وعجبى
في زمن ذابت فيه حبال الصداقة وطغت عليها المصالح
فالكل يجري لنفسه دون مبادئ يقودها الكائن الصالح
نتسامر في وقت الرخاء ونفترق في الشدة من المصير المالح
وعجبى
حياتنا أعجب من العجب
يتخللها الكثير من العتب
من أدنى شيء يستثار الغضب
نتخاصم ونفترق على أتفه سبب
وعجبى
عندما تتغير المفاهيم لتقلب موازين الحياة
راقصة ترفض التسول وتهز وسطها كي تقتات
وبعد مضي عام من الهز تغتسل من السيئات
إما بعمرة أو حجة تطهرها ثم تعود على ما فات
وعجبى
حينما يقول الراشي للمرتشي هذا مقابل تعبك
والأخر يأخذها بسبب تغيير المسمى من رشوة إلى جهدك
ومع مرور الوقت أصبحت عادة أو جزء من السلوك
أعجب
عندما أشاهد برامج التلفاز وهم يطرحون حقوق المرأة
ومساواتها بالرجل في كل الأمور وخلف كلماتهم مؤامرة
تقتضي تشتيت الأسر بتداخل المهام وينجم عنها الشرارة
يتولد معها خلافات لا حصر لها تشعل في الأعصاب الحرارة
فيصدر الطلاق في زمن أصبحت فيه عادة أو مجرد عبارة
وعجبى
حينما أرى الغرب يدعمون نحو القمة من ينجح لديهم
ونحن نشد أزرنا على الناجح وبالمعاول ننزل بعنف ونهدم
نبحث عن ثغرة ندخل منها كي ننحره ونشاهد بمتعة سيلان الدم
يتعاملون بلغة الأرقام للوصول إلى أعلى القمم
ونحن أحلامنا وطموحنا لا تتعدى القصائد المحملة بالشيم
فننحر مستقبلنا وننسى حاضرنا ونتغى بماضينا ونهيم
وعجبى
كلما اطلعت إلى الدين وجدت بأننا بعدين عنه رغم قربه منا
كل يوم عن يوم نتحلل حتى أصبح مفهوم الدين مجرد صلاة نؤديها
نحفظ وندلي بمعلومة إن طلب منا ولكن التطبيق ليس لدين
متى سنصحو من غفلة أحكمت حلقاتها علينا
وعجبى
و
و
و
و
واااااااعجبى