في كثير من الأحيان نترك أحبابنا بعد لقاءهم دون وداع..
على أمل أن نلتقي بهم عن قريب..
وكأننا سنعود بعد برهة أو أقل..
ولا يدور في أذهاننا أنها ستكون المرة الأخيرة التي سنراهم فيها...
ما أقسى الموت عندما يخطفهم من أمامنا دونما استئذان ..
هو لا يستأذن أحداً أبداً ..
عندما يصدر إليه الأمر من صاحب الأمر جل شآنه..
لا يمهلنا حتى لحظات لكي نودعهم...
أو نحتفظ بملامحهم في عيوننا وبين ثنايا ذاكرتنا
ينفذ وبلمح البصر..
كن.. فيكون
يغيبهم الموت ..فيختفون
بسرعة رهيبة تقبض تلك الأرواح التي إنتهى بموجب هذا الامر أجلها من عند خالقها
ولكنه .. يخطف معه أرواحاً معلقة بتلك الأرواح المغادرة إلى السماء..
موحش هو الفقد وشديد المرارة ..
يمزق قلوبنا حزناً وأسى على فقد من نحب..
ولكننا في نهاية الأمر مؤمنون بأن الموت حق
فنستذكر قول الله سبحانه وتعالى :
(( يَا أَيَّتُهَاالنَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةًفَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ))
صدق الله العظيم
وهنا فقط نستيقن أنهم في مكان أفضل ..
مطمئنين ..
راضين..
في مكان لا تعب فيه ولا نصب...
لا هم ولا حزن ولا ألم ..
وبصحبة خير من أهلهم وأحبابهم..
هم في جوار الرفيق الأعلى
الرحمن الرحيم بعباده..
والغافر لذنوبهم....
ونتيقن أن في الموت دائماً راحة لبعض الأرواح المتعبة والأبدان العليلة
فتستكين أرواحنا وتهدأ..
رغم أنانيتها وأمانيها ببقائهم معنا حتى ولو كانوا... يعانون
هكذا نحن أنانيون لأننا نحبهم ولا نطيق فراقهم..
هكذا هم البشر لا يعرفون قيمة أحبتهم
إلا حين يفقدونهم ..وللأبد
اللهم لا إعتراض
قدر الله وما شاء فعل
ولا راد لقضاء الله سبحانه وتعالى
لهم منا في كل حين ..
وعند كل صوت يرتفع للإذان
من قلوب محبة لهم ..دعوة صادقة
أن يرحمهم الله و يرحم موتى المسلمين
وأن يغفر لهم ذنوبهم ويتجاوز عنها ويبدلها حسنات
ويغسلهم بالماء والثلج والبرد..
وأن يتغمدهم بواسع رحمته ..
ويدخلهم فسيح جنته ..
ويبدلهم أهلاً غير أهليهم..
وأزواجاً خير من أزواجهم ..
وأولاداً خيراً من أبنائهم ..
ويسكنهم داراً خيراً من دارهم
آآمــيــــن يا ارحم الراحمين