آهـات الورود
نظَمْتُ من ضِحْكِ ذاتِ الحسْنِ أشْعاري **
فرَقَّ كالعزْفِ عندَ السَّلسَلِ الجارِي
يشـدوُ بنغْـمِ أسِيـرِ الحبِّ في لهَفٍ **
إلـى الوصَالِ ، يغنيِّـها بأوْتـارِ
فالشِّعرُ كالحـبِّ موُسيقاهُ عاطِفــةٌ **
بينَ القُلوبِ ، ويسْري مثلَ تيـَّارِ
ما بينَ قلبٍ وقلبٍ صـوتُ رنَّتـِـهِ **
بالحبِّ صوتَ حِداءِ العاشقِ السَّارِي
والشِّعـرُ لحـنُ نشيـدِ العشق ينشدُهُ **
قلبُ المحـبِّ بآهـاتٍ وأسْـرارِ
كم آهةٍ فيه ولهْــى بيــنَ أبحِرِه **
وآهـةٍ منـهُ مثـلَ القـدْحِ بالنارِ
وآهة بين لوْعــَــاتٍ يقسِّمُهـا **
بالوزنِ ، والشَّوقُ في وِرْدٍ وإصدارِ
يبكي ، ويضْحـكُ ، بالأوزانِ يا عَجباً **
ويجمعُ النغْمَ مـن أزهَـارِ آذارِ
كـأنَّ أوزانـَـه والحبُّ يغمُرُهـا **
عبيرُ كتورد الخدين معْطــارِ
كأنمّا عطْـرُها شَهـْدٌ على شَفَـةٍ **
خُلاصةُ الطلِّ من أجفـان أزهارِ
الرمشُ فيه جـَـرى سِحرٌ ليأسِـرَنا **
كأنـَّهُ نَفـْثُ هاروتٍ بأسْحَـارِ
والشَّعْـرُ كاللَّيلِ والديبـاجُ ملْمسُـهُ **
والثغرُ كالورْدِ ، ياسبْحانَكَ البَاري
قدُّ مـنَ البانِ قــد ثارَتْ مفاتنـُهُ **
لتجْعـَلَ القلبَ من دهْشٍ وإبهارِ
والجيـدُ كالدرِّ ، والغـزلانُ تحْسـدُهُ **
من روْعـةِ الطُّول في صفْوٍ وإنضارِ
يا كاملَ الحسْنِ ، والعُشَّاقُ فـي نَصَبٍ **
ما بيـنَ مُنطـرِحٍ سقْماًً، ومُنهارِ
وشاجنٍ من عذَابِ الحبِّ أنَّتـُهُ **
ووالـهٍ كغَريبِ الأهلِ و الدَّارِ
إرحـْم _ لعمْريَ _ أبصاراً وأفئدةً **
صارتْ تئـنُّ بتكـرارٍ فتكـْرارِ
واعلمْ فديْتكَ إنَّ الهجْـرَ يقتُلُنا **
أمضَـى وأسْـرعُ منْ حُكْمٍ لبشّارِ
حامد بن عبدالله العلي