احمد المصرى المــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 5770 الموقع : منتدى الاخوه
| موضوع: تابع الجزء الثانى من رياض الصالحين السبت 22 مايو - 16:04 | |
| l كتاب الأذكار l 244- باب فضل الذكر والحث عليه قال الله تعالى: {ولذكر الله أكبر} ((العنكبوت: 45))، وقال تعالى: {فاذكروني أذكركم} ((البقرة: 152))، وقال تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال، ولا تكن من الغافلين} ((الأعراف: 205))، وقال تعالى: {اذكروا الله كثيرًا لعلكم تفلحون} ((الجمعة: 10))، وقال تعالى: {إن المسلمين والمسلمات} إلى قوله تعالى: {والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما} ((الأحزاب: 35))، وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبحوه بكرة وأصيلا} ((الأحزاب:41،42)) والآيات في الباب كثيرة معلومة. 1408- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" ((متفق عليه)). 1409- وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس” ((رواه مسلم)). 1410- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأتِ أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه" وقال: "من قال سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" ((متفق عليه)). 1411- وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل" ((متفق عليه)). 1412- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبرك بأحب الكلام إلى الله؟ إن أحب الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده" ((رواه مسلم)). 1413- وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله، والحمد لله تملآن -أو تملأ- ما بين السماوات والأرض" ((رواه مسلم)). 1414- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علمني كلامًا أقوله. قال: "قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم” قال فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: "قل اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وارزقني" ((رواه مسلم)). 1415- وعن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثا ، وقال : " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام “ قيل للأوزاعي ، وهو أحد رواة الحديث : كيف الاستغفار ؟ قال : يقول : أستغفر الله أستغفر الله " ((رواه مسلم)). 1416 - وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا فرغ من الصلاة وسلم قال : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد" ((متفق عليه)). 1417- وعن عبد الله ابن الزبير رضي الله عنهما أنه كان يقول دبر كل صلاة، حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير . لا حول ولا قوة إلا بالله ،لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون . قال ابن الزبير: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يهلل بهن دبر كل صلاة. ((رواه مسلم)). 1418- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: "ذهب أهل الدثور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم: يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال: يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون. فقال: "ألا أعلمكم شيئًا تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين قال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة، لما سئل عن كيفية ذكرهن، قال: يقول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثًا وثلاثين. ((متفق عليه)). وزاد مسلم في روايته: فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا، وفعلوا مثله؟ فقال رسول الله: "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". (((1))). 1419- وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر” ((رواه مسلم)) 1420- وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "معقبات لا يخيب قائلهن -أو فاعلهن- دبر كل صلاة مكتوبة: ثلاثًا وثلاثين تسبيحة وثلاثًا وثلاثين تحميدة، وأربعًا وثلاثين تكبيرة" ((رواه مسلم)). 1421- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ دبر الصلوات بهؤلاء الكلمات: "اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من فتنة القبر” ((رواه البخاري)). 1422- وعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال: "يا معاذ والله إني لأحبك" فقال: "أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك". رواه أبو داود بإسناد صحيح. 1423- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال" ((رواه مسلم)). 1424- وعن علي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكون من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أسرفت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت" ((رواه مسلم)). 1425- وعن عائشة رضي الله عنه قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" ((متفق عليه)). 1426- وعنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" ((رواه مسلم)). 1427- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم" ((رواه مسلم)). 1428- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء" ((رواه مسلم)). 1429- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: “اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، وأوله وآخره، وعلانيته وسره" ((رواه مسلم)). 1430- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فتحسست، فإذا هو راكع.-أو ساجد- يقول: "سبحانك وبحمدك لا إله إلا أنت" ، وفي رواية: فوقعت يدي على بطن قدميه، وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" ((رواه مسلم)). 1431- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيعجز أحدكم أن يكسب في كل يوم ألف حسنة!" فسأله سائل من جلسائه: كيف يكسب ألف حسنة؟ قال: "يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة" ((رواه مسلم)). (((2))). 1432- وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى" ((رواه مسلم)). 1433- وعن أم المؤمنيين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحي وهي جالسة، فقال: "مازلت على الحالة التي فارقت عليها؟" قالت: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد كنت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته" ((رواه مسلم)). وفي رواية له: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته". وفي رواية الترمذي: ألا أعلمك كلمات تقولينها؟ سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته". 1434- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره، مثل الحي والميت" ((رواه البخاري)). ورواه مسلم فقال: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت". 1435- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإٍ ذكرته في ملإٍ خير منهم" ((متفق عليه)). 1436- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبق المفردون" قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: "الذاكرون الله كثيرًا والذكرات" ((رواه مسلم)). (((3))). 1437- وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أفضل الذكر: لا إله إلا الله". رواه الترمذي وقال حديث حسن. 1438- وعن عبد الله بن بشر رضي الله عنه أن رجلا قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به قال: "لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله". رواه الترمذي وقال حديث حسن. 1439- وعن جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قال: سبحان الله وبحمده، غرست له نخلة في الجنة". رواه الترمذي وقال حديث حسن. 1440- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقيت إبراهيم صلى الله عليه وسلم ليلة أسري بي، فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان، وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر". رواه الترمذي وقال حديث حسن. 1441- وعن أبي الدرداء، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم؟" قالوا: بلى، قال: "ذكر الله تعالى". رواه الترمذي وقال الحاكم أبو عبد الله إسناده صحيح. 1442- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة وبين يديها نوى -أو حصى- تسبح به فقال: "أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا - أو أفضل" فقال: "سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك". ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). 1443- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟" فقلت: بلى يا رسول الله قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله" ((متفق عليه)). l 245- باب ذكر الله تعالى قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا ومحدثًا وجنبا وحائضًا إلا القرآن فلا يحل لجنب ولا حائض. قال الله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودًا وعلى جنوبهم} ((آل عمران: 190،191)). 1444- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل أحيانه. رواه مسلم. 1445- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضى بينهما ولد لم يضره " ((متفق عليه)). l 246- باب ما يقوله عند نومه واستيقاظه 1446- عن حذيفة، وأبي ذر رضي الله عنهما قالا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه قال: "باسمك اللهم أموت وأحيا" وإذا استيقظ قال: "الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور" ((رواه البخاري)). l 247- باب فضل حلق الذكر والندب إلى ملازمتها والنهي عن مفارقتها لغير عذر قال الله تعالى: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم} ((الكهف: 28)). 1447- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله تعالى ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قومًا يذكرون الله عز وجل، تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، فيسألهم ربهم - وهو أعلم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك، ويمجدونك، فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا لا والله ما رأوك، فيقول: كيف لو رأوني؟! قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدًا، وأكثر لك تسبيحًا فيقول: فماذا يسألون؟ قال: يقولون: يسألونك الجنة. قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها. قال: يقول: فكيف لو رأوها؟! قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصًا، وأشد لها طلبًا، وأعظم فيها رغبة. قال: فمم يتعوذون؟ قال يقولون: يتعوذون من النار، قال: فيقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: ولا والله ما رأوها. فيقول: كيف لو رأوها؟! قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد فرارًا، وأشد لها مخافة. قال: يقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم" ((متفق عليه)). وفي رواية لمسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله ملائكة سيارة فضلا يتتبعون مجالس الذكر، فإذا وجدوا مجلسًا فيه ذكر، قعدوا معهم، وحف بعضهم بعضًا بأجنحتهم حتى يملئوا ما بينهم وما بين السماء الدنيا، فإذا تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء، فيسألهم الله عز وجل - وهو أعلم: من أين جئتم؟ فيقولون: جئنا من عند عباد لك في الأرض: يسبحونك، ويكبرونك، ويهللونك، ويحمدونك، ويسألونك. قال: وماذا يسألوني؟ قالوا: يسألونك جنتك. قال: وهل رأوا جنتي؟ قالوا: لا، أي رب. قال: فكيف لو رأوا جنتي؟! قالوا: ويستجيرونك. قال: ومم يستجيروني؟ قالوا: من نارك يا رب. قال: وهل رأوا ناري؟ قالوا: لا، قال: فكيف لو رأوا ناري؟ قالوا: ويستغفرونك، فيقول: قد غفرت لهم، وأعطيتهم ما سألوا، وأجرتهم ما استجاروا. قال: فيقولون: رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر، فجلس معهم، فيقول: وله غفرت، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم". 1448- وعنه وعن أبي سعيد رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" ((رواه مسلم)). 1449- وعن أبي واقد الحارث بن عوف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما هو جالس في المسجد، والناس معه، إذ أقبل اثنان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذهب واحد، فوقفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أحدهما فرأى فرجة في الحلقة، فجلس فيها وأما الآخر، فجلس خلفهم، وأما الثالث فأدبر ذاهبًا. فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما أحدهم، فأوى إلى الله، فآواه الله ، وأما الآخر فاستحيى فاستحيى الله منه، وأما الآخر، فأعرض، فأعرض الله عنه" ((متفق عليه)). 1450- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله. قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا: ما أجلسنا إلا ذاك، قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل حديثًا مني: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: "ما أجلسكم؟" قالوا: جلسنا نذكر الله، ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومنَّ به علينا. قال: "آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟" قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك". قال: "أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة" ((رواه مسلم)). l 248- باب الذكر عند الصباح والمساء قال الله تعالى: {واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين} ((الأعراف: 205))، قال أهل اللغة: "الآصال": جمع أصيل، وهو ما بين العصر والمغرب. وقال تعالى: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} ((طه: 130))، وقال تعالى: {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار} ((غافر: 55)) قال أهل اللغة: "العشي": ما بين زوال الشمس وغروبها. وقال تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله} الآية ((النور: 36 ومرة بلفظ 37)). وقال تعالى: {إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق} ((ص: 18)). 1451- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد" (( رواه مسلم)). 1452- وعنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة! قال: "أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك" ((رواه مسلم)). 1453- وعنه عنه النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول إذا أصبح: "اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور". وإذا أمسى قال: "اللهم بك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير". رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن. 1454- وعنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: قل: "اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه" قال: "قلها إذا أصبحت، وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك". رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. 1455- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم، إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له" قال الراوي: أراه قال فيهن: "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من شر ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل، وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب النار، وعذاب في القبر" وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: "أصبحنا وأصبح الملك لله" ((رواه مسلم)). 1456- وعن عبد الله بن خُبيب -بضم الخاء المعجمة- رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ: قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح، ثلاث مرات، تكفيك من كل شيء". رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح . 1457- وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، إلا لم يضره شيء". رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح . l 249- باب ما يقوله عند النوم قال الله تعالى: {إن في خلق السموات والأرض، واختلاف الليل والنهار، لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا، وعلى جنوبهم، ويتفكرون في خلق السموات والأرض} الآيات ((آل عمران: 190،191)). 1458- وعن حذيفة وأبي ذر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "باسمك اللهم أحيا وأموت" ((رواه البخاري)). 1459- وعن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ولفاطمة، رضي الله عنهما: "إذا أويتما إلى فراشكما، أو: إذا أخذتما مضجعكما - فكبرا ثلاثًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين" وفي رواية: التسبيح أربعًا وثلاثين" وفي رواية: "التكبير أربعًا وثلاثين" ((متفق عليه)). 1460- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه؛ إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها، فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين" ((متفق عليه)). 1461- وعن عائشة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده. ((متفق عليه)). وفي رواية لهما: "أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما: قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، ثم مسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات". ((متفق عليه)). (((4))). 1462- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت، مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول" ((متفق عليه)). 1463- وعن أنس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا أوى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مئوي" ((رواه مسلم)). 1464- وعن حذيفة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول: "اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك". ((رواه الترمذي وقال حديث حسن ورواه أبو داود من رواية حفصة رضي الله عنه وفيه أنه كان يقوله ثلاث مرات)).
l كتاب الاعتكاف l باب الاعتكاف في رمضان 1266- عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان. ((متفق عليه)) 1267- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، حتى توفاه الله، تعالى ثم اعتكف أزواجه من بعده. ((متفق عليه)) 1268- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يومًا ((رواه البخاري)).
عدل سابقا من قبل احمد المصرى في الإثنين 18 أبريل - 13:28 عدل 1 مرات | |
|
احمد المصرى المــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 5770 الموقع : منتدى الاخوه
| موضوع: رد: تابع الجزء الثانى من رياض الصالحين السبت 22 مايو - 16:07 | |
| كتاب الأمور المنهي عنها l 254- باب تحريم الغيبة والأمر بحفظ اللسان قال الله تعالى:{ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم} ((الحجرات: 12)). وقال تعالى: {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} ((الإسراء: 36)). وقال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ((ق: 18)). اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلامًا ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه؛ لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء. 1511- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا، أو ليصمت" ((متفق عليه)). وهذا صريح أنه ينبغي أن لا يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذي ظهرت مصلحته، ومتى شك في ظهور المصلحة، فلا يتكلم. 1512- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده". ((متفق عليه)). 1513- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة" ((متفق عليه)). 1514- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" ((متفق عليه)). (((1))). 1515- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يُلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى لا يُلقي لها بالا يَهوي بها في جهنم". ((رواه البخاري)). 1516- وعن أبي عبد الرحمن بلال بن الحارث المزني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه”. رواه مالك في الموطأ والترمذي وقال حديث حسن صحيح. 1517- وعن سفيان بن عبد الله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به قال: " قل ربي الله ثم استقم" قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه، ثم قال: “هذا”. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. 1518- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالى قسوة للقلب! وإن أبعد الناس من الله القلب القاسي". رواه الترمذي. 1519- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ومن وقاه الله شر ما بين لحييه، وشر ما بين رجليه دخل الجنة". ((رواه الترمذي، وقال: حديث حسن)). 1520- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابكِ على خطيئتك" ((رواه الترمذي، وقال: حديث حسن)). 1521- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتقِ الله فينا، فإنما نحن بك: فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا”. ((رواه الترمذي)). (((2))). 1522- وعن معاذ رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار؟ قال: "لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جُنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل من جوف الليل” ثم تلا: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} حتى بلغ: {يعملون} ((السجدة: 6)). ثم قال: "ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذِروة سنامه" قلت" بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذِروة سنامه الجهاد” ثم قال: “ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه قال: "كف عليك هذا" قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك! وهل يُكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم؟" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وقد سبق شرحه في باب قبل هذا)). 1532- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتدرون ما الغيبة؟” قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "ذكرك أخاك بما يكره" قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: "إن كان فيه ما تقول، فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته”. ((رواه مسلم)). 1524- وعن أبي بكر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في خطبته يوم النحر بمنًى في حجة الوداع: "إن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلغت” ((متفق عليه)). 1525- وعن عائشة رضي الله عنها: قالت قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرة، فقال: "لقد قلت كلمة لو مُزجت بماء البحر لمزجته!" قالت: وحكيت له إنسانًا فقال: “ما أحب أني حكيت إنسانًا وإن لي كذا وكذا”. ((رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.)) ومعني: "مزجته" خالطته مخالطة يتغير بها طعمه، أو ريحه لشدة نتنها وقبحها، وهذا الحديث من أبلغ الزواجر عن الغيبة، قال الله تعالى: {وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى}. 1526- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لما عُرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نُحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم!”. ((رواه أبو داود.)) 1527- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله". ((رواه مسلم)). l 255- باب تحريم سماع الغيبة وأمر من سمع غيبة محرمة بردها والإنكار على قائلها فإن عجز أو لم يقبل منه فارق ذلك المجلس إن أمكنه قال الله تعالى: {وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه} ((القصص: 55)). وقال تعالى: {والذين هم عن اللغو معرضون} ((المؤمنون: 3)). وقال تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا} ((الإسراء: 36)) وقال تعالى: {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} ((الأنعام: 68)). 1528- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من رد عن عِرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة".((رواه الترمذي وقال حديث حسن.)) 1529- وعن عتبان بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل المشهور الذي تقدم في باب الرجاء قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فقال: "أين مالك بن الدخشم؟ فقال رجل: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا تقل ذلك ألا تراه قد قال: لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله! وإن الله قد حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" ((متفق عليه)). (((3))). 1530- وعن كعب بن مالك رضي الله عنه في حديثه الطويل في قصة توبته وقد سبق في بابه التوبة. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في القوم بتبوك: "ما فعل كعب مالك؟ فقال رجل من بني سلمة: يا رسول الله حبسه برداه، والنظر في عطفيه فقال معاذ بن جبل رضي الله عنه بئس ما قلت والله يا رسول الله ما علمنا عليه إلا خيرًا، فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم" ((متفق عليه)). (((4))). l 256- باب ما يباح من الغيبة اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها، وهو بستة أسباب: الأول: التظلم، فيجوز للمظلوم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي وغيرهما ممن له ولاية أو قدرة على إنصافه من ظالمه، فيقول ظلمني فلان بكذا. الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر، ورد العاصي إلى الصواب، فيقول لمن يرجو قدرته على إزالة المنكر: فلان يعمل كذا، فازجره عنه ونحو ذلك ويكون مقصوده التوصل إلى إزالة المنكر، فإن لم يقصد ذلك كان حرامًا. الثالث: الاستفتاء، فيقول للمفتي: ظلمني أبي، أو أخي، أو زوجي، أو فلان بكذا فهل له ذلك، وما طريقي في الخلاص منه، وتحصيل حقي، ودفع الظلم؟ ونحو ذلك، فهذا جائز للحاجة، ولكن الأحوط والأفضل أن يقول: ما تقول في رجل أو شخص، أو زوج، كان من أمر كذا؟ فإنه يحصل به الغرض من غير تعيين ومع ذلك، فالتعيين جائز كما سنذكره في حديث هند إن شاء الله تعالى. الرابع: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم، وذلك من وجوه: منها جرح المجروحين من الرواة والشهود، وذلك جائز بإجماع المسلمين، بل واجب للحاجة. ومنها المشاورة في مصاهرة إنسان، أو مشاركتة، أو إيداعه، أو معاملته، أو غير ذلك، أو مجاورته، ويجب على المشاور أن لا يخفي حاله، بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة. ومنها إذا رأى متفقهًا يتردد إلى مبتدع، أو فاسق يأخذ عنه العلم، وخاف أن يتضرر بذلك، فعليه نصيحته ببيان حالة، بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يغلط فيه، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد، ويلبس الشيطان عليه ذلك، ويخيل إليه أنه نصيحة فيتفطن لذلك. ومنها أن يكون له ولاية لا يقوم بها على وجهها: إما بأن لا يكون صالحًا، وإما بأن يكون فاسقًا، أو مغفلا، ونحو ذلك فيجب ذكر ذلك لمن له عليه ولاية عامة ليزيله ويولي من يصلح، أو يعلم ذلك منه ليعامله بمقتضى حاله، ولا يغتر به، وأن يسعى في أن يحثه على الاستقامة أو يستبدل به. الخامس: أن يكون مجاهرًا بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر، ومصادرة الناس، وأخذ المُكس؛ وجباية الأموال ظلمًا، وتولي الأمور الباطلة، فيجوز ذكره بما يجاهر به؛ ويحرم ذكره بغيره من العيوب؛ إلا أن يكون لجوازه سبب آخر ما ذكرناه. السادس: التعريف ، فإذا كان الإنسان معروفًا بلقب، كالأعمش والأعرج والأصم والأعمى، والأحول، وغيرهم جاز تعريفهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة التنقص، ولو أمكن تعريفه بغير ذلك كان أولى. فهذه ستة أسباب ذكرها العلماء وأكثرها مجمع عليه، ودلائلها من الأحاديث الصحيحة مشهورة. فمن ذلك: 1531- عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “ائذنوا له، بئس أخو العشيرة؟ " ((متفق عليه)). احتج به البخاري في جواز غيبة أهل الفساد وأهل الريب. 1532- وعنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أظن فلانًا وفلانًا يعرفان من ديننا شيئًا" ((رواه البخاري)). قال الليث بن سعد أحد رواة هذا الحديث: هذان الرجلان كانا من المنافقين. 1533- وعن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أبا الجهم ومعاوية خطباني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أما معاوية، فصعلوك لا مال له ، وأما أبوالجهم، فلا يضع العصا عن عاتقه" ((متفق عليه)) . وفي رواية لمسلم : "وأما أبو الجهم فضراب للنساء" وهو تفسير لرواية: " لا يضع العصا عن عاتقه" وقيل: معناه: كثير الأسفار. 1534- وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر أصاب الناس فيه شدة، فقال عبد الله بن أبي: لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا وقال: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بذلك، فأرسل إلى عبد الله بن أبي ، فاجتهد يمينه: ما فعل، فقالوا: كذب زيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقع في نفسي مما قالوا شدة حتى أنزل الله تعالى تصديقي {إذا جاءك المنافقون} ثم دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم، ليستغفر لهم فلووا رءوسهم. ((متفق عليه)) . 1535- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قالت هند امرأة أبي سفيان للنبي صلى الله عليه وسلم : إن أبا سفيان رجل شحيح وليس يعطيني ما يكفيني وولدي إلا ما أخذت منه، وهو لا يعلم؟ قال: "خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف" ((متفق عليه)) . l 257- باب تحريم النميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد قال الله تعالى: {هماز مشاء بنميم} ((سورة ن :11))، وقال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ((ق:18)). 1536- وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل الجنة نمام" ((متفق عليه)). 1537- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال: “إنهما يعذابان ، وما يعذبان في كبير! بلى إنه كبير: أما أحدهما ، فكان يمشي بالنميمة، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ((متفق عليه وهذا لفظ إحدى روايات البخاري)). قال العلماء: معنى "وما يعذبان في كبير" أي كبير في زعمهما وقيل: كبير تركه عليهما. 1538- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ ألا أنبئكم ما العِضَه؟ هي النميمة، القالة بين الناس" ((رواه مسلم)). (((5))). l 258- باب النهي عن نقل الحديث وكلام الناس إلى ولاة الأمور إذا لم تدعُ إليه حاجة كخوف مفسدة ونحوها قال الله تعالى: {ولا تعاونوا على الإثم} ((المائدة: 2)) وفي الباب الأحاديث السابقة في الباب قبله. 1539- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا يُبلغني أحد من أصحابي عن أحد شيءا، فإني أحب أن أخرج إلىكم وأنا سليم الصدر". ((رواه أبوداود والترمذي)) l 259- باب ذم ذي الوجهين قال الله تعالى: {يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول، وكان الله بما يعملون محيطًا} ((النساء: 108)). 1540- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “تجدون الناس معادن: خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، وتجدون خيار الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه" ((متفق عليه)). 1541- وعن محمد بن زيد أن ناسًا قالوا لجده عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إنا ندخل على سلاطيننا فنقول لهم بخلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم. قال: كنا نعد هذا نفاقًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ((رواه البخاري)). l 260- باب تحريم الكذب قال الله تعالى: {ولا تقفُ ما ليس لك به علم} ((الإسراء: 36)). وقال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ((ق : 18)). 1542- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقًا، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابًا" ((متفق عليه)). 1543- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" ((متفق عليه)). وقد سبق بيانه مع حديث أبي هريرة بنحوه في باب الوفاء بالعهد. 1544- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " من تحلم بحلم لم يره، كُلف أن يعقد بين شعيرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون، صب في أذنيه الآنُك يوم القيامة، ومن صور صورة، عذب وكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ". (((6))). 1545- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أفرى الفرى أن يري الرجل عينيه ما لم تريا" ((رواه البخاري)) (((7))). 1546- وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه:((هل رأى أحد منكم رؤيا؟)) فيقص عليه من شاء الله أن يقص، وإنه قال لنا ذات غداة:((إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر ها هنا، فيتبع الحجر فليأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى!" قال: "قلت لهما: سبحان الله! ما هذان؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى" قال: قلت: سبحان الله؟ ما هذان؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على مثل التنور" فأحسب أنه قال: "فإذا فيه: لغط وأصوات، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضئوا. قلت: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على نهر" حسبت أنه كان يقول: "أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسب ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة، فيفغر له فاه، فيلقمه حجرًا، فينطلق فيسبح، ثم يرجع إليه، كلما رجع إليه، فغر له فاه، فألقمه حجرًا، قلت لهما: ما هذان؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، أو كأكره ما أنت راء رجلا مرأى فإذا هو عنده نارٌ يحشها ويسعى حولها. قلت لهما: ما هذا؟ قال لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه طولا في السماء، وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط، قلت: ما هذا! وما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا إلى دوحة عظيمة لم أرَ دوحة قط أعظم منها، ولا أحسن! قالا لي: ارقَ لي: ارقَ فيها، فارتقينا فيها إلى مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناها، فتلقانا رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء! وشطر منهم كأقبح ما أنت راء! قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا هو نهر معترض يجري كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه. ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة. قال: قالا لي: هذه جنة عدن، وهذاك منزلك، فسما بصري صعدًا، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء. قالا لي: هذاك منزلك؟ قلت لهما: بارك الله فيكما، فذراني فأدخله. قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله. قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجبًا؟ فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك: أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور، فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر، ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكرية المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة، فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله، فكل مولود مات على الفطرة" وفي رواية البرقاني: "ولد على الفطرة" فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن، وشطر منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملا صالحًا وآخر سيئًا، تجاوز الله عنهم" ((رواه البخاري)). وفي رواية له: "رأيت الليلة رجلين أتياني فأخرجاني إلى أرض مقدسة" ثم ذكره وقال: "فانطلقنا إلى نقب مثل التنور، أعلاه ضيق وأسفله واسع؛ يتوقد تحته نارًا، فإذا ارتفعت ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا، وإذا خمدت، رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة". وفيها: "حتى أتينا على نهر من دم" ولم يشك "فيه رجل قائم على وسط النهر، وعلى شط النهر رجل، وبين يديه حجارة، فأقبل الرجل الذي في النهر، فإذا أراد أن يخرج، رمى الرجل بحجر في فيه، فرده حيث كان، فجعل كلما جاء ليخرج جعل يرمي في فيه بحجر، فيرجع كما كان". وفيها: "فصعدا بي الشجرة، فأدخلاني دارًا لم أرَ قط أحسن منها، فيها رجال شيوخ وشباب". وفيها: "الذي رأيته يشق شدقه فكذاب، يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق، فيصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة" وفيها: "الذي رأيته يشدخ رأسه فرجل علمه الله القرآن، فنام عنه بالليل، ولم يعمل فيه بالنهار، فيفعل به إلى يوم القيامة، والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل، فارفع رأسك، فرفعت رأسي، فإذا فوقي مثل السحاب، قالا: ذاك منزلك، قلت: دعاني أدخل منزلي، قالا: إنه بقي لك عمر لم تستكمله، فلو استكملته، أتيت منزلك" ((رواه البخاري)). (((8) )). l 261- باب بيان ما يجوز من الكذب اعلم أن الكذب، وإن كان أصله محرمًا، فيجوز في بعض الأحوال بشروط قد أوضحتها في كتاب: "الأذكار"، ومختصر ذلك: أن الكلام وسيلة إلى المقاصد، فكل مقصود محمود يمكن تحصيله بغير الكذب يحرم الكذب فيه، وإن لم يمكن تحصيله إلا بكذب، جاز الكذب. ثم إن كان تحصيل ذلك المقصود مباحًا كان الكذب مباحًا، وإن كان واجبًا، كان الكذب واجبًا. فإذا اختفى مسلم من ظالم يريد قتله، أو أخذ ماله، وسئل إنسان عنه، وجب الكذب بإخفائه. وكذا لو كان عنده وديعة وأراد ظالم أخذها وجب الكذب بإخفائها والأحوط في هذا كله أن يوري، ومعنى التورية: أن يقصد بعبارته مقصودًا صحيحًا ليس هو كاذبًا بالنسبة إليه، وإن كان كاذبًا في ظاهر اللفظ، وبالنسبة إلى ما يفهمه المخاطب، ولو ترك التورية وأطلق عبارة الكذب، فليس بحرام في هذا الحال. واستدل العلماء لجواز الكذب في هذه الحال بحديث أم كلثوم رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس الكذاب الذي يُصلح بين الناس، فينمي خيرًا أو يقول خيرًا" ((متفق عليه)). زاد مسلم في رواية: "قالت أم كلثوم: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إلا في ثلاث" تعني: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها. l 262- باب الحث على التثبت فيما يقوله ويحكيه قال الله تعالى: {ولا تقفُ ما ليس لك به علم} ((الإسراء: 36))، وقال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ((ق: 18)). 1547- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع". 1548- وعن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حدث عني بحديث يرى أنه كذب، فهو أحد الكاذبين" ((رواه مسلم)). 1549- وعن أسماء رضي الله عنها أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضَّرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "المتشبع بما لم يعطَ كلابس ثوبي زور" ((متفق عليه)). (((9))). l 263- باب بيان غلظ تحريم شهادة الزور قال الله تعالى: {واجتنبوا قول الزور} ((الحج: 30))، وقال تعالى:{ولا تقفُ ما ليس لك به علم} ((الإسراء: 36)). وقال تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} ((ق: 18)). وقال تعالى: {إن ربك لبالمرصاد} ((الفجر: 14)). وقال تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} ((الفرقان:72)). 1550- وعن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" قلنا: بلى يا رسول الله. قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس، فقال: "ألا وقول الزور!" فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. ((متفق عليه)). l 264- باب تحريم لعن إنسان بعينه أو دابة 1551- عن أبي زيد ثابت بن الضحاك الأنصاري رضي الله عنه، وهو من أهل بيعة الرضوان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حلف على يمين بملة غير الإسلام كاذبًا متعمدًا، فهو كما قال، ومن قتل نفسه بشيء، عُذب به يوم القيامة، وليس على رجل نذر فيما لا يملكه، ولعن المؤمن كقتله" ((متفق عليه)). 1552- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ينبغي لصدِّيق أن يكون لعانًا" ((رواه مسلم)). 1553- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يكون اللعانون شفعاء، ولا شهداء يوم القيامة" ((رواه مسلم)). 1554- وعن سَمُرَة بن جُندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تلاعنوا بلعنة الله، ولا بغضبه، ولا بالنار". ((رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح)). 1555- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذي". ((رواه الترمذي وقال حديث حسن)). 1556- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن العبد إذا لعن شيئًا، صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينًا وشمالا، فإذا لم تجد مساغًا رجعت إلى الذي لُعن، فإن كان أهلا لذلك، وإلا رجعت إلى قائلها". 1557- وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، وامرأة من الأنصار على ناقة، فضجرت، فلعنتها، فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة" قال عمران: فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يَعرض لها أحد. ((رواه مسلم)). 1558- وعن أبي برزة نضلة بن عبيد الأسلمي رضي الله عنه قال بينما جارية على ناقة عليها بعض متاع القوم، إذ بصرت بالنبي صلى الله عليه وسلم، وتضايق بهم الجبل، فقالت: حل، اللهم العنها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "لا تصاحبنا ناقة عليها لعنة" ((رواه مسلم)). (((10). l 265- باب جواز لعن أصحاب المعاصي غير المعيَّنين قال الله تعالى: {ألا لعنة الله على الظالمين} ((هود: 18)). وقال تعالى: {فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين} ((الأعراف: 44)). وثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لعن الله الواصلة والمستوصلة" وأنه قال: "لعن الله آكل الربا" وأنه لعن المصورين، وأنه قال: "لعن الله من غير منار الأرض" أي حدودها، وأنه قال: "لعن الله السارق يسرق البيضة" وأنه قال: "لعن الله من لعن والديه" "ولعن الله من ذبح لغير الله"، وأنه قال: "من أحدث فيها حدثًا أو آوى محدثًا، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين"، وأنه قال: "اللهم العن رعلا، وذكوان، وعصية عصوا الله ورسوله" وهذه ثلاث قبائل من العرب وأنه قال: "لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وأنه لعن المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال". وجميع هذه الألفاظ في الصحيح، بعضها في صحيحي البخاري ومسلم، وبعضها في أحدهما، وإنما قصدت الاختصار بالإشارة إليهما، وسأذكر معظمها في أبوابها من هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى. l 266- باب تحريم سب المسلم بغير حق قال الله تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينًا} ((الأحزاب: 58)). 1559- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر" ((متفق عليه)). 1560- وعن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يرمي رجل رجلا بالفسق أو الكفر، إلا ارتدت عليه، إن لم يكن صاحبه كذلك" ((رواه البخاري)). 1561- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المتسابان ما قالا فعلى البادي منهما حتى يعتدي المظلوم" ((رواه مسلم)). 1562- وعنه قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم برجل قد شرب قال: "اضربوه" قال أبو هريرة: فمنا الضارب بيده، والضارب بنعله، والضارب بثوبه. فلما انصرف، قال بعض القوم: أخزاك الله، قال: "لا تقولوا هذا، لا تُعينوا عليه الشيطان" ((رواه البخاري)). 1563- وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة، إلا أن يكون كما قال" ((متفق عليه)). l 267- باب تحريم سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية وهو التحذير من الاقتداء به في بدعته، وفسقه، ونحو ذلك، وفيه الآية والأحاديث السابقة في الباب قبله. 1564- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا". ((رواه البخاري)). l 268- باب النهي عن الإيذاء قال الله تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينًا} ((الأحزاب: 58)). 1565- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه" ((متفق عليه)). 1566- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أحب أن يزحزح عن النار، ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأتِ إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه" ((رواه مسلم)). وهو بعض حديث طويل سبق في باب طاعة ولاة الأمور. l 269- باب النهي عن التباغض والتقاطع والتدابر قال الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة} ((الحجرات: 10))، وقال تعالى: {أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين} ((المائدة: 54))، وقال تعالى: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم} ((الفتح: 29)). 1567- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث" ((متفق عليه)). 1568- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تُفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئًا، إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقال: أنظروا هذين حتى يصطلحا! أنظروا هذين حتى يصطلحا!" ((رواه مسلم)). وفي رواية له "تعرض الأعمال في كل يوم خميس واثنين" وذكر نحوه. l 270- باب تحريم الحسد وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها: سواء كانت نعمة دين أو دنيا قال الله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} ((النساء: 54)). وفيه حديث أنس السابق في الباب قبله. 1569- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، أو قال: العشب". l 271- باب النهي عن التجسس والتسمع لكلام من يكره استماعه قال الله تعالى: {ولا تجسسوا} ((الحجرات: 12))، وقال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا، فقد احتملوا بهتانًا وإثمًا مبينا} ((الأحزاب: 58)). 1570- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم. المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله ولا يحقره. التقوى ههنا، " ويشير إلى صدره "بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وعرضه، وماله، إن الله لا ينظر إلى أجسادكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". وفي رواية: "لا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تجسسوا، ولا تحسسوا ولا تناجشوا وكونوا عباد الله إخوانًا". وفي رواية: "لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا ولا تحاسدوا، وكونوا عباد الله إخوانًا". وفي رواية: "لا تهاجروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض". ((رواه مسلم بكل هذه الروايات، وروى البخاري أكثرها)). 1571- وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنك إن اتبعت عورات المسلمين أفسدتهم، أو كدت تفسدهم". حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد صحيح. 1572- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه أتي برجل فقيل له، هذا فلان تقطر لحيته خمرًا، فقال: إنَّا قد نهينا عن التجسس، ولكن إن يظهر لنا شئ، نأخذ به". حديث حسن صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري ومسلم. l 272- باب النهي عن سوء الظن بالمسلمين من غير ضرورة قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم} ((الحجرات: 12)). 1573- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث" ((متفق عليه)). l 273- باب تحريم احتقار المسلمين قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون} ((الحجرات: 11))، وقال تعالى: {ويل لكل همزة لمزة} ((الهمزة: 1)). 1574- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بحسب امرئ من الشر أن يحقر المسلم". ((رواه مسلم، وقد سبق قريبًا بطوله)). 1575- وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنًا، ونعله حسنة، فقال: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بَطَر الحق، وغمط الناس".((رواه مسلم)). ومعنى "بَطَر الحق": دفعه، "وغمطهم": احتقارهم، وقد سبق بيانه أوضح من هذا في باب الكبر. 1576- وعن جُندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان! فإني قد غفرت له، وأحبطت عملك" ((رواه مسلم)). l 274- باب النهي عن إظهار الشماتة بالمسلم قال الله تعالى: {إنماالمؤمنون إخوة} ((الحجرات:10)). وقال تعالى: { إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة} ((النور:19)). 1577- وعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك". ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)) وفي الباب حديث أبي هريرة السابق في باب التجسس: " كل المسلم على المسلم حرام" الحديث. l 275- باب تحريم الطعن في الأنساب الثابتة في ظاهر الشرع قال تعالى : {والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينا} (( الأحزاب : 58)). 1578- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت" ((رواه مسلم)). l 276- باب النهي عن الغش والخداع قال تعالى: {والذين يؤذون المؤمنين المؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانًا وإثما مبينا} (( الأحزاب: 58)). 1579- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من حمل علينا السلاح، فليس منا، ومن غشنا، فليس منا" ((رواه مسلم)). وفي رواية له أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام، فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللا، فقال: " ما هذا ياصاحب الطعام؟" قال أصابته السماء يارسول الله، قال: " أفلا جعلته فوق الطعام حتى يراه الناس! من غشنا فليس منا". 1580- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: " لا تناجشوا" ((متفق عليه)). 1581- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النَجَش، ((متفق عليه)). وعنه قال: ذكر رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يُخدع في البيوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بايعت؟ فقل : لا خلابة" ((متفق عليه)). "الخِلابة" بخاء معجمة مكسورة، وباء موحدة: وهي الخديعة. 1583- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من خبب زوجة امرئ، أو مملوكه، فليس منا". "خَبَب" بخاء معجمة، ثم باء موحدة مكررة: أي: أفسده وخدعه. l 277- باب تحريم الغدر قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} ((المائدة:1)). وقال تعالى: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا} ((الإسراء: 34)). 1584- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أربع من كن فيه، كان منافقًا خالصًا، ومن كانت فيه خصلة منهن، كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر" ((متفق عليه)). 1585- وعن ابن مسعود، وابن عمر، وأنس رضي الله عنهم قالوا: قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لكل غادر لواء يوم القيامة، يقال: هذه غدرة فلان" ((متفق عليه)). 1586- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لكل غادر لواء عند استه يوم القيامة يرفع له بقدر غدره، ألا لا غادر أعظم غدرًا من أمير عامة" ((رواه مسلم)). 1587- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة : رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرًا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرًا، فاستوفى منه، ولم يعطه أجره" ((رواه البخاري)). l 278- باب النهي عن المن بالعطية ونحوها قال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى} ((البقرة:264)). وقال تعالى: { الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى} (( البقرة :262)). 1588- وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم" قال: فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرار. قال أبو ذر: خابوا وخسروا من هم يا رسول الله؟ قال: المسبل، والمنان، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب" ((رواه مسلم)). وفي رواية له : " المسبل إزاره" يعني: المسبل إزاره وثوبه أسفل من الكعبين للخُيلاء. l 279- باب النهي عن الافتخار والبغي قال تعالى: {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} (( النجم: 32)) وقال تعالى: {إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم} ((الشورى: 42)). 1589- وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد، ولا يفخر أحد على أحد" ((رواه مسلم)) قال أهل اللغة: البغي: التعدي والاستطالة. 1590- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجل: هلك الناس، فهو أهلكهم" ((رواه مسلم)). (((11) l 280- باب تحريم الهجران بين المسلمين فوق ثلاثة أيام | |
|
احمد المصرى المــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 5770 الموقع : منتدى الاخوه
| موضوع: رد: تابع الجزء الثانى من رياض الصالحين الثلاثاء 1 يونيو - 14:00 | |
| كتاب السلام 131- باب فضل السلام والأمر بإفشائه قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بُيوتًا غير بُيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها} ((النور:27)). وقال تعالى: {فإذا دخلتم بيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} ((النور: 61)). وقال تعالى: {وإذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} ((النساء86)). وقال تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين* إذ دخلوا عليه فقالوا سلامًا قال سلام} ((الذاريات: 24،25)). 845- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف". ((متفق عليه)). 846- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن البني صلى الله عليه وسلم قال: لما خلق الله تعالى آدم عليه السلام قال: اذهب فسلم على أولئك -نفر من الملائكة جلوس- فاستمع ما يحيونك، فإنه تحيتك وتحية ذريتك. فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله" ((متفق عليه)). 847- وعن أبي عمارة البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع: بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام وإبرار المقسم. ((متفق عليه هذا لفظ إحدى روايات البخاري)). 848- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم" ((رواه مسلم )). 849- وعن أبي يوسف عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يا أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام وصلوا والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)). 850- وعن الطفيل بن أبي بن كعب أنه كان يأتي عبد الله بن عمر، فيغدو معه إلى السوق، قال: فإذا غدونا إلى السوق، لم يمر عبد الله على سقاط ولا صاحب بيعة، ولا مسكين، ولا أحد إلا سلم عليه، قال الطفيل، فجئت عبد الله بن عمر يومًا، فاستتبعني إلى السوق فقلت له: ما تصنع بالسوق، وأنت لا تقف على البيع ولا تسأل عن السلع، ولا تسوم بها، ولا تجلس في مجالس السوق؟ وأقول: اجلس بنا هاهنا نتحدث، فقال يا أبا بطن- وكان الطفيل ذا بطن- إنما نغدو من أجل السلام فنسلم على من لقيناه. ((رواه مالك في الموطأ بإسناد صحيح)). 132- باب كيفية السلام (1) 1/851- عن عمران بن الحصين رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليكم، فرد عليه ثم جلس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “عشر” ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه فجلس، فقال: "عشرون" ثم جاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه فجلس، فقال: “ثلاثون” ((رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن)). 2/852- وعن عائشة رضي الله عنه قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هذا جبريل يقرأ عليك السلام" قالت: قلت: "وعليه السلام ورحمة الله وبركاته" ((متفق عليه)) (2) . 3/853- وعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثًا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثًا. ((رواه البخاري)). (3) 4/854- وعن المقداد رضي الله عنه في حديثه الطويل قال: كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلم نصيبه من اللبن، فيجيء من الليل، فيسلم تسليمًا لا يوقظ نائمًا، ويسمع اليقظان، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فسلم كما كان يُسلم. ((رواه مسلم)). 5/855- وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنه عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، مر في المسجد يومًا، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم. ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). (4)
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام" ((رواه أبو داود بإسناد جيد، ورواه الترمذي بنحوه وقال: حديث حسن، وقد ذكر بعده)). 6/856- وعن أبي جري الهجيمي رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام يا رسول الله قال: "لا تقل عليك السلام؛ فإن عليك السلام تحية الموتى". ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وقد سبق بطوله)). 133- باب آداب السلام 1/857- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير” ((متفق عليه)) وفي رواية للبخاري: "والصغير على الكبير" 2/858- وعن أبي أمامة صُدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام" ((رواه أبو داود بإسناد جيد)). ورواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه: قيل: يا رسول الله، الرجلان يلتقيان، أيهما يبدأ بالسلام؟ قال: "أولاهما بالله تعالى" قال الترمذي : حديث حسن. 134- باب استحباب إعادة السلام على من تكرر لقاؤه على قرب بأن دخل ثم خرج ثم دخل في الحال، أو حال بينهما شجرة ونحوها 1/859- عن أبي هريرة رضي الله عنه في حديث المسيء صلاته أنه جاء فصلى، ثم جاء النبي صلى الله عليه وسلم، فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال: "ارجع فصلِ، فإنك لم تصلِ" فرجع فصلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، حتى فعل ذلك ثلاث مرات” ((متفق عليه)) 2/860- وعنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا لقي أحدكم أخاه، فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة، أو جدار، أو حجر، ثم لقيه، فليسلم عليه" ((رواه أبو داود)). 135- باب استحباب السلام إذا دخل بيته قال الله تعالى: {فإذا دخلتم بُيوتًا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة} ((النور:71)). 1/861- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا بُني، إذا دخلت على أهلك، فسلم، يكن بركة عليك، وعلى أهل بيتك" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 136- باب السلام على الصبيان 1/862- عن أنس رضي الله عنه أنه مر على صبيان، فسلم عليهم، وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله” ((متفق عليه)) 137- باب سلام الرجل على زوجته والمرأة من محارمه وعلى أجنبية وأجنبيات لا يخاف الفتنة بهن وسلامهن بهذا الشرط 1/863- عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: كانت فينا امرأة -وفي رواية: كانت لنا عجوز- تأخذ من أصول السلق فتطرحه في القدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة، وانصرفنا، نُسلم عليها، فتقدمه إلينا" ((رواه البخاري)). (5) 2/864- وعن أم هانئ فاختة بنت أبي طالب رضي الله عنه قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وهو يغتسل، وفاطمة تستره بثوب، فسلمت، وذكرت الحديث” ((رواه مسلم)). 3/865- وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنه قالت: مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في نسوة فسلم علينا. ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن، وهذا لفظ أبي داود، ولفظ الترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يومًا، وعصبة من النساء قعود، فألوى بيده بالتسليم)). 138- باب تحريم ابتدائنا الكافر بالسلام وكيفية الرد عليهم واستحباب السلام على أهل مجلس فيهم مسلمون وكفار 1/866- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تبدءوا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه" ((رواه مسلم)). 2/867- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم” ((متفق عليه)) 3- 868- وعن أسامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين -عبدة الأوثان واليهود- فسلم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم" ((متفق عليه)). 139- باب استحباب السلام إذا قام من المجلس وفارق جلساءه أو جليسه 1/869- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليست الأولى بأحق من الآخرة" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن")). 140- باب الاستئذان وآدابه قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتي تستأنسوا وتسلموا علي أهلها} ((النور:27))، وقال تعالى: {وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم} ((النور: 59)). 870- وعن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ الاستئذان ثلاث، فإن أذن لك وإلا فارجع" ((متفق عليه)) 871- وعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنما جعل الاستئذان من أجل البصر" ((متفق عليه)). 872- وعن ربعي بن حراش قال: حدثنا رجل من بني عامر استأذن علي النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلمى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وهو في بيت، فقال: أألج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخادمه: "أخرج إلي هذا وعلمه الاستئذان، فقل له: قل: السلام عليكم، أأدخل؟” فسمعه الرجل فقال: السلام عليكم، أأدخل؟ فأذن له النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم ، فدخل. ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). 873- عن كلدة بن الحنبل رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ، فدخلت عليه ولم أسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم : "ارجع فقل السلام عليكم أأدخل؟" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن)). 141- باب بيان أن السُّنة إذا قيل للمستأذن من أنت أن يقول: فلان فيسمي نفسه بما يعرف به من اسم أو كنية وكراهة قوله "أنا" ونحوها 874- عن أنس رضي الله عنه في حديثه المشهور في الإسراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثم صعد بي جبريل إلي السماء الدنيا فاستفتح، فقيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل:ومن معك؟ قال: محمد. ثم صعد إلي السماء الثانية والثالثة والرابعة وسائرهن، ويقال في باب كل سماء: من هذا؟ فيقول: جبريل" ((متفق عليه)). 875- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده، فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني فقال: "من هذا؟" فقلت: أبو ذر، ((متفق عليه)). 876- وعن أم هانيء رضي الله عنها قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم وهو يغتسل وفاطمة تستره فقال " من هذه؟" فقلت: أنا أهم هانيء. ((متفق عليه)). 877- وعن جابر رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم فدققت الباب، فقال "من ذا؟" فقلت: أنا، فقال: "أنا أنا؟!" كـنه كرهها ((متفق عليه)). 142- باب استحباب تشميت العاطس إذا حمد الله تعالى وكراهة تشميته إذا لم يحمد الله تعالى وبيان آداب التشميت والعطاس والتثاؤب 878- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: "إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالي كان حقاً علي كل مسلم سمعه أن يقول له:يرحمك الله، وأما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان" ((رواه البخاري)). 879- وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم قال: "إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله؛ وليقل له أخوه أو أصحابه: يرحمك الله، فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم" ((رواه البخاري)). 880- وعن أبي موسي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه، فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه" ((رواه مسلم)). 881- وعن أنس رضي الله عنه قال: عطس رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم ، فشمت أحدهما ولم يشمت الآخر، فقال الذي لم يشمته: عطس فلان فشمته، وعطست فلم تشمتني؟ فقال: "هذا حمد الله، وإنك لم تحمد الله" ((متفق عليه)) 882- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه علي فيه، وخفض -أو غض- بها صوته. شك الراوي. ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 883- وعن أبو موسي رضي الله عنه قال: كان اليهود يتعاطسون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجون أن يقول لهم: يرحمكم الله، فيقول: ""يهديكم الله ويصلح بالكم" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 884- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده علي فيه، فإن الشيطان يدخل" ((رواه مسلم)). 143- باب استحباب المصافحة عند اللقاء وبشاشة الوجه وتقبيل يد الرجل الصالح وتقبيل ولده شفقة ومعانقة القادم من سفر وكراهية الانحناء 885- عن أبي الخطاب قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال: نعم" ((رواه البخاري)). 886- وعن أنس رضي الله عنه قال: لما جاء أهل اليمن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “قد جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). 887- وعن البراء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يفترقا" ((رواه أبو داود)). 888- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، الرجل منا يلقي أخاه أو صديقه، أينحني له قال: "لا" قال: أفيلتزمه ويقبله؟فال: "لا" قال: فيأخذ بيده ويصافحه؟ قال:"نعم" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). 889- وعن صفوان بن عسال رضي الله عنه قال: قال يهودي لصاحبه: اذهب بنا إلي هذا النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسألاه عن تسع آيات بينات؛ فذكر الحديث إلي قوله: فقبلا يده ورجله، وقالا: نشهد أنك نبي. ((رواه الترمذي وغيره بأسانيد صحيحة)). 890- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، قصة قال فيها: فدنونا من النبي صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم الله عليه وسلم فقبلنا يده" ((رواه أبو داود)). 891- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فأتاه فقرع الباب، فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم الله عليه وسلم يجر ثوبه، فاعتنقه وقبله" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). 892- وعن أبي ذر، رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تحقرن من المعروف شيئاً، ولو أن تلقي أخاك بوجه طليق" ((رواه مسلم)). 893- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قبل النبي،صلى الله عليه وسلمى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم الحسن بن على، رضي الله عنهما، فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من لا يرحم لا يرحم!" ((متفق عليه)) | |
|
احمد المصرى المــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 5770 الموقع : منتدى الاخوه
| موضوع: رد: تابع الجزء الثانى من رياض الصالحين الثلاثاء 1 يونيو - 14:01 | |
| كتاب الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم 243- باب الأمر بالصلاة عليه وفضلها وبعض صيغها قال الله تعالى: {إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} ((الأحزاب: 56)). 1397- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا" ((رواه مسلم)). 1398- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة" رواه الترمذي وقال حديث حسن. 1399- وعن أوس بن أوس، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا على من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" فقالوا: يا رسول الله، كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقول: بلىت، قال: "إن الله عز وجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء" رواه أبو داود بإسناد صحيح. 1400- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصلِ علي" رواه الترمذي وقال حديث حسن. 1401- وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم" رواه أبو داود بإسناد صحيح. 1402- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). 1403- وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " البخيل من ذكرت عنده، فلم يصلِ علي" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 1404- وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله تعالى، ولم يصلِ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجل هذا" ثم دعاه فقال له -أو لغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه سبحانه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد ما شاء" رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح. 1405- وعن أبي محمد كعب بن عجرة رضي الله عنه قال: خرج علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد" ((متفق عليه)). 1406- وعن أبي مسعود بن عبادة البدري، رضي الله عنه، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن في مجلس سعد بن عبادة رضي الله عنه، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم" ((رواه مسلم)). 1407- وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِ على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد" ((متفق عليه)). | |
|
احمد المصرى المــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 5770 الموقع : منتدى الاخوه
| موضوع: رد: تابع الجزء الثانى من رياض الصالحين الأحد 27 يونيو - 15:53 | |
| كتاب العلم باب فضل العلم تعلما وتعليما لله قال الله تعالى: {وقل رب زدني علما} ((طه 114)). وقال تعالى: {قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} ((الزمر: 9)) وقال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} ((المجادلة: 11)) وقال تعالى: {إنما يخشى الله من عباده العلماء} ((فاطر: 28)). 1374- وعن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين" ((متفق عليه)) 1375- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها" ((متفق عليه)) (1) 1376- وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ، والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به" ((متفق عليه)) 1377- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه : "فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من حمر النعم" ((متفق عليه)) 1378- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" ((رواه البخاري)). 1379- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن سلك طريقًا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقًا إلى الجنة" ((رواه مسلم)). 1380- وعنه أيضًا رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا ((رواه مسلم)). 1381- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية ،أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" ((رواه مسلم)). 1382- وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله تعالى، وما والاه، وعالمًا أو متعلمًا" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن. )). (2) 1383- وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من خرج في طلب العلم، فهو في سبيل الله حتى يرجع" رواه الترمذي وقال: حديث حسن. 1384- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لن يشبع مؤمن من خير حتى يكون منتهاه الجنة" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن)). 1385- وعن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن. )). 1386- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما صنع، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهما وإنما ورثوا العلم. فمن أخذه أخذ بحظ وافر" ((رواه أو داود والترمذي)). 1387- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نضر الله امرءًا سمع منا شيئًا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعي من سامع" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 1388- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من سئل عن علم فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار" ((رواه أبو داود والترمذي، وقال: حديث حسن. 1389- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من تعلم علمًا مما يبتغى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به غرضًا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة" ((يعني ريحها))، ((رواه أبو داود بإسناد صحيح. )). 1390- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبقِ عالمًا، اتخذ الناس رءوسًا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا: ((متفق عليه)). | |
|
احمد المصرى المــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 5770 الموقع : منتدى الاخوه
| موضوع: رد: تابع الجزء الثانى من رياض الصالحين الأحد 27 يونيو - 15:56 | |
| كتاب الفضائل باب فضل قراءة القرآن 989- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه" ((رواه مسلم)). 990- وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانو يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما " ((رواه مسلم)). 991- وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" ((رواه البخاري)). 992- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران" ((متفق عليه)). 993- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس له ريح وطعمها مر" ((متفق عليه)). 949- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين" ((رواه مسلم)). 995- وعن ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا، فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهارِ" ((متفق عليه)). (1) . 996- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: كان رجل يقرأ سورة الكهف، وعنده فرس مربوط بشطنين فتغشته سحابة فجعلت تدنو، وجعل فرسه ينفر منها. فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر له ذلك فقال :" تلك السكينة تنزلت للقرآن" ((متفق عليه)) . (2) 997- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف"((راوه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 998- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب". ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 999- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهماعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتقِ ورتل كم كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها". ((رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 181- باب الأمر بتعهد القرآن والتحذير من تعريضه للنسيان: 1000- عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها". ((متفق عله)). 1001- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها، ذهبت" متفق عليه. 182- باب استحباب تحسين الصوت بالقرآن وطلب القراءة من حسن الصوت والاستماع لها: 1002- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر به " ((متفق عليه)) (3) 1003- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له :" لقد أتيت مزمارا من مزامير آل داود " ((متفق عليه)) . وفي روايه لمسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : " لو رأيتني وأنا أستمع لقراءتك البارحة". 1004- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال :سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في العشاء بالتين والزيتون، فما سمعت أحدًا أحسن صوتا منه .((متفق عليه)) . 1005- وعن أبي لبابة بشير بن عبد المنذر رضي الله عنه قال، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من لم يتغنَ بالقرآن فليس منا ".((رواه أبو داود بإسناد جيد)) . (4) 1006- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :"اقرأ علي القرآن "، فقلت : يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟! قال : "إني أحب أن أسمعه من غيري" فقرأت عليه سورة النساء حتى جئت إلى هذه الآية : {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: "حسبك الآن" فالتفت إليه، فإذا عيناه تذرفان .((متفق عليه)) .
باب في الحث على سور وآيات مخصوصة : 1007- عن أبي سعيد رافع بن المعلى رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :"ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟ فأخذ بيدي ، فلما أردنا أن نخرج قلت : يا رسول الله إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن ؟ قال: "الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته ". ((رواه البخاري)). 1008- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في:{ قل هو الله أحد}:" والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن". وفي رواية: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:" أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلث القرآن في ليلة" فشق ذلك عليهم، وقالوا: أينا يطيق ذلك يارسول الله: فقال :" {قل هو الله أحد} ثلث القرآن.". (( رواه البخاري)). 1009- وعنه أن رجل سمع رجلاً يقرأ:{قل هو الله احد} يرددها فلما أصبح جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له وكان الرجل يتقالها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن". ((رواه البخاري )). 1010- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في:{ قل هو الله أحد} "إنها تعدل ثلث القرآن".(( رواه مسلم )). 1011- وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا قال: يارسول الله إني أحب هذه السورة "قل هو الله أحد":"إن حبها أدخلك الجنة" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن- رواه البخاري في صحيحه تعليقًا)). 1012- وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ألم ترَ آيات أنزلت هذه الليلة لم يرَ مثلهن قط ؟ قل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس ".((رواه مسلم)). 1013- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان، وعين الإنسان، حتى نزلت المعوذتان، فلما نزلتا، أخذ بهما وترك ما سواهما . ((رواه الترمذي وقال :حديث حسن )). 1014- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من القرآن سورة ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفرت له ،وهي: تبارك الذي بيده الملك ". ((رواه أبو داود والترمذي وقال :" حديث حسن ، وفي رواية أبي داود: "تشفع ")). 1015- وعن أبي مسعود البدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " ((متفق عليه)). (5) 1016- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة" ((رواه مسلم)). 1017- وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم ؟ قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، فضرب في صدري وقال :" ليهنك العلم أبا المنذر". ((رواه مسلم )). 1018- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إني محتاج، وعلي عيال، وبي حاجة شديدة، فخليت عنه، فأصبحت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالا، فرحمته، فخليت سبيله. فقال: " أما إنه قد كذبك وسيعود" فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج، وعلي عيال لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟" قلت: يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته، فخليت سبيله، فقال: "إنه قد كذبك وسيعود" فرصدته الثالثة. فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا آخر ثلاث أنك تزعم أنك لا تعود، ثم تعود! فقال: دعني فإني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت: ما هن؟ قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنه لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما فعل أسيرك البارحة؟ " قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها، فخليت سبيله. قال: "ما هي؟" قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وقال لي: لا يزال عليك من الله حافظ، ولن يقربك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث يا أبا هريرة " ؟ قلت: لا، قال: "ذاك شيطان" ((رواه البخاري)). 1019- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف، عصم من الدجال" وفي رواية: "من آخر سورة الكهف" ((رواهما مسلم)). 1020-وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما جبريل عليه السلام قاعد عند النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضًا من فوقه، فرفع رأسه فقال: "هذا باب من السماء فتح اليوم ولم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أعطيته" ((رواه مسلم)).(6) باب استحباب الاجتماع على القراءة: 1021- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده" ((رواه مسلم)). باب فضل الوضوء: قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم} إلى قوله تعالى:{ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج، ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون} ((المائدة: 6)). 1022-وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أمتي يدعون يوم القيامة غرًا محجلين من آثار الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته، فليفعل" ((متفق عليه)). 1023- وعنه قال: سمعت خليلي صلى الله عليه وسلم يقول: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء" ((رواه مسلم)). 1024- وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء، خرجت خطاياه من جسده حتى تخرج من تحت أظفاره" ((رواه مسلم)). 1025- وعنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ مثل وضوئي هذا ثم قال: "من توضأ هكذا، غفر له ما تقدم من ذنبه، وكانت صلاته ومشيه إلى المسجد نافلة" ((رواه مسلم)). 1026-وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن- فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل رجليه، خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقيًا من الذنوب" ((رواه مسلم)). 1027- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى المقبرة فقال: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أنا قد رأينا إخواننا" قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: "أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد" قالوا: كيف تعرف من لم يأتِ بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال: "أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم، ألا يعرف خيله ؟" قالوا بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون غرًا محجلين من الوضوء وأنا فرطهم على الحوض ((رواه مسلم)). وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يارسول الله قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط" ((رواه مسلم)). وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الطهور شطر الإيمان" ((رواه مسلم)). وقد سبق بطوله في باب الصبر. وفي الباب حديث عمرو بن عبسة رضي الله عنه السابق في آخر باب الرجاء، وهو حديث عظيم، مشتمل على جمل من الخيرات. 1030- وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"ما منكم من أحد يتوضا فيبلغ-أو فيسبغ الوضوء- ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" ((رواه مسلم)). وزاد الترمذي: "اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين" باب فضل الآذان 1031- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه، ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه، ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوا" ((متفق عليه)). (7). 1032- وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة" ((رواه مسلم)). 1033- وعن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له: "إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك- أو باديتك- فأذنت للصلاة، فارفع صوتك بالنداء، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن، ولا إنس، ولا شيء، إلا شهد له يوم القيامة" قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ((رواه البخاري)). 1034- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا نودي بالصلاة، أدبر الشيطان، له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل، حتى ثوب بالصلاة أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه يقول: اذكر كذا، واذكر كذا- لما لم يذكر من قبل- حتى يظل الرجل ما يدري كم صلى" ((متفق عليه)). (8) 1035- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي، فإنه من صلى على صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة" ((رواه مسلم)). 1036- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم النداء، فقولوا كما يقول المؤذن" ((متفق عليه)). 1037- وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة" ((رواه البخاري)). 1038- وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا، غفر له ذنبه"((رواه الترمذي وقال حديث حسن)). باب فضل الصلوات قال الله تعالى: {إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر} ((العنكبوت:45)). 1040- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أرأيتم لو أن نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟" قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: "فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا".((متفق عليه)). 1041- وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"مثل الصلوات الخمس كمثل نهر غمر جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات".((رواه مسلم)). (9) 1042- وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رجلا أصاب من امرأة قُبلةً، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فأنزل الله تعالى: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات} فقال الرجل: ألي هذا؟ قال: "لجميع أمتي كلهم" ((متفق عليه)). 1043- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن، ما لم تغشَ الكبائر" ((رواه مسلم)). وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب مالم تؤتَ كبيرة وذلك الدهر كله" ((رواه مسلم)). باب فضل صلاة الصبح والعصر 1045- عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من صلى البردين دخل الجنة" ((متفق عليه)). (10) 1046- وعن أبي زهير عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها" (11) ((رواه مسلم)). 1047- وعن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله فانظر يابن آدم، لا يطلبنك الله من ذمته بشيء". ((رواه مسلم)). 1048- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم الله -وهو أعلم بهم-: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون" ((متفق عليه)). 1049- وعن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لاتضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبو على صلاة قبل طلوع الشمس، وقبل غروبها فافعلوا" ((متفق عليه)). ((وفي رواية: "فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة")). 1050- وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" ((رواه البخاري)). باب فضل المشي إلى المساجد: 1051- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلا كلما غدا أو راح". ((متفق عليه)). 1052- وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من تطهر في بيته، ثم مضى إلى بيت من بيوت الله، ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته، إحداها تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة" ((رواه مسلم)). 1053-وعن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحدًا أبعد من المسجد منه، وكانت لا تخطئه صلاة! فقيل له: لو اشتريت حمارًا تركبه في الظلماء وفي الرمضاء قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد جمع الله لك ذلك كله" ((رواه مسلم)). 1054- وعن جابر رضي الله عنه قال: خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: "بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد؟ قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك، فقال: " بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم" فقالوا: ما يسرنا أنا كنا تحولنا" ((رواه مسلم، وروى البخاري معناه من رواية أنس)). 1055- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أعظم الناس أجرًا في الصلاة أبعدهم إليها ممشى، فأبعدهم، والذي ينتظر الصلاة حتى يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من الذي يصليها ثم ينام" ((متفق عليه)). 1056- وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : "بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة" ((رواه أبو داود والترمذي)). 1057- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات؟ " قالوا بلى يا رسول الله. قال: "إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط" ((رواه مسلم)). 1058- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان، قال الله عز وجل {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر} ((الآية. رواه الترمذي وقال حديث حسن)). باب فضل انتظار الصلاة: وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال أحدكم في صلاة مادامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة" ((متفق عليه)) وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث تقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه" ((رواه البخاري)) وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر ليلة صلاة العشاء إلى شطر الليل ثم أقبل علينا بوجهه بعدما صلى فقال: "صلى الناس ورقدوا ولم تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها" ((رواه البخاري)) باب فضل صلاة الجماعة 1062- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة)). ((متفق عليه)) 1063- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "صلاة الرجل في جماعة تُضعَّف على صلاته في بيته وفي سوقه خمسًا وعشرين ضعفًا، وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد، لا يخرجه إلا الصلاة، لم يخطُ خطوة إلا رفعت له بها درجة، وحطت عنه بها خطيئة، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه، ما لم يحدث، تقول اللهم صلِّ عليه، اللهم ارحمه. ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة" ((متفق عليه. وهذا لفظ البخاري)) 1064- وعنه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل أعمي، فقال: يا رسول الله، ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولى دعاه فقال له: "هل تسمع النداء بالصلاة؟ " قال نعم، قال: "فأجب" ((رواه مسلم)). 1065- وعن عبد الله- وقيل: عمرو بن قيس المعروف بابن أم مكتوم المؤذن رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله إن المدينة كثيرة الهوام والسباع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تسمع حي على الصلاة، حي على الفلاح، فحيهلا" ((رواه أبو داود بإسناد حسن. (12) 1066- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب فيحتطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها، ثم آمر رجلا فيؤم الناس، ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم" ((متفق عليه)) 1067- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: من سره أن يلقى الله تعالى غدًا مسلمًا، فليحافظ على هؤلاء الصلوات، حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به، يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف. ((رواه مسلم وفي رواية له قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا سنن الهدى، وإن من الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه)). 1068- وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا قد استحوذ عليهم الشيطان. فعليكم بالجماعة، فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" ((رواه أبو داود بإسناد حسن)). باب الحث على حضور الجماعة في الصبح والعشاء 1069- عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة، فكانما صلى الليل كله" ((رواه مسلم)). وفي رواية الترمذي عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من شهد العشاء في جماعة كان له قيام نصف ليلة، ومن شهد العشاء والفجر في جماعة، كان له كقيام ليلة" ((قال الترمذي حديث حسن صحيح)) 1070- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبوًا" ((متفق عليه)). وقد سبق بطوله. 1071- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوًا" ((متفق عليه)). باب الأمر بالمحافظة على الصلوات المكتوبات والنهي الأكيد والوعيد الشديد في تركهن: قال تعالى: {حافظوا على الصلوات والصلاةالوسطى} (( البقرة: 238)) وقال تعالى:{فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتو الذكاة فخلوا سبيلهم} ((التوبه:5)) 1072- وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الأعمال أفضل؟ قال: "الصلاة على أوقتها" قلت: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" قلت ثم أي؟ قال: " الجهاد في سبيل الله" ((متفق عليه)) 1073- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" ((متفق عليه)). 1074- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله" ((متفق عليه)). 1075- وعن معاذ رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقال: "إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك، فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم، فإن هم اطاعوا لذلك، فإياك وكرائم أموالهم واتقِ دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" ((متفق عليه)). 1076- وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة" ((رواه مسلم)). 1077- وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 1078- وعن شقيق بن عبد الله التابعي المتفق على جلالته رحمه الله قال: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصلاة. ((رواه الترمذي في كتاب الإيمان بإسناد صحيح)). 1079- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت، فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، فإن انتقص من فريضته شيئًا، قال الرب، عز وجل: انظروا هل لعبدي من تطوع، فيكمل منها ما انتقص من الفريضة؟ ثم يكون سائر أعماله على هذا" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن)). 194- باب فضل الصف الأول والأمر بإتمام الصفوف الأُول، وتسويتها والتراص فيها 1080- عن جابر بن سمرة، رضي الله عنهما، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها؟" فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: "يتمون الصفوف الأُول، ويتراصون في الصف" ((رواه مسلم)). 1081- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول، ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا" ((متفق عليه)) . 1082- وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها". ((رواه مسلم)). 1083- وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي في أصحابه تأخرًا، فقال لهم: "تقدموا فَأتموا بي وليأتم بكم مَن بعدكم، لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله" ((رواه مسلم)). 1084- وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". ((رواه مسلم)). 1085- وعن أنس، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سووا صفوفكم، فإن تسوية الصف من تمام الصلاة". ((متفق عليه)) وفي رواية البخاري: "فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة". 1086- وعنه قال: أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري" ((رواه البخاري بلفظه، ومسلم بمعناه)). وفي رواية للبخاري: وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه". 1087- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم" ((متفق عليه)) وفي رواية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسوي صفوفنا حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه. ثم خرج يومًا فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف، فقال "عباد الله لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم". 1088- وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما، قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلل من ناحية إلى ناحية، يمسح صدورنا ومناكبنا ويقول،: "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم" وكان يقول: "إن الله وملائكته يصلون على الصفوف الأُول" ((رواه أبو داود بإسناد حسن)). 1089- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا الصفوف، وحاذوا المناكب، وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفًا وصله الله، ومن قطع صفًا قطعه الله". ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). 1090- وعن أنس، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رصوا صفوفكم، وقاربوا بينها وحاذوا الأعناق فوالذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف، كأنها الحذف" ((حديث صحيح رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم)). (13). 1091- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أتموا الصف المقدم، ثم الذي يليه، فما كان من نقص فليكن في الصف المؤخر". ((رواه أبو داود بإسناد حسن)). 1092- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف" ((رواه أبو داود بإسناد على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه. )). 1093- وعن البراء، رضي الله عنه قال: "كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحببنا أن نكون عن يمينه، يقبل علينا بوجهه، فسمعته يقول: "رب قني عذابك يوم تبعث - أو تجمع- عبادك". ((رواه مسلم)). 1094- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وسطوا الإمام، وسدوا الخلل" ((رواه أبو داود)). 195- باب فضل السنن الراتبة مع الفرائض وبيان أقلها وأكملها وما بينهما 1095- عن أم المؤمنين أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان، رضي الله عنهما، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة أو: إلا بني له بيت في الجنة" ((رواه مسلم)). 1096- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء" ((متفق عليه)). 1097- وعن عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة" وقال في الثالثة: "لمن شاء" ((متفق عليه)). (14) 196- باب تأكيد ركعتي سنة الصبح: 1098- عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعًا قبل الظهر، وركعتين قبل الغداة ((رواه البخاري)). 1099- وعنها قالت: لم يكن النبي، صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر". ((متفق عليه)). 1100- وعنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" ((رواه مسلم)). وفي رواية لهما لأحب إلي من الدنيا جميعًا. 1101- وعن أبي عبد الله بلال بن رباح، رضي الله عنه مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشة بلالا بأمر سألته عنه، حتى أصبح جدا فقام بلال فآذنه بالصلاة، وتابع أذانه، فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خرج صلى بالناس، فأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدا، وأنه أبطأ عليه بالخروج، فقال -يعني النبي صلى الله عليه وسلم -: "إني كنت ركعت ركعتي الفجر" فقال: يا رسول الله إنك أصبحت جدا؟ فقال: "لو أصبحت أكثر مما أصبحت، لركعتهما وأحسنتهما، وأجملتهما". ((رواه أبو داود بإسناد حسن)). 197- باب تخفيف ركعتي الفجر وبيان ما يقرأ فيهما، وبيان وقتهما. 1102- عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح". ((متفق عليه)) وفي رواية لهما: يصلي ركعتي الفجر، إذا سمع الأذان فيخففهما حتى أقول هل قرأ فيهمابأم القرآن!. وفي رواية لمسلم: كان يصلى ركعتيي الفجر إذا سمع الأذان ويخففهما. وفي رواية: إذا طلع الفجر. 1103- وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أذن المؤذن للصبح، وبدا الصبح صلى ركعتين خفيفتين. ((متفق عليه)). وفي رواية لمسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر لا يصلى إلا ركعتين خفيفتين. 1104- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة من آخر الليل، ويصلي الركعتين قبل صلاة الغداة، وكأن الأذان بأذنيه". ((متفق عليه)). 1105- وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقرأ في ركعتي الفجر في الأولى منهما: {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا} الآية التي في البقرة، وفي الآخرة منهما: {آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون}. وفي رواية: في الآخرة التي في آل عمران: {تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم}. ((رواهما مسلم)). 1106- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قرأ في ركعتي الفجر: {قل يا أيها الكافرون} و{قل هو الله أحد} ((رواه مسلم)). 1107- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرًا يقرأ في الركعتين قبل الفجر: {قل يا أيها الكافرون}، و: {قل هو الله أحد}. ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). | |
|
احمد المصرى المــــدير العـــــام
عدد المساهمات : 5770 الموقع : منتدى الاخوه
| موضوع: رد: تابع الجزء الثانى من رياض الصالحين الأحد 27 يونيو - 16:00 | |
| 198- باب استحباب الاضطجاع بعد ركعتي الفجر على جنبه الأيمن والحث عليه سواء كان تهجد بالليل أم لا. 1108- عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر، اضطجع على شقه الأيمن. ((رواه البخاري)). 1109- وعنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم بين كل ركعتين، ويوتر بواحدة، فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر وجاء المؤذن، قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن هكذا حتى يأتيه المؤذن للإقامة". ((رواه مسلم)). (15) 1110- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم ركعتي الفجر، فليضطجع على يمينه". ((رواه أبو داود، والترمذي بأسانيد صحيحة. قال الترمذي: حديث حسن صحيح. 199- باب سنة الظهر: 1111- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعدها. ((متفق عليه)) 1112- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعًا قبل الظهر. ((رواه البخاري)). 1113- وعنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، ويصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي، فيصلي ركعتين. ((رواه مسلم)). 1114- وعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها، حرمه الله على النار". ((رواه أبو داود، والترمذي)). وقال حديث حسن صحيح. 1115- وعن عبد الله بن السائب، رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال "إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). 1116- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لم يصلِ أربعًا قبل الظهر، صلاهن بعدها. ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). 200- باب سنة العصر: 1117- عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قلب العصر أربع ركعات يفصل بينهن بالتسليم على الملائكة المقربين ومن تبعهم من المسلمين والمؤمنين. رواه الترمذي وقال حديث حسن. 1118- وعن ابن عمر، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "رحم الله امرءًا صلى قبل العصر أربعًا". ((رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن)). 1119- وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل العصر ركعتين." ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). 201- باب سنة المغرب بعدها وقبلها: تقدم في هذه الأبواب حديث ابن عمر، وحديث عائشة، وهما صحيحان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد المغرب ركعتين. 1120- وعن عبد الله بن مغفل، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا قبل المغرب" قال في الثالثة: "لمن شاء" ((رواه البخاري)). 1121- وعن أنس، رضي الله عنه قال: لقد رأيت كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري عند المغرب. ((رواه البخاري)). 1122- وعنه قال: كنا نصلي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد غروب الشمس قبل المغرب، فقيل: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها؟ قال: كان يرانا نصليهما فلم يأمرنا ولم ينهنا". ((رواه مسلم)). 1123- وعنه قال: كنا بالمدينة فإذا أذن المؤذن لصلاة المغرب ابتدروا السواري، فركعوا ركعتين، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما. ((رواه مسلم)). 202- باب سنة العشاء بعدها وقبلها: فيه حديث ابن عمر السابق: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد العشاء، وحديث عبد الله بن مغفل: "بين كل أذانين صلاة" ((متفق عليه)) كما سبق. 203- باب سنة الجمعة: فيه حديث ابن عمر السابق أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين بعد الجمعة ((متفق عليه)) 1124- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صلى أحدكم الجمعة، فليصلِ بعدها أربعًا". ((رواه مسلم)). 1125- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف، فيصلي ركعتين في بيته. ((رواه مسلم)). 204- باب استحباب جعل النوافل في البيت سواء الراتبة وغيرها، والأمر بالتحول للنافلة من موضع الفريضة أو الفصل بينهما بكلام 1126- عن زيد بن ثابت رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن الصلاة صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة". ((متفق عليه)) 1127- وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اجلعوا من صلاتكم في بيوتكم، ولا تتخذوها قبورًا". ((متفق عليه)). 1128- وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قضى أحدكم صلاته في مسجده، فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته صلاته خيرًا". ((رواه مسلم)). 1129- وعن عمر بن عطاء أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب ابن أخت نمر يسأله عن شيء رآه منه معاوية في الصلاة فقال: نعم صليت معه الجمعة في المقصورة، فلما سلم الإمام، قمت في مقامي، فصليت فلما دخل أرسل إلي فقال: لا تعد لما فعلت: إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بذلك أن لا نوصل صلاة بصلاة حتى نتكلم أو نخرج. ((رواه مسلم)). 205- باب الحث على صلاة الوتر وبيان أنه سنة مؤكدة وبيان وقته: 1130- عن علي رضي الله عنه قال: الوتر ليس بختم كصلاة المكتوبة ولكن سن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن". ((رواه أبو داود والترمذي)). وقال: حديث حسن. 1131- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أول الليل ومن أوسطه، ومن آخره. وانتهى وتره إلى السحر. ((متفق عليه)) 1132- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا". ((متفق عليه)) 1133- وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أوتروا قبل أن تصبحوا". ((رواه مسلم)). 1134- وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالليل، وهي معترضة بين يديه، فإذا بقي الوتر، أيقظها فأوترت. ((رواه مسلم)). وفي رواية له: فإذا بقي الوتر قال: "قومي فأوتري يا عائشة" 1135- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بادروا الصبح بالوتر" ((رواه أبو داود والترمذي)). وقال: حديث حسن صحيح. 1136- وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من خاف أن لا يقوم الليل فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخره، فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل". ((رواه مسلم)). 206- باب فضل صلاة الضحى وبيان أقلها وأكثرها وأوسطها والحث على المحافظة عليها: 1137- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أرقد" . ((متفق عليه)) والإيتار قبل النوم إنما يستحب لمن لا يثق باستيقاظ آخر الليل، فإن وثق فآخر الليل أفضل. 1138- وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى". ((رواه مسلم)). 1139- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعًا ويزيد ما شاء الله . ((رواه مسلم)). 1140- وعن أم هانئ فاختة بنت أبي طالب رضي الله عنها قالت: ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل فلما فرغ من غسله صلى ثمان ركعات، وذلك ضحى" ((متفق عليه وهذا مختصر لفظ إحدى روايات مسلم)) 207- باب: تجويز صلاة الضحى من ارتفاع الشمس إلى زوالها والأفضل أن تصلى عند اشتداد الحر وارتفاع الضحى: 1141- عن زيد بن أرقم رضي الله عنه أنه رأى قومًا يصلون من الضحى، فقال: أما لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الأوابين حين ترمض الفصال". ((رواه مسلم)). (16) 208- باب الحث على صلاة تحية المسجد بركعتين وكراهية الجلوس قبل أن يصلي ركعتين في أي وقت دخل سواء صلى ركعتين بنية التحية أو صلاة فريضة أو سنة راتبة أو غيرها: 1142- وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين". ((متفق عليه)). 1143- وعن جابر، رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال: "صلِ ركعتين" ((متفق عليه)). 209- باب استحباب ركعتين بعد الوضوء: 1144- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام، فإني سمعت دف نعليك بين يدي في الجنة، قال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورًا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي. ((متفق عليه وهذا لفظ البخاري)). (17) 210- باب فضل يوم الجمعة ووجوبها والاغتسال لها، والطيب والتبكير إليها والدعاء يوم الجمعة، والصلاة على النبي، صلى الله عليه وسلم، وفيه بيان ساعة الإجابة واستحباب إكثار ذكر الله تعالى بعد الجمعة قال الله تعالى: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا لله كثيرًا لعلكم تفلحون} ((الجمعة 10)). 1145- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها". ((رواه مسلم)). 1146- وعنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم : "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتي الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى، فقد لغا" ((رواه مسلم)). 1147- وعنه عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" ((رواه مسلم)). 1148- وعنه وعن ابن عمر، رضي الله عنهم، أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول على أعواد منبره: "لينتهين أقوام عن وَدعهم الجمعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين" ((رواه مسلم)). 1149- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "إذا جاء أحدكم الجمعة، فليغتسل" ((متفق عليه)) . 1150- وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "غسل الجمعة واجب على كل محتلم" ((متفق عليه)) . (18) 1151- وعن سمرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من توضأ يوم الجمعة، فبها ونعمت، ومن اغتسل فالغسل أفضل" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن)). 1152- وعن سلمان، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا يغتسل رجل يوم الجمعة، ويتطهر ما استطاع من طهر، ويدهن من دهنه، أو يمس من طيب بيته، ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين، ثم يصلي ما كتب له، ثم ينصت إذا تكلم الإمام، إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى" ((رواه البخاري)). 1153- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة، ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنما قرب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنما قرب كبشًا أقرن، ومن راح في الساعة الرابعة، فكأنما قرب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنما قرب بيضة، فإذا خرج الإمام، حضرت الملائكة يستمعون الذكر" ((متفق عليه)) . (19) 1154- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذكر يوم الجمعة، فقال: "فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله شيئًا، إلا أعطاه إياه" وأشار بيده يقللها، ((متفق عليه)) . 1155- وعن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في شأن ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم، سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: "هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تقضى الصلاة" ((رواه مسلم)). 1156- وعن أوس بن أوس، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). باب استحباب سجود الشكر عند حصول نعمة ظاهرة أو اندفاع بلية ظاهرة: 1157- عن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبًا من عزوراء نزل ثم رفع يديه، فدعا الله ساعة، ثم خر ساجدًا، فمكث طويلا، ثم قام فرفع يديه ساعة، ثم خر ساجدًا- فعله- ثلاثًا- وقال: "إني سألت ربي، وشفعت لأمتي، فأعطاني ثلث أمتي، فخررت ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي، فسألت ربي لأمتي، فأعطاني ثلث أمتي، فخررت ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي، فسألت ربي لأمتي، فأعطاني الثلث الآخر، فخررت ساجدًا لربي" ((رواه أبو داود)). باب فضل قيام الليل: قال الله تعالى: {ومن الليل فتهجد به نافلة لك، عسى أن يبعثك ربك مقامًا محمودًا} ((الإسراء: 79)). وقال تعالى: {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} ((السجدة: 16))، وقال تعالى: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} ((الذاريات: 17)). 1158- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقلت له: لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". ((متفق عليه وعن المغيرة بن شعبة نحوه، متفق عليه)). 1159- وعن علي رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، طرقه وفاطمة ليلا، فقال: "ألا تصليان؟" ((متفق عليه)). (20) 1160- وعن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل" قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام إلا قليلا. ((متفق عليه)) 1161- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عبد الله لا تكن مثل فلان: كان يقوم الليل فترك قيام الليل" ((متفق عليه)) . 1162- وعن ابن مسعود رضي الله عنه ، قال: ذكر عند النبي، صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح! قال: "ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه- أو قال: في أذنه-" ((متفق عليه)) . 1163- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "يعقد الشيطان على قافية، رأس أحدكم، إذا هو نام، ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ أحدكم، فذكر الله تعالى انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" ((متفق عليه)) . (21) 1164- وعن عبد الله بن سلام، رضي الله عنه ، أن النبي، صلى الله عليه وسلم ،قال: "أيها الناس أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 1165- وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل". ((رواه مسلم)). 1166- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة". ((متفق عليه)) . 1167- وعنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ، يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة. ((متفق عليه)) . 1168- وعن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئًا، وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته، ولا نائمًا إلا رأيته. ((رواه البخاري)). 1169- وعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يصلي إحدى عشرة ركعة- تعني في الليل- يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر، ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة، ((رواه البخاري)). 1170- وعنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يزيد- في رمضان ولا في غيره- على إحدي عشرة ركعة: يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن! ثم يصلي أربعًا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن! ثم يصلي ثلاثًا. فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر!؟ فقال: "يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي". ((متفق عليه)) . 1171- وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان ينام أول الليل، ويقوم آخره فيصلي. ((متفق عليه)) . 1172- وعن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ليلة، فلم يزل قائمًا حتى هممت بأمر سوء. قيل: ما هممت؟ قال: هممت أن أجلس وأدعه. ((متفق عليه)) . 1173- وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضي، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران، فقرأها، يقرأ مترسلا. إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع، فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوًا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام طويلا قريبًا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبًا من قيامه. ((رواه مسلم)). 1174- وعن جابر رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الصلاة أفضل؟ قال: "طول القنوت" ((رواه مسلم)). (22) 1175- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال: "أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ويصوم يومًا ويفطر يومًا". ((متفق عليه)) . 1176- وعن جابر رضي اللله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول: "إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله تعالى خيرًا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة" ((رواه مسلم)). 1177- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين" ((رواه مسلم)). وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته بركعتين خفيفتين ((رواه مسلم)). 1189- وعنها رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشر ركعة. ((رواه مسلم)). 1180- وعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من نام عن حزبه، أو عن شيء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كتب له كأنما قرأه من الليل" ((رواه مسلم)). 1181- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رحم الله رجلا قام من الليل، فصلى وأيقظ امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت، وأيقظت زوجها فإن أبي نضحت في وجهه الماء" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). 1182- وعنه وعن أبي سعيد رضي الله عنهما، قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا أو صلى ركعتين جميعًا كتب في الذاكرين والذاكرات" ((رواه أبو داود بإسناد صحيح)). 1183- وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نعس أحدكم في الصلاة، فليرقد حتى يذهب عنه النوم، فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس، لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه" ((متفق عليه)). 1184- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا قام أحدكم، من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدرِ ما يقول، فليضطجع" ((رواه مسلم)). باب استحباب قيام رمضان وهو التراويح: 1185- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ((متفق عليه)) . 1186- وعنه، رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم فيه بعزيمة، فيقول: "من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه" . ((رواه مسلم)). باب فضل قيام ليلة القدر وبيان أرجى لياليها: قال الله تعالى:{إنا أنزلناه في ليلة القدر} ((القدر: 1)) إلى آخر السورة. وقال الله تعالى :{إن أنزلناه في ليلة مباركة} ((الآيات الدخان: 3)). 1187- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه". ((متفق عليه)) . 1188- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر" ((متفق عليه)) . 1189- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" ((متفق عليه)) . 1190- وعنها، رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان" ((رواه البخاري)). 1191- وعنها رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل العشر الأواخر من رمضان، أحيا الليلة، وأيقظ أهله، وجد وشد المئزر" ((متفق عليه)) . 1192- وعنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وفي العشر الأواخر منه، ما لا يجتهد في غيره" ((رواه مسلم)). 1193- وعنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)) باب فضل السواك وخصال الفطرة: 1194- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لولا أن أشق على أمتي - أو على الناس- لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة" ((متفق عليه)) . 1195- وعن حذيفة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا قام من النوم يشوص فاه بالسواك. ((متفق عليه)) (23) 1196- وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: كنا نعد لرسول الله، سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك ويتوضأ ويصلي. ((رواه مسلم)). 1197- وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أكثرت عليكم في السواك" ((رواه البخاري)). 1198- وعن شريح بن هانئ قال: قلت لعائشة، رضي الله عنها: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته. قالت: بالسواك. ((رواه مسلم)). 1199- وعن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وطرف السواك على لسانه. ((متفق عليه)) . وهذا لفظ مسلم. 1200- وعن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم : قال: "السواك مطهرة للفم مرضاة للرب" ((رواه النسائي، وابن خذيمة في صحيحه بأسانيد صحيحة)). 1201- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط، وقص الشارب" ((متفق عليه)) (24) 1202- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "عشر من الفطرة: قص الشارب، وإعفاء اللحية، والسواك، واستنشاق الماء، وقص الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، وحلق العانة، وانتقاص الماء" ((قال الراوي: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة، قال: وكيع- وهو أحد رواته-)) . (25) ((رواه مسلم)).(( (26) 1203- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى" ((متفق عليه)) . باب تاكيد وجوب الزكاة وبيان فضلها وما يتعلق بها: قال الله تعالى: {وأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة} ((البقرة: 43)). قال تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} ((سورة البينة:5)). قال تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها} ((التوبة: 103)). 1204- وعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله، إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان" ((متفق عليه)) . 1205- وعن طلحة بن عبيد الله، رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل نجد، ثائر الرأس نسمع دوي صوته، ولا نفقه ما يقول، حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "خمس صلوات في اليوم والليلة" قال: هل علي غيرهن؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وصيام شهر رمضان" قال هل على غيره؟ قال: "لا إلا أن تطوع" قال: وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، الزكاه فقال: هل علي غيرها؟ قال: "لا، إلا أن تطوع" فأدبر الرجل وهو يقول: والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أفلح إن صدق" ((متفق عليه)) . 1206- وعن ابن عباس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن فقال: "ادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله تعالى افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم" ((متفق عليه)) . 1207- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله" ((متفق عليه)) 1208- عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: لما توفي رسول الله، وكان أبو بكر، رضي الله عنه، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر رضي الله عنه: كيف يقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فمن قالها، فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله" ؟! فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال. والله لو منعوني عقال كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقاتلتهم على منعه، قال: عمر رضي الله عنه: فوالله ما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق. ((متفق عليه)) . 1209- وعن أبي أيوب رضي الله عنه، أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال: "تعبد الله لا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم" ((متفق عليه)) . 1210- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن أعرابيًا أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته، دخلت الجنة. قال: "تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان" قال: والذي نفسي بيده، لا أزيد على هذا. فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم : "من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا" ((متفق عليه)) . 1211- وعن جرير بن عبد الله، رضي الله عنه، قال: بايعت النبي، صلى الله عليه وسلم، على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. ((متفق عليه)) . 1212- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما من صاحب ذهب، ولا فضة، لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" قيل: يا رسول الله فالإبل؟ قال: "ولا صاحب إبل لا يؤدي منها حقها، ومن حقها حلبها يوم وردها، إلا إذ كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلا واحدًا، تطؤه بأخفافها، وتعضه بأفواهها كلما مر عليه أُولاها، رد عليه أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" قيل: يا رسول الله فالبقر والغنم؟ قال: "ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة، بطح لها بقاع قرقر، لا يفقد منها شيئًا ليس فيها عقصاء، ولا جلحاء، ولا عضباء، تنطحه بقرونها، وتطؤه بأظلافها، كلما مر عليه أُولاها، رد عليه أُخراها، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار" . قيل: يا رسول الله فالخيل؟ قال: "الخيل ثلاثة: هي لرجل وزر، وهي لرجل ستر، وهي لرجل أجر، فأما التي هي له وزر فرجل ربطها رياء وفخرًا ونواء على أهل الإسلام، فهي له وزر، وأما التي هي له ستر، فرجل ربطها في سبيل الله، ثم لم ينسَ حق الله في ظهورها، ولا رقابها فهي له ستر، وأما التي هي له أجر، فرجل ربطها في سبيل الله لأهل الإسلام في مرج، أو روضة، فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء إلا كتب له عدد ما أكلت حسنات، وكتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات، ولا تقطع طولها فاستنت شرفًا أو شرفين إلا كتب الله له عدد آثارها، وأرواثها حسنات، ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه، ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات" قيل يا رسول الله فالحُمر؟ قال: "ما أنزل على في الحمر شيء إلا هذه الآية الفاذة الجامعة: {فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره}. ((متفق عليه وهذا لفظ مسلم)). باب وجوب صوم رمضان وبيان فضل الصيام وما يتعلق به: قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم} إلى قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس، وبينات من الهدي والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه، ومن كان مريضًا، أو على سفر فعدة من أيام أخر} ((الآية البقرة: 183)). وأما الأحاديث فقد تقدمت في الباب الذي قبله. 1213- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جُنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم. والذي نفس محمد بيده لخُلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. "للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه" ((متفق عليه)) .((وهذا لفظ رواية البخاري. وفي رواية له: يترك طعامه، وشرابه، وشهوته، من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها. وفي رواية لمسلم: "كل عمل ابن آدم يضاعف: الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. قال الله تعالى: (إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به: يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك). 1214- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أبواب الجنة :يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة " قال أبو بكر، رضي الله عنه :بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: " نعم وأرجو أن تكون منهم ((متفق عليه)) 1215- وعن سهل بن سعد رضي الله عنه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في الجنة بابًا يقال له: الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد" ((متفق عليه)) 1216- وعن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا" ((متفق عليه)) 1217- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه " ((متفق عليه)) 1218- وعنه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين" ((متفق عليه)) 1219- وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غَبِيَ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين" ((متفق عليه وهذا لفظ البخاري)). وفي رواية مسلم: "فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يومًا". 218- باب الجود وفعل المعروف والإكثار من الخير في شهر رمضان والزيادة من ذلك في العشر الأواخر منه: 1220- وعن ابن عباس رضي الله عنهما: قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن فَلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة" . ((متفق عليه)) 1221- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وشد المئزر" ((متفق عليه)) 219- باب النهي عن تقدم رمضان بصوم بعد نصف شعبان إلا لمن وصله بما قبله، أو وافق عادة كان عادته صوم الاثنين والخميس فوافقه 1222- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم" . ((متفق عليه)) 1223- وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تصوموا قبل رمضان صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن حالت دونه فأكملوا ثلاثين يومًا" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. (27) 1224- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا بقي نصف من شعبان فلا تصوموا" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح)). 1225- وعن أبي اليقظان عمار بن ياسر، رضي الله عنهما قال: "من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصي أبا القاسم، صلى الله عليه وسلم" ((رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 220- باب ما يقال عند رؤية الهلال: 1226- عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال قال: "اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ربي وربك الله، هلال رشد وخير" ((رواه الترمذي وقال: حديث حسن)). 221- باب فضل السحور وتأخيره ما لم يخشَ طلوع الفجر: 1227- عن أنس، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة" ((متفق عليه)) 1228- وعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة قيل كم كان بينهما؟ قال: خمسون آية ((متفق عليه)) 1229- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن أم مكتوم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم" قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا، ((متفق عليه)) 1230- وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر. ((رواه مسلم)). 222- باب فضل تعجيل الفطر وما يفطر عليه وما يقوله بعد إفطاره: 1231- عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" ((متفق عليه)) 1232- وعن أبي عطية قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها فقال لها مسروق: رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلاهما لا يألو عن الخير: أحدهما يعجل المغرب والإفطار، والآخر يؤخر المغرب والإفطار؟ فقالت: من يعجل المغرب والإفطار؟ قال: عبد الله - يعني ابن مسعود- فقالت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع" ((رواه مسلم)). (28) 1233- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله عز وجل: "أحب عبادي إلي أعجلهم فطرًا" ((رواه الترمذي وقال حديث حسن)). 1234- وعن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم" ((متفق عليه)) 1235- وعن أبي إبراهيم عبد الله بن أبي أوفى، رضي الله عنهما قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم فلما غربت الشمس قال لبعض القوم: "يا فلان انزل فاجدح لنا، فقال: يا رسول الله لو أمسيت؟ قال: "انزل فاجدح لنا" قال: إن عليك نهارًا، قال: "انزل فاجدح لنا" قال: فنزل فجدح لهم فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا، فقد أفطر الصائم" وأشار بيده قبل المشرق. ((متفق عليه)) (29) 1236- وعن سلمان بن عامر الضبي الصحابي، رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أفطر أحدكم، فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور" ((رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 1237- وعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات، فإن لم تكن رطبات فتميرات فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء. ((رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن)). 223- باب أمر الصائم بحفظ لسانه وجوارحه عن المخالفات والمشاتمة ونحوها: 1238- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني صائم" 1239- وعنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" ((رواه البخاري)). 224- باب في مسائل من الصوم: 1240- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نسي أحدكم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" ((متفق عليه)) 1241- وعن لقيط بن صبرة رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء؟ قال" "أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق، إلا أن تكون صائمًا" ((رواه أبوداود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح)). 1242- وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم ((متفق عليه)) 1243- وعن عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما قالتا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب | |
|