع منها " تعني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا غيرها .




* عائشة في البيت النبوي *



كانت السعادة ترفرف على بيوت النبي صلى الله عليه وسلم على الرغم من حياة التقشف التي عاشعا النبي وأهله
وكانت عائشه رضي الله عنها تحب الرسول صلى الله عليه وسلم وترجو أن يكون لها ولد منه , كما كان لخديجة , ولكن الأيام مرت دون أن تنجب إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : اكتنى بابن أختك عبدالله بن الزبير فكانت كنيتها أم عبدالله .
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغذيها بالحكمة والأخلاق ولايحرمها أبداً من أن تتعايش مع متطلبات سنها الصغير فكان يتركها تلعب بالعرائش وكان يرسل اليها اترابها لكي يلعبن معها لتشعر بالسعادة والسرور .
وقد كانت الحبيبة تغار على عليه غيرة شديدة وقد قالت : كنت أغار على اللاتي وهبن انفسهن لرسول الله واقول أتهب المراة نفسها ؟ فاما نزل قوله تعالى : [ تُرجى من تشآء منهن وتؤى إليك من تشآء ومن ابتغيت ممن عزلت فلا جناح عليك ] قلت : ما أرى ربك إلا يسارع في هواك .





* مكانتها في قلب النبي عليه الصلاة والسلام *



لقد كانت عائشة رضي الله عنها تحتل مكانة عالية في قلب الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
فما تزوج بكراً سواها وأحبها حباً شديداً كان يتظاهر به حيث انه سئل أي الناس أحب اليك يارسول الله ؟ قال ( عائشة ) قال فمن الرجال : قال ( أبوها )
وهذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض , وما كان ليحب إلا طيباً وقد قال : ( لو كنت متخذاً خليلاً من هذه الأمة لاتخذت أبا بكر خليلاً ولكن أخوة الإسلام أفضل )
وعن عائشة رضي الله عنها قالت قلت يارسول الله مَنْ مِنْ أزواجك في الجنة ؟ قال : " أما إنك منهن " فخيل إلي أن ذاك لأنه لم يتزوج بكراً غيري .
وعن عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول صلى الله فقال : ما يبكيك ؟ قلت سبتني فاطمة فدعا فاطمة فقال : " يافاطمة سببت عائشة ؟ قالت نعم يارسول الله قال : " أليس تحبين من أحب ؟ قالت نعم , قال: وتبغضين من أبغض ؟ قالت بلى : فاني أحب عائشة فأحبيها قالت فاطمة : لاأقول لعائشة شيئا يؤذيها أبداً .




* زهد عائشة وإنفاقها رضي الله عنها *



لقد نشأت رضي الله عنها في بيت ابيها الصديق فتعلمت الزهد منه ..
فقد قالت رضي الله عنها توفي رسول الله وما في بيتي من شيء يأكله ذو كبد إلا شطر شعير في رف لي , فأكلت منه حتى طال علي فكلته ففني . متفق عليه .
وعن عروة قال : { كانت عائشة رضي الله عنه لاتمسك شيئا مما جاءها من رزق الله تعالى إلا تصدقت به }
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : جاءتني امرأة معها ابنتان تسألني فلم تجدي عندي غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين ابنتيها ثم قامت فخرجت , فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فحدثته فقال : { من يلي من هذه البنات شيئاً فأحسن إليهن كن له سترا من النار }

XXXX الصائمة العابدة XXXX


فقهت المرأة المسلمة عن الله أمره , وتدبرت في حقيقة الدنيا , ومصيرها إلى الأخرة , فاستوحشت من فتنتها , وتجافى جنبها عن مضجعها , وتناءى قلبها من المطامع وارتفعت همتها عن السفاسف , فلا تراها إلا صائمة قائمة , باكية والهة ,
قال القاسم : " كانت عائشة تصوم الدهر "
وعن عروة أن عائشة رضي الله عنها كانت تسرد الصوم , وعن القاسم أنها { كانت تصوم الدهر لاتفطر إلا يوم أضحى أو يوم فطر }
وعنه قال : كنت يوما إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة رضي الله عنها فأسلم عليها فغدوت يوما , فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ : { فمن الله علينا ووقنا عذاب السموم } الطور , وتدعو وتبكي وترددها فقمت حتى مللت القيام فذهبت إلى السوق لحاجتي , ثم رجعت , فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي .



XXXX وتم تأويل الرؤيا XXXX


ومن أجل وأعظم المكرمات التي حظيت بها أمنا عائشة رضي الله عنها أن حجرتها دُفن فيها أعظم ثلاثة في تاريخ الأمة الإسلامية : فكان أعظمهم جميعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أبوبكر ثم عمربن الخطاب .
ولقد رأت عائشة ذلك الفضل من قبل , فقد قالت لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما : رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجري فقال لها : إن صدقت رؤياك دُفن في بيتك ثلاثة من خير أهل الأرض , فلما دُفن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو بكر هذا أحد أقمارك وهو خيرها , ثم دُفن القمر الثاني فكان أبو بكر نفسه , ثم القمر الثالث , فكان عمر رضي الله عنه , وبهذا تم تأويل رؤيا عائشة من قبل وقد جعلها حقا .


XXXX عائشة رضي الله عنها وحياء يعجز القلم عن وصفه XXXX


إن المرأة المؤمنة بفطرتها التقية تستحي من أي رجل حتى ولو كان زوجها فما ظنك بمن لاتستحي من الأحياء فحسب , بل تستحي من الأموات !!!
إنها أمنا الطاهرة التقية عائشة رضي الله عنها , وعن أبيها ,
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : كنت أدخل البيت الذي دُفن فيه رسول الله وأبي رضي الله عنه واضعة ثوبي , وأقول : إنما هو زوجي وأبي , فلما دُفن عمر رضي الله عنه , والله ما دخلته إلا مشدودة علىّ ثيابي حياءً من عمر .


XXXXخوفها من المظالم XXXX


عن عائشة بنت طلحة عن عائشة رضي الله عنها : أنها قتلت جاناً فأُتيت في منامها : والله قد قتلت مسلما , قالت : لو كان مسلما لم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم .
فقيل : أو كان يدخل عليك إلا وعليك ثيابك .
فأصبحت فزعه , فأمرت باثنى عشر ألف درهم , فجعلته في سبيل الله .
فيالها من صفحة غالية تعبر عن رقة قلبها وخشيتها من الله عزوجل وخوفها من الوقوع من المظالم ...
فلقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أمته من الوقوع في الظلم ويقول : " اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة "
وقال صلى الله عليه وسلم : اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب
XXXXحديث الإفك XXXX



إن الابتلاء سنة ثابتة لاتتبدل ولاتتغير ... ولكن الابتلاء الذي تعرضت له أمنا عائشة رضي الله عنها كان ابتلاءً يفتت الصخور والجبال ويعصف بالقلوب , فقد اتهمت في أعز شيء تملكه المرأه -اتهمت في عرضها - إن هذا لهو البلاء العظيم , تتهم في عرضها , وهي الزهرة النقية التي نبتت في حقل الاسلام وسقيت بماء الوحي ...
وكان لحديث الإفك وقع أليم على قلب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ... وكان عبدالله بن أبي سلول قد تولد النفاق والحسد في قلبه من أول يوم سمع فيه بالإسلام , وطفق يكيد للنبي صلى الله عليه وسلم وللإسلام المكيدة تلو المكيدة , ولكن حكمة الله سبحانه كانت له وللمنافقين بالمرصاد , فكانت تلجمهم وتكبتهم ,







XXXX الصديقة وشدة البلاء XXXX


في حادثة الافك كادت تكون فتنة عمياء, فقد أصابت المسلمين هزة عنيفة زلزلت كيانهم , ولم يكن الناس سواسية , ولكنهم كانوا مختلفين في أرائهم تجاه حادثة الافتراء والظلم .
أجل لقد كان في هذا الحدث الجلل من خطر الحديث , وشدة البلاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم مالم يعلم مداه إلا العليم الخبير , ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إمام الصابرين , صبر أجمل الصبر, وعالج الأمر بحكمة هادئة , فقد كان همه أن يقي المجتمع المسلم من عواصف الفتن , وهزات المحن , وقواصم المكائد النفاقية المنبثقة عن بعض الرواسب الجاهلية .
لكن الله عزوجل أراد أن يجعل منها خصيصة ليرفع من شأن عائشة رضي الله عنها إظهارا لشرفها الذاتي والاجتماعي وإنافة لمكانتها في أهل البيت طهرا وفضلا وشرفا , وثقلا في ميزان الفضائل والمكارم الإنسانية والإيمانية لمكانتها من قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم .







XXXX المبرأة من فوق سبع سماوات XXXX


تعالوا بنا لمعرفة القصة كاملة ونرى مكانة أمنا عائشة عند الله عزوجل الذي أنزل براءتها من فوق سبع سماوات .
فعن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج أقرع بين زوجاته , فأيتهن سهمها خرج بها رسول الله صلى الله عليه وسلم معه , فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي فخرجت مع رسول الله بعد مانزل الحجاب فأنا أُحمل في هودجي وأنزل فيه . فسرنا حتى إذا فرغ رسول الله من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة قافلين آذن ليلة بالرحيل , فقمت حين آدنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش , فلما قضيت شأني أقبلت إلى رحلي , فإذا عقد لي من جزع ظفار قد انقطع , فالتمست عقدي وحبسني ابتغاؤه .
وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي فاحتملوا هودجي , فرحلوه على بعيري الذي كنت ركبت وهم يحسبون أني فيه وكان النساء إذ ذاك خفافا لم يثقلن اللحم إنما يأكلن العلقة من الطعام فلم يستنكر القوم خفة الهودج حين رفعوه , وكنت جارية حديثة السن , فبعثوا الجمل وساروا فوجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولامجيب فأممت منزلي الذي كنت به وظننت أنهم سيفقدوني فيرجعون إلي , فبينما أنا جالسة في منزلي غلبتني عيني , فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي من وراء الجيش فأدلج , فأصبح عند منزلي , فرأى سواد إنسان نائم , فأتاني فعرفني حين رآني , وكان يراني قبل الحجاب , فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني , فخمرت وجهي بجلبابي , والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه , حتى أناخ براحلته فوطيء على يديها فركبتها , فانطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا الجيش بعد مانزلوا موغرين في نحر الظهيرة , فهلك من هلك , وكان الذي تولى الإفك عبدالله بن أبي سلول , فقدمنا المدينة , فاشتكيت حين قدمت شهرا . والناس يفيضون في قول أصحاب الإفك , ولاأشعر بشيء من ذلك , وهو يريبني في وجعي أني لاأعرف من رسول الله صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين أشتكي , إنما يدخل علي فيسلم ثم يقول : كيف تيكم , ثم ينصرف , فذاك الذي يريبني ولاأشعر بالشر , حتى خرجت بعدما نقهت فخرجت معي أم مسطح قبل المناصع وهو متبرزنا وكنا لانخرج إلا ليلا إلى ليل , وذلك قبل أن نتخذ الكُنف قريبا من بيوتنا , وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز فبل الغائط , فكنا نتأذى بالكنف أن نتخذها عند بيوتنا .
فانطلقت أنا وأم مسطح وهي ابنة ابي رهم بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر خالة ابي بكر الصديق , فأقبلت أنا وأم مسطح قبل بيتي وقد فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت : تعس مسطح , فقلت لها : بئس ما قلت أتسبين رجلا شهد بدرا ؟ قالت أي هنتاه أولم تسمعين ما قال ؟ قلت : وما قال ؟ فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا على مرضي . فلما رجعت إلى بيتي ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم تعني سلم ثم قال : كيف تيكم ؟ فقالت: أتأذن لي أن آتي أبوي قالت : وأنا حينئذ أريد أن أستيقن الخبر من قبلهما قالت : فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم .






XXXX هموم وأحزان تفتت الجبال XXXX


قالت: فجئت أبوي فقلت لأمي : يا أمتاه ما يتحدث الناس ؟ قالت : يابنيه هوني عليك , فوالله لقلما كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا أكثرن عليها . قالت: سبحان الله أو لقد تحدث الناس بهذا ؟ قالت فبكيت تلك الليلة لايرقأ لي دمع ولاأكتحل بنوم حتى أصبحت أبكي .



XXXX والله ماعلمت على أهلي إلا خيرا XXXX



قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر : يامعشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ؟ فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلاخيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الانصاري فقال : يارسول الله أنا أعذرك منه إن كان من أهل الأوس ضربت عنقه , وإن كان من اخواننا من الخزرج امرتنا ففعلنا امرك . فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج ولكن احتملته الحمية فقال لسعد : كذبت لعمر الله لاتقتله ولاتقدر على قتله ,
حتى هموا ان يقتتلوا ورسول الله قائم على المنبر فلم يزل رسول الله يخفضهم حتى سكتوا ,





XXXX هكذا نزلت براءتها من فوق سبع سماواتXXXX


قالت : ثم تولت فاضطجعت على فراشي قالت وأنا حينئذ أعلم أني بريئة وان الله مبراني , ولكن ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في أمري ولكن كنت أرجو أن يرى رسول الله في النوم رؤيا يبرؤني الله بها .
قالت فلما سري عن رسول الله عليه الصلاة والسلام سري عنه وهو يضحك فكانت أول كلمة تكلم بها : ياعائشة أما الله فقد برأك , فقالت أمي قومي اليه فقلت : والله لاأقوم اليه ولااحمد إلا الله فنزل قوله تعالى : { إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لاتحسبوه ...} العشر الايات كلها .




















الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأربعاء 29 سبتمبر - 22:02



XXXXبركة أمنا عائشة ...ونزول آية التيمم XXXX


ومن بركاتها رضي الله عنها أن الله عزوجل أنزل بسببها آية التيمم تيسيرا على المسلمين ففرح المسلمون لذلك فرحا شديدا .. فيا لها من أم مباركة فاح عبير بركتها على كل من حولها ..
عن عائشة رضي الله عنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه , وأقام الناس معه وليسوا على ماء, فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقالوا : ألاترى ما صنعت عائشة ؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم والناس ليسوا على ماء , فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع على رأسه على فخذي قدنام فقال : حبست رسول الله والناس ليسوا على ماء وليسوا معهم ماء فقالت عائشة : فعاتبني أبو بكر ماشاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي , فلا يمنعني من التحرك إلامكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي , فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن حضير : ما هي بأول بركتكم ياآل أبي بكر . قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته .



XXXX تمسح بيده رجاء بركتها XXXX


عن عائشة رضي الله عنها : " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث , فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه . وامسح عنه بيده رجاء بركتها "
لحق النبي بربه وهي لم تخط بعد إلى التاسعة عشرة , على أنها ملأت أرجاء الأرض علما فهي في رواية الحديث نسيج وحدها , ولم يكن بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من كان أروى منها ومن أبي هريرة رضي الله عنهما على أنها كانت أدق منه وأوثق .
قال الزهري : " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل "
وقال عطاء : " كانت عائشة أفقه الناس , وأحسن الناس رأيا في العامة "
وعن عروة بن الزبير : مارأيت أحدا أعلم بفقه ولابطب ولابشعر من عائشة رضي الله عنها "
وقال أبوموسى الأشعري رضي الله عنه : " ما أشكل علينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط , فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علما "
وقال مسروق : " رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يسألونها عن الفرائض "



XXXX في ظل الخلافة الإسلامية XXXX


وظلت عائشة رضي الله عنها بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم على العهد صائمة قائمة عالمة بالكتاب والسنة , يأتيها من كل حدب وصوب أهل العلم يقصدون أخذ العلم من نبعه الصافي , فلقد كانت موسوعة نادرة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم فكانت تُعلم الجاهل وتهدي الحائر وترشد الناس إلى الفضائل ومكارم الأخلاق .
وعاشت في ظل الخلافة الاسلامية وكانوا جميعا يعلمون قدرها ومكانتها الغالية السامقة ... فهي حبيبة الحبيب وأم المؤمنين ومنارة العلم التي فاح عبيرها على الكون كله فملأت الدنيا علما وأدبا ومعرفة وزهدا ..



XXXX وحان وقت الرحيل XXXX



وبعد هذه الرحلة الطويلة من العبادة والعلم والبذل والعطاء والتضحية لدين الله نامت الصديقة الطاهرة على فراش الموت بعدما ملأت الدنيا فقها وورعا .. فلقد آن الأوان لأمنا الغالية أن تستريح وأن تبدأ رحلتها مع النعيم المقيم فهي زوجة الحبيب صلى الله عليه وسلم في الدنيا والأخرة . فهنيئا لها ثم هنيئا لها ثم هنيئا لها ..
عن قيس , قال قالت عائشة , وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثا , ادفنوني مع أزواجه , فدفنت في البقيع رضي الله عنها..
وفي شهر رمضان من السنة الثامنه والخمسين للهجرة , ألم المرض بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وكانت وصيتها أن تدفن في البقيع مع صواحبها أمهات المؤمنين وآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ,
وفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان , توفيت أمنا وصعدت روحها إلى ربها راضية مرضية ,
ودفنت في ليلتها بعد صلاة الوتر ,
وقدم أبو هريرة رضي الله عنه فصلى عليها فاجتمع الناس ونزل أهل العوالي وحضروا جنازتها فلم تر ليلة أكثر ناسا منها .
ولانملك ونحن نودع أمنا الغالية إلا أن نتلو قوله تعالى :
( إن المتقين في جنت ونهر * فى مقعد صدقٍ عند مليك مقتدرٍ )

فرضي الله عنها وأرضاها



XXXX حكم الطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها XXXX



أن عائشة وغيرها من أمهات المؤمنين داخلات في عموم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فكل نص نهى عن سب الصحابة فعائشة داخلة فيه ومن ذلك : عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لاتسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا مابلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) رواه البخاري
ثم إن علماء الإسلام من أهل السنة أجمعوا قاطبة على ان من طعن عائشة بما برأها الله به منه فهو كافر مكذب لما جاء في القران في سورة النور.
وقد ساق الامام ابن حزم بسنده الى هشام بن عمار قال : سمعت مالك بن انس يقول : من سب أبا بكروعمر جلد ومن سب عائشة قتل , قيل له : ولم يقتل في عائشة رضي الله عنها ؟ قال : لأن الله عزوجل يقول في عائشة رضي الله عنها : (يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين )
قال مالك : فمن رماها فقد خالف القران ومن خالف القران قتل .
قال ابن حزم : قول مالك هنا صحيح وهي ردة تامة وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها .
وقال ابن قدامة : من السنة الترضي عن امهات المؤمنين المطهرات المبرات من كل سوء أفضلهن خديجة بن خويلد , وعائشة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم .
وقال الحافظ بن كثير في تفسيره :أجمع العلماء قاطبة أن من سبها بعد هذا ورماها به بعد هذا الذي ذكر في الايه فإنه كافر لأنه معاند للقران .

وقد قال العلماء :
أن الطعن في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم إيذاء له عليه الصلاة والسلام ولاشك في أن إيذاءه كفر إجماعا ومما يدل على ذلك : ما أخرجه الشيخان من حديث الإفك عن عائشة قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من يومه فاستعذر من عبدالله بن أبي وهو على المنبر فقال : يامعشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهلي والله ما علمت في أهلي إلا خيرا ... " الحديث .
ثم ليعلم ختاما أن أحب الناس إليه صلى الله عليه وسلم عائشة الصديقة بنت الصديق كما صح عن عمر بن العاص في غزوة ذات السلاسل قال قلت يارسول الله أي الناس أحب إليك قال عائشة قلت : فمن الرجال قال أبوها قلت ثم من قال عمر .
فمن أبغض حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو حري أن يكون بغيضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة والله أعلم


حسبنا الله ونعم الوكيل .. اللهم اجعله حجة لي لاعلي ياارحم الراحمين ..


اللهم اجعل هذا العمل خالصا لوجهك ألقى به وجهك الكريم .. وينير لي بها صراطك المستقيم ..واحشرني معها في يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتي الله بقلب سليم ..




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالسبت 2 أكتوبر - 12:39



السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

وصلى الله على اشرف المرسلين سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله من بعث رحمة للعالمين وشفيعنا يوم الدين
وعلى آله واصحابه اجمعين ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين



ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرورانفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله
فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له



اما بعد :



اخوتى الافاضل اعضاء المنتدى لقد جئت اليوم اذكركم ان هناك حملة ظالمة قادحة في عرض سيدنا وحبيبنا
ورسولنا وشفيعنا يوم الدين , حملة نظمها الحاقدون المفسدون من يدعون انهم مسلمون والاسلام منهم براء



من من يدعون حبهم لآل البيت رضوان الله عليهم اجمعين وكأن محمدا عليه الصلاة والسلام ليس بسيد الاولين
والاخرين وسيد آل البيت



كيف تجرأ هؤلاء الشرذمة القذرة على الطعن في عرض نبينا عليه الصلاة والسلام , كيف تجرؤا على الطعن بأمنا
وام المؤمنين جميعا , زوج وحبيبة سيد المرسلين ,




يقول الله تعالى :



إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً ..
الأحزاب57




انها امنا عائشة بنت ابي بكر الصديق وزجة سيدنا وحبيبنا عليه افضل الصلاة والتسليم ,



الصديقة بنت الصديق من انزل الله عز وجل فيها قرآن يتلى الى يوم الدين وبرأها عز وجل من حديث الافك الذي لفقه لها المنافقون في ذلك الوقت ..



انها العفيفة الطاهرة الشريفة العابدة الاديبة الفقيهة التي اخذت اغلب احكام الدين عنها رضي الله عنها وارضاها ..



هذا الزنديق ياسر الخبيث ومن هم على شاكلته يتجرأون وعلى مراى من العالم الاسلامي على اتهام سيدتنا الطاهرة بتهامات باطلة كاذبة حاقدة لا تصدر إلا من منافق زنديق فاجر , شل الله اطرافهم ولسانهم وارانا الله فيه وفي من يؤيده من الشيعة عجائب قدرته ,,,آمين



اعائشة رضي الله عنها في النار وانت ايها الخاسر الخبيث في الجنة ,!!, حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم يا رافضه



~



ابعد الطعن بصحابة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام يأتي الطعن بزوجتة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها ..
اهان عليكم ايها الفجرة رسول الله اهان عليكم ايذاءه في عرضه وصحابته الكرام ,
اي اسلام تدعون واي دين تتعبدون به اذن اذا كان تطعنون فيمن اتنا بهذا الدين , انما هي احلامكم بالقضاء على الاسلام والمسلمين ..



..............................حسبي الله ونعم الوكيل
.......................................حسبي الله ونعم الوكيل
...............................................حسبي الله ونعم الوكيل




ان هدف الرافضة ليست السيدة عائشة رضي الله عنها ولا ابوها الصديق ولا الفاروق وابن عفان رضوان الله عليهم اجمعين انما هدفهم هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام رمز هذا الدين ومن اتى بهذا الدين الاسلام
فإن الطعن في صحابته وزوجه هو طعن برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتالي طعن بديننا الحنيف



هذا هو الهدف وما امنا رضي الله عنها والصحابة إلا وسيلة للوصول لرسول الله عليه افضل الصلاة والسلام
ولن يستطيعوا قول ذلك علانية ابدا



ولكنهم وصلوا اليه بأبي هو وامي عندما طعنوا بعرضه الشريف وصحابته الاخيار , وحسبنا الله ونعم الوكيل



اللهم انتصر لنبيك وام المؤمنين والصحابة الكرام
اللهم ارنا في الخبيث ياسر عجائب قدرتك ياجبار
اللهم انتقم من كل من تسول له نفسه التعرض لعرض سيدتنا وامنا عائشة بنت الصديق وزوج نبيك الكريم
اللهم شل السنتهم واعمي ابصارهم



اللهم يامن برأت ام المؤمنين من فوق سبع سماوات وأبا الظالمون إلا الطعن بها ابلهم بأنفسهم واقطع دابرهم
اللهم زلزل الارض تحت اقدامهم
اللهم يا منتقم ياجبار يا شديد العقاب عجل بعذابهم في الدنيا


آميــــــــــــــــــــــــــــــــــن



وهذا مقال اخر للدفاع عن ام امنا عائشة رضى الله عنها:
ماذا يريد ياسر الحبيب وهو يوزع الأكاذيب والشتائم والسباب من المهجر بلندن ضد أمنا عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهما والمبرأة من فوق سبع سماوات، كيف تجرأ في النيل من زوجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، كيف يتقول وينال من عرض النبي الأكرم!! أما يستحي على نفسه هذا الكاذب المخادع؟! كفاك اثارة للفتنة والفتن وسب الصحابة وأهل السنة.

ايها المسلمون والله ثم والله ان لم يلجم هذا البغيض فأنتم شركاء في الجريمة، كل من لم يستنكر من السنة والشيعة وكل مسلم كل في موقعه ومنصبه في مشارق الأرض ومغاربها فانه على خطر اذا لم يبذل ويتحرك للرد على هذا الدعي الخبيث، وأرجو من كل الحكومات والمنظمات الاسلامية مطالبة بريطانيا بلجمه ومحاكمته لنيله من عرض الرسول صلى الله عليه وسلم، واستنكار هذا الطعن الصريح في رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.

لقد بلغت وقاحة ياسر هذا ان جمع مجموعة ممن هم على شاكلته ليمطرهم ويسمعهم شتائمه القذرة لأمنا عائشة رضي الله عنها بل جمع الأطفال الصغار والكبار وألبسهم أعلاما وشرائط كتب عليها(عائشة في النار!!!)...هكذا والله كما رأيتها وقد اقشعر جلدي وجنبي ودمعت عيناي غيرة على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى زوجته العفيفة الطاهرة عائشة رضي الله عنها.

لقد أقام المدعو ياسر الحبيب الهارب من العدالة احتفالا كبيرا قبل أيام وألقى محاضرة وكانت كالصاعقة حيث افترى كعادته بأن الصحابية الجليلة هي الآن في النار ومعلقة من رجلها..وتأكل الجيفة!! وغير ذلك من الوقاحة وسوء الأدب ووالله عساك أنت في النار وتعلق من عراقيب رجلك أيها الكاذب.

قال الامام الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى {ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم }، قال: أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على ان من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فانه كافر لأنه معاند للقرآن.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالسبت 2 أكتوبر - 20:40


وهذه بعض القصائد للدفاع عن السيدة عائشة رضى الله عنها

القصيدة الاولى بعنوان : أُمَّــاهُ عُـــذْرًا

للشاعر يوسف بن أحمد آل علاوي

5/شوال/1431هـ


نَشْكُــــــــــــــــــــو إِلَى اللّهِ الْقَوِيِّ الْقَاهِرِ...مِمَّــا جَـنَـتْـهُ يَـــدَا الخَـبِـيـثِ الخَـاسِـــــــــرِ
أَرْخَى الْلِسَانَ بِسَـــــــــبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا...وَالنَّيْلِ مِنْ عِـــرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِـــــرِ
جَابَ الْبِلَادَ مُجَاهِـــــــــــــــرًا فِي كُفْرِهِ...لَا يَـــنْثَنِـــــــــــي يَا وَيْـــلَهُ مِـــنْ كَـــافِـــــــــــــرِ
يُحْيِي الْمَــــــــــــــــوَالِدَ لِلسِّبَابِ مُكَذِّبًا...وَمُعَارِضًا قَــــــــــــــــــــــــــوْلَ الْإِلَهِ الْبَاهِـــــرِ
جـُــــــــدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْــــــلِ لِسَانِهِ...وَاجْعَلْـهُ مُعْتَبَرًا لِكُـــلِّ مُنَاظِـــــــــــــــــــــــــــرِ
وَاللّهِ لَوْ أَبْصَــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرْتُهُ لَقَتَلْتُهُ...لَوْ أَنْ تَحَامَى بِالْجُيُـــــــــــــوشِ الْعَسَاكِرِ
حَتَّى لَوْ اتَّخَذَ الْكَوَافِــــــــــــــــــــرَ مَلْجَأً...أَوْ قَدْ تَلَقَّى نُصْـــــــــــــــــــــــــــــرَةً مِنْ كَافِرِ
هَــــــــــــــــــــــــــــذَا الْمُنَافِقُ حَقُّهُ وَنَصِيبُهُ...مِـــــــــــــــنْ دِرَّةِ الْفَــارُوقِ ؛ وَيْلٌ لِعَاثِـــــــرِ
أَوْ حَـــــــدُّ سُيْفٍ يَقْطَعُ الرَّأْسَ الَّذِي...فِيهِ اعْتِقَادُ الْكَـــافِرِينَ الْخَـــــــــــــــوَاسِـــــــرِ
لَا تَحْسَبُوا فِعْلَ الْخَبِيثِ تَفَــــــــــــــرُّدًا...وَتَصَــــــــــــرُّفً ا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِــــرِ
بَلْ دِينُهُمْ سَـــــــــــــبُّ الصَّحَابِةِ كُلِّهِمْ...أَوْ جُلِّهِمْ قُلْ كَابِـــــرًا عَنْ كَابِـــــــــــــــــــــــــرِ
وَالطَّعْنُ فِي قَـــــــــوْلِ الْإِلَهِ وَزَعْمُهُمْ...قَدْ نَابَهُ التَّحْرِيـــــــــــــــــــفُ مِنْ كُلِ تَاجِرِ
يَتَسَتَّرُونَ بِحُـــــــــــــــــــــــــــــــــبِّ آلِ نِبِيِّنَا...وَالْآلُ قَـــــــــــــــــــــــدْ نَصَبُوا الْعِدَاءَ لِغَادِرِ
فَالْآلُ وَالْأَصْحَابُ رُوحٌ وَاحِــــــــــــدٌ...لَا يَرْتَضُـــــــــــــــــــــــــــــونَ مَهَانَةً مِنْ غَامِرِ
دِينُ الرَّوَافِـــضِ قَائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِي...أَزْوَاجِ خَـيْــــرِ الْعَــالَــمِـيـــــــــنَ الْحَاشِـــــرِ
يَتَعَبَّدُونَ بِنَيْلِهِمْ مِـــــــــــــــــــــــــــــــنْ أُمِّنَا...فِي عِـــــــــــــــــــــــــرْضِهَا بُعْدًا لِكُلِ مُهَاتِرِ
فَالطَّعْنُ فِي عِـــرْضِ الْعَفِيفَةِ مُخْرِجٌ...مِنْ مِلَّـــــــــــــــــــــــــةِ الْإِسْلَامِ دُونَ تَشَاوُرِ
أُمَّاهُ عُــــــــــــــــــــــــذْرًا فَالْكَلَامُ سِلَاحُنَا...لَا يَشْفِي غِــــــــــــــــــــــلًا مِنْ ذَلِيلٍ صَاغِرِ
زَوْجُ النَّبِيِّ مُحَمَّـــــــــــــــــــدٍ مَنْ ذَا لَهَا...لِيَـــــــــــــــــــذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِــبٍّ خَاسِـــــرِ
فَالْقَلْبُ يَشْكُــــــــــــــــــــو حُرْقَةً وَمَرَارَةً...وَالْعَيْنُ تُغْــرِقُهَا دُمُــــــــــــــــــوعُ النَّوَاهِـــــرِ
يَا مُسْلِمُــــــــــــونَ تَجَرَّدُوا لِلذَّبِ عَنْ...عِـــــــــــــرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ
أَيْنَ الْمُلُــــوكُ وَأَيْنَ سَـــادَاتُ الْوَرَى...مِنْ كُلِّ حُــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرٍ قَائِمٍ أَوْ ثَائِرِ
لِيُنَافِحُوا عَنْ عِـــــــــــــرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَا...هَــــــــــــــــــــــــذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِنْ عَاذِرِ
وَيُزَلْزِلُوا هَـــــذَا الْخَبِيثَ وَحِـــــــــــزْبُهُ...حِـــــزْبُ الرَّوَافِــــــــــضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِرِ
هِيَ أُمُّنَا عِـــــــــرْضِي الْفِدَاءُ لِعِرْضِهَا...مَعْ عِــــــــــــــــرْضِ أُمِّي وَالنِّسَاءِ الْحَرَائِرِ
وَكَذَاكَ مِـــــــــــــــــــــنْ أَرْوَاحِنَا وَدِمَائِنَا...وَقُلُوبِنَا وَمِــــــــــــــــــــــــــنَ الْعُيُونِ النَّوَاظِرِ
هِيَ عِنْدَنَا أَغْلَى الْغَــــــــــــــــــوَالِي إِنَّهَا...زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَــــــــــــــــــــامِ الْعَامِرِ
هَذِي الْمَصُــــــــــــــــــــــــونُ حَبِيبَةٌ لِنَبِيِّنَا...هِيَ زَوْجُـــــــــــــــــــــــهُ فِي عَاجِلٍ وَالْآخِرِ
هِيَ بِكْــــــــــــــــــــرُهُ لَمْ تَلْقَ زَوْجًا قَبْلَهُ...هِيَ حِبُّهُ رُوحِي فِـــــــــــــــــــــــــدَاءُ الطَّاهِرِ
وَهِيَ ابْنَــــةُ الصِّدِيقِ صَاحِبِ أَحْمَدٍ...وَبِهِ تُفَاخِرُ فَــــــــــــــــــــــــــــــوْقَ كُلِّ مُفَاخِرِ
وَهِيَ التَّي نَزَلَ الْقُــــــــــــــرَانُ بِطُهْرِهَا...فِي عَشْرِ آيٍ مُحْكَمَاتٍ غَرَائِـــــــــــــــــــــرِ
وَهِيَ التَّي مَــــــــــــاتَ النَّبِيُّ بِحَجْرِهَا...مَا بَيْنَ سَحْـــــــــــــــــــــــــــــرِكِ أُمَّنَا وَالنَّاحِرِ
هَذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَـــــوَارِحِي...وَسَطَـــــــــــــــــــــــر ْتُهَا مِنْ دَمْعِ عَيْنٍ مَاطِرِ
أُمَّاهُ عُذْرًا لَسْتُ أَقْـــــــــــــــــــــــدِرُ غَيْرَهُ...فَالْعُـــــــــــــــــــذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْرِ الْعَاذِرِ
وَخِتَامُهَا أَرْجُــــــــــــــــــــــــو الْإِلَهَ بِعَفْوِهِ...أَن لَّا يُؤَاخِــــــــــــــــــــــــــــذَنَا بِفِعْلِ الْحَائِرِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ مَــــــعَ السَّلَامِ عَلَى النَّبِيْ...وَالَآلِ وَالصَّحْبِ الْكِـــــــــــــــــرَامِ وَسَائِرِ
فِي نَهْجِهِمْ حتَىَّ يُلَاقِي رَبَّــــــــــــــــــــــهُ...مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَائِــــــــــــــــــــــــبٍ أَوْ حَاضِرِ


القصيدة الثانية:


عذراً أيا أمّنا .!

للشيخ الدكتور عبد المجيد البيانوني


بوركت يا زوجة المختار مِن قِدَمِ
وعطّر الأصلُ والإصهارُ كلّ فمِ

أنت الحصان على الجوزاء هامتها
وأنت أستاذة الأجيال والأمم

أنت الكريمة بنت أكرم سيّد
بعد النبيّ وخير العرب والعجم

صدّيقة بنت صدّيق مناقبه
فاضت على الدهر بالأمجاد والقيم

أنت الهدى والتقى يطوى على أدب
يزيّن الكون والتاريخ في شمم

يا بنت ماجدة يا أخت عابدة
أستاذة الصحب في فقه وفي حكم

رفعت قدر النسا مذ كنت سيّدة
محبوبة عند خير الخلق كلّهم

وكنت راوية للهدي واعية
ملاذ كلّ ذكيّ حاذق فهم

يا أمّنا يا مناراً في حضارتنا
مَن علمُها في الورى نور على عَلَم

ويزدهي كلّ قرطاس بنشر هدى
ويغتذي قلم يرويه عن قلم

في بابها وقف الأفذاذ في أدب
ومن هداها رووا عن صادق الكلم

بوركت يا زوجة المختار خير نبي
عرضي فداء لغبراء من القدم

ويفتديك بنو دين نمجّده
بما غلا وزكا من حرّ دمِ

فما يضيرك من وغد شتائمه
الكلب ينبح نور البدر في الظلم

رام الظهور ودنيا لا تطاوعه
فقبّح الله وجهاً في الضلال عَمِي

عذراً أيا أمّنا فالقلب منفطر
من فرية الوغد والدمعُ العصيّ همي

عذراً أيا أمّنا من فاجر دنس
ابن الدنيئات من مسترذل الوخم

يروم عزّك هيهات الدنوّ له
من بعد ما صانك الرحمن من قدم

في سورة النور آيات مبيّنة
وصرخة الحقّ لا تجدي ذوي الصمم

صدّيقة شرفت بالوحي ساحتها
ويستقي من يديها الطهر كلّ ظمي

قصيدة الحرب قد تروى مرنّمة
وصادق الحبّ لا يرويه غير دمي

هُنّا على الله مذ هانت عزائمنا
عن نصرة الحقّ والإيمان والقيم

فداس أقداسنا الأوغاد في صلف
وأعلن الهجر زنديق وكلّ عمي

جبريل يهديك تكريماً تحيّته
فما يضيرك نبح زنيم أخرب الذمم

أهديكها نفحة غرّاء معتذراً
أرجو بها رحمة من بارئ النسم

وأن تنال قبولاً من نبيّ هدى
تكون لي سبباً من أوثق الرحم





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 3 أكتوبر - 20:05

مليكة الطهر (قصيده في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)
محمد بن عبدالرحمن المقرن


بُشْرَاكِ يَا أُمَّاهُ بُشْرَاكِ
هَيْهَاتَ يَخْلُدُ إفْكُ أَفَّاكِ بُشْرَاكِ آيَاتٌ نُرَتِّلُهَا
تَجْلُو هُمُومَ البَائِسِ البَاكِي أَفْدِي دُمُوعَكِ رِقَّةً نَزَفَتْ
تُبْدِي الْمَوَاجِعَ مِنْ حَنَايَاكِ فِي ثَوْبِ طُهْرِكِ عِشْتِ رَافِلَةً
وَالنُّورُ يَقْطُرُ مِنْ مُحَيَّاكِ نَبْعُ الْحَيَاءِ وَعَذْبُهُ اجْتَمَعَا
تَحْوِيهِمَا بِالطُّهْرِ عَيْنَاكِ هَيْهَاتَ يَمْتَدُّ النِّفَاقُ لَهُ
كَالنَّجْمِ عَنْ يَدِهِمْ سَجَايَاكِ هَيْهَاتَ يَدْنُسُ ثَوْبُ طَاهِرَةٍ
هَيْهَاتَ يُلْمَسُ غَرْسُهَا الزَّاكِي يَأْبَى العَفَافُ بِأَنْ تُلاَمِسَهُ
أَطْرَافُ خَوَّانٍ وَشَكَّاكِ أَمَلِيكَةَ الطُّهْرِ التَوَى قَلَمِي
عَنْ وَصْفِ مَالِكَةٍ وَأَمْلاَكِ أَمَلِيكَةَ الطُّهْرِ انْتَشَى عَبَقًا
تَارِيخُنَا بِشَذَا حَكَايَاكِ خَيْرُ الأَنَامِ حَلِيلُكُمْ وَكَفَى
فَخْرًا بِأَنَّ يَدَيْهِ تَرْعَاكِ فِي حُبِّهِ قَدْ حُزْتِ مَنْزِلَةً
مَا حَازَهَا - وَاللهِ - إِلاَّكِ عِلْمٌ وَفَضْلٌ، عِفَّةٌ وَهُدًى
سُبْحَانَهُ كَالْبَدْرِ سَوَّاكِ مَا مِتِّ لاَ.. مَا زِلْتِ عَائِشَةً
بِالْعِلْمِ كُنْتِ كَمَا مُسَمَّاكِ أُمَّاهُ مَا زَالَ النِّفَاقُ بِنَا
لَوْ أَبْصَرَتْهُ اليَوْمَ عَيْنَاكِ كَمْ بَيْنَنَا مِنْ مُرْجِفٍ وَلَكُمْ
مِنْ حَاقِدٍ وَغْدٍ وَأَفَّاكِ وَقَفُوا لَنَا فِي دَرْبِ عِفَّتِنَا
بُشْرَاكِ عُدْوَان وَأَشْوَاك لاَ لَيْسَ شَرًّا مَا يُحَاكُ لَنَا
فَاللهُ فَوْقَ الْحَائِكِ الْحَاكِي لاَ لَيْسَ شَرًّا إِنَّهُ لِرُؤَى
خَيْرٍ فَبُشْرَانَا بِبُشْرَاكِ



القول اليقين في الدفاع عن أم المؤمنين (قصيدة)
محمود النبهاني



هَام الفُؤَاد بِصَفحَتِي مُتَودِّدا
وَبِحُب أَم المُؤْمِنِين مُجَدِّدَا
فِي ذِكْرِ عَائِشَةَ الكَرِيْمَة جِئتُكُم
أُبْدي المَحَبَّة أسْتَثِير المَقصِدَا
هِي أُمُّ مِن كَان الْرَّسُوْلُ حَبِيْبَهُ
هِي أُمُّ مَن فِي الدِّيْن كَان مُوَحِّدا
هِي أُمُّ كُل المُؤمِنِين، وَحُبُّهَا
فَرضٌ عَلَيْنَا فِي الْهِدَايَة حُدِّدَا
فَهِي الحُمَيرَاءُ الطَّهُور، وَعِرْضُهَا
مِن عِرْض خَيْر الْخَلقِ فِيْنَا أَحْمَدَا
وَهِي الْمُبَرَّأَةُ الشَّرِيْفَةُ بَعْدَمَا
طَالَت لِسَانَ الإِفْكِ، جَاوَزَت الْمَدَى
مِن فَوْق سَبْعٍ جَاءَت الْبُشْرَى وَقَد
زُهِقَت أَبَاطِيلٌ، وَحَقٌّ قَد بَدَا
نَقلتْ لَنَا أَخْلاقَ سَيِّدِنَا وَقَدْ
قَالَت هُوَ الْقُرْآنُ نُورٌ يُقْتَدَى
هِي إِبْنَه الْصدِّيق سَيِّدِنَا أَبِي
بَكْرِ الَّذِي صَحِبَ الْرَّسُوْلَ مُحَمَّدا
فِي الْغَار، بَعْدَ تَجَمُّعِ الْكُفَّارِ كَيْ
يَقْضُوْا عَلَيْه، فَلَم يُبَالِي بِالعِدَا
مَن ذَا يَقُوْل بِبغضِهَا وَبِهَجْرِهَا
فِي دِيْنِه قَد قَال قَوْلاً أَجْرَدَا
جَمَعَ الرِّوَايَاتِ الضعيفةَ، بَيْنَمَا
أَضْحَى بِسِيرَة عِزِّهَا مُتَصَيِّدا
وَلَقَد عَمَاهُ الحِقْدُ بَعْدَ ضَلالِه
مَا لِلحَقُودِ بِحقدِهِ أَن يَصْمُدَا
فَاللهُ يُظْهِرُ دِيْنَهُ لِعِبَادِهِ
وَنَرَى الضَّلالَةَ بَيْنَهُم ضَاعَت سُدَى
يَا رَب، جَمِّعْنَا مَع المُخْتَار وَال
أَخْيَار مِن سَادَات أَقْوَامِ الْهُدَى
وَانْصُر عِبَادَك أَولِيَاءَ اللهِ فِي
تِبيَانِهِم لِلحَقِ وَاجْعَلْهُم يَدَا
وَاهْلِكْ أُنَاساً قَد تَعَدَّى قَوْلهُم
فُجْراً، وَصَالُوا فِي الضَّلالِ تَمَرُّدَا
وَتَنَاقَلُوا عِرضَ الرَّسُولِ بِقَولِهِم
وَغثاؤهُم لِلإثْمِ صَار مُرَدِّدا
هَذَا كَلامِي قُلتُه مُتَقَرِّباً
للهِ فِي مَدْحِي لأُمٍّ تُفْتَدَى
لَم أُوْفِهَا حَقَّ المَدِيْح، فَهَل لَكُم
مِن غَيْرَة العَبْدِ الفَقِيرِ لَكُم صَدَى؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 3 أكتوبر - 20:10


روحي فداك (قصيدة)
سلوى عصام

أنتِ العُلا والنجمةُ الشمَّاءُ
قد نِلتِ مالَم تُدركِ الجوزاءُ
يا زوجَ خيرِ العالمينَ سجيَّةً
عشقَتهُ أرضٌ واصطفَتهُ سَماءُ
حبُّ الرسولِ على جَبينكِ شامةٌ
والسيرةُ الغرَّاءُ مِنكِ تُضاءُ
الطُّهر أنتِ فهل هنالكَ منكِرٌ
مِن بعد ما قال الإلهُ – براءُ -؟
كلاَّ، وويلٌ للذينَ تخرَّصوا
همْ للحقيقةِ والهدى أعداءُ
بالإفكِ قامت بالرَّذيلة ملَّةٌ
في مُبتدَاها اللَّعنُ والفَحشاءُ
أذناب كفرٍ في النفاقِ ترنَّحوا
للآلِ حبًّا.. والقُلوبُ خواءُ!
يتلاطمونَ ويُهرِقونَ دماءهمْ
وعلى العُقول غِشاوةٌ وغَباءُ!
كذَبوا الإلهَ، وأنقصوا في قدرِهِ
ذكَروا النَّبيَّ وصحبَهُ فأساؤوا
ماذا يضيركِ - يا حبيبةُ -؟ إنَّهم
أقذارُ فاحتْ ريحهمْ نَكراءُ
ماذا يضيرُ النجمَ في عَليائهِ
نَبحٌ بغِيضٌ في الثَّرى وعُواءُ
سِيئَتْ وجوهُ المرجفِينَ، وقطِّعتْ
أيدي النفاقِ، وأُخرسَ الجبناءُ
سَيدُكُّ نور الحقِّ إفكَ ضلالِهمْ
وتُسامُ ذلاًّ ملةٌ شوهاءُ
يا حبّ، أم المؤمنينَ بمهجتي
روضٌ بذكركِ عاطرٌ وثناءُ
روحي فداكِ، فلستُ أرضى بالذي
يؤذيكِ.. دُونَكِ أَنفسٌ ودماءُ.


أمام حجرة عائشة (قصيدة)
د. عبد الرحمن العشماوي

حَصانٌ - أيها الأعمى - رَزانُ
يُشيرُ إلى فضائلها البَنانُ رآها المجدُ أوَّلَ ما رآها
مُبجلةً لها في الخير شَانُ ترى فيها البراءةُ مبتغاها
ويعجَبُ مِن بلاغَتها البيانُ لها في قلبِ خيرِ الناس حُبٌّ
تضلَّع من منابعهِ الجَنانُ سرى في الأُفْقِ منهُ شذاهُ حتَّى
تعطَّرَتِ الغمائمُ والعنانُ حبيبةُ قلبهِ روحاً وعقلاً
أحاطَ بها من الهادِي الحَنانُ لقد شهدَت بحبِّهما البَرايا
وطارَ بذكرِهِ الحَسَنِ الزمانُ حبيبةُ سيِّدِ الأبرار أهدَى
إليها الحبَّ فارتفعَ المكانُ و أمُّ المؤمنين بأمرِ ربِّي
وتلكَ أُمومةٌ فينا تُصانُ لها من طِيبِ مَحتدِها شموخٌ
به تأريخُ أمَّتنا يُزانُ

♦ ♦ ♦

لقَد أعلى رَسولُ الله قدراً
لعائشَ، فاستقرَّ لها الكيانُ وعن جبريلَ أقرأَها سلاماً
فقُل لي: كيفَ ينفلت العنانُ؟! سلامٌ مِن ملائكةٍ كِرام
فلا عاشَ المُكابرُ والجَبانُ ولا عاش اللذينَ لهم قلوبٌ
لَها بمَظاهرِ الكفرِ افتِتَانُ وما كلُّ الرجال لهم عقولٌ
بها في كلِّ خَطبٍ يُستعانُ ففي النَّاس العقاربُ والأَفاعِي
ومَن هو في الخَديعةِ ثعلبانُ نعوذ بربِّنا من كلِّ قلبٍ
به من سوءِ نيَّته احتِقانُ ومِن بعض النفوسِ.. بِها لهِيبٌ
يثُور به من الحقدِ الدُّخَانُ لقد كذبوا على خيرِ البَرايا
ونالُوا مِن حبيبتهِ، وخانُوا وماذا ينقمُ السُّفهاءُ مِنها
وفي تكرِيمها كُسبَ الرِّهانُ؟ وكيفَ يصحُّ فيها قولُ غاوٍ
وعندَ اللهِ قدْ عُقِدَ القِرانُ؟ أتُرمَى زوجةُ الهادِي بسُوءٍ
ويبقَى مَن رَماها لا يُدَانُ؟! بَغِيضٌ مَن يسيءُ لها بَغِيضٌ
عليهِ مِن الخَنا والإثمِ رَانُ إذا أَمِنَ الغُواةُ عِقابَ ذنبٍ
تمادَوا في الغوايةِ واستهانُوا أمَا يكفي ابنةَ الصدِّيق وحيٌ
تنزَّلَ في اللحافِ لَوِ استبَانوا؟

♦ ♦ ♦

أيا بيتَ النُّبوَّةِ، أنتَ رمزٌ
عليهِ من المَهابة طَيلَسانُ وفيكَ مِن التُّقى نُورٌ مُبِينٌ
وإحسَانٌ وعدلٌ واتِّزانُ وفيكَ الحبُّ فجرٌ مِن حنانٍ
به الناسُ استضاؤوا حيثُ كانوا وفيك تدفَّق القرآنُ نهراً
وفي جنَباتكَ ارتفعَ الأذانُ وفيك وشائجُ القُربى تسامَت
وعنهَا صدَّق الخبرَ العيانُ سمَا بمقامكَ العالي رسولٌ
وزوجاتٌ كريماتٌ حِسانٌ لعائشَ فيكَ منزلةٌ، ولكن
لهنَّ القَدرٌ والحق المصانُ أيا بيت النبوةِ، أنت صرحٌ
عظيمٌ لا تطاولهُ الرِّعانُ برغمِ الحاقدينَ تظلُّ رمزاً
به الإيمانُ يُشرِقُ والأَمانُ.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد المصرى
المــــدير العـــــام
المــــدير العـــــام
احمد المصرى


عدد المساهمات : 5770
الموقع : منتدى الاخوه

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 3 أكتوبر - 20:25

قصيدة ابن بهيج الأندلسي


ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي=هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي

إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِها=ومُتَرْجِماً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِي

يا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ=فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِي

إِنِّي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ=بِصِفاتِ بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِي

وَسَبَقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها=فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي

مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي=فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي

زَوْجِي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ=اللهُ زَوَّجَنِي بِهِ وحَبَانِي

وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِي=فَأَحَبَّنِي المُخْتَارُ حِينَ رَآنِي

أنا بِكْرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ=وضَجِيعُهُ في مَنْزِلِي قَمَرانِ

وتَكَلَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي=وَبَرَاءَتِي في مُحْكَمِ القُرآنِ

واللهُ خَفَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي=وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي

واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي=بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي

واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي=إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِي

إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ=ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي

واللهُ أَحْصَنَنِي بخاتَمِ رُسْلِهِ=وأَذَلَّ أَهْلَ الإفْكِ والبُهتَانِ

وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ=مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي

أَوْحَى إلَيْهِ وَكُنْتُ تَحْتَ ثِيابِهِ=فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّاني

مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُ صُحْبَتِي=ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟

وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ=وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ

وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ=فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي

والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي=حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي

وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ=وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ

نَصَرَ النَّبيَّ بمالِهِ وفَعالِهِ=وخُرُوجِهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ

ثانِيهِ في الغارِِ الذي سَدَّ الكُوَى=بِرِدائِهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثانِ

وَجَفَا الغِنَى حتَّى تَخَلَّلَ بالعَبَا=زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعانِ

وتَخَلَّلَتْ مَعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا=وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْوانِ

وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ=في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ

قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ=وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ

سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى=هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ

واللهِ ما اسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ=مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ

إلاَّ وطَارَ أَبي إلى عَلْيَائِها=فَمَكَانُهُ مِنها أَجَلُّ مَكَانِ

وَيْلٌ لِعَبْدٍ خانَ آلَ مُحَمَّدٍ=بِعَدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ

طُُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ=وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ

بَيْنَ الصَّحابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَةٌ=لا تَسْتَحِيلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ

هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً=هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!

حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي=وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ

حُبُّ البَتُولِ وَبَعْلِها لم يَخْتَلِفْ=مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ

أَكْرِمْ بِأَرْبَعَةٍ أَئِمَّةِ شَرْعِنَا=فَهُمُ لِبَيْتِ الدِّينِ كَالأرْكَانِ

نُسِجَتْ مَوَدَّتُهُمْ سَدىً في لُحْمَةٍ=فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ

اللهُ أَلَّفَ بَيْنَ وُدِّ قُلُوبِهِمْ=لِيَغِيظَ كُلَّ مُنَافِقٍ طَعَّانِ

رُحَمَاءُ بَيْنَهُمُ صَفَتْ أَخْلاقُهُمْ=وَخَلَتْ قُلُوبُهُمُ مِنَ الشَّنَآنِ

فَدُخُولُهُمْ بَيْنَ الأَحِبَّةِ كُلْفَةٌ=وسِبَابُهُمْ سَبَبٌ إلى الحِرْمَانِ

جَمَعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي=واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَانِ

وإذا أَرَادَ اللهُ نُصْرَةَ عَبْدِهِ=مَنْ ذا يُطِيقُ لَهُ على خِذْلانِ؟!

مَنْ حَبَّنِي فَلْيَجْتَنِبْ مَنْ َسَبَّنِي=إنْ كَانَ صَانَ مَحَبَّتِي وَرَعَانِي

وإذا مُحِبِّي قَدْ أَلَظَّ بِمُبْغِضِي=فَكِلاهُمَا في البُغْضِ مُسْتَوِيَانِ

إنِّي لَطَيِّبَةٌ خُلِقْتُ لِطَيِّبٍ=ونِسَاءُ أَحْمَدَ أَطْيَبُ النِّسْوَانِ

إنِّي لأُمُّ المُؤْمِنِينَ فَمَنْ أَبَى=حُبِّي فَسَوْفَ يَبُوءُ بالخُسْرَانِ

اللهُ حَبَّبَنِي لِقَلْبِ نَبِيِّهِ=وإلى الصِّرَاطِ المُسْتَقِيمِ هَدَانِي

واللهُ يُكْرِمُ مَنْ أَرَادَ كَرَامَتِي=ويُهِينُ رَبِّي مَنْ أَرَادَ هَوَانِي

واللهَ أَسْأَلُهُ زِيَادَةَ فَضْلِهِ=وحَمِدْتُهُ شُكْراً لِمَا أَوْلاَنِي

يا مَنْ يَلُوذُ بِأَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ=يَرْجُو بِذلِكَ رَحْمَةَ الرَّحْمانِ

صِلْ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِينَ ولا تَحِدْ=عَنَّا فَتُسْلَبَ حُلَّةَ الإيمانِ

إنِّي لَصَادِقَةُ المَقَالِ كَرِيمَةٌ=إي والذي ذَلَّتْ لَهُ الثَّقَلانِ

خُذْها إليكَ فإنَّمَا هيَ رَوْضَةٌ=مَحْفُوفَةٌ بالرَّوْحِ والرَّيْحَانِ

صَلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وآلِهِ=فَبِهِمْ تُشَمُّ أَزَاهِرُ البُسْتَانِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alo5owah.ahlamontada.com
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالإثنين 4 أكتوبر - 11:53


أمي عائشة
د. أيمن محمد الجندى


الصديقة بنت الصديق، حبيبة رسول الله ومصدر سعادته، الكريمة من بيت الكرام الذي اشتهر بتدليل نسائه.. في الوقت الذي كانت فيه المرأة حملا ثقيلا يستنفد القوت كان بيت أبيها أبي بكر مثالا يحتذى به في التحضر في معاملة المرأة، وندر من أبنائه من لم يكن له شأن يذكر في باب المحبة بين الأزواج.



أمنا عائشة..
حواء في أبهى صورها، والتي عرفتنا بجانب -كان يصعب علينا معرفته دونها- من خلق الرسول الكريم؛ رسولنا الذي قال لأصحابه (خيركم خيركم للنساء) و(ما أكرم النساء إلا كريم ولا أهانهن إلا لئيم) بلغ في الرفق بأزواجه فوق ما توجبه الشريعة؛ بساما ضحوكا يخدم أزواجه ويزورهن جميعا في الصباح والمساء.



بشرية الرسول:
كان صحابته ينظرون إليه في مهابة وتقديس، لا يفهمون وقار الدين كما يفهمه، ولا تتسع صدروهم لما يتسع له صدره، حينما مات ابنه إبراهيم تعجبوا من بكائه –وهو النبي المرسل– وتصوروا أن نبوته تعصمه من حزن القلب ودموع العين، ونسوا أن محمدا كان مثال الرجل الكامل كما خلقه الله تعالى، يعجب بالجمال ويسر بالملاحة ويحب النساء.



قالها الرسول الكريم:
حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة.. وبرغم هذا الحديث الواضح نلتمس تبرير زواجه بكفالة الأرامل وجبر الخواطر وعقد المعاهدات وكأنه - صلى الله عليه وسلم - لا يملك قلبا يحب ويخفق.. الرجل الكامل لا يعيبه ميله الفطري للنساء، المهم ألا يشغله هذا الميل عن واجباته الكبرى ومهامه العظمى؛ فهل الرجل الذي هم بطلاق نسائه وهجرهن شهرا من أجل مطالبتهن له بزيادة النفقة يوصف بذلك؟.. كيف يلمز رجل خيّر نساءه بين عيش المساكين معه وبين طلاقهن مع التمتع بزينة الدنيا وهو قادر على حياة الترف –إن شاء– بمجرد إشارة؟.



نعم.. نحن مدينون لأمنا عائشة في تعريفنا بذلك الجانب البشري في شخصية الرسول الكريم، الزوج المحب العطوف، الرجل الذي يحب ويدلل زوجته.



صفات عائشة:
لا يعرف على التحديد في أي سنة ولدت عائشة رضي الله عنها، وهو شيء لا غرابة فيه بين قوم لم يتعودوا تسجيل المواليد.. ربما قاربت الرابعة عشرة حين تزوجها النبي، ويؤيد هذا الترجيح أنها كانت مخطوبة قبل خطبتها إلى النبي. وعلى الرغم من مكانتها في بيت أبيها فلم تشعر بوحشة الانتقال إلى بيت النبي، لأن عطفه كان العطف الغامر الذي لا يلجأ إلى عطف سواه.. تركها على سجيتها تلعب بالعرائس مع صواحبها الصغار، ويتعهدها بما يسرها إلى الحد الذي يعجب منه الصحابة.. عطف لا نظير له بين الأزواج، أغدق عليها حنان أبوته؛ فكانت عنده طفلة تنعم بالتدليل وتسعده بالطرافة والجمال، وعرف الكل مكانتها لديه فكان صلى الله عليه وسلم يعدل بينها وبين زميلاتها فيما يملك العدل فيه، ويستغفر ربه لميل قلبه قائلا: اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما تملك ولا أملك".



بيضاء أقرب إلى الطول، نحيلة في صباها قبل أن تمتلئ مع السنين، موفورة النشاط، تمثل المرأة في تكوينها الأصيل الذي خلقه الله منذ خلق حواء، تتمثل فيها الأنثى الخالدة في غيرتها وفي دلالها على زوجها وفي كل ما عرفت به الأنثى من حب التدليل والتصغير والمناوشة، ومكاتمة الشعور والتعريض بالقول، وهي قادرة على التصريح، فاشتهرت بغيرتها من السيدة خديجة لشدة حب الرسول لها ووفائه لذكراها، وربما غارت من زوجات الرسول لطعام يستطيبه النبي أو لجمال اشتهرن به، بل يبلغ بها الأمر أن تكسر إناء الطعام الذي قدمته السيدة صفية المشتهرة بجودة الطهي، ثم ندمت فسألت الرسول عن كفارته فقال: إناء مثل إناء وطعام مثل طعام. وكان غضب الرسول من غيرتها تأديبا وتهذيبا لا سخطا وتأنيبا.. يعذرها فيما يمسه ولا يسكت عن مؤاخذتها حينما تمس آخرين، عابت أمامه السيدة صفية لأنها قصيرة، فكره حديثها وقال: لقد قلت كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته.



حواء وأم المؤمنين:

تتدلل على زوجها وهي أشوق ما تكون إلى المصالحة، فحينما هجر الرسول نساءه شهرا بعد إلحافهن بالنفقة وانقضت الأيام بدأ بالسيدة عائشة فدخل عليها وهي أشوق ما تكون للقائه ولكن لا بد لها من الدلال عند الزوج المحبوب، قالت له: لقد أقسمت أن لا تدخل علينا شهرا وقد مضى تسعة وعشرون يوما فتبسم الرسول وقال إن الشهر تسعة وعشرون.



وإذا عرضت مناسبة للسن فليس أحب إليها إلا أن تقول: وكنت جارية صغيرة السن، أو حدث هذا لجهلي وصغر سني.. وربما راق لها أن تختار من الروايات التي ذكروها عن سنها أقربها إلى التصغير وأولاها أن تميز بين زميلاتها بميزة الشباب.



وقد رآها الصديق في بيتها معجبة بثيابها فنهاها عن ذلك قائلا: أما علمت أن العبد إذا دخله العجب بزينة الدنيا مقته ربه حتى يفارقها، فنزعته وتصدقت به. وهي (عائشة) كاملة في هذه القصة الصغيرة، حواء التي تحب أن تنظر إلى زينتها، وهي أيضا أم المؤمنين التي تحب أن ينظر الله إليها، وتطمح إلى زينة أعلى وأغلى.



حبها كان العروة الوثقى في قلب محمد كما وصفه، وكانت تسأله في دلال عن حال العروة فيجيبها: على عهدها لا تتغير يا عائشة، ولم يكن في أحاديث زوجات النبي ما في أحاديثها من الإحساس بالقرب والنفاذ إلى الطوية، وليست المسألة هنا كثرة أو قلة الأحاديث، بل هي القدرة على الاستيحاء واتصال النفسين ببداهة المرأة وبداهة الحب الأنثوي، تحضره إذا بايع النساء أو جلس إليهن؛ فيوكلها بالتفسير والإسهاب حينما يعرض عن الجواب حياء -صلى الله عليه وسلم- وكانت فطنة لسرائر النبي، نافذة إلى معانيه وسريرته، تحبه حب المسلمة لنبيها، وحب الزوجة لزوجها، تعجب بجماله كما تعجب بأدبه وعظم قدره، تغار عليه أشد غيرة عرفتها امرأة على زوجها، وتتحلى بما يروقه من مرآها، وتعطي بنات حواء درسا لا ينسى حين تقول لامرأة: إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتصنعيهما أحسن مما هما فافعلي.



حياة حافلة:

توفي النبي في بيتها ودفن في المكان الذي كان ينام فيه، وما برحت منذ تلك اللحظة تلازم البقعة الخالدة متخذة سكنها في الغرفة المجاورة، ومنذ ذلك الحين لم تكن حياتها فارغة، بل عاشت تعلم الناس ما حفظته من السنن والأحاديث حتى صارت المرجع الأول في تلقين الأحاديث وجواب السائلين، وكانت كريمة في النجدة تتصدق بسبعين ألفا وإنها لترقع ثوبها، ذكية متوقدة في ذكائها صاحبة بديهة واعية حافظة للشعر، روت وحدها أكثر من ألفي حديث عن النبي في الأحكام الشرعية والعظات الخلقية والآداب النفسية، تحفظ وتفقه وتفسر على وعي بالكلمات والمعاني، تحفظ الأنساب وتعرف تواريخ الأمم، عليمة بطب زمانها، استحقت مكانتها الرفيعة لنشأتها وزواجها كما استحقتها أيضا بما تميزت به بين أترابها من جمال وفهم ومعرفة وبيان.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالإثنين 4 أكتوبر - 12:07

د. عائض القرني: قصيدة يا أمنا

يا أمنا، أنتِ أنتِ ذروة الكرمِ
وأنتِ أوفى نساء العُرْب والعجمِ

يا زوجة المصطفى، يا خير من حملت
نور النبوة والتوحيد من قدمِ

أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعه
أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ

نفديك يا أمنا، في كل نازلةٍ
من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ

وهل يضر نباحُ الكلب شمسَ ضحى
لا والذي ملأ الأكوان بالنعم

الله برَّأها والله طهرها
والله شرفها بالدين والشِّيمِ

الوحي جاء يزكِّيها ويمدحُها
تباً لنذلٍ حقيرٍ تافهٍ قزمِ

والله أغيرُ من أن يرتضي بشراً
لعشرة المصطفى في ثوب متَّهمِ

في خِدْرها نزلت آياتُ خالقنا
وحياً يبدِّد ليلَ الظُّلمِ والظُلَمِ

عاشت حَصَاناً رَزَاناً همها أبداً
في الذكر والشكر بين اللوح والقلمِ

صديقةٌ يُعرف الصِّديقُ والدُها
صان الخلافةَ من بغْيٍ ومن غشمِ

مصونة في حمى التقديس ناسكةً
من دون عِزِّتها حربٌ وسفك دمِ

محجوبةٌ بجلال الطُّهر صيّنةٌ
أمينة الغيب في حِلٍّ وفي حرمِ

كل المحاريب تتلو مدحها أبداً
كل المنابر من روما إلى أرمِ

وكلنا في الفدا أبناء عائشةٍ
نبغي الشهادة سبّاقين للقممِ

مبايعين رسولَ الله ما نكثت
أيماننا بيعةَ الرِّضوان في القسمِ

يا أمنا، قد حضرنا للوغى لُجباً
نصون مجدكِ صونَ الجندي للعلمِ

عليك منا سلام الله نرفعه
بنفحة المسك بينَ السِّدر والسَلمِ

لا بارك الله في الدنيا إذا وهنت
منا العزائمُ أو لم نوفِ للقممِ

فالموتُ أشرفُ من عيشٍ بلا شرف
والقبرُ أكرمُ من قصرٍ بلا كرمِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالإثنين 11 أكتوبر - 20:46



صدِّيقة الأمة والمارقون


الحمدُ لله الرحيمِ الرحمن، الكريمِ المنَّان، ذي الفضْل والرحمة والإحسان، والصلاةُ والسَّلام على سيِّد ولد آدمَ محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم.



أمَّا بعد:

فقد أظلَّتْنا في الآونةِ الأخيرةِ سُحبٌ خبيثة، وأنفْسٌ خسيسة، تُسمَّى بأسمائنا، وتتكلَّم بألسنتنا، أصمَّت آذاننا بمقالة تنوء الأطوادُ بحَمْلها، وتَخِرُّ الجبال هدًّا لعِظم جُرْمها، وتكاد السموات يتفطرْنَ لفداحة خَطْبها.



تِلْكم الألسن الحاقِدة، التي زَيَّن لها الشيطانُ عملَها، فصدَّها عن السبيل، فصارتْ مِنَ الذين لا يَهْتدون، وسوَّل لها الشيطانُ وأمْلَى لها، وجرَّأها على أطهرِ عِرْض، فخاضَتْ فيه، وسوَّدت صحيفتَها - السوداء أصالةً - بالنيل ممَّن برَّأها الملِك الجليل مِن فوق سبع سموات، فصار القائلُ بذلك ممَّن كذَّب بالكتاب، وبما أَرْسل اللهُ به الرُّسُل.



إلاَّ أنَّ السماء لن تطولَها يدٌ شلاَّء، ولن يضيرَ السَّحابَ نبحُ الكلاب، فالخائض الحاقِد مِن جند إبليس وحِزبه، نازع بمقالته الآثِمة رئاسةَ ابن أُبيِّ بن سلول للمنافقين، وتربعه على حشِّ النفاق، والمتكلَّم فيها الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق؛ أُمُّنا أمُّ المؤمنين، وزوج خير النبيِّين، وحبيبة رسولِ ربِّ العالمين، إنْ لم يكن مِن مناقبها إلا أنْ أنزل الله - جلَّ ثناؤُه - في شأنها قرآنًا يَتعبَّد المسلمون بتلاوته إلى يوم القيامة، لكفَى بها منقبةً وفضيلةً ومأثرة، غير أنَّ مآثِرَها - رضي الله عنها - يجلُّ عنها الوصْف، وفضائلها يقصر عنها البيان.



ولقدْ أُعطيتِ الصِّدِّيقة عائشة - رضي الله عنها - ما لم تُعْطَه امرأة بعدَ مريم ابنة عمران:

• فلقدْ نزل جبريلُ بصورتها للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في حريرةٍ خضراء، وقال: هذه زوجتُك.

• ولقد تزوَّجها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِكرًا، ولم يتزوَّج بكرًا غيرها.

• وقُبِض النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيْتها، وهو بين سَحْرها ونحْرها، ورأسه في حجْرها، وقبْره في بيتها.

• وإنَّها لابنةُ خليفته وصديقه، وثانيه في الهِجرة والغار.

• ولقد خُلقت طيبة عند طيب.

• ولقد حَفَّتِ الملائكة بيتها.

• ولقد نَزَل عذرُها من السماء، ووُعِدتْ مغفرة ورِزقًا كريمًا.



بل إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - منَحَها وِسامًا فريدًا حين قال: ((كَمُل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون، وفضلُ عائشة على النِّساء كفَضْل الثريد على سائر الطعام))؛ البخاري.



وفي ذات السلاسل سألَ عمرُو بن العاص رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: مَن أحبُّ الناس إليك؟ قال: ((عائشة))، قال: مِنَ الرجال؟ قال: ((أبوها)).



إنَّها عائشةُ حافظةُ النِّساء، فأكثرُ أحاديثِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - الخاصَّة في بيته؛ مِن يقظة ومنام، وعبادة وذكْر، عن عائشة، فالطاعِن في عائشة طاعِن في دِين الله وشَرْعه.



إنها عائشة فقيهةُ النِّساء؛ قال الزهري: لو جُمِع علم عائشة إلى عِلم جميعِ أزواج النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجميع النِّساء، كان عِلم عائشة أكبر.



بل إنَّها فقيهة الرِّجال؛ قال أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه -: ما أشْكَل علينا - أصحابَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حديثٌ قطُّ، فسألنا عائشة عنه، إلاَّ وجدْنا عندها منه عِلمًا؛ "صفة الصفوة".



وعن مسروق قال: نحْلِف بالله، لقدْ رأينا الأكابرَ من أصحاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسألون عائشةَ عنِ الفرائض؛ (أي: المواريث).



إنها عائشة الصَّوَّامة القوَّامة، الزاهدة المنفقة، أرْسل إليها معاويةُ - رضي الله عنه - سبعين ألْف درهم، فقالتْ لجاريتها: اقسميها بيْن آل فلان وآل فلان، حتى نَفِدت، فقالت لجاريتها: أعدِّي لنا طعامًا – وكانت صائمةً - فقالت الجارية: ما عندنا طعام، فلولا أبقيتِ لنا من المال شيئًا تُفطرين عليه؟! فقالت: لو ذَكَّرتِني لفعلتُ.



إنها عائشةُ المبارَكة، فحين فقدَتْ عِقدَها نزَل رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بالجيش يَلْتَمِسون عقدَها، وليس معهم ماء، وليسوا على ماء، فغَضِب الصِّدِّيق ونهَرَها: أمِنْ أجل عِقْد تحبسين الجيش وليس معهم ماء؟! فنزلت بِبَركتها آية التيمُّم، فقال لها أُسَيْدُ بنُ حُضَيْر - رضي الله عنه -: ما نَزَل بكِ أمرٌ إلاَّ جعَل الله لك منه مَخْرجًا، وللمسلمين فيه بركة، وقال: ما هي بأوَّل بركتكم يا آلَ أبي بكر.



إنها عائشةُ حبيبة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين خاصمتْه النِّساء فيها، وأرْسلْنَ إليه فاطمةَ تُكلِّمه في ذلك، فقال لها: ((فأحبِّي هذه)) وأشار إلى عائشة.



وما أَوْلى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحدًا اهتمامَه مثلَما أولاها، فحين وقعتْ إحدى نسائِه فيها، قال لها: ((لا تُؤْذيني في عائشة؛ فإنَّ الوحي ما نَزَل عليَّ في لحافِ امرأةٍ إلا عائشة)).



ولَمَّا قَفَل من إحدى غزواته أمَر الجيشَ فتقدَّم، فسابقها فسبقتْه، فلمَّا مرَّ زمن وبدنتْ، أمَرَ الجيشَ فتقدَّم، فسابقها فسبَقَها، وقال: ((هذه بتلك)).



حتى في مَرَض وفاته - صلَّى الله عليه وسلَّم - طَفِق يقول: ((أيْن أنا غدًا؟))؛ يُريد أن يُمرَّض في بيت عائشة، فلمَّا وصل بيتها سَكَن، وكان آخِر عهدها به أنِ اختلط ريقُه برِيقها حين ليَّنتْ له السواك برِيقها، فلمَّا استَنَّ به رفع يده، وقُبِض - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو في حجْرها بيْن سحْرها ونحْرها.



لما اشْتَكتْ دخل عليها ابنُ عبَّاس - رضي الله عنهما - فقال: ((تَقْدَمين على فَرَط صِدق)).



فرضِي الله عن عائشة وأرْضاها، وسلامٌ عليها في الصالحين، وسلامٌ عليها في المتَّقين، وسلامٌ عليها في الصِّدِّيقين، وخاب وخسِر عبدٌ لم يعرفْ لها قدرها، وينزلها منزلتها.



وبعُد:

هلَك أناسٌ أطلقوا لسانَهم فيها، وخاضوا في سِيرتها، فكذَّبوا بالكتاب وبما أَرْسَل اللهُ به رُسلَه، وردُّوا ما أجْمع عليه أهلُ العلم والإيمان مِن سلف الأمَّة وخَلَفها في فضْل عائشة - رضي الله عنها - فخلعوا بذلك رِبْقةَ الإسلام عن أنفسهم، وباؤوا بغضب على غضب، ﴿ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ ﴾ [البقرة: 90]، وسلام على المرسلين، والحمد لله ربِّ العالمين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالخميس 14 أكتوبر - 21:33


مواقف ذات عبر من حياة الصديقة بنت الصديق في بيت النبوة

الحَمدُ لله وحْدَه، والصلاةُ والسلام على مَن لا نبيَّ بعْدَه.

أمَّا بعد:
فإنَّ في التاريخ عِبَرًا، وفي الكون مَشاهد لآثارِ مَن سَبَق، والمتأمِّل لواقع الناسِ اليومَ يَجِد البَوْن شاسِعًا بيْن هذا الجيل وبيْن الجِيل الذي تربَّى في مدرسة النبوَّة، وإنَّك تُوثِّر بفِعْلك أبلغُ ممَّا تؤثِّر بقولك، وقديمًا كانوا يقولون: فِعْلُ رجلٍ في ألْف رجل، خيرٌ مِن قول ألْف رجل لرجل، والحياةُ التي نَعيشها تُعلِّمنا الكثير، والمرأةُ لا تختلِف عنِ الرَّجُل في تحمُّل المسؤولية؛ فهي الأم، والزوجة، والبنت، وكثيرٌ مِن النساء مَحَاضِن خالدة لتربية الأجيال، تَصلُح نبراسًا وأُنموذجًا لفتياتِنا وأمَّهاتنا وأَخواتنا، في وقتٍ أصبحتْ مُصمِّمة الأزياء، والممثِّلة هي القُدوةَ، وهي الأُسوة، إلا عندَ مَن رَحِمهنَّ الله سبحانه، والنِّساءُ الصالحات في الأُمَّة كثير، وفي المقدِّمة أزواجُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعلى رأسهنَّ أُمُّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - مَن نَزَل الوحيُ في لحافها، والأمْر الإلهي لرسولِه في زواجِه منها، الصَّوَّامة، القوَّامة، مَن حَوَتْ عِلم الشريعة، حتى صارتَ مربيةَ الأجيال، ومُعلِّمة الرِّجال.

وإنَّ في ذِكْر نُبذٍ من مواقفها ما يُعين على التهذيبِ، ويَبْعَث على القُدوة، ويَنفُخ رُوحَ الحياة، وما حَيِيَ خَلَفٌ إلاَّ بحياة سَلَف، وما حياةُ السَّلَف إلا بحياة تاريخِهم ودوامِ ذِكْرهم، لماذا؟ لأنَّ هؤلاء الأخيارَ ذِكْر مواقفهم دواءٌ للقلوب، وجلاءٌ للألباب مِن الدَّنَس والعيوب، وقُدوةٌ في زمن كادتِ القدواتُ أن تَغيب، فمِنهم مِثالٌ يُحتذَى، ونِبراسٌ يُقتدَى؛ ليَعرفَ المتأخِّرُ للمتقدم فضْلَه، ويسعَى على دَرْبِه ونَهْجِه.

بالوقوفِ على أخبارِها، وبعض مواقفها تحيا القلوب، وباقتفاء آثارها تحصُل السَّعادة، حتى تكونَ القُدوة بجميل الخِصال، ونبيل المآثر والفعال.

وهأنذا أعْتَرِف بالعَجْز والتقصير في حقِّ أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - لأنِّي لا أستطيع أن أوفيَها حقَّها في هذه الكلمات، فأَخطو بقَدمي خُطوة لأدخلَ هذا البستان الذي غُرِستْ فيه أبهَى وأعظم زَهْرة في الكون كلِّه، فلقَدْ غُرِست في بستان الإيمان، وسُقِيت بماء الوحي، ففاح عبيرُها وعِطرها، فملأ ما بيْن المشرق والمغرب.

وإليك أخي القارئ، مواقفَ مِن بيت النبوة، تُنبئك عن صِدْق قولي لأمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - مع رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -:

الموقف الأول: "أشركاني في سِلمِكما كما أشركتُماني في حربكما:

رَوى الإمام أحمدُ في مسنده، وأبو داود في سُننه عنِ النُّعْمان بن بشير، قال: جاء أبو بكر يستأذن على النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فسَمِع عائشةَ - رضي الله عنها - وهي رافعةٌ صوتَها على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأذِن له، فدخل فقال: يا ابنةَ أمِّ رُومان - وتناولها - أتَرْفعين صوتَكِ على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -؟! قال: فحالَ النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بينه وبينها، قال: فلَمَّا خرَج أبو بكر جعَل النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول لها يتَرَضَّاها: ((ألاَ تَرَين أني قد حُلْتُ بيْن الرجل وبيْنَك))، قال: ثم جاء أبو بكر فاستأذن عليه، فوجَدَه يضاحكها، قال: فأذن له فدخَل، فقال له أبو بكر: يا رسولَ الله، أشْرِكاني في سِلْمِكما كما أشْركتُماني في حَرْبِكما.

فانظرْ إلى النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - القُدوة؛ كيف أنَّه يُحادِث عائشة - رضي الله عنها - وهي ترْفَع صوتها عليه، ومع ذلك لم يُغضِبْه ذلك ولم يتبرَّم، فالعاقل مَن يستطيع أن يُوازنَ بيْن أموره، ومَن كَرِه خُلقًا رَضِي آخَر، وخطأ اليوم يُصلح في غدٍ، ثُمَّ انظر إلى الصِّدِّيق لم يعجبْه أن ترفع ابنتُه صوتها على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فهَمَّ أن يضربَها، فحال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بينه وبين عائشة - رضي الله عنها - ثمَّ جعَل يترضَّاها فرَضِيت، هل يضرُّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن ترضَى أو تغضَب عائشة؟! كلاَّ والله، بل إنَّ رِضاه هو - عليه الصلاة والسلام - هو المعتبَر، ولكن هذا درسٌ لنا معاشرَ الأزواج؛ حتى نتفَّهمَ طبيعةَ المرأة.

الموقف الثاني: ((غارت أمُّكم)):

رَوَى البخاريُّ عن أنس قال: كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندَ بعض نسائه، فأرسَلتْ إحْدى أمَّهات المؤمنين بصَحْفَة فيها طعامٌ، فضربتِ التي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في بيتها يدَ الخادم، فسقطَتِ الصَّحْفة، فانفلقتْ، فجمَع النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - فَلقَ الصَّحْفة، ثم جعَل يجمع فيها الطعامَ الذي كان في الصحفة، ويقول: ((غارَتْ أمُّكم))، ثم حبَس الخادم حتى أُتِي بصَحْفة مِن عند التي هو في بيْتها، فدَفَع الصَّحْفة الصحيحةَ إلى التي كُسِرتْ صَحفتُها، وأمْسَك المكسورَة في بيْت التي كَسَرَت.

وأَرْدَأُ الرجال هو الرجلُ الذي لا تَشعُر المرأةُ بالأُنس معه، وقدْ كان الرسولُ - عليه الصلاة والسلام - يجْلِسُ لأزواجه، ويَستمِع شكايتهنَّ، ويحلُّ المواقِفَ العصيبة جدًّا بكلِّ راحة واطمئنان، ولو تعلمْنا مِنَ النبي - عليه الصلاة والسلام - صِفةَ الزَّوْج الصالِح لانتهتْ مشاكلُ البيوت، فانظرْ إليه - عليه الصلاة والسلام - كيف انتهتِ المشكلة، غيَّر طعامًا بطعام، ثم تَبسَّم وانتهى الأمر!

وهكَذا إذا عَزَّ أخوك فَهُن، فإذا كانتِ المرأة متعصِّبة ومُتصلِّبة فهُن، ولا يأخذ الرجل العِنادُ والأَنَفة، ويُبادر بالطلاق، فيُصرِّح به في وقت، ويكني في وقتٍ آخَر، كما لو كان الطلاقُ سيُسْحَب منه، فيُريد أن يستخدمَه قبل أن يُسحَب منه.

الموقف الثالث: تجرُّد وإنصاف:

روَى أبو داود والترمذيُّ في سُننهما عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالت: قلت للنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: حسْبُك من صفيَّة كذا وكذا، قال: - تعني قصيرة - فقال: ((لقدْ قُلتِ كلمة لو مُزِجتْ بماءِ البَحْر لمزجَتْه))، قالت: وحكيتُ له إنسانًا، فقال: ((ما أُحِبُّ أنِّي حكيتُ إنسانًا وأنَّ لي كذا وكذا)).

والمعنى - كما يقول شُرَّاح الحديث - أنَّ هذه الغِيبة لو كانتْ ممَّا يُمزَج بالبحر لغيَّرتْه عن حاله، مع كثرتِه وغزارتِه، فكيف بأعمالٍ نَزْرة خُلِطت بها؟!

تأمَّل معي هذا الموقِفَ تَرَ عجبًا، عائشةُ أحبُّ النِّساء إليه، وابنةُ أحبِّ الناس إليه، ومع ذلك لم يمنعْه - عليه الصلاة والسلام - حبُّه لعائشةَ أن يكفَّها عن قَوْلها، ويُنذِرَها مَغبَّة فِعلها.

حديثٌ مِن أبلغ الزَّواجر عنِ الغِيبة، إذا كان هذا شأنَ كلمةٍ هي في المقول فيها، فإنَّ عائشة - رضي الله عنها - قالت عنها: إنَّها قصيرة، وكانتْ قصيرة، فكيف حالُ مَن يتكلَّم في غيرِه بكلمة مفتراة عليه، إنَّا لله وإنا إليه راجعون، مِن كلمة تُوقِع الإنسان في الهلاك.

إخوتاه، الوقيعةُ في الأعراض بِضاعَة الجبناء، وكفُّ اللِّسان عن المسلمين سِمةُ العلماء، وكلٌّ إلى جِنْسه يَحِنّ.

قال ابن القيِّم - رحمه الله -: أهلُ الصِّراط المستقيم كفُّوا ألسنتهم عنِ الباطل، وأطْلقُوها فيما يعود عليهم بالنَّفْعِ في الآخِرة، فلا ترَى أحدهم يتكلَّم بكَلِمة تذهب عليه ضائِعةً بلا منفعة، فضلاً عن أن تضرَّه في الآخِرة، وإنَّ العبد ليأتي يومَ القيامة بحسناتٍ أمثال الجِبال، فيجد لسانَه قد هَدَمها كلَّها، ويأتي بسيئاتٍ أمثالِ الجبال، فيجد لسانَه قد هدَمَها؛ مِن كثرة ذِكْر الله وما اتَّصل به"؛ ا.هـ "الداء والدواء" (ص: 227).

الموقف الرابع: فطنة وذكاء:

روَى الإمامُ مسلم في صحيحه عن محمَّد بن قيس بن مَخْرَمة بن المطلب: أنَّه قال يومًا: ألاَ أُحدِّثكم عنِّي وعن أمِّي؟ قال: فظننا أنه يُريد أُمَّه التي ولدتْه، قال: قالت عائشةُ - رضي الله عنها -: ألا أُحدِّثكم عنِّي وعن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم؟ قلنا: بلى، قال: قالت: لَمَّا كانتْ ليلتي التي كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فيها عِندي انقَلَب فوَضَع رِداءَه، وخَلَع نعلَيْه فوضعَهما عندَ رِجليه، وبسط طَرْفَ إزاره على فِراشه فاضطجع، فلم يلبثْ إلاَّ رَيْثما ظنَّ أنْ قد رقدتُ، فأخذ رِداءَه رُويدًا، وانتعل رُويدًا، وفتَح الباب فخَرَج، ثم أجافه رُويدًا، فجعلتُ دِرعي في رأسي واختمرتُ وتقنعتُ إزاري، ثم انطلقتُ على إثره، حتَّى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رَفَع يديه ثلاثَ مَرَّات، ثم انحرَف فانحرفتُ، فأسرع فأسرعتُ، فهرول فهرولتُ، فأحْضَر فأحضرتُ، فسبقتُه فدخلتُ، فلَيْس إلا أنِ اضطجعتُ فدَخَل، فقال: ((ما لَكِ يا عائشُ حَشيَا رابيةً؟!))، قالت: قلت: لا شيء، قال: ((لتُخبريني أو ليُخبِرنِّي اللطيفُ الخبير))، قالت: قلت: يا رسولَ الله، بأبي أنتَ وأمِّي، فأخبرتُه، قال: ((فأنتِ السَّوادُ الذي رأيتُ أمامِي؟)) قلت: نعم، فلهَدَني في صدري لهَدةً أوجعتْني، ثم قال: ((أظننتِ أن يَحيفَ اللهُ عليك ورسولُه؟!)) قالت: مَهْمَا يكتمِ الناسُ يَعْلمْه اللهُ، نَعَمْ، قال: ((فإنَّ جبريل أتاني حين رأيتِ فناداني، فأخفاه منكِ فأجبتُه فأخفيتُه منك، ولم يكُنْ يدخُل عليك وقد وضعتِ ثيابَك، وظننتُ أنْ قد رقدتِ، فَكرهتُ أن أوقظَك، وخشيتُ أن تستوحشي، فقال: إنَّ ربَّك يأمرُك أن تأتي أهلَ البقيع فتستغفرَ لهم))، قالت: قلت: كيف أقولُ لهم يا رسولَ الله؟ قال: ((قُولي: السلام على أهل الدِّيار مِنَ المؤمنين والمسلمين، ويَرحَم الله المستقدمين منَّا والمستأخِرين، وإنَّا إنْ شاء الله بِكم للاحِقون)).

في هذا الموقِف تُحدِّث عائشةُ - رضي الله عنه - عن نفسِها، والمرءُ غالبًا إذا حدَّث عن نفسه يَزيد في الكلام حتى يُرِيَ مَن أمامَه أنه صاحِب ثقل، وأنه مهم، ولا يأتي بكلامٍ يشينه، أو يكون فيه ازدراءٌ له أمامَ الآخرين، وكانتْ عائشة - رضي الله عنها - تَحدَّثتْ بكلام عنها وعن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخبرتْ أنَّ ثَمَّة ليلةً كان النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندها، فغارتْ أن يذهب إلى إحْدَى نسائه، فخرَج مِن عندها وخرجتْ خَلْفَه، وهو لا يَعرِفها، وكان رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا مشَى فكأنما يَتحدَّر من صبب، فرأى خيالاً أمامَه، ثم أسْرَع في الخُطَى، فأسرعتْ؛ حتى لا ينكشفَ أمرُها أمامَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلمْ يعلم أنها السوادُ الذي كان أمامَه، فلاطفَها بترخيم اسمِها، قائلاً: ((ما لَكِ يا عائشُ؟))، وهكذا الرِّجالُ يَنبغي أن يُلاطِفوا نساءَهم، لأنَّ المرأة تستوحش بُعْدَ الرجل عنها، والداعي للملاطفةِ هو المحبَّة والمودَّة، والرسولُ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندَما كانتْ عائشة تشْتكي، كان يكون معها في غايةِ اللُّطف، ضرَبها ضربةً خفيفةً أوجعتْها، لكنها كانتْ من يَدٍ حانية، والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما كان يَضرِب أحدًا إلاَّ أن تُنتَهَك حُرماتُ الله تعالى، وأخْبَرها أنَّ ربَّه لا يَظلمها، ولا رسولُه، فيستحيل أن يَقعَ منه ظلم لأحدٍ، فضلاً عن أحبِّ الناس إليه، ثم أدارتْ بالكلام، وقالت: ماذا أقول إنْ أتيتُ المقابر، فعَلَى المرأةِ العاقلة إذا تناقَشَتْ مع زوجِها، ورأتْ منه شِدَّةً وعِنادًا في الحوار، أن تُغيِّر طَرَفَ الحوار؛ حتى لا تكون تعيسةً في حياتها، ثم عَلَّمها دعاءً تقوله إذا أتَتِ المقابر.

الموقف الخامس: حكمة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في تعامله مع نسائه:
رَوى الإمامُ مسلم في صحيحه: أنَّ عائشة زَوْج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قالت: أرْسَل أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاطمةَ بنتَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فاستأذنتْ عليه وهو مُضطجِع معي في مِرطي، فأذِنَ لها، فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ أزواجَك أرسلْنني إليك يسألْنَك العدلَ في ابنةِ أبي قُحافةَ، وأنا ساكِتة، قالت: فقال لها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أي بُنيَّة، ألستِ تُحبِّين ما أُحِب))، فقالت: بلَى، قال: ((فَأحبِّي هذه))، قالت: فقامتْ فاطمةُ حين سمعتْ ذلك مِن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فرجعتْ إلى أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأخبرتْهنَّ بالذي قالت وبالذي قال لها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقُلْنَ لها: ما نراكِ أغنيتِ عنَّا مِن شيء، فارجعي إلى رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقولي له: إنَّ أزواجك ينشدنك العدلَ في ابنة أبي قحافة، فقالت فاطمة: والله لا أُكلِّمه فيها أبدًا، قالت عائشة: فأرْسَل أزواج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - زينبَ بنت جحش زَوْج النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهي التي كانتْ تُساميني منهنَّ في المنزلة عندَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولم أَرَ امرأةً قطُّ خيرًا في الدِّين مِن زينب، وأتْقَى لله، وأصْدق حديثًا، وأوْصَل للرَّحِم، وأعظم صدقة، وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تَصَدَّق به وتَقَرَّب به إلى الله تعالى، ما عدا سَورةً من حَدٍّ كانتْ فيها، تسرع منها الفيئةَ، قالت: فاستأذنتْ على رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ورسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - مع عائشةَ في مِرْطها على الحالة التي دخلَتْ فاطمة عليها، وهو بها، فأذِن لها رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقالت: يا رسولَ الله، إنَّ أزواجَك أرسلنني إليك يسألْنَك العدلَ في ابنة أبي قحافة، قالت: ثم وقَعَتْ بي فاستطالَتْ عليَّ، وأنا أَرْقُب رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأرْقُب طَرْفَه: هل يأذن لي فيها؟ قالت: فلم تَبرحْ زينبُ حتى عرَفَتْ أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يَكْرَه أن أنتصِرَ، قالت: فلمَّا وقعتُ بها لم أنشبْها حين أنحيتُ عليها، قالت: فقال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتبسَّم: ((إنَّها ابنةُ أبي بكر)).

ألاَ ما أعظمَ هذا النبيَّ الخاتم - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتَلطُّفَه بأهله! فهذا درسٌ للنساء يتعلمْنَ منه، وينظرن إلى هذا الوفاء، فإذا كان هذا الفِعل يُعكِّر على الزوْج فلا تفعله، فإنَّ عائشة - رضي الله عنها - ما قامتْ ودافعتْ، إنما قالت: "فنظرتُ إلى وجه النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - هل يَكْرَه أن أنتَصِر؟ فهذا دَرْس تُعلِّمه السيِّدة عائشة للنساء، أنَّها تُراعي زوجَها، فإذا كان زوجُها يَتضجَّر من صِفة معيَّنة، فلا يجوز أن تفعلَها أبدًا، وهذا هو مقتضَى الوفاء والعِشْرة بالمعروف، فانظر إلى حِلْمه - عليه الصلاة والسلام - وصبْره على تحمُّل نِسائه، وهكذا الرِّجال يتعلَّمون من سيِّد البشر - عليه الصلاة والسلام - مراعاةَ نفسيَّة النِّساء، وكلُّ نُشوزٍ - أو جُلُّ النشوز - في البيوت سببُه الرجل؛ لأنَّه لا يقوم بحقِّ القِوامة، ولو قام بحقِّ القِوامة لقَلَّ أن تنشُزَ المرأة، فلا تنشُز المرأة إلاَّ بعدما يُهدِر الرجلُ قِوامته، أو بعضها، أو يتسامح فيها.

الموقف السادس: "ما أهجر إلاَّ اسمك":
رَوى الشيخانِ عن عائشةَ - رضي الله عنها - قالتْ: قال لي رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي لأعَلمُ إذا كنتِ عنِّي راضية، وإذا كنتِ عليَّ غَضْبَى))، قالتْ: فقلت: مِن أين تَعرِف ذلك؟ فقال: ((أمَّا إذا كنتِ عنِّي راضية، فإنَّك تقولين: لا وربِّ محمَّد، وإذا كنتِ غضْبَى قلت: لا وربِّ إبراهيم))، قالت: قلت: أَجَلْ، واللهِ يا رسولَ الله، ما أَهْجُر إلا اسمَك.

قال الحافظ ابن حجر: "يُؤخَذ من الحديث استقراءُ الرَّجُل المرأةَ مِن فِعلها وقولها فيما يَتعلَّقُ بالمَيْل إليه وعدمه"؛ ا.هـ فتح الباري (9/326).

المرأةُ تَشْعُر بالأمان مع زوْجها إذا بادَلَها الحبَّ والمشاعِر، فتجد قلبَها مِلْكًا لزوْجِها، إنْ رأتْ منه ما يُغضِبها لم يُخرجْها غضبُها عليه إلى حدِّ الثورة عليه، على حدِّ قول القائل:
إِنِّي لأَمْنَحُكَ الصُّدُودَ وَإِنَّنِي
قَسَمًا إِلَيْكَ مَعَ الصُّدُودِ لأَمْيَلُ


قال الطِّيبي: هذا الحصْر لطيف جدًّا - يعني: قولها: ما أهجُر إلا اسمَك - لأنَّها أخبرتْ أنها إذا كانتْ في حال الغضَبِ الذي يَسلُب العاقلَ اختيارَه، لا تتغيَّر عن المحبَّة المستقرَّة.

وفي اختيارِ عائشةَ - رضي الله عنها - ذِكْر إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - دون غيرِه من الأنبياء دَلالةٌ على مزيدِ فِطنتها؛ لأنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أَوْلَى الناس به - كما نصَّ عليه القرآن - فلمَّا لم يكن لها بُدٌّ مِن هَجْر الاسم الشريف، أبدلتْه بمَن هو منه بسبيل؛ حتى لا تخرج عن دائرةِ التَّعلُّق في الجُمْلة"؛ ا.هـ "فتح الباري" (9/326).

وصلَّى الله وسلَّم وبارَك على نبينا محمَّد، وآله وصحبه.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالسبت 16 أكتوبر - 20:49



عائشة وأثرها في حياة تلامذتها


الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ السلام على مَن لا نبيَّ بعده.



وبعد:

فإنَّ السيِّدةَ عائشة - رضي الله عنها - حَفِظتْ لنا أحاديثَ كثيرة، وروتْ علمًا كثيرًا طيبًا، مباركًا فيه عن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - حتى غدَتْ مربيَّة، ومعلِّمة، ومحدِّثة، ومفسِّرة، وفقيهة.



ولا يشكُّ عاقلٌ أنَّ المرء إذا بارك الله له في عِلْمه، يُوفَّق لتلاميذ بَرَرة، ينشرون علمَه في المشرِق والمغرِب، حتى يكونَ مِلءَ السمع والبصر في الدنيا بأَسْرها، فيستفيد القاصي والداني بما كتَب وسطَّر، وشَرَح ووضَّح، وذلك يرجع إلى التلاميذ الأوفياء، الذين اعتنوا بذلك، وجعلوه محورَ ارتكازهم، وجُلَّ اهتمامهم، متأثِّرين مع ذلك بلَفْظ العالِم ولَحْظه.



والحُرُّ هو مَن يرْعى وداد لحظه، وإفادَة لفظه - كما قال الشافعي - رحمه الله.



وما جَعَل مالكًا يفوق اللَّيْثَ بن سعد، إلاَّ لأنَّ أصحابَه قاموا بعِلْمه ونشروه، وإلاَّ فقدْ قال الشافعي - وهو مَن هو في عُلُوِّ كَعْبِه في العِلم، وتلميذ مالك - إنَّ الليث أفقهُ من مالك، ولكن أصحابه لم يقوموا به؛ يعني: لم ينشروا علمَه، ولم يجوبوا البلادَ في نشْر مذهبه، كما كان حال مالك - رضي الله عن الجميع.



والسيِّدةُ عائشة - رضي الله عنها - حدَّث عنها أناسٌ كثيرون، وضمَّتْ مدرستُها عددًا كبيرًا من التلاميذ، وتخرَّج على يديها سادةُ العلماء مِن التابعين.



والمرْء يَصعُبُ عليه حصْرُ هؤلاء الأفاضل مِن التابعين الذين حمَلوا العلم عنها، ولكنَّ حسبَ القلادة ما أحاط بالعُنق، ومِن السوار ما أحاط بالمِعْصم، أنْ نقِفَ مع أشهر التلاميذ الذين حمَلوا العلم عنها، ونشَروه في الآفاق، وصاروا أئمَّةً يُقتدَى بهم في العِلم والعمل.


فمن أشهر هؤلاء:

1- عروة بن الزبير - رحمه الله تعالى -:

الإمامُ الكبير، القُدوة، عالِم المدينة، وأحَدُ فقهائها السَّبعة، أبو عبدالله، القُرَشي الأسدي المدني، أبوه الزُّبَير بن العوَّام، حواري النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأُمُّه أسماء بنت أبي بكر - ذات النطاقين.



وُلِد في خِلافة عمر سَنَة ثلاث وعشرين للهِجرة، تفقَّه بالسيِّدة عائشة، وكان يدخل عليها كثيرًا.



أثْنَى عليه أهلُ العلم ثناءً عطرًا:

قال عمرُ بن عبدالعزيز: ما أجِدُ أعلمَ من عروة بن الزُّبَير، وما أعْلَمه يعلم شيئًا أجهله.



حدَّث الأصمعي عن مالك، عن الزهري، قال: سألتُ ابن صُعَير عن شيء من الفِقه، فقال: عليك بهذا، وأشار إلى ابنِ المسيّب، فجالستُه سبع سنين لا أرى أنَّ عالِمًا غيره، ثم تحوَّلتُ إلى عروة، ففجَّرْتُ به ثَبَجَ بَحْر.



وحدَّث ابنُ أبي الزناد: قال حدَّثني عبدالرحمن بن حُمَيد بن عبدالرحمن، قال: دخلتُ مع أبي المسجِدَ، فرأيتُ الناس قد اجتمعوا على رجل، فقال أبي: انظرْ مَن هذا، فنظرتُ فإذا هو عروة، فأخبرتُه وتعجبْت، فقال: يا بني، لا تعجبْ، لقد رأيت أصحابَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يسألونه؛ "سير أعلام النبلاء" (4/425).



قلت: وحديثُه في الكُتُب السِّتَّة.



وقال ابنُ شهاب: كان إذا حدَّثَني عُروةُ، ثم حدَّثتْني عمرة، صدَّق عندي حديث عمرة حديث عروة، فلمَّا بحرتهما إذا عروة بحْر لا ينزف؛ "تهذيب التهذيب" (7/164).


قال ابن سعد: كان فقيهًا عالِمًا، كثيرَ الحديث، ثبتًا مأمونًا؛ "الطبقات" (5/43).



وقال ابن حبَّان: "كان مِن أفاضل أهلِ المدينة وعُلمائهم"؛ "الثقات" (5/194، 195).



وقال سفيانُ بنُ عيينة، عن الزهري: كان عروة يتألَّف الناس على حديثه؛ "السير" (4/425، 431)، "تهذيب التهذيب" (7/164).



وكان يقول لأبنائه: "يا بَنِيَّ، تعلَّموا العِلم، فإنَّكم إنْ تكونوا صغارَ قوم، عسى أن تكونوا كبارَهم، واسوأتاه، ماذا أقبحُ مِن شيخ جاهل؟!"؛ "حلية الأولياء" (2/177).



وفي رواية أُخْرى عن مُبارك بن فَضالة، عن هشام، عن أبيه: "أنَّه كان يقول لنا ونحن شباب: ما لكم لا تَعلَّمون؟! إنْ تكونوا صِغارَ قوم يوشك أن تكونوا كبارَ قوم، وما خير الشَّيْخ أن يكون شيخًا وهو جاهِل؟!"؛ "السير" (4/424).



وكان يَرَى أنَّ على طالبِ العلم أن يَطلُبَ العلم، وأن يُزِلَّ نفسه في طلبه، حتى يورثَه ذلك عِزًّا طويلاً، فيقول: "رُبَّ كلمةِ ذُلٍّ احتملتُها أوْرَثتْني عزًّا طويلاً"؛ "صفة الصفوة" (1/293).


وأنت لو قلَّبْتَ أيَّ ديوان من دواوين السنَّة، لوجدتَ رواية عروة عن عائشة كثيرة جدًّا، وإن دلَّ على شيء، فإنَّما يدلُّ على كثرةِ ملازمته لها.



قال قبيصة بن ذؤيب: كان عروةُ يغلبنا بدخوله على عائشة، وكانتْ عائشةُ أعلمَ الناس، وكان عروةُ أعلمَ الناس بحديث عائشة؛ "تهذيب التهذيب" (7/164).



حَمَل عِلم عائشة؛ ذكر أبو نعيم في "الحلية" (2/176)، والذهبي في "السير" (4/431): "أنَّه كان جالسًا في فناء الكعبة ومعه عبدالله بن عمر، ومُصْعَب بن الزبير، وعبدالله بن الزبير، فقال لهم مُصْعَب: تَمنَّوا، فقالوا: "ابدأ أنت"... قال عروة: وأتمنَّى الفِقه، وأن يُحمَل عني الحديث، فنال ذلك.



وصار عروةُ مِن أثبت الناس في عائشة، حتى قال: لقدْ رأيتُني قبل موْت عائشة بأربع حِجج، أو خمْس حجج، وأنا أقول: "لو ماتتِ اليومَ ما ندمتُ على حديث عندَها إلا وقد وَعَيْتُه"؛ "سير أعلام النبلاء" (4/424).



قال هشام، عن أبيه: ما ماتتْ عائشة حتى تركتُها قبل ذلك بثلاث سِنين؛ "سير أعلام النبلاء" (4/424).



ولم يقفْ تأثُّر عروة - رحمه الله - بالسيِّدة عائشة عندَ حدود العلم، فقد تعدَّى ذلك إلى التأثُّرِ بأخلاقها وشمائلها عامَّة، وعبادتها أيضًا.



فعن ضَمْرةَ بن ربيعة، عن ابن شوذب، قال: كان عروةُ بن الزبير يقرأ رُبُعَ القرآن كلَّ يوم نظرًا في المصحف، ويقوم به الليلَ، فما ترَكَه إلا ليلةَ قُطِعت رِجلُه، ثم عاود جروه من الليلة المُقْبِلة، وكان وقع في رجله الأَكَلة فنشَرها، وكان عروة إذا كان أيَّامُ الرطب ثَلَم حائطَه، فيدخل الناس فيأكلون ويحملون، وكان إذا دخَله، ردَّد هذه الآية: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [الكهف: 39]، حتى يخرج؛ "السير" (4/426).



وذكر عليُّ بنُ المبارك الهنائي، عن هشام بن عُرْوة: أنَّ أباه كان يصوم الدهر كلَّه إلاَّ يوم الفطر ويوم النَّحْر، ومات وهو صائِم؛ "السير" (4/436).



تُوفِّي - رحمه الله ورضي عنه - سنة أربعٍ وتِسعين، ودُفِن يوم الجُمُعة.



من أقواله - رحمه الله -:

• إذا رأيتَ الرجل يعمل الحَسَنة، فاعلم أنَّ لها عندَه أخوات، وإذا رأيتَه يعمل السيئة، فاعلم أنَّ لها عندَه أخوات؛ فإنَّ الحسنة تدلُّ على أختها، وإنَّ السيئة تدلُّ على أختها؛ "تهذيب التهذيب" (7/165).



• ما حدثتَ أحدًا بشيء من العِلم قطُّ لا يبلغه عقلُه، إلاَّ كان ضلالةً عليه؛ "سير أعلام النبلاء" (4/437).



• لتكن كلمتُك طيبة، وليكن وجهُك بسطًا، تكُنْ أحبَّ إلى الناس ممَّن يُعطيهم العطاء؛ "الحلية" (2/178).



• إذا جعَل أحدُكم لله - عزَّ وجلَّ - شيئًا، فلا يجعلْ له ما يستحي أن يجعلَه لكريم، فإنَّ الله أكرمُ الكرماء، وأحقُّ مَن اختير له؛ "صفة الصفوة" (1/294).


2- القاسم بن محمد بن أبي بكر - رحمه الله تعالى -:


هو الإمام القُدوة، أبو عبدالرحمن، التيمي المَدني، الفقيه، قُتِل أبوه وهو صغير، فتربَّى يتيمًا في حجْر عمَّته عائشة - رضي الله عنها - فتفَقَّه بها.



قال عنه أبو نعيم في "الحلية" (2/183): "الفقيه الوَرِع، الشفيق الضَّرِع، نَجْل الصِّدِّيق، ذو الحَسَب العتيق، القاسِم بن محمد بن أبي بكرٍ الصِّدِّيق، كان لغوامضِ الأحكام فائقًا، وإلى محاسن الأخلاق سابقًا".



قال ابن سعد في "الطبقات" (5/193): "كان رفيعًا عاليًا فقيهًا، كثيرَ الحديث وَرِعًا".



قلت: وحديثه في الكتب الستَّة.



اهتمَّتْ به السيدةُ عائشة بعد مقْتل أبيه كثيرًا، وكان يَذكُر ذلك، فيقول: "كانت عائشةُ تَحلِق رؤوسنا عشيةَ عرَفَة، ثم تحلقنا وتبْعَثُنا إلى المسجد، ثم تُضحِّي عندنا مِنَ الغد"؛ "الطبقات" (5/187).



وَرِثَ عن عمَّته ومُعلِّمته عائشة - رضي الله عنها - روايةَ السنَّة، حتى قيل: "أعْلمُ الناس بحديثِ عائشةَ ثلاثة: (القاسم، وعروة، وعَمْرة بنت عبدالرحمن)؛ تهذيب التهذيب (12/389).



وأضاف إلى رِوايةِ السنَّة الفِقه؛ قال أبو الزناد: "ما رأيتُ فقيهًا أعلم من القاسم، وما رأيتُ أحدًا أعلم بالسُّنَّة منه، وكان الرجلُ لا يُعدُّ رجلاً حتى يعرفَ السُّنَّة"؛ "الحلية" (2/183).



وفي روايةٍ أخرى: "وما رأيتُ أحدَّ ذِهنًا من القاسِم، إنْ كان ليضحَك مِن أصحاب الشُّبَه كما يضحَك الفتَى"؛ "السير" (5/56).



وكان عفيفًا ورعًا، كريمًا متواضعًا، ناسيًا حظَّ نفسه، وكان السَّلَف يتشبَّهون به في عبادته؛ قال ابنُ وهب: ذكَر مالكٌ القاسمَ بن محمد، فقال: كان مِن فقهاء هذه الأمَّة، ثم حدَّثني مالك أنَّ ابن سيرين كان قد ثَقُل وتخلَّف عن الحجِّ، فكان يأمُر مَن يحجُّ أن ينظر إلى هدي القاسم ولُبوسِه وناحيته، فيبلغونه ذلك، فيقتدي بالقاسم؛ "السير" (5/57).



قال أيوبُ السختياني: ما رأيتُ رجلاً أفضل من القاسِم، لقد ترك مائةَ ألف، وهي له حلال؛ "تذكرة الحفاظ" (1/75).



ومِن وَرعِه في العِلم ما ذكَرَه أيوب السختياني، قال: سمعتُ القاسم يُسأل بمنًى، فيقول: لا أدْري، لا أعْلم، فلمَّا أكثروا عليه قال: والله لا نعلمُ كلَّ ما تسألونا عنه، ولو علمنا ما كتَمْناكم، ولا حلَّ لنا أن نكتمَكم؛ "صفة الصفوة" (1/295).





"وكان عمرُ بن عبدالعزيز متأثِّرًا به، علمًا وزهدًا وورعًا وأُخُوَّةً في الله، ويقول: لو كان لي مِن الأمر شيءٌ، لاستخلفتُ أُعَيْمش بني تيم؛ يعني: القاسم"، وروى الواقديُّ: أنَّها بلغتِ القاسم، فقال: إني لأضعُف عن أهلي، فكيف بأمْر الأمَّة؟! "تذكرة الحفاظ" (1/75)، "سير أعلام النبلاء" (5/59).



وبلغ مِن عدم تزكيته لنفسه أنَّ أعرابيًّا جاءه، فقال: أنت أعلمُ، أمْ سالم؟ قال: ذاك منزلُ سالِم، فلم يزدْه عليها حتى قام الأعرابي.



قال: محمَّد بن إسحاق معلقًا: كَرِه أن يقول: هو أعلمُ مني فيكذب، أو يقول: أنا أعلم منه فيزكي نفْسَه.



قال الذهبي معلقًا: وكان القاسمُ أعلمَهما؛ "سير أعلام النبلاء" (5/56).



مات القاسِم بن محمَّد بيْن مكة والمدينة حاجًّا أو معتمرًا، فقال لابنه: سُنَّ على التراب سنًّا، وسوِّ على قبري، والْحَقْ بأهلك، وإيَّاك أن تقول: كان وكان؛ "الحلية" (2/182).



وفي "السير" (5/60): إنَّه مات بقديد، وقال: كفِّنوني في ثيابي التي كنتُ أصلِّي فيها: قميصي، ورِدائي؛ هكذا كُفِّن أبو بكر.



وكان موته سَنَةَ ثمانٍ ومائة.



من أقواله - رحمه الله -:

• لأنْ يعيشَ الرجلُ جاهلاً بعدَ أن يعرِفَ حقَّ الله عليه خيرٌ له من أن يقول ما لا يَعْلم؛ "السير" (5/57).

• كان إذا سُئِل عن حُكْم مسألة، قال: أرَى، ولا أقول: إنَّه الحق؛ "الطبقات" (5/187).

• وقال لقومٍ يذكرون القَدَر: كفُّوا عمَّا كفَّ الله عنه؛ "الطبقات" (5/118).



3- مسروق بن الأجدع - رحمه الله تعالى -:

الإمام، القُدوة، العَلَم، أبو عائشة الوادعي، الهَمْداني، الكوفي

مسروق بن الأجدع بن مالك بن أُميَّة بن عبدالله.



حديثُه في الكتب السِّتَّة، معدودٌ في كبار التابعين، وفي المخضْرمين الذين أسْلَموا في حياةِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم.



سُمِّي مسروقًا؛ يقال: إنَّه سُرِق وهو صغير، ثم وُجِد فسُمِّي مسروقًا، وأسلم أبوه الأجدع؛ "تاريخ بغداد" (13/232).



كَفَلَتْه عائشةُ - رضي الله عنها - فلازَمَها، وحمَل عنها عِلمًا كثيرًا، وأحبَّها حُبًّا عظيمًا؛ إكرامًا لها، وتبجيلاً لقَدْرها.



روى سعيدُ بن عثمان التَّنُّوخيُّ الحِمصي: حدَّثَنا عليُّ بن الحسن السامي، حدَّثَنا الثوريُّ عن فطر بن خَليفة، عن الشَّعْبي، قال: غُشِي على مسروق في يوم صائِف، وكانتْ عائشة قد تبنتْه، فسَمَّى بِنْتَه عائشة، وكان لا يَعْصي ابنتَه شيئًا، قال: فنزلتْ إليه، فقالت: يا أبتاه، أفْطِر واشربْ، قال: ما أردتِ بي يا بُنَيَّة؟ قالت: الرِّفْق، قال: يا بنية، إنَّما طلبتُ الرفق لنفسي في يومٍ كان مقدارُه خمسين ألف سَنَة؛ "السير" (4/67، 68).



قال الشعبيُّ: عن مسروق، قالتْ عائشة: يا مسروقُ، إنَّك مِن ولدي، وإنَّك لَمِنْ أحبِّهم إلي، فهل لك علمٌ بالمُخْدَج؛ "السير" (4/66).



أخَذ عنها علمًا وعبادةً، وتقوى وورعًا، وخوفًا من الله - عزَّ وجلَّ.



كان حريصًا على طلب العلم، حتى قال فيه الشعبيُّ: "ما علمتُ أنَّ أحدًا كان أطلبَ للعِلم في أُفق من الآفاق مِن مسروق"؛ "السير" (4/65).



وقال أيضًا: كان مسروقٌ أعلمَ بالفتوى مِن شُرَيح، وكان شُريحٌ أعلمَ بالقضاء من مسروق، وكان شريح يستشير مسروقًا، وكان مسروقٌ لا يستشير شريحًا؛ "تاريخ بغداد" (13/233).



قال أنس بن سِيرين، عن امرأةِ مسروق: كان مسروقٌ يُصلِّي حتى تُورَّمت قدماه، فربَّما جلستُ خَلْفَه أبْكي ممَّا أراه يصْنع بنفسه؛ "صفة الصفوة" (2/508).



عن إسماعيلَ بن أمية قال: قيل لمسروق: لو أنَّك قصرتَ عن بعض ما تصنع؛ أي: مِن العبادة؟ فقال: والله لو أتاني آتٍ فأخبرني أنَّ الله لا يُعذِّبني، لاجتهدتُ في العبادة، قيل: وكيف ذلك؟! قال: حتى تَعذِرني نفسي إنْ دخلتُ جهنمَ لا ألومها، أمَا بلَغَك في قوله – عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 2]، إنَّما لاموا أنفسَهم حين صاروا إلى جهنم، واعْتقبتْهم الزبانية، وحِيل بيْنهم وبيْن ما يَشْتَهون، وانقطعتْ عنهم الأمانيُّ، ورُفِعتْ عنهم الرحمة، وأقبل كلُّ امرئ منهم يلوم نفسَه؛ "صفة الصفوة" (2/508).



وكان يحزن على تفريطِه في السُّجود في حقِّ مولاه:

قال سعيدُ بن جُبَير: قال لي مسروق: ما بَقِي شيء يُرغَب فيه إلا أن نُعفِّر وجوهنا في التراب، وما آسَى على شيء إلا السُّجود لله تعالى؛ "السير" (4/66).



عن إبراهيم قال: كان مسروقٌ يُرْخِي السِّتر بيْنه وبيْن أهله، ثم يُقبِل على صلاته، ويُخلِّيهم ودُنياهم؛ "صفة الصفوة" (2/508).



وقال شُعْبةُ عن أبي إسحاق: حجَّ مسروقٌ، فلم ينمْ إلا ساجدًا على وجهه حتى رَجَع؛ "السير" (4/65).



وكان يحبُّ الجهادَ في سبيل الله، ويؤثره على ما يحب:

قال أبو إسحاق السَّبِيعي: زوَّج مسروقٌ بنته بالسائب بن الأقرع على عشرة آلاف لنَفْسه يجعلها في المجاهِدين والمساكين؛ "السير" (4/66).



مات - رحمه الله - سَنَة ثلاث وستِّين.



ومن أقواله - رحمه الله -:

• كفَى بالمرء علمًا أن يخشى الله - تعالى - وكَفَى بالمرء جهلاً أن يُعجَب بعمله؛ "السير" (4/68).

• إنَّ المرء لحقيقٌ أن يكونَ له مَجالسُ يخلو فيها، يَتذكَّرُ ذنوبَه ويستغفر منها؛ "صفة الصفوة" (2/509).

• بحسبِ المؤمن من الجهل أن يُعجَب بعمله، وبحسب المؤمِن من العلم أن يَخْشَى الله؛ "صفة الصفوة" (2/509).



4- عمرة بنت عبدالرحمن الأنصاريَّة - رحمها الله تعالى -:

عَمْرة بنت عبدالرحمن بن سعْد بن زرارة بن عدس، الأنصاريَّة النجاريَّة المدنيَّة، الفقيهة، تَريبة عائشة وتلميذتها، قيل: لأبيها صُحْبة، وجدُّها سعدٌ من قدماء الصحابة، وهو أخو النقيب الكبير أسْعَد بن زُرارة.



ضمَّتْها عائشة - رضي الله عنها - مع إخوتها وأخواتها إلى حجْرِها بعدَ وفاة والدهم، وبعدَ وفاة رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فنشأتْ في بيْتِ التقوى والعِلم، والدِّيانة والوَرَع، وكانتْ ذَكيةَ الفؤاد، لمَّاحة، وقَّادَة الذِّهن، فوعَتْ عن عائشةَ كثيرًا من العِلم، وكانتْ عالِمَةً فقيهة، حُجَّة، كثيرة العلم، وحدَّثتْ بحديثها مِن بَعْدها، وكانتْ مِن أعلم الناس بحديثِ عائشة، وحديثها في الكتب الستَّة.



تزوَّجت عبدالرحمن بن حارثة بن النعمان، فولدتْ له محمَّدًا وهو أبو الرِّجال - وهو لَقب كان له؛ "الطبقات" (8/480).



روى أيوبُ بن سُوَيد، عن يونس، عن ابن شِهاب، عن القاسِم بن مُحمَّد: أنَّه قال لي: يا غلامُ، أراكَ تحرِص على طلب العلم، أفلاَ أدلُّك على وعائه؟ قلتُ: بلى، قال: عليك بعَمْرة؛ فإنَّها كانتْ في حجْرِ عائشة، قال: فأتيتُها فوجدتُها بحرًا لا ينزف؛ "السير" (4/508).



وقال محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المُقدَّمِي، عن أبيه: سمعتُ عليَّ بنَ المديني، وذكَر عَمْرَةَ بنت عبدالرحمن، ففخَّم من أمرها، وقال: عمرةُ أحدُ الثِّقات العلماء بعائشةَ، الأثبات فيها؛ "تهذيب التهذيب" (12/389).



قال ابنُ المديني عن سفيان: "أثبتُ حديثِ عائشة حديثُ عمرة، والقاسم، وعروة"؛ "تهذيب التهذيب" (12/389).



وقال شُعْبةُ عن محمَّد بن عبدالرحمن: قال لي عمرُ بنُ عبدالعزيز: ما بَقِي أحدٌ أعلم بحديث عائشة مِن عَمْرة؛ "تهذيب التهذيب" (12/389).



وأخْرَج ابنُ سعد في طبقاته (8/480) عن عبدالله بن دينار قال: كتب عمر بن عبدالعزيز إلى أبي بكْر بن محمَّد بن حزم: أنِ انظرْ ما كان من حديثِ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو سُنَّة ماضية، أو حديث عمْرة، فاكْتُبْه، فإنِّي خشيتُ دروسَ العلم، وذَهابَ أهله.



تُوفِّيت سَنَة ثمان وتسعين، وهي بنتُ سبع وسبعين سَنة.



وأخرج ابن سعد في "الطبقات" (8/481): إنَّها قالت لبني أخٍ لها: أعْطوني قبْري في حائط، ولهم حائط (بستان) يلي (البقيع)، فإنِّي سمعتُ عائشة - رضي الله عنها - تقول: كسْر عَظْمِ الميِّت ككسره حيًّا.


5- معاذة العدوية - رحمها الله تعالى -:

مُعاذَة بنت عبدالله العدوية، أم الصَّهْباء البصريَّة، امرأة صِلة بن أَشْيَم، وكانتْ مِن العابدات، وكان زوجُها من خيار التابعين، ديانةً وتقوى وورعًا، مات شهيدًا في كابول، في بعضِ المعارك في أوَّل إمْرة الحَجَّاج بن يوسف الثقفي على العِراق.



"لَمَّا استُشْهِد زوجُها صِلة وابنها في بعض الحروب، اجتمع النِّساء عندَها، فقالت: مرحبًا بكن، إن كنتُنَّ جئتنَّ للهناء، وإن كنتنَّ جئتنَّ لغير ذلك، فارجعْنَ، وكانت تقول: والله ما أُحِبُّ البقاءَ إلا لأتقرَّب إلى ربي بالوسائل، لعلَّه يجمع بيْني وبيْن أبي الشعثاء وابنه في الجنة"؛ "السير" (4/509)، "الطبقات" (7/137).



لقدْ وَرِثتْ عن عائشة - رضي الله عنها - كثرةَ العِلْم والعبادة، والتقْوى والزُّهْد، وقدِ اشتهرتْ بذلك، وحديثُها في الكُتُب السِّتَّة.



وقال محمَّد بن الحُسَين البرجلاني، عن محمَّد بن سنان الباهلي: حدَّثَني سلمةُ بن حبان العدويُّ، قال: حدَّثَنا الحَيُّ أنَّ معاذةَ العدويَّة لم توسدْ فراشًا بعدَ أبي الصَّهْباء حتى ماتتْ؛ "تهذيب الكمال" (35/309).



ذكَر ابنُ الجوزيِّ في "صفة الصفوة" (4/22): "كانتْ معاذة العدويَّة إذا جاء النهارُ قالت: هذا يومي الذي أموتُ فيه، فما تنام حتى تُمْسي، وإذا جاء الليلُ قالت: هذه ليلتي التي أموتُ فيها، فلا تنام حتى تُصْبح، وإذا جاء البَرْدُ لَبِسَتِ الثيابَ الرِّقاق؛ حتى يَمنعَها البردُ مِن النوم".



كانتْ معاذةُ العدوية تُصلِّي في كلِّ يوم وليلة سِتَّمائة رَكْعة، وتقرأ جُزْأَها من الليل تقوم به، وكانتْ تقول: عجبتُ لعين تنام وقد عَرَفتْ طول الرُّقاد في ظُلَمِ القبور! "صفة الصفوة" (4/22).



ومِن كرامتها على ربِّها - عزَّ وجلَّ - ما ذكَرَه الحافظ ابن حجر قال:

رُوينا في فوائدِ عبدالعزيز المشرقي بسندٍ له عن أبي بِشْر - شيْخ من أهل البصرة - قال: أتيتُ معاذة، فقالت: إني اشتكيتُ بطْني، فوُصِف لي نبيذ الجر، فأتيتها منه بقَدَح، فوضعتُه، فقالت: اللهمَّ إن كنتَ تعلم أنَّ عائشة حدَّثتني أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - نهى عن نبيذ الجر، فاكْفِنيه بما شِئت، قال: فانكفأ القَدَح، وأُهريق ما فيه، وأذْهَب الله - تعالى - ما كان بها؛ "تهذيب التهذيب" (12 / 401).



"لَمَّا احتضرَها الموت، بكَتْ ثم ضَحِكت، فقيل لها: ممَّ بكيتِ، ثم ضحكت؟ فمِمَّ البكاء؟ وممَّ الضحك؟! قالت: أمَّا البكاء الذي رأيتم، فإني ذكرتُ مفارقةَ الصيام والصلاة والذِّكْر، فكان البكاء لذلك، وأمَّا الذي رأيتُم من تبسُّمي وضَحِكي، فإني نظرتُ إلى أبي الصهباء قد أقْبَل في صحْن الدار، وعليه حُلَّتان خَضراوان، وهو في نفَر، واللهِ ما رأيتُ لهم في الدنيا شبهًا، فضحكتُ إليه، ولا أراني أُدْرِك بعدَ ذلك فرْضًا"؛ "صفة الصفوة" (4/22).



قال الراوي: فماتتْ قبل أن يدخُلَ وقت الصلاة.



ماتت في سَنَة ثلاث وثمانين.

ومن أقوالها - رحمها الله -:


ما ذَكَره ابنُ الجوزيِّ عن زُهَير السلولي، عن رجلٍ مِن بني عديٍّ عنِ امرأة منهم أرضعتْها معاذةُ ابنة عبدالله، قالت: قالت لي مُعاذة: يا بنيَّة، كُوني مِن لِقاء الله - عزَّ وجلَّ - على حذَر ورَجاء، وإنِّي رأيت الراجي له مَحقوقًا بحُسْن الزُّلْفَى لديه يومَ يَلْقاه، ورأيت الخائف له مؤمِّلاً للأمان يومَ يقوم الناسُ لربِّ العالمين، ثم بَكَتْ حتى غلبَها البكاءُ؛ "صفة الصفوة" (4/22).



وصَلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمَّد وآله.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالسبت 16 أكتوبر - 20:58



في محراب أمنا عائشة (قصيدة)
د. عثمان قدري مكانسي

غِربانُ أهلِ الفسقِ والفجورِ
لَيسوا من الصقورِ والنسورِ

ولا مِن التي إذا طارتْ ترى
فضلاً لها في سائرِ الطيورِ

نَعيبُها يُنبي عنِ امتِهانها
وأنَّها البُغاثُ في التَّأثيرِ

تعيشُ في قذارةٍ وعتمةٍ
من نهجها المنبوذِ والمَوتورِ

وتدّعي الهدى وتَنسى أنَّها
لِواءُ دُيُّوثٍ على ماخُورِ

♦ ♦ ♦

أتباعُ موسى بجَّلوا وعظَّموا
حَمَلةَ التوراةِ والزَّبُورِ

وكرَّمَ النصارَى صحبَ عِيسى
بالحُبِّ والإجلالِ والتَّخيِيرِ

وكان أصحابُ النبيِّ عندَنا
قمَّةَ أهلِ الفضلِ والتقدِيرِ

وأُمَّهاتُ المؤمنينَ صَفوةُ النِّسَا
لهُنَّ كلُّ الحبِّ والتوقيرِ

مَدَحَهمْ ربُّ السماواتِ العُلا
فَأعلَى شأنَهُم على الدُّهورِ

يَسيرُ في رِكابِهم أهلُ الهدى
إلى الجِنانِ في رضا الغفُورِ

ومَن جفاهم ضاعَ في متاهةٍ
ألْقَتْ بهم في بؤرةِ النَّكِيرِ

تراهمُ جوفَ الليالِي سُجَّداً
وصائمينَ في لظَى الهَجِيرِ

ويبذُلونَ في رضاهُ ما غَلا
في سِلمِهمْ وَساحةِ النَّفيرِ

ورحمةُ الودادِ تسري بينَهمْ
وشدَّةُ البأسِ على الكَفُورِ

وأمُّنا عائشةٌ رمزُ التُّقى
والشَّرَفِ الرَّفيعِ والطَّهُورِ

مَثِيلةُ الصدِّيقِ في نقائهِ
دُرٌّ مَصُونٌ في حِمَى البَشيرِ

حبيبةُ الحَبيبِ، في خِبائهِ
قد رَوِيَتْ من عذبهِ النَّمِيرِ

طهَّرها المَولى فكانتْ عَلَماً
في سُورَةٍ تُتْلَى على الدُّهورِ

مَن نالَها في إفكِهِ فقدْ هوَى
في وَهْدةِ العذابِ والتَّحقِيرِ

يبُوءُ بالخِزي الذَّميمِ خالِداً
كابنِ سَلُولٍ في لَظَى السَّعيرِ

فالطَّيبُونَ مثلَهُمْ نِساؤهمْ
مَنْ مِثلُ طه في السَّنَا والنورِ؟

ولن يَضيَرَ شَمسَنا ذُبابةٌ
طنَّتْ بخُبثٍ في عمَى الدَّيجُورِ

فالحقُّ باقٍ ثابتٌ، وأَصلُهُ
يمتدُّ في الأعمَاقِ والجُذورِ

وَيرتقِي نحوَ السَّماواتِ العُلا
تَحُوطهُ الأَملاكُ بالتَّكبيرِ

♦ ♦ ♦

نَفسِي فِداءُ أمِّنا عائشةٍ
وَنفْسُ كُلِّ مؤمنٍ غَيُورِ

ما زادَها جَهلُ الجَهُول فِيها
غَيْرَ الضِّياءِ السَّاطعِ البَهِيرِ

وإفكُ شانِيها دَليلُ خُبثهِ
وَالخُبثُ غِلُّ الفاسقِ الغَرِيرِ

والذَّهبُ الإبريزُ يَبقى غالياً
مهما اكتَوى مِن حاقدٍ حقيرِ

يا أُمَّنا، كفاكِ فخراً سَامِقاً
حبُّ النبيِّ الواضح الكبيرِ

وحبُّ مَن أحبَّهُ مُصَلِّياً
وَراجياً عَفْواً مِن القَديرِ.


أُمّـاهُ صبْراً (قصيدة في الدفاع عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)
أبو عبدالله الجبوري


أُمَّاهُ صَبْرًا فَإِنَّ الْحَقَّ مُنْتَصِرُ
وَعَابِدُ النَّارِ فِي إِيرَانَ يُحْتَضَرُ
أَنْتِ اجْتَنَيْتِ ثِمَارَ الْمَجْدِ عَالِيَةً
مِنْ دَوْحَةٍ لَمْ يُسَامِتْ فَرْعَهَا بَشَرُ
حِبُّ الرَّسُولِ وَمَنْ أَهْدَى لَهُ مَلَكًا
فِي سَرْقَةٍ حَسُنَتْ غَرَّاءَ تَخْتَمِرُ [1]
لَمْ يَنْزِلِ الوَحْيُ يَوْمًا عِنْدَ وَاحِدَةٍ
مِنَ النِّسَاءِ سِوَاهَا وَهْيَ تَنْتَظِرُ
لَكِنَّهُ أَنْزَلَ الآيَاتِ تَذْكِرَةً
تَحْتَ الغِطَاءِ وَفِي آيَاتِهِ عِبَرُ [2]
وَأََقْرَأَ الرُّوحُ يَوْمًا وَهْيَ قَائِمَةٌ
لَهَا السَّلاَمَ مَعَ الْمُخْتَارِ إِذْ حَضَرُوا [3]
وَأَنْزَلَ اللهُ قُرْآنًا يُبَرِّئُهَا
ممَّا رَمَاهَا بِهِ الأَفَّاكُ وَالزُّمَرُ
أَنْتِ الَّتِي دُونَ خَلْقِ اللهِ مَسْكَنُهُ
أَنْتِ الَّتِي عَوْنُهِ لِلْحَقِّ إِذْ نَفَرُوا
حَتَّى قَضَى فِي وِسَادٍ أَنْتِ جَوْهَرُهُ
وَمَازَجَ الرِّيقَ رِيقٌ وَهْوَ يُحْتَضَرُ [4]
فِي بَيْتِهَا دُونَ أَرْضِ اللهِ مَسْكَنُهُ
وَرَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ اللهِ تَزْدَهِرُ
كَمْ قَدْ نَقَلْتِ لَنَا مِنْ قَوْلِهِ جُمَلاً
دُرًّا فَيُغْضِي حَيَاءً دُونَهَا الْقَمَرُ
بِنْتَ الْكَرِيمِِ الَّذِي صَاخَتْ مَسَامِعُهُ
لِلْوَحْيِ يَوْمَ جَمِيعُ النَّاسِ قَدْ كَفَرُوا
وَخَصَّهُ اللهُ دُونَ الْخَلْقِ مَنْزِلَةً
حِينَ اصْطَفَاهُ رَفِيقًا عِنْدَمَا هَجَرُوا
سَائِلْ عَفِيفًا وَبَرًّا عَنْ فَضَائِلِهَا
يَكَادُ يَبْرُقُ عَنْ مَكْنُونِهَا النَّظَرُ
ذَاعَتْ مَنَاقِبُهَا فِي كُلِّ نَاحِيَةٍ
كَالشَّمْسِ بَازِغَةً بِالنُّورِ تَزْدَهِرُ
إِذْ أَعْجَزَ الْكُلَّ إِدْرَاكًا لِمَنْزِلِهَا
كَأَنَّهَا الغَيْثُ سَحَّاءً وَتَنْهَمِرُ
حَتَّى سَمِعْنَا بِخِنْزِيرٍ تُعَاوِنُهُ
شَرُّ الْخَنَازِيرِ لاَ دِينٌ وَلاَ بَصَرُ
إِنَّ الرُّوَيْفِضَ خِنْزِيرٌ سَتَمْحَقُهُ
حُمَّى الْخَنَازِيرِ يَوْمًا حِينَ تَنْتَشِرُ
الآكِلُونَ لُحُومَ الصَّحْبِ تَأْكُلُهُمْ
نَارٌ تَلَظَّى شُوَاظًا وَهْيَ تَسْتَعِرُ
الطَّاعِنُونَ خِيَارَ النَّاسِ وَيْحَهُمُ
لاَ بَارَكَ اللهُ فِيهِمْ أَيْنَمَا حَضَرُوا
أَشْيَاخُهُمْ شَرُّ مَنْ يَحْيَا وَأَكْفَرُهُ
وَالأَرْضُ تَكْرَهُ مَوْتَاهُمْ إِذَا قُبِرُوا
وَالرَّافِضِيُّ إِذَا تَمَّتْ ضَلاَلَتُهُ
بَغْلٌ يُسَاقُ بِثَوْبِ الكُفْرِ مُؤْتَزِرُ
جِاءَ النَّبِيُّ بِدِينِ اللهِ فَانْكَفَؤُوا
عَلَى قُبُورٍ لَهُمْ تُدْعَى وَتُنْتَظَرُ
فَهَلْ تُضِيرُ أَبَا بَكْرٍ ضَلاَلَتُهُمْ
أَمْ هَلْ يُسَاءُ رَسُولُ اللهِ إِنْ كَفَرُوا
يَا عِلْجَ رَفْضٍ أَدَامَ اللهُ خِزْيَكُمُ
مَا دَامَ فِي قُمِّكُمْ كَلْبٌ وَمُعْتَجِرُ
الشَّاتِمِينَ نَبِيَّ اللهِ في صَلَفٍ
الْهَارِبِينَ إِلَى الأَنْفَاقِ إِنْ حُصِرُوا
تَلْقَى الرُّوَيْفِضَ مُعْتَمًّا فَتَحْسَبُهُ
شَيْئًا وَلَكِنَّهُ كَالرَّوْثِ يَنْدَثِرُ
تَهْجُونَ أُمًّا لَنَا شَاهَتْ وُجُوهُكُمُ
فَالْبَحْرُ مَا ضَرَّهُ مِنْ قَاذِفٍ حَجَرُ
إِنْ تَرْجُمُوا فَارْجُمُوا خابَتْ ظُنُونُكُمُ
إِذْ لَيْسَ يُرْجَمُ إِلاَّ مَنْ بِهِ ثَمَرُ
مُوتُوا مِنَ الغَيْظِ غَمًّا لاَ أبَا لَكُمُ
لَسْتُمْ إِلَيْهَا وَلاَ أَنْتُمْ لَهَا خَطَرُ
يَا ابْنَ الرُّوَيفِضِ قَدْ جَاءَتْكَ دَاهِيَةٌ
مِنَ الدَّوَاهِي الَّتِي لِلآلِ تَنْتَصِرُ
هَلاَّ سَكَتُّمْ فَتَخْفَى بَعْضُ سَوْأَتِكُمْ
هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ إِنَّ الْغَيْظَ يَسْتَعِرُ
يَا وَيْحَهُمْ طَعَنُوا زَوْجَ النَّبِيِّ وَهُمْ
بِالطَّعْنِ أَوْلَى وَمَا فِي طَعْنِهِمْ ضَرَرُ
لَوْ جَهَّزُوا فِي أَذَاهَا كُلَّ بَاغِيَةٍ
وَكُلَّ نَاعِقَةٍ كُفْرًا سَتَنْدَحِرُ
يَا صَاحِبَ الإِفْكِ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 17 أكتوبر - 22:12


حصان رزان
حسان بن ثابت رضي الله عنه



حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنّ بِرِيبَةٍ
وتُصْبِحُ غَرْثَى من لحومِ الغوَافِلِ
حليلةُ خيرِ الناسِ ديناً ومنصباً
نبيِّ الهُدى والمَكرُماتِ الفوَاضِلِ
عقيلةُ حيٍّ من لؤيّ بنِ غالبٍ
كرامِ المساعي مجدهم غيرُ زائلِ
مهذبةٌ قدْ طيبَ اللهُ خِيمَهَا
وطهرها من كلّ سوءٍ وباطلِ
فإن كنتُ قد قلتُ الذي قد زعمتمُ
فَلا رَفَعَتْ سَوْطي إليّ أنامِلي
وإنّ الذي قدْ قيلَ ليسَ بلائطٍ
بها الدهرَ بل قولُ امريءٍ بيَ ماحلِ
فكَيْفَ وَوُدّي ما حَيِيتُ ونُصرَتي
لآلِ نبيّ اللهِ زينِ المحافلِ
لهُ رَتَبٌ عالٍ على الناسِ كلهمْ
تقاصرُ عنهُ سَورَةُ المتطاولِ
رأيتكِ وليغفرْ لكِ اللهُ حرةً
مَنَ المُحصنَاتِ غيرَ ذاتِ غوَائِلِ



عز الأمومة.. الصديقة بنت الصديق (قصيدة)


أُمِّيْ، وأمُّ أَبِي وجَدِّي، وَالجُدودِ الغَابرينْ


أمُّ الصَّحابةِ كلِّهمْ، وَبَنيهِمُ وَالتَّابعِينْ


قد عَزَّ مَن آلَتْ بُنوَّتهُ لأمِّ المُؤمنينْ


هِيَ أمُّنا، زوجُ النبيِّ الصَّادقِ البَرِّ الأَمينْ


أمٌّ إلى يومِ القيامةِ للأُباةِ الصَّادِقينْ


صِدِّيقةٌ هيَ، وابنةُ الصدِّيقِ فَخرِ العَالَمِينْ


هيَ فَخْرُ مَن نُسِبُوا إلَيها مِن بَناتٍ أوْ بَنِينْ


اَلحُرَّةُ الشَمَّاءُ، عِزُّ الخَلقِ، في خُلُقٍ وَدِينْ


اللهُ طَهَّرَ ثَوبَها، مِن كلِّ بادِرةٍ تَشِينْ


وَلَها الكَرامةُ وَالسُّموُّ بِرَغمِ كَيدِ الحَاقِدينْ.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأحد 17 أكتوبر - 22:16


أما الله فقد برأها، فماذا يريد شانئها؟!
الشيخ عبدالله بن محمد البصري

فأوصيكم - أيها الناس - ونفسي بتقوى الله - عز وجل - {﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴾ [النور: 52].



أيُّها المسلمون، محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب، وأبو بكر عبدالله بن أبي قُحَافة، لا يُذْكر هذا إلاَّ ذُكِر ذاك، محمد هو رسول الله خَاتم النبيين، وإمام المرسلين، وأبو بكر هو الصِّدِّيق، صاحبه في الغَار، ورفيقه في الهجرة، ووزيره الملازم له ملازمةَ الظلِّ، وخليفته الأوَّل، أوَّل مَن أسلمَ مِن الرجال وآمَنَ بمحمدٍ - عليه الصلاة والسلام - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يُخْطئه أحدَ طَرَفي النهار أنْ يأتيَ بيْتَه؛ إمَّا بُكرة وإمَّا عَشيَّة، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((إنَّه ليس من الناس أحدٌ أَمَنَّ عليَّ في نفسِه وماله مِن أبي بكر بن أبي قُحافة، ولو كنتُ مُتخذًا من الناس خليلاً، لاتخذتُ أبا بكرٍ خليلاً، ولكن خُلَّة الإسلام أفضل، سُدُّوا عنِّي كلَّ خَوْخة في هذا المسجد غير خَوْخة أبي بكرٍ))، وقال - عليه الصلاة والسلام -: ((ما لأحدٍ عندنا يدٌ إلا وقد كافأناه، ما خلا أبا بكرٍ؛ فإنَّ له عندنا يدًا يكافئه الله بها يومَ القيامة)).



رَضِي الله عن الصِّدِّيق وأرْضاه، وأحبَّه ورَفَعَه كما أحبَّه نبيُّ الإسلام ورفَعَه، وكافأه يومَ القيامة بما سبَقَ له من يدٍ بيضاءَ، لم ينسَها له أوْفَى الناسِ وأجودُهم وأحسنُهم خُلقًا - عليه الصلاة والسلام.



أيُّها المسلمون، هذه اليد التي لأبي بكرٍ - رضي الله عنه - والتي لا يكافئه عليها إلاَّ الله - عز وجل - لم تكنْ وليدةَ يومٍ أو يومين صُحْبة لرسول الله، ولا نتيجة إنفاقه دِرْهمًا أو درهمين في سبيل الله، بل هي خُلاصة عُمرٍ مُبارك، وعصارة نفْسٍ مُخلصة، وثَمَرة مالٍ رابحٍ، وولدٍ صالح، وهَبَها أبو بكر - رضي الله عنه - لله ولرسوله؛ فعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : أمرَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا أن نتصدَّقَ، فوافَقَ ذلك مالاً عندي، فقلتُ: اليومَ أسْبِقُ أبا بكرٍ، إنْ سبقتُه يومًا، فجئتُ بنصف مالي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أبقيتَ لأهلك؟))، قلتُ: مثله، قال: وأتى أبو بكر - رضي الله عنه - بكلِّ ما عنده، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما أبقيتَ لأهلك؟))، قال: أبقيتُ لهم اللهَ ورسولَه، قلتُ: لا أسابقُك إلى شيءٍ أبدًا.



أيُّها المسلمون، وزادَ مَحبَّة الصاحِبَينِ الكرِيمَين لبعضهما، وقوَّى المودَّة بينهما، أنْ توَّج أبو بكر - رضي الله عنه - ما بذَلَه لرسول الله - عليه الصلاة والسلام - بابْنته وفِلْذة كَبده عائشة، فدفَعَ بها إليه وزوَّجه إيَّاها؛ لتكونَ امرأة إمام الأوَّلين والآخرين، ولتصيرَ زوجته في الدنيا والآخرة، ولتُصْبحَ أُمًّا للمؤمنين، وتنضمَّ إلى بيت النبوَّة الكريم، ذلكم البيتُ المبارك التَّقِي النَّقِي، الممتلِئ عَفافًا وطَهارة ونَزَاهة؛ يقول الله - سبحانه -: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ﴾ [الأحزاب: 33].



ولتغدو الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق في مَكانةٍ لا توازيها فيها امرأة من نساء الأُمَّة إلا أُمَّهات المؤمنين اللاتي أردْنَ اللهَ ورسوله والدار الآخرة، فيقول - سبحانه - عنهنَّ: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ ﴾ [الأحزاب: 32]، ولتغدو عائشة بنت أبي بكر وأبوها أحبَّ الناس إلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قيل: يا رسول الله، مَن أحبُّ الناس إليك؟ قال: ((عائشة))، قيل: مِن الرجال؟ قال: ((أبوها)).



أُمَّةَ الإسلام، عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنها وعن أبيها وأرضاهما - عَلَمٌ على رأْسه نار، هي بُشرى جبريل لرسول الله ورؤياه في مَنَامه، وهي زوجُه في الدنيا والآخرة، ولم يتزوَّجْ بِكْرًا غيرها، وهي فُرقانٌ بينَ حقٍّ وباطلٍ، وفَيْصَلٌ بين مؤمنٍ مُحبٍّ، ومُنافق شانِئ، عابدة زاهدة، خطيبة أديبة، عالِمة فقيهَة، مُحَدِّثة فصيحة، طاهرة مُطَهَّرة، تَقيَّة نَقيَّة، أقْرَأها الرُّوح الأمين السلامَ، ونزَلَ على رسول الله في لِحَافها وثَوْبِها، وأحبَّها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طول حياته، وتوفِّي في بيتها وفي يومها، وبينَ سَحْرها ونَحْرها، وجَمَع الله بينَ رِيقها وريقِه عند مَوته، بكلِّ ذلك صحَّتِ الأخبار، وثَبتتِ الآثار؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كَمُلَ من الرجال كثير، ولم يكملْ من النساء إلاَّ مريم بنت عِمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضْل الثَّرِيد على سائر الطعام))، وعنها - رضي الله عنها - قالت: قال لي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أُرِيتُك في المنام ثلاثَ ليالٍ، يَجِيء بكِ الْمَلَك في سَرَقَةٍ من حرير، فقال لي: هذه امرأتُك، فكشفتُ عن وجْهك الثوبَ، فإذا أنت هي، فقلتُ: إنْ يكُ هذا من عند الله، يُمْضِه))، وعنها - رضي الله عنها - أنَّ جبريل جاء بصورتها في خِرْقَة حرير خضراء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "هذه زوجتُك في الدنيا والآخرة"، وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا عائشُ، هذا جبريل يُقْرئك السلام))، قالتْ: "وعليه السلام ورحمة الله".



وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "إنَّ الناسَ كانوا يتحرَّون بهداياهم يومَ عائشة، يبتغون بذلك مَرْضاةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم"، وقالتْ: إنَّ نساءَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كُنَّ حِزْبَينِ؛ فحِزْبٌ فيه عائشة وحفصة وصفيَّة وسَوْدَة، والحزبُ الآخر أُمُّ سَلَمة وسائر نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكَلَّم حزبُ أُمِّ سَلَمة، فقُلْنَ لها: كَلِّمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكلِّم الناس فيقول: مَن أرادَ أنْ يهدي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فليُهْدِه إليه حيثُ كان، فكلَّمته فقال لها: ((لا تؤذيني في عائشة؛ فإنَّ الوحي لم يأتِني وأنا في ثوبِ امرأة إلاَّ عائشة))، قالتْ: "أتوبُ إلى الله مِن ذاك يا رسول الله".



ثم إنهنَّ دَعَوْنَ فاطمة، فأرْسَلْنَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلَّمته، فقال: ((يا بُنيَّة، ألا تُحبِّينَ ما أحبُّ؟))، قالتْ: بلى، قال: ((فأحبِّي هذه)).



وعن أبي موسى - رضي الله عنه - قال: "ما أشْكَلَ علينا - أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم - حديثًا قطُّ فسأَلْنا عائشة، إلاَّ وجَدْنا عندها منه عِلمًا"، وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "إنَّ مِن نِعَم الله عليّ أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفِّي في بيتي وفي يومي، وبين سَحْري ونَحْري، وأنَّ الله جمَعَ بين ريقي وريقه عند موته، دخل عليّ عبدالرحمن بن أبي بكر وبيده سواك، وأنا مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأيتُه ينظر إليه، وعَرَفْتُ أنَّه يحبُّ السواك، فقلتُ: آخذه لك؟ فأشار برأْسه أنْ نَعم، فتناولتُه فاشتدَّ عليه، وقلتُ: أُليِّنه لك؟ فأشَار برأْسه أنْ نَعم، فليَّنتُه فأمَرَّه، وبين يديه رَكْوة فيها ماء، فجعَلَ يُدْخِل يديه في الماء فيمسح بهما وجْهه ويقول: ((لا إله إلا الله، إنَّ للموت سكرات))، ثم نصبَ يده فجعَلَ يقول: ((في الرفيق الأعلى))، حتى قُبِضَ ومَالتْ يدُه".



وعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "ماتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - بين حاقنتي وذاقنتي".



هذه هي أُمُّ المؤمنين عائشة، الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، نشأتْ منذ نعومة أظفارها في بيت إسلام وصلاحٍ، لم تعرفْ جاهليَّة ولا ضلالاً، ولم تجرِّبْ غَواية ولا سَفَاهة، قالتْ - رضي الله عنها -: لم أعْقِلْ أبَوَي قطُّ إلاْ وهما يَدينان الدِّين.



إنها المرأة التي عاشتْ في قلب رسول الله قبل أن يَبني بها ببشارة الله له، ثم دَخَلَ بها - صلى الله عليه وسلم - بعد أنْ هاجَرَ إلى المدينة ونصرَه الله في غزوة بدرٍ الكبرى؛ تقول - رضي الله عنها -: "تزوَّجَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شَوَّال، وبَنَى بي في شوَّال، فأيُّ نساءِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحظَى عنده منِّي؟!



ثم إنَّها - رضي الله عنها - عاشتْ معه حياتَه وهي الشابَّة الصغيرة، الحديثة السنِّ، الْمُحِبَّة للَّعِب، فكان من حُبِّه إيَّاها يُسرِّب إليها صواحبَها يلاعبْنَها، ومكَّنها من أنْ تضَعَ رأْسها على كَتِفه الشريف، وخَدَّها على خَدِّه مُسْتترة به؛ لتنظرَ إلى الأحْباش وهم يلعبون بحِرَابهم في المسجد، وكان من حُبِّها أنَّه كان يحبُّ محادثتها إذا سافَرَ، وسابقها مرَّة فسبقتْه، ثم سابقَها أخرى فسبَقَها، وبلَغَ من حُبِّه إيَّاها أنْ كان يُدَلِّلها فيقول: ((يا عائش))، و((يا موفَّقة))، و((يا بنت الصِّدِّيق))، وإذا غارتْ زوجاتُه منها، قال: ((إنَّها بنت أبي بكر))، بل بلَغَ من حُبِّه إيَّاها أنْ جَعَل يَعْلَمُ ما يدور بخاطرها تجاهه؛ فعنها - رضي الله عنها - قالتْ: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إني لأعلمُ إذا كنتِ عنِّي راضية، وإذا كنتِ عليَّ غَضْبَى!))، قالتْ: فقلتُ: مِن أين تعرِفُ ذلك؟ فقال: ((أما إذا كنتِ عنِّي راضية، فإنَّك تقولين: لا ورَبِّ محمد، وإذا كنتِ عليّ غَضْبَى قلتِ: لا ورَبِّ إبراهيم))، قالتْ: قلتُ: أجَل، والله يا رسول الله، ما أهجرُ إلاَّ اسْمَك.



وكان يداعبُها فيتعمَّد شُرْبَ الماء من الموضِع الذي تشربُ منه، والأكْل مما تأْكُل منه؛ فعنها - رضي الله عنها - قالتْ: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُعطيني العَرْق فأتعرَّقه، ثم يأخذه فيضعُ فاه على موضع فِيّ، ويُعطيني الإناءَ فأشرب، ثم يأخذه فيضعُ فاه على موضع فِيّ".



حتى إذا مَرِض استأذنَ نساءَه في أنْ يُمَرَّضَ في بيتها، فأذِنَّ له، ثم ماتَ في حِجْرها وهو راضٍ عنها، بل ودُفِن - صلى الله عليه وسلم - هو وصاحباه - رضي الله عنهما - في بيتها، ولَمَّا توفِّي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقيتِ الصِّدِّيقة بعدَه منارةَ عِلْمٍ، ومُوئلَ فقهٍ، فأفتتِ المسلمين في عهْد عُمر وعثمان، وجلستْ للتحديث، فروى عنها كِبار التابعين، وكانَ "مسروق" إذا حدَّثَ عنها، قال: حدَّثَتْنِي الصِّدِّيقة بنت الصِّدِّيق، حبيبة حبيبِ الله، المبرَّأة، فلم أكذبها.



فرَضِي الله عن عائشة وأرضاها، ورضي عن أبيها وأرضاه، وحشَرَنا في زُمرتهما مع محمد والذين أنْعَمَ عليهم من النبيِّين والصِّدِّيقين، والشُّهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا، ذلك الفضل من الله، وكَفَى بالله عليمًا.



الخطبة الثانية
أما بعد:

فاتقوا الله - تعالى - وأطيعوه، وراقبوا أمرَه ونَهْيَه ولا تَعصوه، واعلموا أنَّه ما كان - سبحانه - ليختار لرسوله وخيرِ خَلْقه إلاَّ خيرَ الزوجات، من أفضل النساء دينًا وخُلقًا، وأكملهنَّ عقلاً وعِلمًا، غير أنَّ مِن حِكْمته - سبحانه - أنْ جعَلَ أشدَّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأكمل فالأكمل، فكان أنِ ابْتَلَى نبيَّه محمدًا - عليه الصلاة والسلام - وصاحبَه أبا بكرٍ الصِّدِّيق وزوجَه الصِّدِّيقة عائشة - رضي الله عنهما - بأنْ تناولتْ ألْسِنةُ المنافقين النَّجِسَة عِرْضَها الشريف، فقذفوها برِيبة، واتَّهموها بما ترتجفُ الأفئدةُ مِن أنْ تُتَّهمَ به امرأة من سائر النساء، فكيف بزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المحْصَنة المؤمنة العفيفة؟! وكان أنْ حدَثَتْ قصة الإفك، التي تولَّى كِبْرَها رأْسُ المنافقين عبدالله بن أُبَي بن سلول، وولَغَ فيها مَن ولَغَ من المنافقين، أو ممن ضَعفوا من غيرهم، إلاَّ أنَّ الله - تعالى - لم يتركْ حبيبة رسوله دون أن يبرِّئها، فأنزَلَ - سبحانه - براءَتها في آيات كريمات في سورة النور، آيات تزكِّيها وتطهِّرها، وترفعُ الدَّنَس عنها وعن بيت النبوة؛ ليؤكِّد الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - ما نزَلَ من السماء، فيقول: ((أبْشِري يا عائشة، أمَّا الله فقد برَّأكِ))، وليبقى قوله - سبحانه -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11]، ليبقى هذا القولُ الكريم نِبراسًا لكلِّ مؤمنٍ أحبَّ الله ورسوله؛ ليعلمَ أنَّه مَهْمَا تكلَّم المنافقون قديمًا وحديثًا في عِرْض هذه الطاهرة المطهَّرة المصونة، فإنَّ في ثنايا ذلك من الخير للمؤمنين ما لا يعلمونه، وما لا يتوقَّعه أولئك الأفَّاكون الظَّلَمة الحاقدون، والذين ابتدأهم ابنُ أُبَي، وشِرذِمته الظالمة الحاقدة، وما زالَ الأشرار الأنجاس من الرافضة يحيون مَظْلمته ويرددونها في كُتبهم ومواقعهم، ويفضحُ الله بها كُبراءَهم ورؤوسَهم، فيأبَى ما في نفوسهم من سوء نِيَّة وفساد طَويَّة، إلاَّ أنْ يطفحَ على ألْسِنتهم في محافلهم، ليعلنوا - شاؤوا أم أبوا - كُفرَهم الباطن ببُغْض أهْل بيت رسول الله، وإن ادَّعوا ظاهرًا محبَّتَهم وتقديسهم؛ ذلك أنَّ الله ورسولَه يبرِّئان أُمَّ المؤمنين من الفاحشة، وتُعْلَنُ طهارتها في الكتاب والسُّنة، ويأبَى هؤلاء إلا ردَّ كلامِ الله وكلام رسوله؛ ﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الأنفال: 42].



فاللهمَّ عليك بالرافضة ومَن سار سَيْرَهم، أو صحَّحَ مُعتقدَهم، أو تقرَّب إليهم، اللهم أعزَّ الإسلامَ وأظْهِر السُّنة، وانْصُرْ أهْلَها، وأذِل الشِّرْكَ، واقْمعِ البدعة، واخْذُلِ المفتونين بها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالثلاثاء 19 أكتوبر - 21:49

سمادير السكارى (قصيدة)
مجدي عبدالعزيز صالح

أولو الأحلام قد صاروا حيارى
تُؤرِّقُهم سماديرُ السُّكارى
ألا من أعجبِ الأشياءِ فَسْلٌ
يَسُبُّ صحابةَ الهادي جِهارا
تَشَيُّعُكُمْ تَمَخَّضَ عن سبابٍ
تُشايعُهُ اليهودُ أو النَّصارى
فَكُلُّ مراجعِ الدنيا ظلامٌ
وصَحبُ المصطفى كانوا النَّهارا
وإنَّ على أئِمَتِنَا وقارًا
وكَمْ مُتَشَيِّعٍ خَلَعَ العِذَارا

♦ ♦ ♦

وأُمُّ المؤمنينَ لنا إمامٌ
تَخِذناها لِمِلَّتِنا شِعارا
وبَينَ الصَّحْبِ كانتْ خَيْرَ أُمٍّ
وَأعْلَمَهُمْ وأطْهَرَهُمْ إزَارا
وَزَوجةَ خيرِ خلقِ الله طُرًّا
فَألْبَسَها المَحَبَّةَ والفَخَارَا
وبَرَّأها الإلهُ منَ الخطايا
وَأصْلَى الإفْكَ والأفَّاكَ نَارَا

♦ ♦ ♦

فيا أفَّاكَ لَنْدَنَ يا خبيثًا
سَيَفْطِرُ قَلْبَكَ الحِقدُ انفطَارَا
تَسَرْبَلْتَ التَّقيَّةَ منْ قَديمٍ
وحينَ نطقتَ قدْ رُدِّيتَ عَارَا
فلا تَبْكِ الغَداةَ على "حُسَيْنٍ"
ولا تَرْقُبْ إمامًا قد تَوَارَى
وبَكِّي ما استطعتَ بِحُرِّ دَمْعٍ
على الخَدَّيْنِ ينهَمِرُ انْهِمَارَا
على قومٍ يرونَ السَّبَّ دِينًا
على دِينٍ قد انْدَثَرَ انْدِثَارَا
وَدِينُ المُصْطَفى أبَدًا سَيَبْقى
ويَبْقى صَحْبُهُ أبَدًا مَنَارَا
تَرَضَّى اللهُ عنْ أصْحابِ طَهَ
[ وَلَمْ يَهَبِ العِدَا إلا تَبَارَا ]
سَتَلْفِظٌكَ الكويتُ، وكُلُّ حُرٍّ
وهمْ تَركوكَ أسلحَ من حُبارى



ما ضر جاهك عصبة سفهاء (قصيدة)
مجدي عبدالعزيز صالح



مُفتَتَح

فِي وَجْهِ خَصْمِكَ ذِلَّةٌ وَصَغَارُ
وَلِنُورِ وَجْهِكَ تَاقَتِ الأَنْوَارُ
يَحْمِيكَ مِنْ كَيْدِ الَّذِينَ تَحَزَّبُوا
رَبٌّ عَزِيزٌ قَادِرٌ قَهَّارُ
يَنْدَاحُ بَاطِلُهُمْ وَنُورُكَ مُشْرِقٌ
فَاللَّيْلُ لَيْلٌ، وَالنَّهَارُ نَهَارُ

ما ضر جاهك عصبة سفهاء


مَا ضَرَّ جَاهَكَ عُصْبَةٌ سُفَهَاءُ
كُلُّ الوَرَى لَكَ يَا رَسُولُ فِدَاءُ
مَا ضَرَّ ضَوْءَ الشَّمْسِ فِي وَضَحِ الضُّحَى
أَلاَّ تَرَاهُ الْمُقْلَةُ الْعَمْيَاءُ
مَا ضَرَّ نُورَ هُدَاكَ عَمَّ رُبُوعَنَا
أَنْ خَاصَمَتْهُ الصِّلُّ وَالحِرْبَاءُ
♦ ♦ ♦
بَعْضُ النُّفُوسِ حَبِيسَةٌ فِي غَيِّهَا
تَهْوَى الظَّلاَمَ تَرُوقُهَا الفَحْشَاءُ
أَغْنَاكَ رَبُّكَ عَنْ مَدِيحِ مُتَيَّمٍ
وَالْحَاقِدُونَ فِدَاكَ طِبْتَ وَسَاؤُوا
وَقَضَى الإِلَهُ لِمَن أَطَاعَكَ جَنَّةً
وَلِمَن عَصَاكَ جَهَنَّمٌ وَشَقَاءُ
لَبِنَاتُ صَرْحِ الأَنْبِيَاءِ خَتَمْتَهَا
مِسْكَ الْخِتَامِ.. تَبَارَكَ البَنَّاءُ
وَيَزِينُكَ الخُلُقُ العَظِيمُ سَجِيَّةً
تَسَعُ الخَلاَئِقَ أَحْسَنُوا وَأَسَاؤُوا
♦ ♦ ♦
بَيْنَا قُرَيْشٌ يَشْتُمُونَ مُذَمَّمًا
كُنْتَ الْمُحَمَّدَ لَمْ يُصِبْكَ هِجَاءُ[1]
يَتَمَالَؤُونَ عَلَى اغْتِيَالِكَ ضِلَّةً
شَرُّ البَلاَءِ بَصِيرَةٌ عَمْيَاءُ
فَخَرَجْتَ مِنْ خَلَلِ الصُّفُوفِ مُرَتِّلاً
آيَاتِ رَبِّكَ قَدْ عَلاَكَ بَهَاءُ
تَضَعُ التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسٍ أَظْلَمَتْ
وَقَضَى عَلَيْهَا الكُفْرُ وَالبَغْضَاءُ
فَامْلَأْ يَمِينَكَ.. شَارَفَ السَّيْلُ الزُّبَى
مَا ثَمَّ خَيْلٌ.. هَلْ لَدَيْكَ دَوَاءُ
♦ ♦ ♦
إِنِّي عَهِدْتُكَ لاَ تَنُوءُ بِشِدَّةٍ
وَبِجَاهِ رَبِّكَ تُكْشَفُ الغَمَّاءُ
أَلْقَى عَلَيْنَا الغَرْبُ كُلَّ خَبِيثَةٍ
ضَاعَ العِرَاقُ، تَوَطَّنَ الغُرَبَاءُ
سَرَقُوا حَلِيبَ الطِّفْلِ، وَجْهَ حَبِيبَتِي
رُفِعَ الأَمَانُ، وَحَلَّتِ البَأْسَاءُ
سَفَكُوا دِمَانَا وَاسْتَبَاحُوا عِرْضَنَا
لَكِنَّ عِرْضَكَ - سَيِّدِي - الجَوْزَاءُ
أَتُجَمِّعُ البَغْضَاءُ صَفَّ عَدُوِّنَا
وَيَسُودُ فِينَا مَلْعَبٌ وَغِنَاءُ؟
♦ ♦ ♦
يَا أُمَّةَ الْمَبْعُوثِ فِينَا رَحْمَةً
فِي حُبِّ أَحْمَدَ عِصْمَةٌ وَنَجَاءُ
هُبُّوا لِنُصْرَتِهِ، أَقِيمُوا هَدْيَهُ
تَجِدُوا الشَّفَاعَةَ يَوْمَ لاَ شُفَعَاءُ
صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا خَيْرَ الوَرَى
مَا دَامَ فِينَا وَحْيُهُ الوَضَّاءُ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالإثنين 15 نوفمبر - 10:50


مبرَّأة السماء (قصيدة)

أَعَلَى عُرَى الأخلاقِ يجتمعانِ
عَفُّ اللسانِ وباعثُ الْبُهْتانِ؟!
شتَّان بين موقِّرٍ لنبيهِ
في عرضِه والناكثِ الخوَّانِ
أمَّاهُ يا حِبَّ النبي وعرضَهُ
لا ضِيمَ طَرْفُ مُعَذَّبِ الأجفانِ
لم يبقَ منّا مؤمنٌ لم يصطلِ
شرقُ الدُّنىَ والغربُ ينتفضانِ
غارت على عِرْض النبيِّ جحافلٌ
أيلومُهم إلاَّ ذوو الطُّغيانِ؟
مَا صامَ يومَ الدّفع منّا ناطقٌ
والنفسُ يقتُلها فحيحُ الجَانِي
قد نَبْتغي موتًا على كَفِّ العِدَا
عِزًّا ولكن لا نَنِي لِجَبَانِ
ونُذِلُّ بالإيثارِ شُمَّ أنوفنا
خَفْرًا لِذِمَّةِ مستجيرٍ وَانِ
عَرَبًا عرفنا الحُكم حين شفى بنا الْ
قَهَّارُ دَاءَ الفُرْسِ والرومانِ
ما اختارنَا الرحمنُ حولَ رِحابِه
لِنُقِيمَ أجداثًا على أضغَان
أُمَّاهُ - والعبراتُ كالجَمَراتِ - لا
سَلِمَتْ أنوفٌ أذعنتْ لهوانِ
لا بشَّرَ اللهُ الحسودَ بنعمةٍ
كلاَّ ولا رُدَّتْ إليهِ يدَانِ
ينهاهُ طهرُكِ والنبيُّ وآلُهُ
والوحيُ ثم يثوبُ للشيطانِ
متوليِّاً كِبْرَ الكَذُوب فويْحَهُ
طَلَبَ الجنانَ بِمَسلكِ النيرانِ
يا حسرةَ الأفَّاكِ ما بِعِقَالِهِ
شُدَّتْ سوى خِرَقٌ على هَذَيانِ
غطَّى بها عجْزَ الحِجَى مُتَعالِمًا
فَرَعَتْ غُثاءَ الْحِقْدِ والْبُطلان
أُمَّاهُ يَهْنِيكِ افتضاحُ عَدوّنا
وكفاكِ نَصرًا مُحكَمُ القرآنِ
الوالغون المقْذِعُونَ هُمُ الأذى
وَلأَنتِ - يا صدِّيقَةُ - الطُّهرانِ
أَهنا بِكِ الْرَّحمنُ قَلْبَ "محمَّدٍ"
تَاللهِ مَا ضِدّان يأتلفانِ
نورٌ إلى طُهْرٍ يحنُّ وأيُّما
نبأٍ سَرَى شَرُفَتْ بِكِ الأُذُنَانِ
بِكِ لا بأقوالِ الدَّعِيِّ تشرَّفتْ
وعليكِ لا يتنازعُ الْقَمَرَانِ
فضحتْ براءَتُكِ الشكوكَ فَأَدْبَرَتْ
ظُلَمًا وأَنتِ منارةُ الإيمانِ
وتهلَّلتْ عَيناكِ بِشرًا فالْمُنى
لا تُنْكِرَنَّ وفودَها عينانِ
فالصُّبْحُ لا كالصبحِ عندَ حَلِيلَةٍ
أَطيارُهُ والوحيُ يعْتنِقَانِ
والروضةُ الغنَّاءُ مِلْءُ رحابِها
ذِكْرٌ يرفرفُ حولَهُ ملَكَانِ
سَلْ في المدينة كُلَّ بيتٍ عنْهُمَا
هلْ باتَ مثلَ ودَادِهمْ زوجَانِ؟
غرَسَا على وجْهِ الزمانِ سُرُورَهُ
يا سُعْدَهُ إذْ خُصَّ من أزمانِ
فكأنّما مَرُّ النسيمِ وطَرْقُهُ
بالْبابِ سَجْعُ الطيرِ بالأفْنَانِ
في روضةِ الجناتِ نازعَهَا البَلا
والمبتلَى المشمولُ بالرِّضوانِ
يُبلى النبيُّ وخيرةٌ من بعدِه
ويُغَرُّ باقي الخلقِ بالإحسانِ
من نالَ حُبَّ الله - يومًا - يُبْتلَى
وضعيفُ إيمانٍ يَرَى الحدثانِ
هَيْهَاتَ تَبْقى بَعدَنَا الدُّنْيا ولم
تأخُذْ نَصِيبَ الظُّفرِ والأسنانِ
فتميلُ ضرَّاءُ البَلا وزناً ويا
أسفَا على السرَّاءِ في الميزَانِ
رُحماكَ – ربِّي - مَا لنا إيمانُهُمْ
كَلاَّ ولا نقْوَى عَلى الأَحْزانِ
أيقظْ خِفافَ العقلِ من سَكَرَاتِهِمْ
واغفِرْ عظيمَ الذنبِ والْهُجرَانِ
ما كنتُ في صمتِ الْمُرِيبِ مُصَفَّدًا
كَلاّ ولا سارَعْتُ في بُهتانِ
مُذْ لامستْ قلبي الشفيفَ براءةٌ
تُتْلَى بِآيِ "النُّورِ" عِبْتُ بياني
وَتَضَعْضَعَتْ أوزانُ شعريَ بعدَها
فبأيِّ تبيانٍ يفيضُ لساني
رَبَّاهُ إني قَدْ برِئْتُ فبرِّئَنْ
قلَمَيَّ مِنْ عِيٍّ ومنْ إِذعانِ
وارفعْ بيارقنَا على منْ أرجفُوا
مَا أَقبحَ استِنْسَارَةَ البُغثانِ
لو لا "أبا حسنٍ" توارَى نالهمْ
من سيفهِ البتّارِ حَرْبُ الجاني
قد كان نِعْمَ الهدْيِ حينَ دعَاهُمُ
فشرَوا أذاهُ بأبخسِ الأثمانِ
ونَمَوا إليه الزورَ ما شبعتْ لهمْ
بِطَنٌ ولا أرواهمُ النهرانِ
قالوا: "عليٌّ" قلتُ: حاشا إنّمَا
طُهْرٌ نما من طُهْرِهِ "الحسنانِ"
قالوا : و"فاطمةٌ" فقلتُ: أجِيرُهَا
أترونها لهجَتْ بفُحْشِ لسانِ؟!
بنتُ الرسولِ وبضعةٌ من رُوحِهِ
وفؤادُها مِن سورةِ "الفُرقانِ"
وفِدًا "لزينِ العابدينَ" شِرَارُكُمْ
ما لاذَ منكُمْ "رافضٌ" بِضِغَانِ
أجعلتموها سُبَّةً لخيارِكمْ؟
تاللهِ ما بخيارِكُمْ منْ شَاني
لا والّذي جَعَلَ السيادةَ فيهمُ
ما السادةُ الأحبابُ باللُّعَّانِ
عُودُوا إلى أخلاقِ "أهلِ البيتِ" لَنْ
تجدوا سِوى التوقيرِ والإحسانِ
واسترشِدوا الأشياخَ من عُقلائكمْ
رَتْقُ انفتاقِ الجمعِ بالأعيانِ
قدْ شَقَّ صفَّ الأمةِ اللاَّغُونُ حَتَّى
عَاث بالأزمانِ شرُّ مَكانِ
نَهض الدّعيُّ به فبئسَ مقامه
ولبئسَ ما يجني على الأوطانِ
تُلْجِيْهِ "مَاُسُونٌ" وتجمَعُ حَولَهُ
منْ كلِّ منبُوذٍ وشَرِّ مُدانِ
يَثِبُونَ بِالتاريخِ منْ أطرافِهِ
يتَتَبَّعُونَ مَزَالِقَ الشَّنَآنِ
ودُعاتُهمْ أنصافُهُمْ واحَسْرَتَا
تَئِدُ العُقولَ حَدَاثةُ الأسْنانِ
لِلأمةِ الثكْلى جِراحٌ غضَّةٌ
ولفِتنةِ التفريقِ ألفُ سِنَانِ
فَبِأَيِّ ثَائِرةٍ تُرَاقُ دماؤنا
ولأيِّ حربٍ يُجْمَعُ الأَخَوَانِ
عَوْدًا إلى هدي الرسولِ "محمدٍ"
عَفِّ الحديثٍ مُنَزَّهِ الأَرْدَنِ
جمَعَ الرحيمُ به النفوسَ عَلَى الهُدَى
صَفًّا فكَانوا أوثقَ البنيانِ
فجَلَوا غُبَار العقلِ في صَلَواتهم
حتى كأنَّ الغيبَ رهنُ عيانِ
وَتَرَاحَمُوا حَتَّى سَمَتْ أَخْبَارُهُم
مَا ذَابَ مثْلُ حدِيثهمْ بجَنانِ
وَتنَزَّهَتْ أخلاقهُمْ عنْ فاحشٍ
متخَلِّعٍ أو فاسقٍ طَعَّانِ
فكأنَّمَا جَهْلُ السَّفِيهِ مَنَاكِرٌ
وكَأَنَّمَا صَفْحُ الْكَرِيمِ مثَاني
وكأَنَّهُمْ في الفتنةِ الأقسى يدٌ
شُدَّتْ بأجْمعِهَا علَى الأذْقانِ
عَادُوا وَأَنْفُسُهُمْ تَذُوبُ مَدَامِعًا
والْخِلُّ يأْسُو عَبْرَةَ الْخُلاَّنِ
إنْ تِلْكَ إلا أُمَّةٌ مِنَّا خَلَتْ
وحِسَابُهُم في ذِمَّةِ الدَّيَّانِ
تنْحو بخيرِ فِعَالِهِمْ أفعالُنا
ونَرى بِحُسْنِ الظَّنِّ كلَّ الشانِ
إن كانَ ربي اختارَهُمْ لِنبيِّهِ
صَحْبًا، فنِعْمَ تَخَيُّر الرَّحمنِ
وَإنِ اصْطَفَى أزْواجَهُ وحْياً، فهل
في آخرِ الأزمانِ وحيٌ ثانِ؟!!
يَهواكِ أُمَّ المُؤمنينَ النورُ، والْ
فُجَّارُ تهواهُمْ يدُ الشَّيطانِ
دونَ النبيِّ وعِرْضِهِ أرْواحُنا
وفِدَاهُما طُولَ المدَى الثَّقَلانِ








كلمات لمقام ام المؤمنين (قصيدة)




ضاقَ الفؤادُ وشبَّ فيه حَريقي
والصمتُ من حولي يضاعِفُ ضيقي
قَزمٌ حقيرٌ.. كيفَ يُترَكُ مِثلُهُ
ليخوضَ في عِرض ابنةِ الصدِّيقِ
ليمزِّقَ الصفَّ الممزَّقَ هازئاً
سُحقاً له مِن مارِقٍ زِنديقِ؟
ذاكَ الخبيثُ صنيعةُ الشرِّ انبرَى
يختالُ بالتأليفِ والتَّلفيقِ
قَدْحاً بأُمِّ المؤمنينَ حبيبةِ ال
مَبعُوثِ نُوراً قد أضاءَ طريقي
واللومُ ليس عليهِ، بل هو ذنبُ نخْ
وتِنا التي صارتْ بغَيرِ بَرِيقِ
أُمَّاهُ، عذراً فالحُروفُ تَلَبَّستْ
عجزاً، وأعياني هوانُ فَرِيقي
ماذا أقولُ وفي فمِي مَكتومةٌ
لغةُ الكَلام.. بدَا الخُنوعُ رفِيقي
كلبُ الصهاينةِ استحلَّ دِيارَنا
وولاتُنا عمدوا إلى تَطوِيقي
ودماؤنا في القُدسِ فاضَت، والشُّعو
بُ تهِيم في التَّطبيلِ والتَّصفيقِ
أحلامُنا مَوءودةٌ، أعراضُنا
مَهدورةٌ في غُرفة التحقيقِ
أُمَّاه، إنَّ الصمتَ أدمَى أحرُفي
وَجهالةٌ تسري بكلِّ عروقي
أرجوكِ - طاهرةَ النساءِ - لِتَعذُري
ضعفَ القلوبِ، وحاوِلي تصدِيقي
قُولي لأشباهِ الرجالِ لينهَضُوا
وَلِيسلُكوا للنصرِ خيرَ طريقِ
أماه، نادي أمَّتي، قُولي لها:
فَلتنفضِي عنكِ الترابَ.. أفيقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالثلاثاء 16 نوفمبر - 14:15



يا ناطحاً جبل العفاف كفاكا


يا نَهرَ شِعري، مَا الذي أَجْرَاكا

بَعْد انقِطَاعِ البَوحِ عَن مَرْسَاكا؟

قد كُنتُ أَحسبُ أنَّ كُلَّ سفائني

غَرْقَى، فَلَنْ تشدُو إلى لُقيَاكا!

فَجَّرتَ في أَرضِ الحُروفِ مَشَاعِراً

فَمَنِ الذي بعدَ الغِيابِ دَعَاكا؟!

وَسقيْتَ مِن حَقلِ القلوبِ بَراعِماً

لَولاكَ قدْ ظَمِئَتْ جَوًى.. لَوْلاكا

فَأجابَنِي قَلميْ بِفَيضِ عَواطِفٍ:

أَنا مَا كَتبتُ الشِّعرَ عَن دُنيَاكا

أنَا ما كَتبتُ لكَي أُمجِّدَ طاغِياً

حَاشاكَ - يَا قَلَمَ العُلا - حَاشَاكا

يَا ربِّ، عطِّرْ لي حُروفيَ بِالرِّضَا

مَا ضلَّ مَن يسعَى لِنَيلِ رِضاكا

أنا قدْ أَتيتُ لكي أُبَرِّئَ ذِمَّتِي

خُذْهَا حُروفي كَي تُنيرَ سَمَاكا

لِتسطِّرَ الأَبياتَ في ذِكرِ الهُدَى

وَلِتستَجِيبَ لِصَوتِ مَن نَاداكا

تِلكَ الحَصَانُ، فَيَا مَكارِمُ غرِّدي

فَوقَ السَّحابِ.. فَمَن يَضِيرُ عُلاكا؟

هِيَ أمُّ كُلِّ المُؤمنينَ جَميعِهِم

نَصُّ الكِتابِ، فَمنْ سَيُنكِرُ ذَاكا؟!

وَاللهِ لَو خَلَطَتْ بِسِيرَتِها الدُّجَى

لَتلأْلأَتْ لِتُنوِّرَ الأَفلاَكا

واللهِ لو مُزِجَتْ بِمِلحِ بِحَارِنا

لَشَربتَهُ عَذْباً يُعَطِّرُ فَاكا

هِيَ قِمَّةَ الأخلاقِ في جَبَلِ الهُدى

يَا ناطِحاً جَبَلَ العَفافِ، كَفَاكا!

سَلِمَتْ عَواهِرُ لَندَنٍ مِن إفكِكُمْ

وَقَذَفتَ أُمَّ المُؤمنينَ هُناكا!

اللهُ طَهَّرَها، وأَنزلَ سُورةً

أَكَفَرْتَ بالقُرآنِ حِينَ أَتاكا؟


وَاللهُ أعلَى شَأنَها وَمَقامَهَا

اَللهُ بَرَّأَها وَما بَرَّاكا!

جَدَّدتُمُ قَولَ اليهودِ بِمَريَمٍ

وَهَلِ اليَهُودُ المُفتَرُونَ سِوَاكا؟!

فهُنا تُعادُ مَعالِمُ التاريخِ كَي


يَتقمَّصَ الأَدوارَ نَبْحُ عُوَاكا

وَلِتُرمَى أمُّ المُؤمِنينَ بقَذْفِكمْ

.. عَن عِرضِها رَبُّ الحُسَيْنِ نَهَاكا

أَلْفٌ مِن الأَعوامِ والبَاغُونَ في

طَعْنٍ لَها، مَا مَلَّهَا أفَّاكَا!

تِلكَ الحَقائقُ سَاطِعاتٌ، إنَّها

عِبَرٌ عِظَامٌ لو تَرى عَيْناكا

يا أيُّها المَنبوذُ، فكِّرْ لَحظةً

صَدَقَ الذي هوَ (خاسِراً) سمَّاكا

يا أيُّها المَأفونُ، فكِّرْ بُرْهةً

بِحَبِيبةِ المُختَارِ مَنْ أَغرَاكا؟!

نامِي بقَبركِ يا حَبِيبةَ أَحمدٍ

.. قِمَمُ الجِبالِ، فَمنْ يُطاوِلُ ذاكا؟!

يا أيُّها القِرطاسُ، سطِّرْ سِيرَةً

عنْ عَائشٍ، ومُخضِّباً يُمْنَاكا

اُنثرْ رَبِيعاً في خَريفِ غُصونِهمْ

أَشعِلْ لهُمْ شَمْعَ الهُدىَ بِسَنَاكا

ازرَعْ وُروداً في مَشاتِلِ حِقدِهمْ

لَن يَحصُدَ الباغِي سِوَى الأَشوَاكا.



إفك حديث طغى على الإفك القديم




إِفْكٌ حَدِيثٌ وَافَقَ الإِفْكَ القَدِيمْ

بَلْ زَادَ خُبْثًا وَالزَّنِيمُ هُوَ الزَّنِيمْ

رَأْسُ النِّفَاقِ رَمَى الكَرِيمَةَ بِالْخَنَا

وَالوَحْيُ يَنْزِلُ مِنْ كَرِيمٍ لِلرَّحِيمْ

وَأَرَادَ رَأْسُ الْخَاسِرِينَ وِشَايَةً

كَيْمَا يَضُرَّ الدِّينَ وَالنَّهْجَ القَوِيمْ

فَمَضَى البَلاَءُ مُمَحِّصًا وَمُبَيِّنًا

شَهْرًا كَرِيتًا حَالُهُمْ لاَ يَسْتَقِيمْ

حَتَّى أَبَانَ اللَّهُ كُلَّ ضَغِينَةٍ

وَتَبَيَّنَ الطُّهْرُ الكَرِيمُ مِنَ الأَثِيمْ

جَاءَ الكِتَابُ بِطُهْرِهَا وَعَفَافِهَا

وَالْخَوْضُ فِيهِ وَنَقْلُهُ شَيْءٌ ذَمِيمْ

بُهْتٌ وَإِثْمٌ وَاضِحٌ وَمُبَطَّنٌ

بِالكُفْرِ قَوْلٌ جَائِرٌ شَيْءٌ عَظِيمْ

فَأُقِيمَ حَدُّ القَذْفِ طُهْرًا نَافِعًا

وَالإِفْكُ سَارَ بِأَهْلِهِ نَحْوَ الْجَحِيمْ

حَتَّى أَتَى الإِجْمَاعُ نَصًّا قَاطِعًا

فِي كُفْرِ مَنْ قَدْ نَاقَضَ النَّصَّ الكَرِيمْ

وَأَتَى عَلَى نَهْجِ النِّفَاقِ زَنَادِقٌ

بَيْنَ الصُّفُوفِ تَدَاوَلُوا الرَّأْيَ الذَّمِيمْ

مِنْ نَجْلِ شَاؤُولَ الْخَبِيثِ تَتَابَعُوا

وَهَوَى البَعِيدُ إِلَى الضَّلاَلَةِ وَالْجَحِيمْ

جَاءَ اليَهُودِيُّ الْخَبِيثُ وَثَوْبُهُ

ثَوْبُ التَّزَهُّدِ يَحْمِلُ الْقَلْبَ الأَثِيمْ

وَدَعَا إِلَى حَرْفِ الرِّسَالةِ وَالْهُدَى

وَإِلَى الإِمَامَةِ خَدْعَةُ الوَقِحِ اللَّئِيمْ

وَلَقَدْ تَنَاقَلَ رَأْيَهُ فِي ظُلْمَةٍ

قَوْمٌ لِئَامٌ دِينُهُمْ دِينُ الرَّجِيمْ

لاَ يُظْهِرُونَ القَوْلَ إِلاَّ زَلَّةً

أَوْ فِي مَهَاوِي الشَّرِّ وَالطَّيْشِ الزَّنِيمْ

لَكِنَّهُمْ فِي ذَا الزَّمَانِ تَطَاوَلُوا

فِي غَيِّهِمْ فَتَنَوَّعَ الطَّعْنُ الأَثِيمْ

فَالعِرْضُ والنَّسَبُ الشَّرِيفُ لِأُمِّنَا

بَلْ كَوْنُهَا تَصْلَى الْجَحِيمَ بِلاَ حَمِيمْ

بِالغَيْبِ يَقْذِفُ بَلْ يُحَكِّمُ رَأْيَهُ

فَوْقَ الإِلَهِ تَبَارَكَ الرَّبُّ العَلِيمْ

والنَّاسُ تَشْهَدُ والكَلاَمُ مُوَثَّقٌ

لاَ خَوْفَ لاَ اسْتِحْيَاءَ بَلْ بُهْتٌ عَظِيمْ

فِي مَعْقِلِ الكُفَّارِ كَانَ كَلاَمُهُمْ

وبِجَمْعِ شُذَّاذِ الفَسَادِ إِلَى الحَطِيمْ

حَطَمَ الإِلَهُ عُقُولَهُمْ وَتَقَطَّعَتْ

تِلْكَ الْمَلاَسِنُ فِي الْجَحِيمِ مَعَ الأَدِيمْ

يَا يَاسِرُ الكَلْبُ اللَّعِينُ تَرَفُّضًا

قَدْ قُلْتَهَا وَتَزَنْدُقًا تَغْشَى الْحَرِيمْ

وَتَكُونُ بُوقًا لِلْمَهَانَةِ تَائِهًا

بَيْنَ الرَّوَافِضِ تَنْشُرُ الفِكْرَ السَّقِيمْ

وَتُقَلِّبُ الفِكْرَ الْمَهِينَ خَبَاثَةً

وَتَزِيدُ كِذْبًا ظَاهِرًا فِعْلَ الذَّمِيمْ

سَلِمَ اليَهُودُ مِنَ الْمَقَالِ وَجِئْتَنَا

بِذَمِيمَةٍ مَلْعُونَةٍ لَعْنَ الرَّجِيمْ

وَأَتَيْتَ مَجْدَ الدِّينِ فِي عَلْيَائِهِ

حِبَّ النَّبِيِّ وَأُمَّنَا الطُّهْرَ الصَّمِيمْ

وَوَلَغْتَ فِي عِرْضِ البِلاَدِ بِأَسْرِهَا

وَدَعَوْتَ أَذْنَابَ الْمَجُوسِ إِلَى الرَّجِيمْ

لِمَنِ الْمَقَالُ أَتَرْتَجِي مَدْفُوعَةً

أَوْ تَرْتَجِي مَوْعُودَةَ الرِّجْسِ الزَّنِيمْ

أَإِلَى الْمَجُوسِ وَنَارِهِمْ قَدْ صُغْتَهَا

فَضَحَ الإِلَهُ السِّرَّ والقَوْلَ الأَثِيمْ

كُشِفَ القِنَاعُ فَلاَ تَقِيَّةَ فِي الْهَوى

ومَضَى زَمَانُ السِّرِّ لِلْقَوْلِ الذَّمِيمْ

هَذِي البِلاَدُ وَأُخْتُهَا مَوْثُوقَةٌ

بِعُرَى العَقِيدَةِ دِينُهَا الدِّينُ القَوِيمْ

وَرِجَالُهَا الأَبْطَالُ كُلُّ غَضَنْفَرٍ

وَعَلَى الزَّمَانِ شَوَاهِدٌ تُنْبِي الْحَلِيمْ

حُيِّيتِ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ فَكُلُّنَا

نَفْدِيكِ حَقًّا بِالرِّجَالِ وَبِالْحَرِيمْ

وَنُقَدِّمُ النُّورَ الْمُبِينَ أَمَامَنَا

ونَسِيرُ لِلرَّحْمَنِ فِي نَهْجٍ قَوِيمْ

بِنْتَ الْحَبِيبِ وحِبَّهُ بَيْنَ الوَرَى

وعَرُوسَهُ فِي جَنَّةِ اللهِ الرَّحِيمْ

وَلَهَا الْمَوَاقِفُ والْمَشَاهِدُ فِي الْهُدَى

بِشَهَادَةِ الْمُخْتَارِ والصَّحْبِ الكَرِيمْ

فِي الذِّكْرِ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ وَفِي الْهُدَى

أُمُّ التُّقَاةِ وُجُودُهَا خَيْرٌ عَمِيمْ

فِي العِلْمِ أُمٌّ يُسْتَضَاءُ بِقَوْلِهَا

فِي الْحِفْظِ دَانَ لَهَا الرِّجَالُ مَعَ الْحَرِيمْ


أَبْقَاكِ رَبِّي فِي الْحَيَاةِ كَرِيمَةً

وَأَرَادَ رَفْعَ الذِّكْرِ فِي القَبْرِ الضَّمِيمْ

أَنْتِ الْحَصَانُ سَبَقْتِ كُلَّ نِسَائِنَا

أَنْتِ الرَّزَانُ إِلَى الْجِنَانِ مَعَ الرَّحِيمْ

خَيْرِ الرِّجَالِ الطَّيِّبِينَ مُحَمَّدٍ

خَيْرِ الْخَلاَئِقِ فِي رِضَا الرَّبِّ الكَرِيمْ

وَصَلاَةُ رَبِّي وَالسَّلاَمُ كِلاَهُمَا

لِلْمُصْطَفَى وَالآلِ وَالصَّحْبِ الكَرِيمْ

وَالتَّابِعِينَ الْمُحْسِنِينَ لِرَبِّهِمْ

وَالسَّائِرِينَ عَلَى الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمْ


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد المصرى
المــــدير العـــــام
المــــدير العـــــام
احمد المصرى


عدد المساهمات : 5770
الموقع : منتدى الاخوه

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالخميس 25 نوفمبر - 13:29

احمد ابن النيل بارك الله فيك و تسلم على المجهود الرائع من اجل

الم البشر جميعاً بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alo5owah.ahlamontada.com
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالثلاثاء 14 ديسمبر - 23:35



الغالى احمد المصرى

مشكووور ياغالى على مرورك العطر

بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالثلاثاء 14 ديسمبر - 23:37






عبقرية عائشة أم المؤمنين (1)
علي حسن فراج





لا أعلم امرأة قديمًا أو حديثًا حَظِيَت بإعجابي وتقديري واحترامي وحبي كالصديقة بنت الصديق - رضي الله عنهما - وكلما زادت معرفتي بسيرتها وتاريخها، ازدادت منزلتُها وحُبُّها في قلبي وعقلي.



وإذا كان كلُّ مُسلم صحيح العقيدة يُشاركني هذا الحُبَّ والتقدير من زاوية شرعية دينيَّة، فإنِّي أجد لهذا الإعجاب والتقدير عاملاً آخر وهو عاملُ النبوغ والعبقريَّة، وأنا شديد التأثُّر بهما لدرجة بعيدة.



وما صار إليه حال الناس في هذه المرأة من كون جمهورهم يرى أنَّ مِن دينه ولاءَها وحُبَّها، كما ترى فئةٌ ما أنَّ مِن دينها عداء هذه المرأة وبُغضها، فكل ذلك يعد دليلاً على عبقرية الصديقة - رضي الله عنها - فإنَّ الناس لا ينقسمون ولا يختلفون - عادةً - إلا حول العباقرة والموهوبين، كما يقول الأديب الكبير عباس العقاد.



إنَّ مظاهرَ النبوغ والعبقرية والذَّكاء والألمعية لَتَقِفُ جنبًا إلى جنب مع الصِّفات الإيمانِيَّة، التي كانت تتحلى بها هذه المرأة الموهوبة، والتي رفعها رصيدها الإيماني إلى ذلكم الشرف العظيم، وهو أن تصبح زوجة للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الدنيا والآخرة.



ولا رَيْبَ أنَّ الزواج به - صلَّى الله عليه وسلَّم - منزلةٌ دينية، فقد وُعِد صاحباتُها بتضعيف الأجر لهن.



ومن هنا نَجد أنَّ الأقدار الماضية سبقت بأنَّ هذه المرأة ستكون زوجًا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فعنْ عائشةَ - رضيَ الله عنها - أَنَّ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال لها: ((أُرِيتُكِ في المنام مَرَّتَيْنِ أرى أَنَّكِ في سَرَقَةٍ من حريرٍ، ويقولُ: هذه امرأتك فاكْشِفْ عنها، فإذا هي أنت، فأقول: إن يكُ هذا من عند الله، يُمْضِهِ))؛ رواه البخاري.



وقد أوصلها هذا الرصيدُ الإيماني أيضًا إلى أنْ تظفر بِمَحَبَّة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لها مَحبة شرعية قدمت فيها على سائر النِّساء، كما قُدِّم فيها أبوها على سائر الرجال، فقد روى البخاري عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعثه على جيش ذات السلاسل، قال: فأتيته، فقلت: أيُّ الناس أحب إليك؟ قال: عائشة، فقلت: فمن الرجال؟ قال أبوها...".



ولقد كانت حُظوة عائشة عند النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتقدُّم مكانتها عنده مما يشتهر ويعرف بين الناس الأباعد منهم والأقارب على السواء؛ فعن عائشة، قالت: "كان الناسُ يتحَرَّوْن بهداياهم يومَ عائشة".



قالت: "فاجتمعن صواحبي إلى أمِّ سَلمة، فقُلْنَ لها: إنَّ الناس يتحَرَّوْن بهداياهم يومَ عائشة، وإنا نريد الخير كما تريدُه عائشة، فقولي لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يأمر الناسَ أنْ يُهدوا له أينما كان، فذكرت أمُّ سَلَمة له ذلك، فسكت، فلم يردَّ عليها، فعادت الثانية، فلم يردَّ عليها، فلما كانت الثالثة، قال: ((يا أمَّ سلمة، لا تؤذيني في عائشة، فإنَّه والله ما نزل عليَّ الوَحْيُ وأنا في لحافِ امرأة منكنَّ غيرها))"؛ الترمذي (5/703).



إذًا لَم يكُن حبُّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لهذه المرأة حُبًّا طبيعِيًّا محضًا تُمليه العلاقة الزوجية، أو تقف خلفه الصفات الخِلْقِية ونحوها من تَمتُّع عائشة بالجمال، أو كونها البكر الوحيدة، التي بنى بها دون سائر أزواجه، بل كان للنَّصيب الإيماني الذي تتمتع بها الصِّدِّيقة أثرٌ كبير في حب النبي - صَلَّى الله عليه وسلم - لها.



وبالنظرة العَجْلَى إذا ما أردنا استكشافَ عبقرية هذه المرأة ونبوغها يُمكننا أنْ نرجعَ إلى كتب السِّيَر؛ لنقفَ منها على سِنِّ عائشة - رضي الله عنها - حينما توفي النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عنها، فتلكم الأدوارُ الكبيرة والمناقب الجليلة لها هي التي سنقرؤها في سيرتها وحياتِها مع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما حازته من فضائلَ وتزكيةٍ من الله - تعالى - ومن نبيه - عليه الصلاة والسَّلام - من نحو قوله - عليه الصلاة والسَّلام -: ((هذا جبريل يُقرِئُكِ السلام))، أو من حيث قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فضل عائشة على سائر النساء، كفضل الثريد على سائر الطعام))، كُلُّ ذلك حازته هذه المرأة بين سنِّ التاسعة - وهي سنها عند دخول النبي، صلَّى الله عليه وسلَّم، بها - والثامنةَ عَشْرَةَ عندما توفي عنها.



أجَلْ، من التاسعة إلى الثامنة عشرة.



أيُّ مجد حَقَّقه أو يُمكن أن يُحققَه أحدٌ من الناس في هذه السن الباكرة، نهاية الطفولة وبداية المراهقة، كم من ألوفٍ وملايين من الناس ذُكورًا وإناثًا لا تعني لهم هذه السنوات التِّسع من أعمارهم سوى اللَّهْو واللعبِ والسَّعادة، بسُقُوط المسؤوليات الاجتماعية، أو اللهث وراء نزوات المراهقة، ومُتطلباتها المعنوية والحسِّيَّة.



بل إنَّه حتى جُلّ العباقرة والعظماء لَتنسحِبُ منهم هذه المرحلة من حياتهم دونما أنْ تتحققَ فيها عظمتهم، أو يتجلَّى فيها نبوغهم.



غاية ما هنالك أنَّ عددًا من العباقرة والموهوبين تأخُذ مواهبُهم في الظهور والتجلِّي في نحو هذه السن، لكنك لا تجدُها تصل بهم إلى أن تكونَ هي مرحلة الاستحقاق للنَّعت بالعبقرية والألمعية والنبوغ.



وفوق ذلك فنبوغات العباقرة والعظماء وإن ظهرت باكرة، فهي منحصرة غالبًا في التفوق في موهبةٍ ما، كقول الشعر، أو حفظ العلم، أو الذكاء، وما شاكل، أمَّا عبقرية الصديقة، فهي عبقريَّة في الشخصية والخلق مع صحة الذِّهْن ورَجاحة العقل والكمال الإنساني الممكن للمرأة.



إنَّ حياةَ الشظفِ وضيق اليد التي نراها في البيت النبوي؛ حيث كان يَمُرُّ الشهر والشهران، وليس لأهله طعام إلا خبز الشَّعير، هذه الحياة القاسية وإن صبرت عليها كبارُ أزواج النبي - صَلَّى الله عليه وسلم - من أمثال سودة وأم سلمة وباقي الزوجات، التي عَرَكْنَ الحياةَ وعرفن حَقَّها من باطلها، وزُخرفها من جوهرها، فكيف واجهتها تلك الفتاةُ التي تودع صباها، وتدخل في فورة المراهقة؟



كيف كانت شخصيةُ عائشة من القُوَّة الإيمانية والنفسية حتى تصبرَ على هذه الحياة، حتى إنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَمَّا بدأ بها في التخيير بين الصبر على شظف العيش والبقاء معه أو مفارقته، جاءت إجابتُها صارمةً واثقة، واختارت شظفَ العيش، والبُعْدَ عن المُتَع التي يُمكن أن تحلم بها بناتُ سنِّها.



إن هذه الشخصية العظيمة المترفعة عن حطام الدنيا الزائل في هذه السن الباكرة - لَم يكن غريبًا ولا عجيبًا منها بعد أن اكتهلت أنْ تقسم في اليوم سبعين ألفًا، وإنَّها لتُرَقِّع درعَها، كما قال ابنُ أختها عروة بن الزبير، أو أنْ يبعث إليها معاوية بقلادة بمائتين، فتوزعها على ضَرَّاتِها من أمهات المؤمنين حتى لم تتركْ شيئًا، أو أن يرسل لها ابن أخيها عبدالله بن الزبير بمائة ألف، فتوزعها كلها في الفقراء والمساكين، وعندما يأتي المساء وتريد أن تفطرَ من صومها وتطلب ما تفطر عليه، فلا تجد شيئًا، فتقول لها الخادمة: لو أبقيت درهمًا نشتري به لحمًا؛ لنفطر عليه، فتقول لها: لو ذكرتني لفعلت.



أيُّ استعلاء عن الدُّنيا وانزواء للقلب عنها بعد هذا الاستعلاء؟! أين منه ما تقوم به الرَّاهبات من الاعتزال عن الدُّنيا في الأديرة بزعم الانقطاع للآخرة[1]؟!



وإذا رجعنا إلى عائشة في العهد النبوي، وجدنا أنَّ التربيةَ النبوية والحافز الإيماني الذي وَقَر في قلب عائشة قد صعدا بها أعوامًا كبيرة فوق سِنِّها، مما جعلها تتصرَّف وتتعامل كامرأة ناضجة محنكة، وليست كصغيرة أو مراهقة.



ومع تلك الصرامة والنضوج العقلي المبكر جِدًّا عندها، واضطلاعها بمهامَّ تُناسب مقام زوجها، إلاَّ أنَّنا نُلاحظ أنَّ عائشة - رضي الله عنها - لَم تتنكر لسنِّها ومرحلتها العمرية تنكرًا تامًّا، ولم تنفصل منهما انفصالاً جذريًّا، بل نراها تلعب بالبنات في بيت النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتأتيها أترابُها من ذوي سِنِّها فيلعبن معها، ويسمح لها النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بمشاهدة الحبشة، وهم يلعبون بالحراب في المسجد، ونحو ذلك من اللهو البريء.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأربعاء 15 ديسمبر - 17:56

تسلم اخى الغالى ابن النيل

على الموضوع الاكثر من رائع

بارك الله فيك وجزاك الله الجنة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالأربعاء 15 ديسمبر - 21:46



اخى الغالى خالد

مرورك اسعدنى وعطر موضوعى

لا تحرمنا اخى الغالى من مرورك الطيب

بارك الله فيك وجزاك الله الجنة

تقبل منى كل التحية والتقدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالثلاثاء 21 ديسمبر - 18:23


ثورة الطغيان: دفاعاً عن السيدة عائشة
أحمد حسن محمود



مَا جَفَّ بَحْرِي أَوْ عَدِمْتُ لِسَانِي
مَا دُمْتُ أَدْفَعُ ثَوْرَةَ الطُّغْيَانِ
وَأَذُودُ عَنْ عِرْضِ النَّبِيِّ وَأَفْتَدِي
بِدَمِي تَدَفُّقَ دَمْعِهِ الْيَقْظَانِ
سَفَكَتْهُ أَلْسِنَةُ النِّفَاقِ فَلَمْ يَزَلْ
رَجْعُ الْحَدِيثِ عَلَى مَدَى الْأَزْمَانِ
فَلَئِنْ يَكُ ابْنُ سَلُولَ أَطْلَقَ قَوْلَهُ
فَبَنُو الرَّوَافِضِ سَاحَةُ الْبُهْتَانِ
هُمْ مَنْ تَلَقَّفَهُ وَأَصْغَوْا سَمْعَهُمْ
لِلْإِفْكِ.. هُمْ أَصْغَوْا إِلَى الشَّيْطَانِ
مَا زَالَ أَكْبَرُهُمْ يُلَقِّنُ حَدْثَهُمْ
هَذَا الْحَدِيثَ بِذِلَّةٍ وَهَوَانِ
فَتَعَاهَدُوهُ بِكُلِّ مَجْلِسِ غَيْبَةٍ‍
يَتْلُونَهُ بِاللَّحْنِ وَالْكِتْمَانِ
كَفَرُوا بِآيَاتِ الْكِتَابِ وَكَذَّبُوا
وَحْيَ السَّمَاءِ.. وَمَا لَهَا وَحْيَانِ!!
اللَّهُ بَرَّأَ أُمَّنَا وَأَذَلَّهُمْ
فَلْيَرْجِعُوا بِالذُّلِّ وَالْخُسْرَانِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ سَوْفَ يَعْرِفُ جَمْعُهُمْ
أَنْ كُلُّ كَذَّابٍ إِلَى النِّيرَانِ
أَنَّ الَّتِي الصِّدِّيقَ كَانَ وَلِيَّهَا
خَيْرٌ مِنَ ابْنِ الْمَاتِعِ ابْنِ الزَّانِي
مَنْ كَانَ يَزْعُمُ أَنَّ آلَ مُحَمَّدٍ
دَنِسُوا.. فَإِنَّ الرِّجْسَ كُلُّ مَكَانِ
وَالْغَدْرُ أَنْ يُرْمَى الْعَفَافُ بِبَاطِلٍ
وَيُهَانَ رَمْزُ الطُّهْرِ وَالْإِيمَانِ
الْإِفْكُ زُورٌ وَالْحَدِيثُ الْمُفْتَرَى
أَبْلَاهُ وَحْيُ اللَّهِ فِي الْقُرْآنِ
نُورٌ تَنَزَّلَ بِالْبَرَاءَةِ وَالْهُدَى
أَرَأَيْتَ بُرْهَانًا عَلَى بُرْهَانِ؟!
مَنْ يُنْكِرُ الْبُرْهَانَ إِلَّا جَاهِلٌ؟!
أَوْ يُنْكِرُ النُّورَا سِوَى الْعُمْيَانِ؟!
لَوْ أَنَّ عَائِشَ لَمْ تَكُنْ مَعْصُومَةً
لَوْ أَنَّ عَائِشَ لَمْ تَكُنْ بِحَصَانِ!!
لَوْ أَنَّ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَتَتْ بِهِ
فَالْمُؤْمِنَاتُ جَمِيعُهُنَّ زَوَانِي!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابواحمد
مشــــــرف
ابواحمد


عدد المساهمات : 1888
السرطان العمر : 49
الموقع : مصرى واعتز ان اكون مصرى

 ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها     ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها  Emptyالثلاثاء 21 ديسمبر - 18:41

تسلم ياابن النيل علي المجهود الرائع وبارك الله فيك[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ام المؤمنين عائشة رضى الله عنها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 2انتقل الى الصفحة : 1, 2  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» السيدة زينب بنت خزيمة أم المؤمنين و أم المساكين رضى الله عنها
» قصيدة في ام المؤمنين عائشة رضيا الله عنها
» حملة الدفاع عن ام المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها :تواقيع وبطاقات
» زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها
» السيدة أم حبيبة بنت أبي سفيان أم المؤمنين رضى الله عنها وأرضاها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الاخوه ايد فى ايد :: مـنــتـــــدى الاسلامى :: القصص الاسلامية-
انتقل الى: