الشنطة السودا
جميلـــــــة هي شنطتهـــــــــا الســــــــوداء.....
شنطـة جـــلديـــــه بحـــزامــين رفـيعـــين.....
تحملها فوق ظهرها صباحا ...... صحيح أنها ثقيلة جدا ....... صحيح أنها مملوءة بالكثير من الكتب!!!
لكنها اعز وأفضل شيء تملكه لأنها لا تستخدمها فقط كحقيبة مدرسه وليست الكتب فقط هي كل محتوياتها..!!!
لان " هبه " تضع ( تحويشة العمر) في شنطتها رغم أنها نقود قليلة ولكن بالنسبة لها فان كنزها المصون في الشنطه ....
كما أنها تضع أيضا عروستها القماشيه الصغيرة المحشوة بالقطن التي تعتبر أول وأخر هديه تهديها لها والدتها الراحلة لذا فإنها اغلي شيء لديها...!!
في كل صباح تسير هبه إلي مدرستها.. ومعها أشياؤها المحببة في شنطتها إلي جوار ساندويتشا صغيرا صنعته لها عمتها العجوز والتي لا يعرف احد إن كانت هي من تعتني بالطفلة أم الطفلة هي من يعتني بها ... إنها علاقة تبادليه مثيره ..
فالطفلة تحتاج لشخص يرعاها بعد رحيل والديها ... والعمة تحتاج إلي من يرعاها في هذه السن المتاخره...
في هذا الصباح تنزل هبه إلي الشارع وبيدها شنطتها السوداء الصغيرة...
وفجأة وبدون أي مقدمات نجد الفتاه المسكينة ملقاة علي الأرض غارقة في دماء طاهرة... بقعة من الدماء في منتصفها يوجد طفله صغيره وبجوارها شنطة سوداء.........
بضعة ساعات تمر ........ نجد احد الرجال من أصحاب البدل الانيقه والنبرة الحماسية .. وهو يظهر علي احد شاشات التليفزيون ويردد.......
(نحن نستنكر... ونشجب قتل هذه الطفلة المسكينة علي يد الجنود الإسرائيليين...!!)