احلام وسما

أحلام و سما طفلتان شقيقتان:
أحلام تبلغ من العمر 10 أعوام وسما 7 أعوام
يذهبان معا إلى المدرسة مترافقتان دائمان أحلام الكبيرة كانت دائما تمسك بيد اختها الصغيرة وترعاها
في ذلك اليوم ذهبتا معا للمدرسة ...ولكن !!!!!! لم تصلان إليها ......فطريقهم يومها كان مختلف ووجهته مختلفه ...
تقول الصغيرة :
أنا اشعر بالبرد يا أحلام !! لما القبر بارد هكذا ولماذا يلمع كالحديد ؟؟؟؟
- هذا ليس القبر يا حبيبتي .. هذه ثلاجة المستشفى، التي كنا نراها على التلفزيون !!
- هل سترانا بنات صفـّنا اليوم على التلفزيون ؟!
- طبعا، نحن الآن شهيدتان والعالم كله رآنا اليوم !!
- معقول؟ انا شهيدة ؟
أنا لازلت صغيرة صغيرة ياأحلام !! كنت أتمنى أن اصبح طبيبة لا ان اكون شهيدة !!
- نامي الآن، غدا سنذهب الى الله، علينا ان نصحى باكرا!!
- حسنا لكن اتعلمين ؟ كنت اتمنى أن اعرف ما هي نتيجة امتحان القراءة قبل ان اموت
ألا استطيع ان ارى نتيجة امتحاني بالجنة ؟؟؟؟؟
-نعم يا حبيبتي بالجنة يمكنك ان تطلعي على علامتك ..
-ااااه يا اختي انا اشعر ببرد قارس برد يجعلني أتجمد ..لو كانت امي معنا لكانت احضرت لي الغطاء الزهري الصوفي السميك ..
- تعالي لقربي اكثر اقتربي مني .. .. قربي أكتر حبيبتي..اسفة لا استطيع ان اضمك لأدفئك ..فهم موثقين ايدينا ..والكفن لايسمح لنا بالحراك فحاولي ان تتقربي مني أكثر ..
- أحلام.. لماذا يفتحون باب الثلاجة علينا بين الحين والآخر ؟
- من اجل المصورون فهم يصورون الشهداء ..
-لمذا يصوروننا ؟
-لكي يرانا العالم جميعا
-وحين يرونا ماذا سيحصل ؟؟هل سنعود للحياة ؟؟
-لا يا حبيبتي ..حين يرونا سيقومون بتغيير المحطة لأن شكلنا بات مشوها بعد ان استشهدنا ....
- غدا هل من المعقول ان أذهب للنار ؟؟؟؟
- لما تقولين ذلك هل فعلت أمر ما ؟؟؟؟
- الحقيقة نعم ..الأسبوع الماضي أخذت قلم اياد ولم أعده له ..، وانا خائفة بان يكون الله قد غضب مني ...
- لا حبيبتي ما تخافي .. اياد أخوك ولا بد بأنه الآن يدعيلك ويقرألك الفاتحة والله سيسامحك
- غدا أي ساعة سنخرج من هنا ؟
- لا اعرف متى بالظبط ...فاليوم كان هناك عدد كبير من الشهداء ...وطبعا سيكون الغد مزدحم بمئات الشهداء الذين سيشيعون معنا ..
-حين نصعد للسما لا يمكننا العودة للأرض مجددا اليس كذلك ؟؟؟؟
-نعم يا حبيبتي ..لم تسئلين ؟؟؟؟؟
-لأنني سأشتاق لأمي كثيرا ...وأبي .فأنا لم اودعهما..وكنت اتمنى لو استطعت أن آخذ معي دميتي / دبدوبي /معي .لأحضنه حين انام .....
-لا تحزني سيأتي يوما نجتمع به مجددا مع امي وأبي ...جيد اننا الآن معا ...فأمي كانت دائما توصيني أن أنتبه عليك ولا أتركك بمفردك فأنتي هذه السنة الأولى لكي بالمدرسة ..انظري أنا وفيت بوعد لأمي وانا هنا معك ...فلا تخافي

- أحلام .. هنا لا يقدمون الطعام لنا ؟؟
- طعام .. ؟؟ نحن الآن ميتات يا حبيبتي !! مابك؟
- ميتات ؟؟؟ ألم تقولي لي قبل قليل بأننا شهيدات؟؟ ماذا أفعل انا جائعة ؟
- اصبري حتى الصباح وعندها ستأكلين بالجنة ....
- لم أعد أريد أن أستشهد !! أريدالعودة !! افتحي لي الباب أريد الخروج ..
- الى اين ستذهبين يا مسكينة ؟
- إلى بيتنا !!
- بيتنا ......بيتنا تهدم حبيبتي ولم يبقى منه حجر على حجر
- لا مشكلة أذهب وأختبئ بالجامع ..هناك طبعا يوجد طعام وغطاء ...
- الجامع أيضا هدموه .
- الجامع ايضا ؟؟؟حتى بيت الله ؟؟؟؟
هذا يعني انني لم يعد باستطاعتي العودة لمنزلنا ؟
- لأ ! منزلنا الجديد عند الله !!بالجنة ....
- يوجد هناك حروب ؟؟
- لا لا هناك سنكون بامان ...
- أحلام لماذا اسرائيل تكرهنا لهذا الحد؟؟؟ لما قتلتنا ماذا فعلنا لها ؟؟ ؟
- أووف ..ما بالك اليوم يا سما..تسئلين أسئلة كثيرة ؟؟
- أشعر بالملل ..بدأت أمل من هذه الثلاجة !!! فلا يوجد تلفاز ولا طعام ولاالعاب ولا شيئ .. وبرد كتييير ..اه اه اسمعي ماهذا الصوت ؟؟؟ هناك ضجيج أتسمعين ؟
- نعم إنه الممرض قد فتح التلفاز .. وهذه المظاهرات التي حصلت من أجلنا لأننا متنا
- كل هذه المظاهرات من أجلنا أنا وانتي ؟؟؟يعني الآن سيكتبون عنا الشعر والقصائد مثل محمد الدرة ؟
- نعم بس " درويش" مات .. من سيكتب ؟
- حسنا أرجوكي اطلبي من الممرض أن يحضر لنا الطعام والغطاء !!
- كيف سأطلب منه ؟و انا ميتة مثلك !!
- حسنا لدي فكرة حين ينام الممرض سأتسلل بهدوء من هذا الجارور البارد .... وأهرب الى بيتنا
- لأ .. انتبهي فقد يرونك ويضربونك بالرصاص مجددا ...
- يضربوني مرة جديدة ...لكنهم قتلوني ...
-صحيح ...لكن هم لا يهمهم شيئ ولا مانع لديهم من ان يقتلوكي مرة واثنان وثلاثة ..ابقي هنا ولا تتحركي ..
- حسنا ..حسنا ااااه يا الله لو إنني الآن بالبيت كنت عملت سندويشة لبنة ...
-اصبري فغدا سنكون بالجنة وهناك يمكنك أن تأكلي كل ما تشتهينه ..
- آكل كل ما اشتهيه ؟؟؟ألا يوجد حصار بالجنة ؟؟؟؟ولاإغلاق معابر ؟؟؟
- لا لا يوجد ....
-جيد اذن اننا استشهدنا ......