ن اقول كما يقول الجميع انى لم اتخيل نفسى كاتبا لمشكلتى طالبا النصيحه بعد ان كنت انا الناصح لكل معارفى وسأدخل فى صلب الموضوع مباشره لانى هكذا احب الوضوح والمباشره فى الامور ولا احب التلاعب بالالفاظ او المقدمات والدباجه التى اصبح الجميع الان يجيدها حتى حدنا جميعا عن صلب المواضيع واسسها
انا رجل متزوج منذ ما يقرب الى الخمسة عشر عاما الان...
مشكلتى باختصار اختلافى الكلى والجزئى شخصيا ومعنويا عن زوجتى...وهو اختلاف لم اراه فى البدايه سئ أو غريب وقداحببتها حبا كبيرا حتى عيوبها كنت اعتبرها عيوب بسيطه ستنصلح حين تنضج شخصيتها بالزواج .
اعجبنتى شخصية والدها الرجل العاقل المتزن الحافظ لكتاب الله وما قد ينتجه هذا من تربيه دينيه وقويمه ...ولاحظت قليلا ان شخصية والدتها قويه ولكن ليس بشكل معيب او فج....
كانت خطيبتى دائما تحاول ان تتعامل معى بنديه ولم ابالى فكل فتاة تريد ان تثبت لخطيبها ان لها رأيا وانها ذات شخصيه متفتحه ..وبهدوء حادثتها عن رغبتى فى ان تكون زوجة كما يأمر ديننا ..فيرضى عنا الله ونرضى نحن بما قسمه الله لنا فى بعضنا البعض..
وكثيرا ما كانت تغضب معتبره اننى اعطيها اوامر او اننى احاول تغييرها .. فاقول دلال...
تشعرنى ببروده فى المشاعر واقول عفة واحترام ووقار
تستخدم الكلمات الجافه القويه لحظات غضبها وكنت انا دوما المحب المتفهم فاتفهم غضبها الذى كان دوما على اشياء صغيره تافهه ....واعتبره الملح والفلفل للعلاقه العاطفيه .
فقلت لنفسى غدا نتزوج وتتحمل المسئوليه وتكبر بعقلها فوق هذه الامور التى تظهر ايام الخطوبه ...وانتظرت يوم زفافنا لانعم بالحب والدفء والرومانسيه والسكن الذى هو أساس الزواج وركن أساسى فيه..
وجهزنا بيتنا وتركت لها الاختيارات فى معظم الاثاث لانى مقتنع بان البيت مملكة المراه ...تزينه وتؤثثه بما يروق لعينيها ولم التفت كثيرا لاصرار والدتها على الشراء من محل محدد لاثاث ولا لرغبة خطيبتى الملحه واصرارها على نوع محدد من المفروشات ..طالما كانت الامور فى حدود المعقول والمقبول..فلا مانع.
وتــــزوجنا...
ولانى لم اكن ممثلا ولا متلاعبا بالكلمات كنت دوما صريحا وادخل الى الموضوع الذى اريد التحدث فيه دون مواربه او تلميحات ...فانا مقتنع ان اقصر الطرق هى الطريق المستقيم ..ويعلم الله انى ايضا لم اكن قاسيا فى كلماتى او عديم الاحساس فى اسلوبى فى الحديث..
رايت ان واجبى يلزمنى ان اعلمها وان اوضح لها فرق ايام الخطوبه عن ايام الزواج
...وان للحياة جناحين جناح الحب والمشاعر وجناح المسئوليات والاولويات ...ولا تستقيم حياة بجناح واحد ....وقد كان هذا سبب معظم خلافاتنا الاولى
فهى تريد ان ترى الجانب الجيد من الحياه وترفض مشاركتى فى الجانب الصعب منها
مرت سنوات وانا احاول ان اشق طريقى ككل الشباب المكافح ...مهندس فى شركة خاصه بمرتب متواضع وقررنا سويا تأجيل الانجاب فتره حتى استقر فى عملى ...فاجاتنى بانها حامل....وانها لم تقصد ان تصبح حامل
لم اغضب قدر اننى تأملت فى الموقف و قلت لنفسى سبحان الله كل شئ بميعاد ..
وسعدت سعادة كبيره وقلت...كل مولود ياتى برزقه وفتح الله على فى عملى ...ووسع رزقى واصبح لى مكانه فى شركتى وترقيت وزاد مرتبى .
وتمر الايام و هى دائما تصبح عصبيه فيما يخص كل شئ ...تحاول التدخل فى كل شئ حتى تفاصيل العمل تحاول اقحام نفسها وتحاول فرض رايها ومشورتها على بشكل قوى وشديد وملح ايضا ...وتغضب ان تناقشنا ..وتصرخ فى وجهى باننى انانى واريد ان امحى شخصيتها تماما...
والغريب ان هذه الشخصيه تريد هى ان تفرضها وقتما تشاء وحين اطلب منها ان تفكر معى
او ان نتشاور فى امر ما أجدها ترفض وتصر على ان اتحمل وحدى مسئولياتى كرجل البيت ..!!
وحين يحدث ان انفذ ما اقترحته هى ووصلنا اليه سويا ولم تكن النتيجه موفقه تبادر باتهامى باننى وقراراتى و اختياراتى السيئه..سبب الفشل
على الرغم انى لم الومها يوما ولا حتى المح لعتابها ..لانى اعرف جيدا ان الحياه هكذا..يوم لك ويوم عليك .
وان وفقنى الله وكانت النتيجه جيده تقول:لولاى لما اصبحت شخصا هاما ولا ناجحا..انا وافكارى سبب نجاح حياتنا
فاصبح كل نجاح فى حياتنا تنسبه لنفسها فقط ....وكل فشل او ضيق فى الحياه لابد ان اكون انا فقط السبب فيه ...
زادت الخلافات وكنت كل مره اجد مبررات واعطيها اعذار ...مره الفتره العصيبه التى تمر بها المرأه كل الشهر ...ومره ضغوط الطفل الاول واختلاف الحياه...ومره قلة عدد ساعات نومها وما قد يسببه من عصبيه ....مره وفاة والدها وما تعانيه من حزن ...ومره انها وحيده ولا أصدقاء يبقون فى محيط معرفتها لاكثر من عام ....ومره خلافاتها مع شقيقهاالوحيد وما تسبب فى زعزعة نفسيتها ....الخ من الاعذار
ثم جاء الطفل الثانى فى وقت عصيب جدا كنت قد قررت ان افتتح مكتبى الخاص بمشاركة صديق لى و كنا فى البدايه وكانت الحاله الاقتصاديه سيئه ....وللمره الثانيه تخبرنى بانها لم تقصد ان تصبح حامل واستقبلت الخبر بشئ من الضيق ولكن سرعان ما استغفرت ربى ...ولكنى يوم الولاده قالت لى حين حملت الطفل بين يدى:كان لازم يعنى اتعمد الحمل
واحطك ادام الامر الواقع زى المره الفاتت؟؟
فوجئت ان يكون هذا تفكيرها ...
وما هو الامر الواقع الذى فرضته على فى نعمة اهداها الينا الله؟؟
ثم قررت من تلقاء نفسها ان طفلين هم طموحها وان هذا يكفى..وعادت حياتنا بكل ما فيها مكرر وسخيف ومزعج وزياده عليه طفل اخر مهمل مثلى ومثل اخوه الاكبر
كنت دائما احاول ان اجد طريقة مثلى للتعامل ...منطقة وسط بدون خلافات يوميه او مشاكل تافهه تعكر صفو الحياه
فاصبحت اتركها نوعا ما تفعل ما تريد ولا ارغمها على شئ طالما ان هذا الشئ لا يدخل فى نطاق الحلال والحرام والصح والخطأ ...
ولكن هذا لم يقلل المشكلات بل وصار عنادها جبالا و اصرت على عنادها فى انها لا تريد ان تتحمل اى مسئوليات حقيقيه ....واصبح العادى ان اطلب منها انجاز الامور التقليديه بالبيت والتى يفترض ان تقوم بها كل زوجه ...كعمل طعام حقيقى بدلا من النواشف التى تصر على جعلها طعامنا ...ولابد ان اطلب غسل قمصانى التى ان لم اطلبها منها قد تستمر فى التكوم خلف الابواب وعلى شماعات الحجره لاسابيع ..دون ادنى انتباه او اهتمام ....ارجوها ان تكون مطلعة ومسئوله عن مصروف البيت فترفض بكل عناد واصرار ..تريد ان تاخذ مصروفها الشخصى فقط
تقول دائما :انت الراجل شيل انت ....انا لا احب وجع الدماغ
حتى توافه الاشياء والمشتريات لا تريد ان تقوم بها ...
حتى بدأت اشعر وكانها تعيش بفندق وليس بيتا..وان كل شئ اصبح مسئوليتى فقط وان رغم عملى الخاص وانشغالى الكبير الا اننى اهتم بكل شئ ...
حتى ان غضبت على ولم تطهى اقوم انا بالطهى محاولا منحها نموذجا فى التعامل والتعاطى مع الحياه وادللها واقول ارتاحى يا حبيبتى اليوم يومك..افاجا دوما بما يحبطنى منها وردودها السخيفه المستفزه والحاده والمسفهه لى ولما قمت به....حتى شكرا لا اسمعها ....حتى الكلمات البسيطه التى يستوجب ان يقولها البشر لبعضهم لا اسمعها فلا تقول من فضلك ولا ولوسمحت وشكرا ولا اهلا ولا ازيك ..ولا عامل ايه...
كاننى اعيش مع تمثال ...
تكلمت كثيرا وبالحسنى مره وبالغضب مره وبالصبر مرات ولا حياة لمن ينادى....اصبحت مثل قائد الكتيبه طول اليوم تعليمات وتنبيهات خوفا على بيتنا وعلى اولادنا من ان يصابون باذى ....وفى النهايه فاجاتنى بانها هى التى تشتكى لوالدتها منى ....وانا الذى لم اخرج سر بيتنا ولا مرة واحده ولم احاول ابدا ان اخبر شخصا عنها وعن سوء تصرفاتها املا فى تحسنها ومراعاة لحرمة الحياه بيننا ....
وكان الامر الاسوا نصائح السيده والدتها التى تحولت منذ وفاة زوجها لشخصيه مسيطره ومتدخله بشكل غريب وكانت كلها نصائحها للاسف تتجه الى خراب البيت والضغط على لان ارضخ لمطالب ابنتها والتى للان لا افهمها ولا اعرف ما هى ...فكل مناقشه بيننا تتفرع الى آلاف الفروع ولا اجد اساس او شئ محدد مفهوم وواضح.
محور الحديث دائما انها حزينه كئيبه زهقانه مش مبسوطه ...مش مرتاحه
وحين تتأزم الامور معها احاول دوما ان احدثها باللين وبالدين ....ادعوها لنهدأ ونصلى ركعتين لله .....تتحجج باى شئ ...مع انها مداومة على الصلاه ...
فاسالها السؤال مباشرة ماذا تريدى لترتاحى ؟؟ وانى سافعله ايا كان....
فكانت الاجابه : طبعا انت ماصدقت وعايز تخلص منى ...
وتتكررت هذه المناقشات بيننا كثيرا ولا نصل الى حل مرضى لها .....
وتهدأ الامور سطحيا ....أوبمعنى ادق رضخت انا فى محاوله للحصول على بعض الهدوء فى البيت و حاولت ان اعيد حساباتى عسى كان الخطا من عندى فانا رجل مشغول وقد اغفل جانبا ما فى خضم انشغالى ...مع اننى اشهد الله انى احاول ان اجد كل الوقت للبيت ولها خاصه ولاولادنا ولكن كلما حاولت ان ادخل البهجة عليها كان رد فعها محبطا وغريبا...
كلما خرجنا ...عدنا هى غير راضيه وانا محبط والاولاد قلقين
كلما حاولت التدخل فى مذاكرة الاولاد او اسلوب تربيتهم تقيم الدنيا ولا تقعدها على تدخلى وكأن ليس من حقى ان اضع القواعد او ان يكون لى دور حقيقى
توسعت فى عملى مره اخرى ولكن فى محافظة اخرى وظللت قرابة الثلاث اشهر اقضى يومين او اكثر بعيدا عن البيت....حاولت مرارا حملها على ان تسافر معى فاقضى عملى وهم معى فى نفس المدينه ...ولكنها كانت تصر على الرفض
فاتصل بها للاطمئنان عليها وعلى الولدين اخبرها كلاما جميلا وحقيقياً عن انى افتقدها معى فيكون ردها بكل برود :كداب....تلاقيك مرتاح بعيد عنى.
اعود فلا اجد شوق للقاء ...ولا حتى حرارة الاستقبال ...ولا حتى تتحرك من مكانها لترحب بعودتى....
ثم جاء الحمل الثالث ....فكانت الكارثه ....صراخ وانهيار نفسى ومحاولات اجهاض فاشله ...وانا اتعجب ...واقول لها محاولا تشجيعها لتتقبل الامر وان هذا امر الله تصرخ وتقول :انت فرحان فيا ....انت مبسوط عشان هاشيل واجرجر ورايا واعيش حياتى خدامه؟.
الحق يقال انا فى قرارة نفسى اشفق على الطفل القادم وجاءت فتاة مثل البدر المضئ....حاملة معها كثير من الرزق والخير
ولكن هيهات لامها ان ترضى...
بعد ان كنت اعلق على كل شئ اصبحت اصمت تجنبا للمناقشات المطوله المتفرعه التى لاتنتهى الا للاشئ دائما
اعود من عملى او من سفرى محملا بالهدايا والحلوى لجميع من بالبيت ...ولا اسمع كلمة تعيننى على مشاكل عملى ومتاعبه....اجد البرود يسكن جوانب البيت...وكأن وجودى غير مرغوب فيه ....كل منهم مشغول فيما يفعل وكاننى رجل خفى...لا يرانى احد ...!!
اقترح دائما ان نخرج وان نقضى اوقاتا بالخارج ...فتختلف معى على المكان ...او على التوقيت او على اى شئ فينقلب اليوم الى معركة محبطه ينتصر فيها الغضب والحنق والاحباط فقط
مؤسف وجارح وقاسى ومزعج ومؤلم ومحزن هو احساسى....رغم انى لست رجلا بارد المشاعر ولا اب بعيد عن اولاده الا انها تصر على تعزلنى عنهم وتبعدهم عنى بكل طريقه ممكنه ..
حتى اولادى ...؟؟
كافحت لاجعلهم ودودين ولكن كل ما يجدوه ويتعلموه من امهم هو النفور ....وبمحاولاتى الجاده والمستميته لتغيير ما يمكن تغييره ....وقد اخذهذا وقتا طويلا حتى يعتادوا الامور واسمع منهم كلمات طيبه وارى ابتسامات مبتهجه ولكن سرعان ما يتحول الفرح الى ضيق حين تصرخ امهم فينا جميعا وتتهمنى اننى احاول ان اسرق البساط من تحت قدميها واننى احاول ان اجعل الاولاد فى صفى واننى بمرحى وضحكى ولعبى معهم اجعلها الوجه القبيح فى المنزل...!!
واخرب النظام الذى اسسته فى المنزل "ولا تسالنى ما هو هذا النظام لانى لا اعرفه حتى الان "
واننى .....و......و..... والخ من الافتراءات العجيبه والغير حقيقيه وكل هذا لاننى اتباسط فى لعبى واحاول ان اقضى مع الاولاد وقتا مرحا...
لا افهم ما المطلوب منى بالظبط؟؟
مشاعر وحنان ؟؟ اتمتع بهما بشكل مفرط وهى دائما ما تصدنى وتتمنع وتتعمد ان تجعل الوقت كله مشاكل وتفاهات لا مبرر لها
سخاء فى المصاريف ...والحمد لله لا اقصر فى شئ بل اننى والحمد لله لا اترك البيت الا وهو ممتلئ بخيرات الله ونقود وملابس لها وللاولاد...فى كل المناسبات...لا اقصر فى مجاملات اهلها وبزياده والحمد لله ...دائما ما ادعوهم لبيتى فى عزومات ....تثير سخطها وتقلب اليوم خلافات ..
لاننى عزمت "اهلها" واننى بذلك اجبرها على الوقوف لتطبخ طول اليوم؟؟
ولا ارضى ان اضايقها واقوم بطلب كل الطعام من الخارج ....ومع ذلك لا يرضيها ...فتختلف على المكان الذى يجب ان نشترى الاكل منه....او نختلف على نوعية الطعام المقدم ...المهم ان ننتهى بخلاف وننام على خلاف ونستيقظ على خلاف .....وهى دائما على حق....دائما لا تخطئ....احساسها بنفسها عالى ...ولا احد يفهم مثلها ..
احساسى بالحيرة والحاجه لبعض من الدفء والسكن اصبحت ملحه حتى اننى اخاف ان اجد نفسى باحثا عن زوجة اخرى اجد عندها المجأ من هموم دنياى ...وهو بالمناسبه ليس ما اره الحل بل اره الهروب من الواقع
اصبحت كالانسان الالى أعمل ...واعمل ...اسمع ولا ارد ..اتعايش...احاول التألف مع برودة بيتى لانى يأست من ظهور بارقة امل فى انصلاح الحال...هذه ليست الحياة التى تخيلتها لنفسى ابداااا
لست افكر فى الزواج من اخرى وليس عندى الاستعداد النفسى اصلا للبدء من جديد ...
ولا اجد فى زوجتى تلك الاحلام التى تخيلتها ...ولا ارى شئ مما علمته لاولادى باقيا فيهم ...الا قليلا...عذرا اولادى فقد جنيت عليكم بقبولى هذا الوضع الغريب
انا لا اعرف مذا ستكون نصيحتك لى فقد تعب عقلى من المحاولات خمسة عشر عاما ولم اجد حلا ....ولا اجروء على ان اطلقها وترك اولادى وابتعد عنهم ....
ولست سعيدا ...واشعر باننى اصبحت سلبيا ولكن يعلم الله كم حاولت وكم كافحت
ولكنها كالصخر تابى ان تتزحزح ..
لماذا لم تكن واضحة منذ البدايه؟؟
ولم اصلا يمثل البشر على بعضهم البعض ؟
اليس من الاوقع ان نظهر حقيقتنا ولكل طرف حق الختيار على بينة ووضوح؟؟
ادعو كل مقبل على الزواج ....ان ينتبه ....اياك ان تتخيل ان عيوب الطرف الاخر قد تذوب وتختفى بعد الزواج بل تصبح اسوأ واقوى مع الايام ...ايها الرجال لا تصمتوا على طلب حقوقكم كامله ...وان تتسيد الموقف لانك رجل البيت والا اصبحت مجرد خيال مأته لا فرق بين وجوده من عدمه ....اللهم بلغت اللهم فاشهد