| مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابن النيل المراقب العام
عدد المساهمات : 3519 العمر : 38
| موضوع: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الثلاثاء 10 مايو - 14:52 | |
|
. إخواني / أخواتي في الله اعضاء و زوّار منتدانا الغالي الاخوة ايد فى ايد
إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم كان هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ، و للأسف فإن كل مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ) قد عاسوا في عقول شبابنا فسادا و حاولوا بكل جهدهم و امكاناتهم ان يزيفوا تاريخنا العريق .. كي يزرعوا في قلوب شبابنا الاحباط و الانهزامية لذلك وجب علينا ان نوضح لشبابنا العربي المسلم .. تاريخنا الساطع كي يفخر بسلفه و اجداده فيكونوا خير قدوه له فنربي جيل على طموح و حب النصر ,, فيكون فيهم الخير في تغيير حالنا البائس
و لكل هذا افتح معكم أخواني / أخواتي ,, صفحات من تاريخنا الساطع و نوادر من قصص و بطولات لم تسبقنا اليها اي أمّة من قبل أرجوا أخوتي ان تتابعوا معي هذه الصفحات فإن فيها ان شاء الله الخير الكثير
1- (أمريكا تدفع ضريبة سنوية للدولة الإسلامية)!!!
هل تصدقون أن أمريكا تدفع لأول مرة في حياتها وتاريخها كله الضريبة السنوية للدولة الإسلامية، وهل تصدقون أن أمريكا توقع لأول مرة في تاريخها وثيقة بلغة غير لغتها، اقرأوا ما يلي:
بدأت أعلام سفن الولايات الأمريكية التي نالت استقلالها من إنجلترا في 1776م ترفرف في البحار اعتباراً من 1783م ولو أنها كانت متواضعة بالنسبة لأوربا، وفي 25/7/1785م استولى المجاهدون المسلمون التابعون لولاية الجزائر التي تخضع للحكم الإسلامي العثماني على سفينة تخص الولايات الأمريكية في مياه قادش وهي سفينة القائد (Isaak Stevenes) المسماة ماريا (Maria) التابعة لميناء بوسطن، ثم لقي القائد (O`Brien` I Dauphin`i) التابع لفلادلفيا بعد مدة قصيرة نفس العاقبة، فقد جلب إلى ولاية الجزائر.
وفي شهري أكتوبر ونوفمبر من العام 1793م استولى المجاهدون المسلمون على 11 سفينة تخص الولايات الأمريكية، فأعطى المؤتمر الأمريكي للرئيس الأمريكي جورج واشنطن صلاحية صرف مبلغ 688.888 دولارا ذهبا لإنشاء سفن متينة يمكنها صد هجمات المسلمين الأتراك وكان ذلك في 27/3/1794م، وتعهد البنسلفاني (Joshua Humphrey) بإنشاء هذه السفن، وبفضل المجاهدين الأتراك (كما يذكر المؤرخون) وضع حجر الأساس لتأسيس قوة بحرية وصناعة سفن للولايات المتحدة.
كان إنشاء أسطول أمريكي يمكنه مطاولة ولاية الجزائر يحتاج إلى وقت طويل، لذا اتصلت واشنطن بولاية الجزائر وطلبت الهدنة وبموجب معاهدة 21 صفر الخير 1210هـ الموافق 5/9/1795م المكونة من 22 مادة باللغة التركية وقعت أمريكا على ما يلي:
تدفع الولايات الأمريكية إلى ولاية الجزائر التابعة لدولة الخلافة العثمانية فورا مبلغ 642 ألف دولارا ذهبيا وتدفع لها سنويا مبلغ 12 ألف ليرة عثمانية ذهبية، وفي مقابل ذلك يطلق سراح الأسرى الأمريكيين الموجودين في الجزائر ولا تتعرض ولاية الجزائر لأية سفينة أمريكية لا في الأطلسي ولا في البحر الأبيض.
وقع وصدق على المعاهدة جورج واشنطن بنفسه، وبكلر بك حسن باشا من طرق الدولة العثمانية. وهذه هي المعاهدة الوحيدة التي وقعتها أمريكا طوال تاريخ حياتها بغير لغتها، وفي نفس الوقت هي المعاهدة الوحيدة التي وافقت فيها أمريكا وتعهدت خلال تاريخها كله بدفع ضريبة (تسمى سنوية) لدولة أجنبية.
الملحمة الكبرى .. فتح القسطنطينية الحلقة الاولى
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا . من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له . وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . ] يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون[ .
]يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا[ .
]يا أيها اللذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما[.
أما بعد :
فإن خير الكلام : كلام الله، وخير الهَدْي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .
ثم أما بعد :
مارايت خيرا من تلك البداية وهو حديث النبي صلي الله عليه وسلم
عن أبي قبيل قال كنا عند عبدالله بن عمرو بن العاص وسئل أي
المدينتين تفتح أولا القسطنطينية أو رومية فدعا عبدالله
بصندوق له حلق قال فأخرج منه كتابا قال فقال عبدالله بينما
نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نكتب إذ سئل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أي المدينتين تفتح أولا أقسطنطينية أو
رومية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة هرقل تفتح
أولا . يعني قسطنطينية . رواه أحمد 176/2 والدارمي 126/1 وابن أبي شيبة في المصنف 2/153/47 وأبو عمر الداني في السنن الواردة في الفتن 2/116 والحاكم 422/4 و508 و555 وعبدالغني المقدسي في كتاب العلم 1/30/2 وقال حديث حسن الإسناد . وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا . ( رومية روما ) . وقد تحقق الفتح الأول على يد الفاتح العثماني
بعد ثمانماية سنة من إخبار النبي صلى الله عليه وسلم بالفتح
وسيتحقق الفتح الثاني بإذن الله تعالى ولا بد . ( من فوائد
الحديث أن فيه دليل على أن الحديث كتب في عهده صلى الله عليه وسلم خلافا لما يظنه بعض الخراصين.
بعد ايام ستكون ذكرى الفتح العظيم لمدينة القسطنطنية 29 مايو 1453 و قد كان فتح القسطنطينية ,, نصرا عظيما لما تتمتع به المدينة من حصون طبيعية و صناعية من المستحيل على احد ان يخترقها فهي مدينة محاطة بالبحر من ثلاث جهات و الجهة الرابعة تطل على اليابسة و هي محصنة تحصينا شديدا بقلاع و حصون عالية جدا و كانت هذه الحصون في ذلك الوقت .. تعجز اشد الجيوش و اقواها عدد و عد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و لكن قدرة الله و نصره لجنوده ,, كانت لها كلمة الفصل فتابعوا معي قراءة هذه الصفحة المشرقة من تاريخ ابطالنا
بسم الله نبدأ
محاولات المسلمين السابقة لفتح المدينة
وقد بدأت المحاولات عديدة لفتح القسطنطينية وذلك فى عصر في عهد معاوية بن أبي سفيان لغزو القسطنطينية أن بعث بحملتين الأولى حملة عثمان بن عفان الأولى سنة 49 هـ = 666 حملة عثمان بن عفان الثانية كانت طلائعها في سنة (54-60=673-679م) ، وظلت سبع سنوات وهي تقوم بعمليات حربية ضد أساطيل الروم في مياه القسطنطينية، لكنها لم تتمكن من فتح المدينة الصامدة . وفى (99 هـ = 719م) أعد الخليفة الأموى "سليمان بن عبد الملك" حملة جديدة سنة اعد لأقتحامها جيشاً قوياً جهزة بخيرة جنده وخبرة فرسانه، وزودهم بأمضى الأسلحة وأشدها فتكا ولكنهم لم يستطيعوا فتح المدينة الواثقة من خلف أسوارها العالية . الحملة التي تمت في أيام هارون الرشيد سنة 190هـ محاصرة المدينة لأحتلالها في أيام السلطان بايزيد " الصاعقة " سنة 796هـ - 1393م - وأخذ السلطان يفاوض الإمبراطور البيزنطي لتسليم المدينة سلماً إلى المسلمين ، ولكنه أخذ يراوغ
ويماطل ويحاول طلب المساعدات الأوربية لصد الهجوم الاسلامي عن القسطنطينية وفي الوقت نفسه وصلت جيوش
المغول يقودها تيمورلنك إلى داخل الأراضي العثمانية ، فاضطر السلطان بايزيد لسحب قواته وفك الحصار عن القسطنطينية
لمواجهة المغول بنفسه ومعه بقية القوات العثمانية، حيث دارت بين الطرفين معركة أنقرة الشهيرة ، والتي أسر فيها بايزيد "الصاعقة" ثم مات بعد ذلك في الأسر سنة 1402م رحمه الله.
وبدأت الملحمة الكبري بتولي السلطان محمد الفاتح مقاليد الامور في الدولة العثمانية
صورة مضافه هو السلطان محمد الثاني 431هـ- 1481م ، يعتبر السلطان العثماني السابع في سلسلة آل عثمان يلقب بالفاتح وأبي الخيرات.
تولى حكم الدولة العثمانية بعد وفاة والده في 16 محرم عام 855هـ الموافق
18 فبراير عام 1451م وكان عمره آنذاك 22 سنة ولقد امتاز السلطان محمد
الفاتح بشخصية فذة جمعت بين القوة والعدل كما أنه فاق أقرانه منذ حداثته في
كثير من العلوم التي كان يتلقاها في مدرسة الأمراء وخاصة معرفته لكثير من
لغات عصره وميله الشديد لدراسة كتب التاريخ، مما ساعده فيما بعد على إبراز
شخصيته في الإدارة وميادين القتال حتى أنه اشتهر أخيراً في التاريخ بلقب
محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينية. وقد انتهج المنهج الذي سار عليه والده
وأجداده في الفتوحات ولقد برز بعد توليه السلطة في الدولة العثمانية بقيامه
بإعادة تنظيم إدارات الدولة المختلفة، واهتم كثيراً بالأمور المالية فعمل على
تحديد موارد الدولة وطرق الصرف منها بشكل يمنع الإسراف والبذخ أو الترف.
وكذلك ركز على تطوير كتائب الجيش وأعاد تنظيمها ووضع سجلات خاصة
بالجند، وزاد من مرتباتهم وأمدهم بأحدث الأسلحة المتوفرة في ذلك العصر.
وعمل على تطوير إدارة الأقاليم وأقر بعض الولاة السابقين في أقاليمهم وعزل
من ظهر منه تقصيراً أو إهمال وطور البلاط السلطاني وأمدهم بالخبرات
الإدارية والعسكرية الجيدة مما ساهم في استقرار الدولة والتقدم إلى الإمام وبعد
أن قطع أشواطاً مثمرة في الإصلاح الداخلي تطلع إلى المناطق المسيحية في
أوروبا لفتحها ونشر الإسلام فيها، ولقد ساعدته عوامل عدة في تحقيق أهدافه،
منها الضعف الذي وصلت إليه الإمبراطورية البيزنطية بسبب المنازعات مع
الدول الأوروبية الأخرى، وكذلك بسبب الخلافات الداخلية التي عمت جميع
مناطقها ومدنها ولم يكتف السلطان محمد بذلك بل انه عمل بجد من أجل أن
يتوج انتصاراته بفتح القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزنطية، والمعقل
الاستراتيجي الهام للتحركات الصليبية ضد العالم الإسلامي لفترة طويلة من
الزمن، والتي طالما اعتزت بها الامبراطورية البيزنطية بصورة خاصة والمسيحية بصورة عامة، وجعلها عاصمة للدولة العثمانية وتحقيق ما عجز عن تحقيقه أسلافه من قادة الجيوش الإسلامية .
| |
|
| |
ابن النيل المراقب العام
عدد المساهمات : 3519 العمر : 38
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الثلاثاء 10 مايو - 15:10 | |
|
الملحمة الكبرى .. فتح القسطنطينية الحلقة الثانية
بسم الله نبدأ
تحركات السلطان محمد الفاتح ,,, لفتح القسطنطينية
أنشأ السلطان بايزيد الأول قلعة الأناضول على ضفة البوسفور
الآسيوية على أضيق نقطة من مضيق البوسفور المؤدى إلى
البحر الأسود أمام القسطنطينية أثناء حصاره لها وقام محمد
الفاتح ببناء قلعة على الجانب الأوروبي من البوسفور في
مواجهة الأسوار القسطنطينية حتى تكون قاعدة ينطلق منها
لمهاجمة القسطنطينية فاحضر لها مواد البناء وآلاف العمال،
واشرف بنفسه مع رجال دولته في أعمال البناء حتى يسرع
بإنتهاء البناء وبدأ البناء في الارتفاع و حتى تم بناء القلعة بعد
ثلاثة شهورعلى هيئة مثلث سميك الجدرا ن في كل زاوية منها
برج ضخم مغطى بالرصاص، وأمر السلطان بأن ينصب على
الشاطئ مجانيق ومدافع ضخمة وأن تصوب أفواهها إلى
الشاطئ ، لكي تمنع السفن الرومية والأوروبية من المرور في
بوغاز البوسفور وقد عرفت هذه القلعة باسم "رومللي حصار"
أي قلعة الروم وبإنشاء هذه القلعة القوية تم لمحمد الثانى
السيطرة على مضيق البوسفور تماماً من الشاطئ الأسيوى حيث
توجد قلعة الأناضول ومن الشاطئ الأوربى حيث القلعة التى قام
بأنشائها بأسم قلعة رومللى أى قلعة حصار .
وقد وصل ارتفاع القلعة إلى 82 متراً وأصبحت القلعتان
متقابلتين ولا يفصل بينهما سوى 660م تتحكمان في عبور
السفن من شرقي البسفور إلى غربيه وتستطيع نيران مدافعهما
منع أي سفينة من الوصول إلى القسطنطينية من المناطق التي
تقع شرقها مثل مملكة طرابزون وغيرها من الأماكن التي تستطيع دعم المدينة عند الحاجة
وبدأ البيزنطيون يحاولون هدم القلعة والإغارة على عمال
البناء، وتطورت الأحداث في مناوشات، فأعلن السلطان
العثماني الحرب رسميا على الدولة البيزنطية وما كان من
الإمبراطور الرومي إلا أن أغلق أبواب مدينته الحصينة واعتقل
جميع العثمانيين الموجودين داخل المدينة وبعث إلى السلطان
محمد رسالة يخبره أنه سيدافع عن المدينة لآخر قطرة من دمه.
وأخذ الفريقان يتأهب كل منهما للقاء المرتقب في أثناء ذلك بدأ
الإمبراطور قسطنطين في تحصين المدينة وإصلاح أسوارها
المتهدمة وإعداد وسائل الدفاع الممكنة وتجميع المؤن والغلال
وتسربت بعض السفن تحمل المؤن والغذاء ونجح القائد
الجنوبي "جون جستنياني" مع 700 مقاتل محملين بالمؤن
والذخائر في الوصول إلى المدينة المحاصرة لوصول هذه القوة
أثر كبير في رفع معنويات البيزنطيين وقد عين قائدها جستيان
قائداً للقوات المدافعة عن المدينة فاستقبله الإمبراطور
قسطنطين استقبالا حافلاً وعينه قائدًا عامًا لقواته فنظم الجيش
وأحسن توزيعهم ودرب الرهبان الذي يجهلون فن الحرب تمامًا،
وقرر الإمبراطور وضع سلسلة لإغلاق القرن الذهبي أمام السفن
القادمة، تبدأ من طرف المدينة الشمالي وتنتهي عند حي غلطة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
السطان محمد الفاتح في طريقه لحصار قسطنطينية ويظهر بجواره المدفع "صورة تخيلية"
ولما جاءت الأخبار بإستعداد السلطان محمد الثانى للحرب قام
الأمبراطور البيزنطى بطلب المساعدات من مختلف الدول والمدن الأوروبية وعلى رأسها البابا زعيم المذهب الكاثوليكي في الوقت
الذي كانت فيه كنائس الدولة البيزنطية وعلى رأسها القسطنطينية تابعة للكنيسة الأرثوذكسية وكان بينهما عداء
شديد وقد أضطر الإمبراطور لمجاملة البابا بأن يتقرب إليه ويظهر له استعداده للعمل على توحيد الكنيسة الأرثوذكسية
الشرقية لتصبح خاضعة له، في الوقت الذي لم يكن الأرثوذكس يرغبون في ذلك وقد قام البابا بناءً على ذلك بإرسال مندوب منه إلى القسطنطينية خطب في كنيسة آيا صوفيا ودعا للبابا وأعلن
توحيد الكنيستين مما أغضب جمهور الأرثوذكس في المدينة، وجعلهم يقومون بحركة مضادة لهذا العمل الإمبراطوري
الكاثوليكي المشترك، حتى قال بعض زعماء الأرثوذكس : "
بناء المدفع العظيم
اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الاسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية ومن أهمها المدافع التي أخذت اهتماماً خاصاً منه
اعتنى السلطان عناية خاصة بجمع الاسلحة اللازمة لفتح القسطنطينية ومن أهمها المدافع التي أخذت اهتماماً خاصاً منه
حيث أحضر مهندساً مجرياً يدعى أوربان كان بارعاً في صناعة المدافع فأحسن استقباله ووفر له جميع الإمكانيات المالية
والمادية والبشرية، وقد تمكن هذا المهندس من تصميم وتنفيذ العديد من المدافع الضخمة كان على رأسها المدفع السلطاني المشهور والذي ذكر أن وزنه كان يصل الى مئات الأطنان وأنه
يحتاج الى مئات الثيران القوية لتحريكه،
المدفع العظيم
وقد أشرف السلطان بنفسه على صناعة هذه المدافع وتجريبها
ويضاف الى هذا الاستعداد مابذله الفاتح من عناية خاصة
بالأسطول العثماني حيث عمل على تقويته وتزويده بالسفن
المختلفة ليكون مؤهلاً للقيام بدوره في الهجوم على القسطنطينية ، تلك المدينة البحرية التي لايكمل حصارها دون
وجود قوة بحرية تقوم بهذه المهمة وقد ذكر أن السفن التي أعدت بلغت أكثر أربعمأئة سفينة.
بداية الهجوم العثماني
فى يوم الجمعة الموافق (12 من رمضان 805هـ= 5 من إبريل 1453م) تجمعت قوات جيش السلطان محمد الثانى أمام الأسوار
الغربية للقسطنطينية المتصلة بقارة أوروبا وأمر بوضع مركز قيادته أمام باب القديس "رومانويس" ونصبت المدافع القوية
البعيدة المدى أمام الأسوار ثم اتجه السلطان إلى القبلة وصلى ركعتين وصلى الجيش كله من وراءه وبدأ الحصار ووضع
الفرق الأناضولية وهي أكثر الفرق عددًا عن يمينه إلى ناحية بحر مرمرة، ووضع الفرق الأوروبية عن يساره حتى القرن
الذهبي وهى الفرق القادمة من الولايات الأوربية التى تم عزوها
أو التى لم يتم غزوها وبينهما معاهدة بدفع الجزية وتقديم عدد محدد من الجنود فى حالة دخوله فى الحرب ووضع الحرس
السلطاني الذي يضم نخبة الجنود الانكشارية وعددهم نحو 15 ألفًا في الوسط وهم أصلاً من أولاد الأسرى الأوربيين المسيحيين أسروا أطفالاً وتربوا تربية أسلامية ليقاتلوا ويغزوا في سبيل الله وعمل على نصب المدافع أمام الأسوار، ومن أهمها المدفع السلطاني العملاق الذي أقيم أمام باب طب قابي
وفى نفس الوقت أعطيت الأوامر للأسطول العثماني الذي يضم 350 سفينة في مدينة "جاليبولي" قاعدة العثمانيين البحرية
بالتحرك تجاه مدينة القسطنطينية للهجوم عليها براً وبحراً وقد ذكر بعض المؤرخين أن السفن التي أعدت لهذا الأمر بلغت أكثر
من أربعمائة سفينة كما وضع فرقاً للمراقبة في مختلف المواقع
المرتفعة والقريبة من المدينة، وفي نفس الوقت انتشرت السفن
العثمانية في المياه المحيطة بالمدينة إلا أنها لم تستطع الوصول الى القرن الذهبي بسبب وجود السلسلة الضخمة التي منعت أي سفينة من سلسلة لبقرن الذهبى
دخوله بل وتدمر كل سفينة تحاول الدنو والاقتراب وعندما فشلوا في تخطى السلسة
الضخمة والهجوم على الأسوار ارتفعت الروح المعنوية للمدافعين عن مدينة
القسطنطينية واستطاع الاسطول العثماني أن يستولي على جزر الامراء في بحر مرمرة
فعبر بحر مرمرة إلى البوسفور وألقى مراسيه هناك وهكذا طوقت القسطنطينية من البر والبحر بقوات كثيفة تبلغ 265 ألف مقاتل وقد عمل السلطان محمد الثانى على تقوية
الجيش العثماني بالقوى البشرية حتى وصل تعداده إلى قرابة ربع مليون مسلم يجاهد في سبيل الله لم يسبق أن طُوقت بمثلها عدة وعتادًا، وبدأ الحصار الفعلي في الجمعة
الموافق (13 من رمضان 805هـ = 6 من إبريل 1453م)، وطلب السلطان من
الإمبراطور "قسطنطين" أن يسلم المدينة إليه وتعهد باحترام سكانها وتأمينهم على أرواحهم ومعتقداتهم وممتلكاتهم، ولكن الإمبراطور رفض.
وحاول البيزنطيون أن يبذلوا قصارى جهدهم للدفاع عن القسطنطينية ووزعوا الجنود
على الأسوار واحكموا التحصينات وأحكم الجيش العثماني قبضته على المدينة ولم يخلوا الامر من وقوع قتال بين العثمانيين المهاجمين والبيزنطيين المدافعين منذ الايام الأولى
للحصار وفتحت أبواب الشهادة وفاز عدد كبير من العثمانيين بها خصوصاً من الأفراد الموكلين بالاقتراب من الابواب. وكانت المدفعية العثمانية تطلق مدافعها من مواقع مختلفة نحو المدينة وكان لقذائفها
ولصوتها الرهيب دور كبير في إيقاع الرعب في قلوب البيزنطيين وقد تمكنت من تحطيم
بعض الأسوار حول المدينة، ولكن المدافعين كانوا سرعان مايعيدون بناء الأسوار وترميمها . ولم تنقطع المساعدات المسيحية من أوروبا ووصلت إمدادات من جنوة مكونة من خمس
سفن وكان يقودها القائد الجنوي جوستنيان يرافقه سبعمائة مقاتل متطوع من دول
أوروبية متعددة واستطاعت سفنهم أن تصل الى العاصمة البيزنطية العتيقة بعد مواجهة بحرية مع السفن العثمانية المحاصرة للمدينة وكان لوصول هذه القوة أثر كبير في رفع
معنويات البيزنطيين وقد عين قائدها جستيان قائداً للقوات المدافعة عن ألمدينة
فى بداية حصار القسطنطينية لجأ العثمانيون الى محاولة دخول المدينة بحفر أنفاق تحت
الأرض من مناطق مختلفة الى داخل المدينة وسمع سكانها ضربات شديدة تحت الأرض أخذت تقترب من داخل المدينة بالتدريح ، فأسرع الامبراطور بنفسه ومعه قواده
ومستشاروه الى ناحية الصوت وأدركوا أن العثمانيين يقومون بحفر أنفاق تحت الأرض
للوصول الى داخل المدينة، فقرر المدافعون الإعداد لمواجهتها بحفر أنفاق مماثلة مقابل
أنفاق المهاجمين لمواجهتهم دون أن يعلموا حتى إذا وصل العثمانيون الى الأنفاق التي أعدت لهم ظنوا أنهم وصلوا إلى سراديب خاصة وسرية تؤدي الى داخل المدينة ففرحوا
بهذا، ولكن الفرحة لم تطل إذ فاجأهم الروم فصبوا عليهم ألسنة النيران والنفط المحترق
والمواد الملتهبة فأختنق كثير منهم واحترق قسم آخر وعاد الناجون منهم أدراجهم من حيث أتوا وكان فرع من فروع الجيش العثمانى هو المتولى أمر حفر الأنفاق ولم يكن
عمل العثمايين هذا سهلاً فان هذه الإنفاق التي حفروها قد أودت بحياة كثير منهم، فماتوا
اختناقاً واحتراقاً في باطن الأرض، كما وقع الكثير منهم في بعض هذه المحاولات في أسر الروم، فقطعت رؤوسهم وقذف بها إلى معسكر العثمانيين
وكانت القسطنطينية تتلقى بعض الإمدادات الخارجية من بلاد المورة وصقلية حيث
السفن التجارية تتواصل بين المينائين وكان الأسطول العثماني مرابطا في مياه
البوسفور الجنوبية منذ (22 من رمضان 805هـ = 15 من إبريل 1453م) وأصبحت
المدينة فى عزله تامة بواسطة حصار العثمانيين ، ووقفت قطع الأسطول العثمانى على
هيئة هلال لتحول دون وصول أي مدد ولم يكد يمضي 5 أيام على الحصار البحري حتى ظهرت 5 سفن غربية أربع منها بعث بها البابا في روما لمساعدة المدينة المحاصرة
وحاول الأسطول العثماني أن يهاجمها ويدمرها قبل أن تصل إلى ميناء القسطنطينية
واشتبك معها في معركة هائلة، لكن السفن الخمس تصدت ببراعة للسفن العثمانية
وأمطرتها بوابل من السهام والقذائف النارية فضلا عن براعة رجالها وخبرتهم التي
تفوق العثمانيين في قتال البحر الأمر الذي مكنها من أن تشق طريقها وسط السفن
العثمانية التي حاولت إغراقها لكن دون جدوى ونجحت في اجتياز السلسلة إلى الداخل.
كان لنجاح السفن في المرور أثره في نفوس أهالي المدينة المحاصرة فانتعشت آمالهم وغمرتهم موجة من الفرح بما أحرزوه من نصر، وقويت عزائمهم على الثبات والصمود
عزل قائد الأسطول العثماني
بعد هذه المعركة بيومين وقعت معركة اخرى بين البحرية
العثمانية وبعض السفن الأوروبية التي حاولت الوصول الى
الخليج حيث بذلت السفن الإسلامية جهوداً كبيرة لمنعها وأشرف
الفاتح بنفسه على المعركة من على الساحل وكان قد أرسل إلى
قائد الأسطول وقال له: إما أن تستولي على هذه السفن وإما أن
تغرقها وإذا لم توفق في ذلك فلا ترجع إلينا حياً لكن السفن
الأوروبية نجحت في الوصول إلى هدفها ولم تتمكن السفن
العثمانية من منعها، رغم الجهود العظيمة المبذولة لذلك
وبالتالي غضب السلطان محمد الفاتح غضباً شديداً فعزل قائد الاسطول بعد ما رجع إلى مقر قيادته واستدعاه وعنف محمد
الفاتح قائد الاسطول بالطه أوغلي وعنفه واتهمه بالجبن وتأثر
بالطة أوغلي لهذا وقال : إني استقبل الموت بجنان ثابت ولكن يؤلمني أن أموت وأنا متهم بمثل هذه التهمة. لقد قاتلت انا
ورجالي بكل ماكان في وسعنا من حيلة وقوة، ورفع طرف
عمامته عن عينه المصابةأدرك محمد الفاتح عند ذلك أن الرجل
قد جرح ولم يكن بإستطاعته فعل أكثر من ذلك فتركه ينصرف واكتفى بعزله من منصبه، وجعل مكانه حمزة باشا .
وفي يوم 18 أبريل تمكنت المدافع العثمانية من فتح ثغرة في الأسوار البيزنطية عند وادي ليكوس في الجزء الغربي من
الأسوار فاندفع إليها الجنود العثمانيون بكل بسالة محاولين
اقتحام المدينة من الثغرة كما حاولوا اقتحام الأسوار الأخرى
بالسلالم التي ألقوها عليها ولكن المدافعين عن المدينة بقيادة جستنيان استماتوا في الدفاع عن الثغرة والأسوار، واشتد القتال
بين الطرفين وكانت الثغرة ضيفة وكثرة السهام والنبال والمقذوفات على الجنود المسلمين ومع ضيق المكان وشدة
مقاومة الأعداء وحلول الظلام أصدر الفاتح أوامره للمهاجمين بالانسحاب بعد أن أثاروا الرعب في قلوب أعدائهم متحينين
فرصة اخرى للهجوم أما من ناحية المعارك البحرية ففي نفس
اليوم حاولت بعض السفن العثمانية اقتحام القرن الذهبي بتحطيم
السلسلة الحاجزة عنه ولكن السفن البيزنطية والأوروبية
المشتركة إضافة الى الفرق الدفاعية المتمركزة خلف السلسلة
الضخمة من المدافعين عن مدخل الخليج استطاعوا جميعاً صد
السفن الاسلامية وتدمير بعضها، فاضطرت بقية السفن الى العودة بعد خساره فادحة
القلاع العثمانية الخشبية و حيلة عظيمة
لجأ العثمانيون إلى صناعة قلعة خشبية ضخمة شامخة متحركة
تتكون من ثلاثة أدوار ، وبارتفاع أعلى من الأسوار وقد كسيت
بالدروع والجلود المبللة بالماء لتمنع عنها النيران وكان تلك القلعة مدججة بالرجال والعتاد في كل دور من أدوارها وكان
الذين في الدور العلوي من أمهر الرماة يقذفون بالنبال كل من يطل برأسه من فوق الأسوار واقتربوا بها من الأسوار عند باب
رومانوس فاتجه الإمبراطور بنفسه ومعه قواده ليتابع صد تلك القلعة ودفعها عن الأسوار وتمكن العثمانيون من لصقها
بالأسوار ودار بين من فيها وبين البيزنطيين عند الأسوار قتل
شديد واستطاع بعض المسلمين ممن في القلعة تسلق الأسوار
ونجحوا في ذلك ، إلا أن المدافعين كثفوا من قذف القلعة بالنيران حتى أثرت فيها وتمكنت منها النيران فاحترقت ووقعت
على الأبراج البيزنطية المجاورة لها فقتلت من فيها من المدافعين، وامتلاء الخندق المجاور لها بالحجارة والتراب ولم
ييأس العثمانيون من المحاولة بل قال الفاتح وكان يشرف بنفسه على ماوقع: غداً نصنع أربعاً أخرى
الملحمة الكبرى .. فتح القسطنطينية الحلقة الثالثة
إجتماع الأمبراطور مع مستشاريه وقواده
زاد الحصار وقوي واشتد حتى أرهق من بداخل المدينة من البيزنطيين فعقد زعماء المدينة اجتماعاً 24 مايو داخل قصر الإمبراطور وبحضوره شخصياً وقد لاح في الأفق بوادر يأس المجتمعين من إنقاذ المدينة حيث اقترح بعضهم على الإمبراطور الخروج بنفسه قبل سقوط المدينة لكي يحاول جمع المساعدات والنجدات لإنقاذها أو استعادتها بعد السقوط، ولكن الإمبراطور رفض ذلك مرة أخرى وأصر على البقاء داخل المدينة والاستمرار في قيادة شعبه وخرج لتفقد الأسوار والتحصينات.
محاولة محمد الفاتح لأقناع الأمبراطور بتسليم المدينة
وكانت المدفعية العثمانية لا تهدأ فى رمى القذائف لدك الأسوار والتحصينات وتهدمت أجزاء كثيرة من السور والأبراج وامتلئت الخنادق بالأنقاض التي يئس المدافعون من إزالتها وأصبحت إمكانية اقتحام المدينة واردة في أي لحظة إلا أن اختيار موقع الاقتحام لم يحدد بعد وحاول محمد الثانى أن يكون دخولها بسلام فكتب إلى الإمبراطور رسالة دعاه فيه الى تسليم المدينة دون إراقة دماء وعرض عليه تأمين خروجه وعائلته وأعوانه وكل من يرغب من سكان المدينة الى حيث يشاؤون بأمان وأن تحقن دماء الناس في المدينة ولا يتعرضوا لأي أذى ويكونوا بالخيار في البقاء في المدينة أو الرحيل عنها ولما وصلت الرسالة إلى الإمبراطور جمع المستشارين وعرض عليهم الأمر فمال بعضهم الى التسليم وأصر آخرون على استمرار الدفاع عن المدينة حتى الموت فمال الامبراطور الى رأي القائلين بالقتال حتى آخر لحظة فرد الامبراطور رسول الفاتح برسالة قال فيها: إنه يشكر الله إذ جنح السلطان إلى السلم وأنه يرضى أن يدفع له الجزية أما القسطنطينية فإنه أقسم أن يدافع عنها إلى آخر نفس في حياته فإما أن يحفظ عرشه او يدفن تحت أسوارها فلما وصلت الرسالة إلى الفاتح قال: حسناً عن قريب سيكون لي في القسطنطينية عرش او يكون لي فيها قبر.
إنفجار المدفع السلطانى
وبعد رفض الإمبراطور تسليم المدينة الهجوم وخصوصاً القصف
المدفعي على المدينة حتى أن المدفع السلطاني الضخم انفجر من كثرة الاستخدام، وقتل المشتغلين له وعلى رأسهم المهندس
المجري أوربان الذي تولى الإشراف على تصميم المدفع، ومع ذلك فقد وجه السلطان بإجراء عمليات التبريد للمدافع بزيت
الزيتون وقد نجح الفنيون في ذلك ، وواصلت المدافع قصفها
للمدينة مرة أخرى، بل تمكنت من توجيه القذائف بحيث تسقط وسط المدينة بالإضافة الى ضربها للأسوار والقلاع .
إجتماع السلطان محمد الثاني مع مستشاريه وقواده :
عقد السلطان محمد الفاتح اجتماعاً ضم مستشاريه وكبار قواده بالإضافة إلى الشيوخ والعلماء وقد طلب الفاتح من المجتمعين
الإدلاء بآرائهم فكانت الاراء منقسمة أشار بعضهم بالانسحاب ومنهم الوزير خليل باشا الذي دعا الى الانسحاب وعدم إراقة
الدماء والتحذير من غضب أوروبا النصرانية فيما لو استولى المسلمون على المدينة، إلى غير ذلك من المبررات التي طرحها،
وكان متهماً بمواطئة البيزنطيين ومحاولة التخذيل عنهم وكان
رأى البعض مواصلة الهجوم على المدينة حتى الفتح واستهان بأوروبا وقواتها كما أشار الى تحمس الجند لإتمام الفتح وما في
التراجع من تحطيم لمعنوياتهم الجهادية وكان من هؤلاء أحد القواد الشجعان ويدعى زوغنوش باشا وهو من أصل ألباني كان
نصرانياً فأسلم حيث هون من شأن القوات الأوروبية على السلطان
رأى زوغنوش التركى
وذكرت كتب التاريخ العثمانى وبعض المؤرخين المسلمين موقف
زوغنوش باشا فقالت: ما أن سأله السلطان الفاتح عن رأيه
حتى استوفز في قعدته وصاح في لغة تركية تشوبها لكنة ارناؤوطية: حاشا وكلا أيها السلطان أنا لا أقبل أبداً ماقاله خليل
باشا فما أتينا هنا إلا لنموت لا لنرجع. وأحدث هذا الاستهلال وقعاً عميقاً في نفوس الحاضرين، وخيم السكون على المجلس
لحظة ثم واصل زوغنوش باشا كلامه فقال: إن خليل باشا أراد
بما قاله أن يخمد فيكم نار الحمية ويقتل الشجاعة ولكنه لن يبوء إلا بالخيبة والخسران. ان جيش الاسكندر الكبير الذي قام
من اليونان وزحف الى الهند وقهر نصف آسيا الكبيرة الواسعة لم يكن اكبر من جيشنا فإن كان ذلك الجيش استطاع ان يستولي
على تلك الأراضي العظيمة الواسعة أفلا يستطيع جيشنا أن يتخطى هذه الكومة من الأحجار المتراكمة وقد أعلن خليل باشا
أن دول الغرب ستزحف إلينا وتنتقم ولكن مالدول الغربية هذه وهل هي الدول اللاتينية التي شغلها مابينها من خصام وتنافس،
هل هي دول البحر المتوسط التي لاتقدر على شيء غير القرصنة واللصوصية ولو أن تلك الدول أرادت نصرة بيزنطة
لفعلت وأرسلت إليها الجند والسفن ولنفرض أن أهل الغرب بعد
فتحنا القسطنطينية هبوا الى الحرب وقاتلونا فهل سنقف منهم
مكتوفي الأيدي بغير حراك، أو ليس لنا جيش يدافع عن كرامتنا وشرفنا يا صاحب السلطنة ، أما وقد سالتني رأيي فلأعلنها كلمة
صريحة يجب أن تكون قلوبنا كالصخر ويجب ان نواصل الحرب دون أن يظهر علينا اقل ضعف أو خور، لقد بدأنا أمراً فواجب
علينا أن نتمه ويجب أن نزيد هجماتنا قوة وشدة ونفتح ثغرات
جديدة وننقض على العدو بشجاعة. لا أعرف شيئاً غير هذا ولا استطيع ان أقول شيئاً غير هذا ....
والتفت محمد الثانى الى القائد طرخان يسأله رأيه فأجاب على الفور : ان زوغنوش باشا قد اصاب فيما قال وانا على رأيه
ياسلطاني. ثم سأل الشيخ آق شمس الدين والمولى الكوراني عن رأيهما. وكان الفاتح يثق بهما كل الثقة فأجابا أنهما على
رأي زوغنوش باشا وقالا: يجب الاستمرار في الحرب وبالغاية الصمدانية سيكون لنا النصر والظفر .
وسرت الحمية والحماس في جميع الحاضرين وابتهج السلطان الفاتح واستبشر بدعاء الشيخين بالنصر والظفر ولم يملك نفسه
من القول : من كان من اجدادي في مثل قوتي. لقد أيد العلماء الرأي القائل بمواصلة الجهاد كما فرح السلطان
حيث كان يعبر عن رأيه ورغبته في مواصلة الهجوم حتى الفتح
وانتهى الاجتماع بتعليمات من السلطان أن الهجوم العام والتعليمات باقتحام المدينة باتت وشيكة وسيأمر بها فور ظهور
الفرصة المناسبة وأن على الجنود الاستعداد لذلك.
عبقرية حربية فذة:
لاحت للسلطان فكرة بارعة وهي نقل السفن من مرساها في بشكطاش الى القرن الذهبي وذلك بجرها على الطريق البري
الواقع بين الميناءين مبتعداً عن حي غلطة خوفاً على سفنه من
الجنوبيين وقد كانت المسافة بين الميناء نحو ثلاثة أميال، ولم تكن أرضاً مبسوطة سهلة ولكنها كانت وهاداً وتلالاً غير ممهدة.
جمع محمد الفاتح أركان حربه وعرض عليهم فكرته، وحدد لهم
مكان معركته القادمة، فتلقى منهم كل تشجيع، واعربوا عن اعجابهم بها. بدأ تنفيذ الخطة وأمر السلطان محمد الثاني فمهدت الأرض وسويت في ساعات قليلة وأتى بألواح من الخشب دهنت بالزيت
والشحم ثم وضعت على الطريق الممهد بطريقة يسهل بها انزلاج السفن وجرها، وكان أصعب جزء من المشروع هو نقل
السفن على انحدار التلال المرتفعة الا أنه بصفة عامة كانت السفن العثمانية صغيرة الحجم خفيفة الوزن وجرت السفن من البسفور الي ألبر حيث سحبت على تلك
الأخشاب المدهونة بالزيت مسافة ثلاثة أميال حتى وصلت الى نقطة آمنة فأنزلت في القرن الذهبي وتمكن العثمانيون في تلك
الليلة من سحب أكثر من سبعين سفينة وإنزالها في القرن الذهبي على حين غفلة من العدو بطريقة لم يسبق إليها السلطان
الفاتح قبل ذلك وقد كان يشرف بنفسه على العملية التي جرت في الليل بعيداً عن أنظار العدو ومراقبته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كان هذا العمل عظيماً بالنسبة للعصر الذي حدث فيه بل معجزة من المعجزات تجلى فيه سرعة التفكير وسرعة التنفيذ، مما يدل على عقلية العثمانيين الممتازة ومهارتهم الفائقة وهمتهم العظيمة. لقد دهش الروم دهشة كبرى عندما علموا بها، فما كان أحد ليستطيع تصديق ماتم. لكن الواقع المشاهد جعلهم يذعنون لهذه الخطة الباهرة. ولقد كان منظر هذه السفن بأشرعتها المرفوعة تسير وسط الحقول كما لو كانت تمخر عباب البحر من أعجب المناظر
وأكثرها اثارة ودهشة. ويرجع الفضل في ذلك الى الله سبحانه وتعالى ثم الى همة السلطان وذكاءه المفرط وعقليته الجبارة والى مقدرة المهندسين العثمانيين وتوفر الايدي العاملة التي
قامت بتنفيذ ذلك المشروع الضخم بحماس ونشاط. وقد حاول الامبراطور البيزنطي تنظيم أكثر من عملية لتدمير الأسطول العثماني في القرن الذهبي إلا أن محاولته المستميته كان العثمانيون لها بالمرصاد حيث أفشلوا كل الخطط والمحاولات. واستمر العثمانيون في دك نقاط دفاع المدينة وأسوارها بالمدافع، وحاولوا تسلَّق أسوارها، وفي الوقت نفسه انشغل المدافعون عن المدينة في بناء وترميم مايتهدم من أسوار
مدينتهم ورد المحاولات المكثفة لتسلق الأسوار مع استمرار الحصار عليهم مما زاد في مشقتهم وتعبهم وإرهاقهم وشغل ليلهم مع نهارهم وأصابهم ألياس كما وضع العثمانيون مدافع خاصة على الهضاب المجاورة
للبسفور والقرن الذهبي، مهمتها تدمير السفن البيزنطية والمتعاونة معها في القرن الذهبي والبسفور والمياه المجاورة مما عرقل حركة سفن الأعداء وأصابها بالشلل تماماً
| |
|
| |
ابن النيل المراقب العام
عدد المساهمات : 3519 العمر : 38
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الثلاثاء 10 مايو - 15:22 | |
|
3- عمر بن الخطاب يقض مضاجع الصهاينة من قبره
يعتبر تيدي كوليك رئيس بلدية الاحتلال في مدينة القدس الأسبق الذي توفي قبل عامين أحد أبرز قادة الحركة الصهيونية على الإطلاق. ولم يكتسب كوليك مكانته الكبيرة في سلم القيادة الصهيونية بفضل جهوده في مجال تهويد مدينة القدس فقط، ومسؤوليته عن مضاعفة مساحة المدينة عدة مرات منذ العام 1967 ببناء المزيد من الأحياء الإستيطانية، بل أيضاً بفضل سجله الكبير في العمل الأمني والإستخباري، علاوة على حقيقة أنه كان أوثق مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دفيد بن غوريون. لكن جانباً هاماً من تفكير كوليك في السنوات القليلة قبل وفاته والذي كان غائباً عن الجمهور الإسرائيلي، كشف عنه النقاب صديقه رجل الأعمال يوسي أهارونوش الذي قال في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية أن كوليك أقبل في السنوات الأخيرة بعدما أنهى منصبه كرئيس للبلدية على دراسة تاريخ المدينة، حيث أن أكثر ما أصابه بالفزع هو نجاح المسلمين في فتح المدينة وبقية فلسطين في زمن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، وتمكن المسلمين من الحفاظ على المدينة لقرون طويلة. وينوه أهارونوش إلى أن كوليك توقف ملياً عند حرص عمر بن الخطاب على القدوم شخصياً لتسلم مفاتيح القدس، معتبراً أن هذه الخطوة الذكية تجعل الأجيال المسلمة حالياً وفي المستقبل ملتزمة بالعمل على إعادة تحرير المدينة وطرد الإسرائيليين منها، علاوة على أن خطوة عمر مثلت مصدراً لأسلمة القضية الفلسطينية. ويضيف أهارونوش " تيدي الذي لم يكن من السهل أن يشعر بالإعجاب تجاه أي زعيم، مات وهو شديد الإعجاب بشخصية عمر بن الخطاب وحرص على دراسة سيرته، وكان يعتبره رجل دولة وصانع قرار من الطراز الذي قلما عرفه العالم على مر العصور ". وأوضح أهارونوش إلى أن دراسة تاريخ المدينة المقدسة جعلت كوليك قبل وفاته أقل ثقة بمستقبل المشروع الصهيوني ".
يحاولون منع مولد صلاح الدين من جديد
كان الجنرال شلومو باوم يوصف بأنه أسطورة الجيش الإسرائيلي، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دفيد بن غوريون كان يعتبره " مفخرة الدولة اليهودية "، بينما كتب عنه أرئيل شارون أنه " آلة حرب متحركة تتجسد في جسم بشري ". وبالرغم من أنه خدم 35 عاماً في الجيش إلا أنه رفض بإصرار الحصول على إجازة ولو ليوم واحد، شارك في أكثر من ألف عملية عسكرية، معظمها خلف مواقع القوات العربية، اشتهر بتنفيذ مجزرة " قبية " 1954 تحت إمرة شارون، علاوة على اشتهاره بالقسوة الشديدة في تعامله مع العرب الذين وقعوا في أسره. وكانت سيرته الذاتية تدرس لطلاب المدارس وكثير من شعراء إسرائيل تغنوا بـ " بطولاته ". وعندما حلت ذكرى وفاته نشر الكاتب الإسرائيلي حاييم هنغبي مقالاً في صحيفة " معاريف " كشف آفاقاً أخرى في شخصية باوم، حيث يشير أنه لكثرة ما سمع من إطراء على باوم قرر التعرف عليه بعد تسرحه من الجيش للتعرف على الدوافع الكامنة وراء " معنوياته العالية، وشعوره المطلق بعدالة ما يقوم به ". ويضيف هنغبي أنه عندما توجه إلى باوم في شقته، وجد إنساناً آخر غير الذي سمع عنه، وجد شخصاً قد تملكه الخوف واستولى عليه الهلع واستبد به القلق. ويشير إلى أنه عندما سأله عن سر دافعيته الكبيرة لقتال العرب وحرمان نفسه في سبيل ذلك الراحة لعشرات السنين، فإذا بباوم يصمت هنيهة، ثم يقوم من مجلسه ويحضر ملفاً كبيراً يأخذ بتقليب صفحاته، ثم يقدمه لهنغبي، ويقول " هل سمعت عن الحروب الصليبية، هل سمعت عن معركة حطين، هل سمعت عن شخص يدعى صلاح الدين ". يقول هنغبي " عندها قلت له مستنكراً: لكن العالم العربي الآن في أقصى مستويات الضعف في كل المجالات "، فيضحك باوم ساخراً، ويقول " لقد كانت أوضاع المسلمين قبل معركة حطين تماثل من حيث موازين القوى أوضاع العرب حالياً ". وكما يؤكد هنغبي فإن باوم لم يفته أن يذكر أن الدويلات العربية التي كانت قائمة في ذلك الوقت تقوم " بدور...حراسة للمالك الصليبية ". أما عن سر قلقه، فيقول باوم أن أكثر ما أزعجه من دراسة تاريخ الحروب الصليبية هو قدرة صلاح الدين على بعث نهضة العرب من جديد وتنظيم صفوف قواته بعكس المنطق الذي تمليه موازين القوى العسكرية. ويواصل باوم شرح مخاوفه كما رواها هنغبي قائلاً " منذ عشرين عاماً وأنا أحاول رصد الأسباب التي جعلت المسلمين يحققون هذا النصر الأسطوري وفق منطق العقل والتحليل العسكري، وأن ما جعلني أتعلق بالحرب هو حرصي على أن أقوم بكل شئ من أجل عدم تهيئة الظروف لمولد صلاح الدين الأيوبي من جديد، إنني أعيش في خوف دائم على المشروع الصهيوني ".
مقال للصحفي صالح النعامي
-4دراكولا مصاص الدماء ( الذي أدبه وشرده المسلمون العثمانيون العظماء )
سلـوا عـنـا دراكـولا ؟ ؟ ؟ ! ! !
.... بسم الله والحمد لله والصلاة على رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وبعد : أهدي هذه الكلمات إلى : كل مسلم غيور على دينه وعلى تاريخ أمة الإسلام والمسلمين . كل أجدادنا العظماء من قادة وعلماء وفاتحين وربانيين . الدولة العثمانية المجاهدين العظماء الأتقياء الأنقياء الذين باعوا الثمين بلا ثمن وأخيرا إلى : كل مزيفي التاريخ من ( مستشرقين ، ومستخربين ، وكل رويبضة ممن هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا )
* توطـئــة *
... إخواني لا تستغربوا من الذي قرأتموه دراكولا ، الكلمة واضحة هي بذاتها ، بما تحمله من معاني تتبادر إلى أذهاننا ، مصاص الدماء الذي خلدت سيرته عبر الأفلام السينمائية طوال القرن الفائت .
عند ذكر اسم دراكولا أو ( الكونت فلاد ) أمام أي شخص يتبادر إلى ذهنه أسطورة دراكولا مصاص الدماء الذي يمص دماء ضحاياه ليلا ، ويمكنه التحول إلى خفاش وإلى ذئب ... الـــــــــــــــــــــــــــخ كل هذه ترهات و ( شغل سيما ) ولكن الحقيقة أن دراكولا شخصية حقيقة بالفعل عاشت في رومانيا ، وكان أميرا ، وكان مصاص للدماء ولكن من خلال قتله الأبرياء وتعذيبهم بدون أي رحمة ولا شفقة والتلذذ بمنظرهم وهم يتألمون قبل أن يموتوا ، ولكن الحقيقة الكبرى التي أخفاها الغرب الصليبي عنا هي ( أن دراكولا الذين يعتبرونه بطل قومي في رومانيا ، وأنه منقذ أوروبا الصليبية من هجمات وفتوحات المسلمين العثمانيون ، ما هو إلا مجرد جبار من الجبابرة الذين أذلهم الله على أيدي المسلمين وتم تأديبه وتشريده وجعله عبرة لمن يعتبر على أيدي المسلمين ) وفيما يلي القصة الحقيقية لمصاص الدماء دراكولا ( تأليف ومونتاج وبطولة وإخراج / المسلمين العثمانيين الأبطال الذين حموا الإسلام والمسلمين لـ600 سنة ووقفوا كالغصة المؤلمة في حلوق نصار أوروبا والرافضة الزنادقة واليهود الملاعين وجميع أعداء الدين ) .
- البداية كانت في رومانيا –
- تقع الأفلاق والبغدان " Walachia and Moldavia " الرومانيتين شمال نهر الدانوب ، تحيطها ثلاث دول كبيرة ( بولندا – المجر – الدولة العثمانية ) ، فكانتا بحكم الموقع الجغرافي الذي تشغلانه تحالفان هذه الدولة تارة وتلك تارة أخرى حسب ما يتراءى لهما ، وحسب ما توحي به الظروف ، كما أنهما كانتا لا تكفان عن الخصام فيما بينهما .
- كان أول اتصال للعثمانيين بهذه البلاد في عهد السلطان بايزيد الأول سنة ( 1393م ) حيث قام بإخضاع ولاشيا لسلطان العثمانيين في عهد أميرها ( مركيا الأول )- الكبير - عقابا على تكاتفها مع الصرب في محاولة استرداد أدرنة من العثمانيين واشتراكها في معركة كوسوفو إلى جانب النصارى سنة (1389م) - وعندما نشبت معركة نيقوبولس سنة ( 1396م ) قاتل مركيا إلى جانب النصارى، ثم أعلن استقلاله بها بعد الهزيمة التي لحقت ببايزيد في أنقرة سنة ( 1402م ) .
- ولكن السلطان محمد الأول ( 1313م – 1421م ) بعد أن استتب له الأمر ، اخضع ولاشيا مرة أخرى سنة ( 1416م ) ، وصارت تدفع له الجزية . ومنذ ذلك الوقت وجد مركيا وخلفاؤه أنفسهم مرتبطين بعجلة التبعية للعثمانيين . ، وقد اخضع الأفلاق الجنوبية ، لسيادة العثمانيين في نهاية القرن الـ14م . ومنذ هذا الوقت أصبحت هذه الإمارة حليفا للعثمانيين تدفع لهم جزية سنوية .
* من هو دراكولا *
-دراكولا هو الأمير الروماني فلاد تيبيس ( فلاد الرابع )، ويعني لقبه الشهير ابن الشيطان .
- ولد (فلاد تيبيس) في رومانيا في شهر نوفمبر 1431م ب مدينة ( سيغيوشوارا ) .
- وفي نفس العام, قام ملك المجر ( سيجيسموند ) بتعيين والده (دراكول) كحاكم عسكري لـــــ ترانسلفانيا ( الفلاخ بالتركية ) .
- يعتبر فلاد تيبيس ( فلاد الرابع ) بطلاً قومياً في رومانيا لنجاحه في احتواء الاجتياح العثماني لأوروبا ( مؤقتا ). حكم رومانيا بين عامي ١٤٥٦م و١٤٦٢م ، عرڧ بتعامله الوحشي مع المسئولين الفاسدين واللصوص ، وخصوصاً أعدائه .
- تم إطلاق اسم (دراكولا) عليه نسبة إلى والده (دراكول) حيث أن كلمة دراكولا تعني ( ابن الشيطان ) ، -- يعرف في المصادر التركية باسم ( قازقلي فويفودا ) أي - الأمير ذو الأوتاد ( المانياك ) - أي المجنون - ، سمي أيضا بـــــ ( المخوزق ) لأنه أول من استعمل الخازوق كوسيلة للإعدام وسماه المجريون ( بالسفاح ) .
* دراكولا الأب & السلطان مراد الثاني *
... في سنة ( 1433م ) اعترف أمير الفلاخ ( فلاد ) الملقب بلقب ( دراكول – أي الشيطان ) ( 1432م – 1446م ) بسيادة الدولة العثمانية ، تخلصا من حرب كان لا يساوره الشك أبدا في خطورة نتائجها عليه . غير أن هذا الخضوع لم يكن إلا ظاهريا ومؤقتا ، إذ لم يلبث أن انضم إلى أمير الصرب بناء على تحريض ملك المجر ، وأعلنا الحرب على السلطان مراد الثاني ، فحاربهما السلطان ، وانتصر عليهما ، ثم سار إلى بلاد المجر ، فخرب كثيرا من مدنها ، وعاد منها في سنة ( 828هـ - 1438م ) وقد دفع أمامه حوالي 70 ألف من الأسرى .
.. كان من نتيجة هذا الأمر أن أخذ السلطان مراد الثاني ولدين من أولاد ( دراكول الأب ) كرهائن عنده في قصره ( فلاد تيبس – راؤول / رادو الوسيم ) حتى يضمن ولاء أمير الفلاخ للدولة العثمانية .
... في عام 1447م أطلق الأتراك سراح ( فلاد الابن ) بعد مقتل أبيه وأخيه الأكبر وظل أخيه ( راؤول ) يتربى في كنف السلطان محمد الفاتح .
... لم تمض عدة سنوات حتى تمكن ( دراكولا ) في عام 1456م من استعادة ملك أبيه بمساعدة العثمانيين، ولكنه سرعان ما غلبت عليه الروح الصليبية الحاقدة على الإسلام وأهله فبدأ الاحتكاك بالدولة العثمانية والسلطان ( الفاتح رحمه الله ) ، مما جعل هذا إيذانا بنهايته .
* دراكولا الابن & السلطان محمد الفاتح *
... في عام ( 866هـ - 1462م ) قام الفاتح بفتح مدينة ( أمستاريس ) الخاضعة للجنويين ، ثم تلاها فتحه لمدينة ( سينوب ) ، ومدينة ( طرابزون ) التي دخلها بدون مقاومة شديدة ، وقبض على ملكها وأولاده وزوجته وأرسلهم إلى العاصمة ( إسلام بول – القسطنطينية ) .
... عندما عاد السلطان محمد إلى عاصمة ملكه علم بأن أمير الفلاخ ( دراكولا الابن ) قد ارتكب ، بحق المسلمين في بلاده من التجار وغير التجار ، فظائع رهيبة من قتل وسبي ونهب للأموال ، فأسرع السلطان محمد لقيادة جيشه وسار به لتأديب هذا المتمرد .
مسجد آيا صوفيا
... لما اقترب من حدود إقليم الفلاخ ( رومانيا ) ، أرسل ( دراكولا ) وفدا عرض على السلطان محمد الخضوع ، ودفع جزية سنوية قدرها عشرة آلاف دوكا ، والالتزام بكافة الشروط التي نصت عليها معاهدة سنة ( 1393م ) ، والتي كانت قد أبرمت بين أمير الفلاخ إذ ذاك وبين السلطان بايزيد ، فقبل السلطان محمد ، وعاد بجيوشه .
... ولكن سرعان ما تبين أن العرض الذي تقدم به ( دراكولا ) إلى السلطان محمد لم يكن إلا وسيلة لكسب الوقت ، وإكمال استعداداته القتالية ، وتنسيق التعاون بينه وبين ملك المجر لحرب المسلمين .وعلم السلطان محمد باتفاق ( دراكولا ) وملك المجر على حربه ، فأرسل مندوبين من قبله لاستيضاح حقيقة الموقف ، فما كان من ( دراكولا ) إلا أن ألقى القبض عليهما ، وقتلهما بوضعهما على عمود خشبي محدد ( خازوق ) ، وأغار بعدها على بلاد بلغاريا التابعة للدولة العثمانية فقتل وسبى ونهب وعاث في البلاد فسادا ، وعاد ومعه خمسة وعشرون ألف أسير من المسلمين . فأرسل إليه السلطان محمد يدعوه إلى الطاعة ، وإخلاء سبيل الأسرى ، فلما مثل الرسل أمام ( دراكولا ) أمرهم برفع عمائمهم لتعظيمه . وعند رفضهم طلبه المخالف لتقاليدهم ، أمر بأن تسمر عمائمهم على رؤوسهم بمسامير من الحديد .
* الفاتح يفتح رومانيا ويضمها إلى الدولة العثمانية *
.... ثار غضب السلطان محمد عندما علم بما ارتكبه ( دراكولا ) من الجرائم ، وما أقدم عليه من الانتهاكات ، فتولى على الفور قيادة جيش من مائة وخمسين ألف مقاتل ، وسار لتأديب هذا الشقي الظلوم المجرم ، ووصل بسرعة إلى مدينة ( بوخارست – عاصمة رومانيا الحالية ) فمزق جيش( دراكولا ) وهزمه ، لكنه لم يتمكن من إلقاء القبض عليه لتوقيع العقاب العادل عليه ، جزاء ما ارتكبه من الفظائع والأعمال الوحشية ، وذلك بسبب هروبه والتجائٍه إلى ملك المجر . وتابع السلطان محمد طريقه لدخول ( بوخارست ) فوجد حول المدينة جثث الأسرى المسلمين الذين اقتادهم ( دراكولا ) من بلاد بلغاريا ، وقتلهم عن آخرهم بمن فيهم من الشيوخ والنساء والأطفال . ودخل السلطان محمد ( بوخارست ) حيث عمل فيها على تنصيب ( راؤول -رادو الوسيم ) أخي ( دراكولا ) ، والذي كان قد نشأ في كنف السلطان محمد منذ نعومة أظفاره ، فعرفه عن قرب ، ووثق به ، وولاه إمارة ( الفلاخ ) التي أصبحت اعتبارا من هذا التاريخ ولاية عثمانية .
* نهاية دراكولا *
- ظل ( دراكولا) في المجر 15 سنة ( ذكرت بعض المصادر أنه ظل أسيرا عند ملك المجر – وقيل انه تزوج من العائلة المالكة هناك ) .
- في عام 1476م استطاع ( دراكولا الابن ) أن يجمع جيشا لبدء حرب استرداد لملكه وملك أبيه ، وتشير بعض المصادر إلى أنه هزم وقتل على يد العثمانيين وقيل في مصادر أخرى أنه قتل على يد أحد أتباعه وكان ذلك في عام ( 1476م ) وطيف برأسه في البلاد ليعلم القاسي والداني بنهاية هذا الشقي .
* خـاتـمـــــــــة *
. إخواني في الله إن تاريخ أمتنا مليء بالأمجاد والبطولات في كل وقت وكل زمان ، وفوق كل أراضي العالم كان هناك من أبطال الأمة وقادتها وعلماؤها وربانيوها من يكتبون تاريخنا بمداد من الذهب على صفحات من النور ، يسطرون أروع التضحيات والبطولات ، يسطرونها بدمائهم وأرواحهم وأشلائهم ، إنه لحري بنا أن نطلع على تاريخنا فكله مجد وفخار وعزة وكرامة ومنعة وسؤدد وبطولة وفداء وشجاعة وإقدام وشهامة ومرؤة وكرم وعطف وبر وخير كثير لم تتحلى به أمة ممن كانت قبلنا اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين اللهم أذل الشرك والمشركين اللهم عليك بمن حارب الدين اللهم استعملنا لنصرة لدينك اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك آميييييييييييين
الفقير إلى عفو ربه ( أمير البحار : خير الدين بربروسة )
المصادر والمراجع :
1- الفاتح القائد . ( بسام العسلي ) طــ دار النفائس ( الطبعة الأولى / 1406هـ - 1986م ) ( صـ63 ، 85-86 ) .
2- تاريخ الدولة العثمانية في العصور الوسطى . ( د/ محمود محمد الحويري ) طـ المكتب المصري لتوزيع المطبوعات ( الطبعة الأولى / 2002م ) ( صـ170 – 171 ) .
3- العثمانيون في التاريخ والحضارة . ( د / محمد حرب ) طـ دار القلم دمشق ( الطبعة الثانية / 1419هـ - 1999م ) ( صـ86 – 87 ) .
4- تاريخ الدولة العثمانية . ( د/ علي حسون ) طـ المكتب الإسلامي ( الطبعة الرابعة / 1423هـ - 2002م ) ( صـ39 ) .
5- تاريخ الدولة العثمانية العلية . ( محمد فريد بك المحامي ) طــ دار النفائس ( الطبعة الأولى / 1401هـ - 1981م ) ( صـ155 ،169 ) .
6- تاريخ الدولة العثمانية العلية . ( إبراهيم بك حليم – مفتش أوقاف دمنهور - ) طــ مؤسسة الكتب الثقافية ( الطبعة الأولى / 1408هـ - 1988م ) ( صـ57 ،66 ) .
7- تاريخ الدولة العثمانية . ( يلماز ايزتونا ) طــ منشورات مؤسسة فيصل للتمويل تركيا ( الطبعة الأولى / 1408هـ - 1988م ) ( صـ152)
8- السلطان محمد الفاتح ( بطل الفتح الإسلامي في أوروبا الشرقية ) . ( د / سيد رضوان علي ) طــ الدار السعودية للنشر والتوزيع ( الطبعة الأولى / 1402هـ - 1982م ) ( صـ47 ،48) .
| |
|
| |
رحاب الاعضـــــاء
عدد المساهمات : 2700 العمر : 41
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الجمعة 13 مايو - 7:54 | |
| مشكور اخي ابن النيل
بس موضوع طووووووووول اوي
بصراحه انا قرات فيه شويه مش كلو
بس جميل جدا دايما متميز في اختيارك
تقبل مروري البسيط اخي الغالي | |
|
| |
فطومة عضو مميز
عدد المساهمات : 818 العمر : 44
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الجمعة 13 مايو - 8:05 | |
| تسلم يمانك يالغالى على الموضوع القيم والرائع
بس رحاب عندها حق الموضوع كثير طويل
جعله الله فى ميزان حسناتك
وجزاك الفردوس الاعلى
تقبل مرورى البسيط | |
|
| |
ابن النيل المراقب العام
عدد المساهمات : 3519 العمر : 38
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الجمعة 13 مايو - 17:17 | |
| اختى الغالية رحاب
اختى الغالية فطومة
تسلموا على مروركم العطر
بارك الله فيكم
تحيــــــــــــــــــاتى
| |
|
| |
حنين مشــــــــــــرف
عدد المساهمات : 516
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم السبت 14 مايو - 10:40 | |
| جعله الله فى ميزان حسناتك
وجزاك الفردوس الاعلى
| |
|
| |
ابن النيل المراقب العام
عدد المساهمات : 3519 العمر : 38
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الخميس 19 مايو - 6:02 | |
|
اختى الغالية حنين
مرورك اسعدنى وعطر موضوعى
بارك الله فيكى وجزاكى الجنة
تحيـــــــــــــــــــــــــــاتى
| |
|
| |
غزة العزة عضو جديد
عدد المساهمات : 12 العمر : 48
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم السبت 21 مايو - 5:22 | |
| شكرا على ها المعلومات القيمة و بارك الله فيكم مشكورين و الى الامام | |
|
| |
العمده عضو لامــــــــــــع
عدد المساهمات : 505 العمر : 36
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم السبت 21 مايو - 10:31 | |
| تسلم اخى ابن النيل
على الموضوع الجميل
وبارك الله فيك
وفى انتظار المزيد
تقبل مرورى البسيط | |
|
| |
ابن النيل المراقب العام
عدد المساهمات : 3519 العمر : 38
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم السبت 21 مايو - 15:18 | |
|
غزة العزة / العمده
مرورك العطر اسعدنى وعطر موضوعى
لا حرمنا الله من اطلالتكم العطرة
بارك الله فيكم وجزاكم الله الجنة
دمتم فى حفظ الرحمن
| |
|
| |
عيسى حياتو عضو مميز
عدد المساهمات : 822 العمر : 47
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الإثنين 23 مايو - 22:32 | |
| تسلم اخى ابن النيل
على الموضوع الجميل
وبارك الله فيك
وفى انتظار المزيد
تقبل مرورى البسيط
(((((((((( التوقيــــــــــــــــــــــــــــــــــع ))))))))))
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
| |
|
| |
ابن النيل المراقب العام
عدد المساهمات : 3519 العمر : 38
| موضوع: رد: مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم الثلاثاء 24 مايو - 6:33 | |
|
اخى الفاضل عيسى
مرورك العطر اسعدنى وزين صفحتى
بارك الله فيك وجزاك الفردوس الاعلى
تحيــــــــــــــــــــــــــاتى
| |
|
| |
| مجد الاسلام ....... إفخر بأنك مسلم | |
|