منتدى الاخوه ايد فى ايد
مرحبا بك اخى فى الله
المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل المنتدى معنا إن لم يكن لديك حساب
بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بكم فى منتدى الاخوه ايد فى ايد
/ اخوكم احمد المصرى
منتدى الاخوه ايد فى ايد
مرحبا بك اخى فى الله
المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل المنتدى معنا إن لم يكن لديك حساب
بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بكم فى منتدى الاخوه ايد فى ايد
/ اخوكم احمد المصرى
منتدى الاخوه ايد فى ايد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الاخوه ايد فى ايد

منتدى الاخوه يرحب بكم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» اكبـر مكتبة عميد الموال الشعبى " يوسـف شـتا
 إبتسامة حزينة Emptyالأحد 20 ديسمبر - 18:24 من طرف احمد المصرى

» ماذا تقول لمن يخطر على بالك الآن
 إبتسامة حزينة Emptyالجمعة 20 ديسمبر - 9:06 من طرف احمد المصرى

» شايف عينك تحت الحاجب
 إبتسامة حزينة Emptyالسبت 23 يونيو - 15:17 من طرف احمد المصرى

» قصر البوسيت ع البحر
 إبتسامة حزينة Emptyالأحد 18 يونيو - 15:07 من طرف احمد المصرى

» قرية بلوبيتش ع البحر وبالتقسيط لا تدع ال
 إبتسامة حزينة Emptyالأحد 18 يونيو - 15:06 من طرف احمد المصرى

» اراضي علم الروم بواحة التجاريين
 إبتسامة حزينة Emptyالأحد 18 يونيو - 15:05 من طرف احمد المصرى

» اراضي عجيبة لبناء فيلا ع البحر
 إبتسامة حزينة Emptyالخميس 8 يونيو - 22:00 من طرف خالداء

» كان ياماكان
 إبتسامة حزينة Emptyالخميس 16 مارس - 11:40 من طرف احمد المصرى

» لن انساكى
 إبتسامة حزينة Emptyالخميس 16 مارس - 11:04 من طرف احمد المصرى

» مجموعة برامج لمتعلمي مادة الإنجليزية
 إبتسامة حزينة Emptyالأربعاء 1 مارس - 18:34 من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
احمد المصرى
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
ابن النيل
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
رحاب
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
ابواحمد
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
خالد المصرى
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
دموع ملاك
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
زهرة المدائن
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
عيسى حياتو
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
فطومة
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
عااشقة الفردوس
 إبتسامة حزينة Vote_rcap إبتسامة حزينة Voting_bar إبتسامة حزينة Vote_lcap 
المواضيع الأكثر شعبية
اسئله بايخه واجوبه ارخم
سلسلة قصائد الزير سالم
قصيدة: الماضي رني غلقت بابو و قضيت عليه للهاشمي قروابي رحمه الله
جميع ولايات الجزائر
يلى نسيت الغرام
خصائص أسلوب القرآن الكريم
جميع ولايات المملكة المغربية
جميع ولايات الجمهورية التونسية
كيفية فتح الايميلات بدون رقم سري......
دعاء لمصر الغاليه
المواضيع الأكثر نشاطاً
لعبة التحدي بين الشباب والبناتx_o
بيت العيله . . لاتفوتكم
ماذا تقول لمن يخطر على بالك الآن
جميع ولايات المملكة المغربية
جميع ولايات الجمهورية التونسية
كتاب الطهـــارة (باب المياه)
برهن احساس بالحروف
المليون رد
مباراة كرة قدم بين الأعضاء و العضوات
جميع ولايات الجزائر

 

  إبتسامة حزينة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 38

 إبتسامة حزينة Empty
مُساهمةموضوع: إبتسامة حزينة    إبتسامة حزينة Emptyالجمعة 13 مايو - 16:48




إبتسامة حزينة



شق السكون صرخة هائلة .. مدوية .. هزت أركان المكان ، كما هزت أركان ذلك المخلوق البائس .. راح مجاهد يرسل نظرات تملؤها الحيرة ، ويلفها اليأس وقد اتسعت حدقتا عينيه .. كأنه يريد أن ينفذ ببصره من خلال هذا الباب المغلق.. زوجته أمينة بالداخل تتألم وحدها ، وتحاول جاهدة أن توقف أنينها ، وتكتم صرخاتها .. فهي تعلم أن زوجها مجاهد في الخارج .. فهو لم يبرح البيت رغم أنها نهرته مرارا .. كلما دخل عليها الحجرة تنهره بصرخاتها ..
المدينة بالخارج تكاد تكون خاوية .. فارغة من السكان ، فقد اتخذ الرجال وبعض النساء مواقع ظاهرة أو مخفية في أماكن حددتها لهم قيادة الدفاع الشعبي .. بمهمة محددة للإشتباك بالنيران والوسائل الأخرى مع العدو الغاشم المنتظر وصوله في أي لحظة .... كانت الميكرفونات تتجول في شوارع المدينة منذ الصباح الباكر .. تحذر الناس من احتمال إسقاط جنود العدو المظليين على المدينة للاستيلاء عليها واحتلالها .. كانت تحث الجماهير علي الاستعداد لأداء دورهم الوطني للذود عن بلدهم وأرضهم .. لم يتوانى الجميع ، وتسابقوا في التوافد إلي الأماكن التي حددتها القيادة الشعبية لاستلام السلاح وتلقي المهام .. أما باقي الشيوخ والمسنين والأطفال والنساء المرضى والعجزة تم وضعهم في ملاجئ خرسانية تحت الأرض معدة مسبقا لمواجهة مثل هذه الظروف ، وفي بدرومات العمارات السكنية التي تصلح بعد تدعيمها ، وستر أبوابها ونوافذها بالشكائر المملوءة بالرمل للوقاية من طلقات البنادق والرشاشات وشظايا القنابل التي تلقيها الطائرات وشظايا دانات المدفعية التي تحملها السفن الراسية قريبا من الشاطئ ..
أما أمينة التي كانت تعاني آلام الوضع ، فقد رفضت توسلات زوجها الذي كان يلح عليها لاصطحابها إلى أقرب ملجأ أو بدروم .
كان مجاهد قد حصل من قائده علي إذن لمدة ساعة يطمئن فيها على زوجته ، وليتعرف على مكانها في الملجأ ليستطيع الوصول إليها بعد أن تمر هذه الأزمة على خير .. بحث عنها في الملجأ القريب فلم يجد لها أثرا .. سأل الناس .. قام بتوسيع دائرة البحث .. زار كل الملاجئ والبدرومات في المنطقة .. سأل عنها المعارف والأصدقاء الذين كانوا في هذه الملاجئ .. لم يحصل علي أي إجابات شافية ، كما لم يعثر لها علي أي أثر يقود لمكانها .. خطر له خاطر .. توجه من فوره إلى المنزل .. مخترقا الشوارع الخاوية كأنه في مدينة الأشباح .. اقترب من الباب الخارجي .. سمع صوت أنين خافت .. جن جنونه .. كسر مزلاج الباب واقتحمه .. كانت أمينة في الحجرة الداخلية تجلس على الأرض وهي تتشبث بقائم السرير الحديدي وتتألم في صبر تحسد عليه وقد عضت بنواجذها علي طرف الوسادة لكتم الصوت ومنعة من التحرر والانطلاق ..
ــ قومي يا أمينة بسرعة عشان أوصلك للملجأ .. وجودك هنا خطر .. فيه هناك ناس كتير ممكن يساعدوكي ..
كان ردها صرخة مدوية ، وآهة طويلة جعلته يرتعد في وقفته .. أسرع يمسك بيدها ليساعدها على الوقوف .. جذبت يدها منه بعنف وهي تنهره ..
ــ انت سايب البلد وجاي تقعد جنبي ؟ .. خد سلاحك وامشي من هنا .. أنا مش حتنقل من بيتي .. آآآآآآآه
ــ بس يا أمينه الانجليز قربوا ينزلوا بالمظلات ، ودول مبيرحموش حد ..
ــ مالكش دعوة .. متعملهاش حجة .. قول انك جبان ..
راحت تصرخ وهي تردد ..
ــ أخرج يا راجل واقفل الباب .. أخرج ..
انتفض مجاهد من شدة صراخها وأسرع بالخروج وأغلق الباب خلفه .. وقف حائرا يبحلق .. لم يقف مجاهد هذا الموقف الحرج في حياته كما يقفه الآن .. عاجزا .. حائرا .. بلا حول ولا قوة .. عضلاته مشدودة وهو يجز على أسنانه كأنه يقاوم أغلالا تكبله وتجعله غير قادر على الحركة .. يتلفت برأسه في عصبية لا يدري ماذا يفعل .
عندما أخبرته أمينه لأول مرة بأمر حملها ، فاجأه الخبر فراح يقفز في هذه الصالة فرحا ، كأنه طفل أعطوه هدية ثمينة يعشقها ويتمناها .. كان ذلك منذ تسعة أشهر .. يومها فتح الباب ، وراح يزف الخبر على الجيران بصوت جهوري ..
ــ يا ابو احمد .. يا حسين أفندي .. يا حاجة تفيدة .. مراتي حامل .. مراتي حامل يا جماعة ..
توافدوا ليشاركوه فرحته .. كانوا أناسا طيبين .. انضمت السيدات إلى أمينة ليهنئونها ويداعبونها وسط ضحكاتها العالية ذات الرنين .. يومها جلس الرجال مع مجاهد علي هذه الكنبة يطلقون النكات والقفشات .. الجميع سعداء .. ليس بسبب أن امرأة من الجيران حملت .. فالحمل بين السيدات كان على أشده هذه الأيام .. ولكن لأن مجاهد وأمينة تأخرا كثيرا عن الإنجاب .. أحجمت مسألة الحمل عنها قرابة العشر سنوات .. زاروا فيها جميع الأطباء والمتخصصين في مسائل الحمل والإنجاب .. حتى المشايخ والمشعوذين والدجالين طرقوا أبوابهم وزاروهم وأنفقوا الكثير بلا طائل أو نتيجة .. لم يتركوا وسيلة إلا وجربوها ، حتى أصابهم اليأس والإحباط ، واستسلموا للأمر الواقع ، وسلموا الأمر لله .. ولكن في هذا اليوم شعرت أمينة بوعكة صحية توجهت على أثرها إلى الوحدة الصحية بالحي .. فاجأها الطبيب بالخبر السعيد .. لم تتحمله .. هرولت من أمامه وسط دهشة الجميع ، لتصل إلى المنزل وتنتظر زوجها على جمر من نار .. كانت فرحته عارمة.. سأله جاره أبو أحمد وهو يداعبه ..
ــ إلا ناوي تسميه إيه يا مجاهد ؟ ..
ــ لو ولد .. ح اسميه رضا .. وان كان بنت ح اسميها .. .. برضه رضا ..
أين اليوم من البارحة .. اغرورقت عيناه بالدموع وهو يتذكر .
انتفض مجاهد انتفاضة كبيرة على أثر صرخة هائلة اخترقت أذنه .. بعد أن اخترقت هذا الباب المغلق أمامه .. جعلته يدور حول نفسه في الصالة وهو يتخبط في قطع الأثاث .. تملكته الحيرة .. جعلته عاجزا عن التفكير أو التصرف ، لا يدري ماذا يفعل لزوجته الحبيبة .. لم تكن زوجته فقط ..بل أيضا أمه وأخته ، وكل أهله .. فقد كان مجاهد وحيدا في هذه الدنيا بعد رحيل أبيه وأمه .. كان وحيدهما .. لم يكن له أقارب آخرين .. فقد نزح والداه من أقاصي الصعيد هربا من الثأر .. انصهروا في مجتمع الوجه البحري .. لا يتذكر مجاهد بلد أجداده في الصعيد ، فقد كان صغيرا لا يتجاوز عمره العامين حين شدوا الرحال وهجروا للأبد.. كانت أمينة تدرك حالة اليتم التي يشعر بها زوجها .. فكانت تغدق عليه بعطفها وحنانها ببذخ ، كأنه طفلها المحبوب .. كانت توليه كل اهتمامها ، وتتحمل منه لحظات غضبه بصبر بالغ ، ولا يغمض لها جفن حتى تذيل عنه الهم والحزن حين يكون مهموما أو حزينا ..
كان يحبها حبا جما .. لا يتحمل أن يصيبها مكروها .. لكنه اليوم أصبح عاجزا تماما .. فكل الظروف ضده .. والتيار يسير في الاتجاه المعاكس .. اندفع مجاهد نحو الباب المغلق ، ولكن تصلبت يداه على المقبض .. برزت عروقه .. تفصد العرق من جبينه .. كان يخشى الدخول إليها .. فتصرخ في وجهه , ويزيد من ألمها ، ومعاناتها وغضبها .. قفل راجعا مكانه مشوحا بيديه في يأس ، متلفتا برأسه في حيرة .
يخترق ظهره صرخة زوجته ، فتشل حركته ، ويتجمد في مكانه كالصنم ، أو كتمثال دليسبس المنتصب في صدر قناة السويس على مدخل بورسعيد .. نشطت الهواجس والأفكار السوداء في رأسه .. فكر في أن يأتي إليها بالمولدة ، ولكن أين هي الآن ؟ .. فكر في استحضار الطبيب .. ولكن كيف والجميع في مواقعهم لاستقبال العدو المنتظر ؟ .. وفي غمرة حيرته ويأسه أطلقت زوجته عدة صرخات متلاحقة ، فقد على أثرها السيطرة على نفسه ، واقتحم الباب بإصرار ، راح يقترب منها في حذر وترقب متفحصا وضعها وقد أسندت رأسها فوق زراعها المعلق على قائم السرير ، وأراحت عينيها على كتفها وهي تتأوه .. أحست به .. رفعت رأسها .. انتفضت كأن شيئا لدغها .. واجهته بصفحة وجهها ، وقد ارتسمت عليها آيات الألم والتعاسة واللوم .. نظرت إليه نظرة واهنة تشع بالعتاب الرهيب ، وتتأوه في ألم وأخرجت من بين أسنانها كلمات غاضبه ..
ــ انت لسه هنا يا مجاهد ؟ ..
ــ .. .. .. ..
ــ أمال مين الي هيدافع عن البلد ؟ ..
دنا مجاهد منها وقد تملكه يأس طاغ ، يقلب حيرته بعينيه في أرجاء المكان يستلهم منها مخرجا لأزمته.. تباغته بصراخها ..
ــ أخرج يا جبااااان .. دافع عن البلد ..
لم يحر مجاهد جوابا .. تلقى نظرتها المفعمة بالازدراء والقسوة والألم ، جعلت الدموع حائرة في مآقيه .. ارتجفت الزوجة ، واعتصرها الألم فاحتضنت رجل السرير ، وتشبثت بها بقوة .. تصلبت أصابعها عليها وكأنها تعتصرها .. ندت عن وجهها صرخات مكتومة لم تلبث أن انطلقت من فيها مدوية .. ارتجف لها فضاء الغرفة .. اندفع الزوج وأمسكها من يدها في محاولة لتخفيف الألم عنها .. تخلصت منه بعنف .. نهرته دون أن تنظر في وجهه ..
ــ سيبني يا جبان .. مش عاوزه أشوفك .. أخرج .. أخرج ..أخرج ...
استمرت في صراخ هستيري جعلته يسرع بالخروج بظهره وهو يمسحها بنظراته الحانية والألم يعتصره ويحطم مقاومته ، ولكن صرخاتها المتلاحقة تدفعه دفعا إلي خارج الحجرة .. تلاحقه الزوجة بصراخها ..
ــ سيبني .. حرام عليك ..
طفرت دموعه وهو يتحرك بظهره يتخبط حتى وصل إلى باب الحجرة .. أمسك به وكأنه يتمنى أن يمنعه من الخروج .. راح يرمي زوجته بنظرات حزينة ملتاعة ، خرج على أثرها إلى الصالة يجوبها جيئة وذهابا ، كأنه أسد محبوس في القفص في حديقة الحيوان .. لا يجد مخرجا ..
تذكر أم أحمد جارته حين كانت تداعبه وهي تقول ..
ــ محدش حيكون مع مراتك وهي بتولد غيري أنا يا ابو رضا .. بس إوعى ما تبعتليش ..
لمعت الفكرة في رأسه .. توقف عن الحركة فجأة .. ألقى على باب الغرفة المغلق نظرة صارمة ، مفعمة بالعزم والإصرار .. تذكر أنه رأى أم أحمد في الملجأ القريب عندما كان يبحث عن زوجته .. لماذا لا يحضرها بجوار زوجته ، وهي التي لديها الخبرة العريضة في مسائل الإنجاب والولادة ، فقد سبق وأنجبت عددا لا بأس به من الأولاد ..
حمل سلاحه واندفع خارجا صوب الملجأ .. في لحظات كان قد ابتعد عن المنزل وخلفه خلف ظهره .. لحقت به أصوات انفجارات هائلة .. تسمر في مكانه .. سقط قلبه في جوفه .. استدار بوجهه ليشاهد سحابة كثيفة من الأتربة والغبار غطت منزله والمنازل المحيطة وأخفتها تماما .. توالت الانفجارات تحصد المنازل في أماكن متفرقة .. اعتصر الألم قلبه .. تحجرت الدموع في عينيه .. استدار في اتجاه موقعه وقد تصلبت نظراته ، وتجمدت تعبيرات وجهه وأصبح صفحة صماء خالية من الإحساس ، كلها عزم وتصميم ، وتحفز لبلوغ هدف ما .. تحرك مادا رأسه للأمام .. يقدح الشرر من بين مقلتيه ، بخطوات راسخة قوية ، قابضا على زناد رشاشه غير عابئ بالانفجارات من حوله وهي تتساقط كالمطر .. وصل إلى موقعه .. لم يسمع صراخ قائده وهو يسأله ..
ــ إتأخرت ليه يا مجاهد ؟ ..
لم يرد عليه ، وإنما شرع في إعداد مجموعة خزن ذخيرة أخرى إحتياطية ، راح يثبتها في حزامه ، وبين طيات ملابسه ، غير عابئ بنظرات زملائه وتحذيرهم له بأن طيران العدو بدأ يسقط الجنود بالمظلات من الجو .. رفع رأسه لأعلى .. إلى السماء ليستمد القوة من الله.. شاهد أسراب الطائرات الضخمة وهي تبخ سحابات سوداء لم تلبث أن اتضحت معالمها حين انفتحت المظلات وتعلقت في الجو تنزل الهوينا تحمل أجساد الجنود كأنها دمي بأعداد كبيرة حجبت ضوء الشمس .. اقتربت المظلات أكثر .. كان مجاهد أول من أطلق النيران الكثيفة من رشاشة يصب جام غضبه واقفا غير عابئ بمحاولات زملائه ليستتر بالخندق ويشتبك من الوضع مرتكزا .. راح يحصد الجنود المظليين من على أقصى مدى لمرمى سلاحه .. فتتهادى المظلات من عل تحمل جثثا مستكينة ، تصل إلى الأرض بلا حراك .. لم يشبع هذا غضبه فقفز إلى خارج الخندق وأصبح واقفا على سطح الأرض كالطود وقدماه متباعدتان قليلا وراسختان على الأرض في ثبات وقوة .. تخرج النيران من فوهة سلاحه كأنها الجحيم بلا توقف إلا لفترات قصيرة جدا لتغيير الخزينة بأخرى من حزامه أو من بين طيات ملابسه .. استمر مجاهد في حصد الأرواح كأنه ملك الموت ، فتساقطت عند قدميه المئات .. كان يلاحق من يسقط حيا فيعاجله بالنيران ليرديه قتيلا .. كان يوزع دفعات النيران في وحشية وجنون وسط ذهول زملائه حتى كاد أن يصيبهم بطلقات ضالة طائشة .. أحس مجاهد بشيء ضخم يرتطم بظهره في قوة ، فإذا به أحد المظليين يتخلص من مظلته .. كاد أن يفرغ مجاهد فيه دفعة نيران ولكنه تراجع عن قراره .. لمعت عينيه ببريق مخيف ، وارتسمت على شفتيه ظلال ابتسامة تشفى رهيبة .. ألقى رشاشه جانبا .. إنقض على غريمه .. لم تخطئ قبضته عنقه فأحكم عليها الخناق .. وضع في أصابعه كل قوته وراح يضغط بعنف .. شعر مجاهد بلذة كبيرة في مقاومة غريمه له وتشبثه المستميت بالحياة فزاد من قوة ضغط قبضته علي عنقه غير عابئ بالخنجر الذي انغرس في جنبه .. خارت قوى غريمه رويدًا رويدا حتى أصبح كخرقة باليه تركها مجاهد لتسقط على الأرض بلا حراك .. انحنى مجاه ليلتقط سلاحه من الأرض ولكن وجد عناء شديدا .. سقط على الأرض وسط بركة من الدماء محاولا الوصول إليه .. زحف بعناء عدة أقدام ليصل إلى سلاحه ، وأخيرا استطاع أن يلمسه بأطراف أصابعه ، ولكن سكنت حركته تماما وراحته تنام على مقبض السلاح .. ارتسمت على وجهه ابتسامة نصر هادئة حزينة .. لم يشعر بزملائه وهم يتقافزون من الخنادق فرحين مهنئين بنجاحهم في القضاء على كل الجنود المظليين الذين هبطوا من السماء .
خرجت الناس من الملاجئ والبدرومات وسط زغاريد النساء وهتافات الرجال والأطفال , وضحكات المسنين .. كان أبو أحمد يبحث عن مجاهد بلهفة .. بحث عنه في كل مكان ، سأل كل من يعرفونه من الجيران والأصدقاء .. توجه إلى الموقع وسأل زملائه وسط فرحتهم بالنصر .. إنتبه القائد والزملاء ، وسكنت الفرحة كأنهم تذكروا أمرا .. تذكروا مجاهد وكيف كان يحصد الأرواح بلا هوادة .. تعجبوا لماذا لا يرونه بينهم .. يعبر عن فرحته مثلهم ، وخاصة أنه كان دائب المرح .. راحوا يبحثون عنه في كل مكان .. توجهوا إلي تجمعات جثث العدو .. وجدوه على الأرض تحيطه الجثث الهابطة بالمظلات من كل جانب كأنهم كانوا يدورون في فلكه قبل أن يموتوا .. كانت راحته على مقبض رشاشه ، وعلى شفتيه ابتسامة حزينة .. بكى أبو أحمد وهو يقول ..
ــ لا حول ولا قوة إلا بالله .. لم يمهله القدر عشان يشوف رضا .. إبنه .. قصدي .. مجاهد الصغير اللي اتولد من شويه ..
*******





الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحاب
الاعضـــــاء
الاعضـــــاء
رحاب


عدد المساهمات : 2700
الحمل العمر : 41

 إبتسامة حزينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبتسامة حزينة    إبتسامة حزينة Emptyالأربعاء 25 مايو - 11:54

تسلم ياابن النيل علي القصه الجميله والحزينه

بارك الله فيك يسلموووووووووووو

تقبل مروري البسيط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عيسى حياتو
عضو مميز
عضو مميز
avatar


عدد المساهمات : 822
الاسد العمر : 47

 إبتسامة حزينة Empty
مُساهمةموضوع: رد: إبتسامة حزينة    إبتسامة حزينة Emptyالثلاثاء 31 مايو - 19:42


بارك الله فيك يسلموووووووووووو

تقبل مروري البسيط

(((((((((( التوقيــــــــــــــــــــــــــــــــــع ))))))))))

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إبتسامة حزينة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة حزينة
» قصه حزينة
» اغنية حزينة اوى اوى اوى اوى
» صورة حزينة ومؤلمة ..
» اجمل اغنية حزينة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الاخوه ايد فى ايد :: المنتدى العام :: القصص والروايات وقصص الاطفال-
انتقل الى: