منتدى الاخوه ايد فى ايد
مرحبا بك اخى فى الله
المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل المنتدى معنا إن لم يكن لديك حساب
بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بكم فى منتدى الاخوه ايد فى ايد
/ اخوكم احمد المصرى
منتدى الاخوه ايد فى ايد
مرحبا بك اخى فى الله
المرجوا منك أن تعرّف بنفسك
و تدخل المنتدى معنا إن لم يكن لديك حساب
بعد نتشرف بدعوتك لإنشائه
ونتشرف بكم فى منتدى الاخوه ايد فى ايد
/ اخوكم احمد المصرى
منتدى الاخوه ايد فى ايد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الاخوه ايد فى ايد

منتدى الاخوه يرحب بكم
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
المواضيع الأخيرة
» اكبـر مكتبة عميد الموال الشعبى " يوسـف شـتا
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالأحد 20 ديسمبر - 18:24 من طرف احمد المصرى

» ماذا تقول لمن يخطر على بالك الآن
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 20 ديسمبر - 9:06 من طرف احمد المصرى

» شايف عينك تحت الحاجب
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالسبت 23 يونيو - 15:17 من طرف احمد المصرى

» قصر البوسيت ع البحر
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالأحد 18 يونيو - 15:07 من طرف احمد المصرى

» قرية بلوبيتش ع البحر وبالتقسيط لا تدع ال
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالأحد 18 يونيو - 15:06 من طرف احمد المصرى

» اراضي علم الروم بواحة التجاريين
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالأحد 18 يونيو - 15:05 من طرف احمد المصرى

» اراضي عجيبة لبناء فيلا ع البحر
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالخميس 8 يونيو - 22:00 من طرف خالداء

» كان ياماكان
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالخميس 16 مارس - 11:40 من طرف احمد المصرى

» لن انساكى
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالخميس 16 مارس - 11:04 من طرف احمد المصرى

» مجموعة برامج لمتعلمي مادة الإنجليزية
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالأربعاء 1 مارس - 18:34 من طرف احمد المصرى

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
احمد المصرى
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
ابن النيل
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
رحاب
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
ابواحمد
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
خالد المصرى
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
دموع ملاك
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
زهرة المدائن
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
عيسى حياتو
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
فطومة
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
عااشقة الفردوس
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_rcapالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Voting_barالشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Vote_lcap 
المواضيع الأكثر شعبية
اسئله بايخه واجوبه ارخم
سلسلة قصائد الزير سالم
قصيدة: الماضي رني غلقت بابو و قضيت عليه للهاشمي قروابي رحمه الله
جميع ولايات الجزائر
يلى نسيت الغرام
خصائص أسلوب القرآن الكريم
جميع ولايات المملكة المغربية
جميع ولايات الجمهورية التونسية
كيفية فتح الايميلات بدون رقم سري......
دعاء لمصر الغاليه
المواضيع الأكثر نشاطاً
لعبة التحدي بين الشباب والبناتx_o
بيت العيله . . لاتفوتكم
ماذا تقول لمن يخطر على بالك الآن
جميع ولايات المملكة المغربية
جميع ولايات الجمهورية التونسية
كتاب الطهـــارة (باب المياه)
برهن احساس بالحروف
المليون رد
مباراة كرة قدم بين الأعضاء و العضوات
جميع ولايات الجزائر

 

 الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 2:33

الشهيد أبو علي إياد


في تموز من عام 1971 ، فقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والثورة الفلسطينية، واحداً من أبرز مناضليها، هو القائد الرمز وليد احمد نمر نصر الحسن شريم (ابو علي اياد) والذي كان له شرف المساهمة مع عدد من اخوانه، في تأسيس تجربة الكفاح المسلح الفلسطيني، التي اذكت شعلة الثورة والمقاومة والصمود في صفوف الشعب الفلسطيني .
كان الشهيد ابو علي اياد متحمساً، حيث كان يدرك ان مهمته الاساسية التدريب والتحضير والاعداد، ليشكل بذلك الرصيد الاساسي للقواعد الارتكازية والعمليات البطولية . كما كان صاحب نظرة اسبارطية للتربية، حيث توجه بحسه ووعيه الى تربية الاجيال، الذين اصبحوا الآن قادة عسكريين .
شهد ابو علي الوقائع والمعارك الكبيرة، فقد قاد الهجوم على بيت يوسف يوم 25/4/1966 ، وكان هجوماً عنيفاً، لم تتعرض المستعمرات الاسرائيلية لمثله حتى هذا التاريخ، كما قاد هجومات عديدة على مستعمرات هونين، المنارة وكفار جلعادي .
وكان ابو علي اياد، رجل العمل والممارسة، يحضر لدوريات القتال والاستطلاع ودوريات العمق، ويشرف بنفسه على التفاصيل والاهداف، وكان يجسد بنضاله وحركته الدؤوبة الفكر الوطني الذي اطلقته حركة فتح، فكان مع المقاتلين منذ انطلاقة الثورة وحتى سقط شهيدا، بعد ان قرر ورفاقه الموت واقفين على الا يركعوا. وعندها مضى الى جوار ربه، ترك تاريخاً حافلاً بالتضحيات والامجاد، وظل امثولة حية في نفوس الرجال، الذين يستمدون منه ومن ذكراه استمرار المسيرة النضالية نحو تحقيق النصر .
ان مكتب الشؤون الفكرية والدراسات، اذ يصدر هذا الكتاب، بمناسبة مرور خمسة وعشرين عاماً على رحيل هذا القائد الكبير، يقدم للأجيال الجديدة من أبناء شعبنا، ملامح من حياة رجل قائد مقدام، احب ارض الوطن، وناضل من اجل تحريرها، وسقط شهيداً في سبيلها . لكي تكون هذه الملامح مثلاً يقتدى، ونحن نخوض معركة مواصلة الصمود والنضال من اجل الحصول على حقوقنا الوطنية الثابتة، واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .
ومكتب الشؤون الفكرية والدراسات، في هذا الكتاب، يحيي ذكرى القائد البارز، تأكيداً على التزامه بتسجيل هذا التاريخ المشرق، وتلك التجربة الرائدة، لكي تقدم مادة حية، ومنهلاً عذباً، ودروساً للحاضر والمستقبل . ولتأكيد حركتنا وثورتنا على العهد والقسم حتى النصر .
مكتب الشؤون الفكرية والدراسات
أبو علي أياد في ضمير شعبنا

أصدرت القيادة العامة لقوات الثورة الفلسطينية البيان التالي :
تنعى قيادة الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) الى الجماهير العربية والفلسطينية قائداً من قادتها، ومناضلاً من رجالها، وبطلاً من أعز بنيها، الشهيد البطل (وليد احمد نمر) والمشهور باسمه الحركي (ابو علي اياد) عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) وقائد قوات الثورة الفلسطينية في منطقة عجلون ...
والقيادة العامة للثورة إذ تنعى البطل الشهيد (أبو علي أياد) الذي سقط ضحية التواطؤ الأمبريالي الهاشمي وضحية التآمر العربي العميل تقدم لجماهيرنا وأمتنا قصة استشهاد المناضل الشهيد ...
ففي يوم الاثنين 12/7/1971 ، وعلى أثر الحشود العسكرية الأردنية التي بدأت تتجه من الشمال الى منطقة عجلون جمع القائد الشهيد قادة السرايا في المنطقة ، وأصدر لهم تعليمات واضحة بعدم التعرض للأهداف المدنية في حالة المعركة وألاّ تساء معاملة الأسرى من الجنود ، كما أوصاهم بالقتال دفاعاً عن كرامة الثورة ووجودها ..
وبدأت المعركة صباح اليوم التالي ، وكانت شرسة وقذرة، استعملت فيها القوات المهاجمة، كل أساليب الدمار والقتل
والهمجية. ولكن القائد الشهيد (أبو علي أياد) كان يصرخ في رجاله (الصمود الصمود أيها الرجال ، الثورة غرم وليست غنما ، فادفعوا ضريبة الصمود) .
وأرسل برقية للقيادة العامة يقول فيها :
(قررنا أن نموت واقفين ولن نركع والله معنا) .
واستمر الشهيد القائد يقاتل حتى وصلت آخر برقياته الى أخيه أبو عمار يقول فيها..
(المعركة قاسية وعنيفة والقتال وجهاً لوجه ونقاط التعزيز قد قطعت وسنقاتل حتى الشهادة ).
وهكذا كان للشهيد ما أراد حيث كانت دوريات كبيرة ومتعددة من سرايا الفرقة الثانية تفتش الجبال والوهاد والقرى المجاورة بحثاً عن (ابو علي أياد) وقد رصد مبلغ كبير لمن يلقي القبض عليه حياً أو ميتاً .. وبينما كان الشهيد القائد يحاول عبور منطقة جبلية مع بعض رفاقه صادفتهم دورية للجيش الأردني، واشتبكت معهم الى أن نفذت ذخيرتهم، واستشهد الجميع عدا ابو علي اياد. وقد احاطت بالبطل الجريح ثلة من العسكر بقيادة الملازم أول نادر الخالدي ، من كفر يوبا، قضاء أربد ، الذي اقتاده فوراً الى قيادة الفرقة الثانية وجراحه تنزف .
واستقبل البطل الجريح قائد الفرقة المجرم السفاح عطا الله غاصب ومعه عدد من ضباط وجنود الفرقة ، وبعد أن أجرى المجرم عطا الله غاصب اتصالاً لا سلكياً بالملك حسين شخصياً، تلقى أمراً من الملك بالإجهاز على البطل الجريح، وتم على الفور تنفيذ الأمر الملكي واطلاق النار على البطل الشهيد (أبو علي أياد) ثم صدر الأمر بإرساله الى عمان الى رئاسة الأركان الاردنية لأن القيادة العامة للجيش الأردني لم تصدق خبر قتل أبو علي اياد ..
وفعلاً أرسلت جثة الشهيد الى رئاسة الأركان حيث كان في استقبالها الملك حسين وخادمه الرخيص وصفي التل وثلة من العملاء والمأجورين يشتفون بحقدهم من البطل الشهيد وهو جثة هامدة بين أيديهم ، وينتزع الأجير عصا الشهيد القائد (ابو علي اياد) التي كان يتوكأ عليها من ألم في ساقه أصابه من خلال معارك مع العدو الصهيوني ليضعها في متحفه الخاص أشارة الى انتصاره على الرجال الأحرار والمناضلين الأبطال ..
يا جماهيرنا العربية والفلسطينية ..
هذه قصة استشهاد البطل القائد، ولقد تأخرنا في إصدار بلاغ رسمي بإستشهاده حتى نجمع المعلومات الصادقة حتى جاءنا الخبر اليقين ..
في ذمة الله أيها البطل الشهيد ، نودعك اليوم كما ودعنا بالأمس رفيقك الشهيد القائد أبو صبري ، ومعك قلوب أخوانك ، وعهداً على مواصلة السير في طريق الثورة حتى النصر .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: ذكريات الاخ ابو عمار عن الشهيد   الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 2:36

ذكريات الاخ ابو عمار عن الشهيد

بسم الله الرحمن الرحيم
" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً "
صدق الله العظيم .
قبل ربع قرن ، وفي مرحلة من اقسى مراحل الثورة الفلسطينية ، ودع شعبنا الفلسطيني اثنين من ابرز قياداته العسكرية والتنظيمية الفذة. ‏ وهما الاخ وليد احمد نصر الحسن " ابو علي اياد " وممدوح صيدم (ابو صبري) عضوي القيادة العامة لقوات العاصفة ، وعضوي اللجنة المركزية لحركة فتح .
ونحن اذ نتوقف اليوم بإجلال واحترام امام ذكراهما الخالدة ندرك جيداً اننا وصلنا الى ارض الوطن ، وان هذا الوصول ما كان يمكن له ان يتحقق لولا ذلك السيل الجارف من التضحيات العظيمة التي قدمها ابناء شعبنا الفلسطيني البطل . ولولا ذلك الصرح الشامخ من الشهداء القادة الرموز من قادة فتح ومؤسسيها الاوائل . عبدالفتاح حمود، ابو علي اياد، ابو يوسف النجار، كمال عدوان ، ماجد ابو شرار ، ابو الوليد ، ابو اياد، ابو الهول ، ابو المنذر وابو السعيد .
كان متدفقاً متحمساً ، الامر الذي جعله يتوجه الى الجيل الجديد ، الى الاشبال والى التربية الاسبارطية التي تجعل من المقاتل المتحمس اسطورة شجاعة دون تردد او وجل . وقد تربى على يدي الشهيد ابو علي جيل عظيم من ابناء حركتنا ، ولا ابالغ اذا قلت ان معظم القيادات العسكرية بمرتبة عقيد في قواتنا اليوم هم من اشبال ابو علي اياد .
وقد لعب الشهيد دوراً متميزاً في العلاقة مع قوات الجيش العراقي المتواجدة على الجبهة الشرقية ، كانت مهمته التدريب والتحضير والامداد فكان يشكل الرصيد الاستراتيجي لكل العمل في القواعد، الارتكازية شرق النهر ، وللعمليات البطولية داخل الارض المحتلة ، وحين اصبحت معركة الكرامة قاب قوسين او ادنى قام ابو علي بامدادنا بالمقاتلين وتوصيلهم الى ارض الكرامة بالتنسيق مع الجيش العراقي .
وحين نشبت المعركة كان ابو علي في سوريا ودخل الاردن والمعركة على اشدها ، وتوجه الى السلط دون ان تكون لديه ولدى سائقه الوثائق اللازمة . وهنا لا بد ان اذكر حادثة كان لها اثر كبير في مسيرة الحركة النضالية . فقد اراد الاخ ابو علي ارسال رسالة الى سوريا لطلب الامداد . فكتب على ورقة من مفكرته :
الى من يهمه الامر ...
يرجى السماح للمناضل محمد حسن بالذهاب الى سوريا والعودة في السيارة رقم 352680
القياة العامة لقوات العاصفة
ابو علي اياد
وذهبت السيارة الى سوريا وعادت، واصبحت هذه المبادرة تقليداً اصبح حقاً مكتسباً ، اصبحت اجازة فتح السيف الذي مزق اتفاقية سايكس بيكو ، حيث اصبح اعضاء حركتنا يتنقلون بواسطتها الى جانب الهوية العسكرية من الاردن الى سوريا الى لبنان والى العراق وحتى الكويت .
وقد تعرض الشهيد ابو علي اياد الى اصابة اثناء التدر يب في الهامة . وقد انتخب في المؤتمر العام الثاني للحركة عضواً في اللجنة المركزية بصفته مؤسساً وكان يومها لا يزال في المستشفى .
هذا هو الرعيل من القادة الرموز الذين قضوا نحبهم ، ونحن الباقون ، مشاريع الشهادة ننتظر. فالعهد هو العهد ، والقسم هو القسم بكل صدق واخلاص .
وللشهيد ابو علي اياد ذكريات خاصة في نفسي وفي نفوس كل الذين عرفوه عن قرب ، وحتى الذين سمعوا عنه ولم يقابلوه . كان احد اساطير ثورتنا بما اتصف به من الصلابة الفائقة والقدرة على التنظيم العسكري والتشدد في مبدأ الضبط والربط ، والعنف الثوري، فلا تساهل ، ولا حلول وسط ... " يا ثوري يا مش ثوري " كان عسكرياً من الطراز الاول وثورياً نادر المثال .
كان من اوائل الذين تفرغوا للعمل وللانطلاقة ، فقد ترك الجزائر حيث كان يعمل جنباً الى جنب مع الشهيد ابو جهاد ، وقاد دوريات الاستطلاع والعمليات العسكرية .
وفي الفترة العصيبة التي مرت على حركتنا اثناء محاولة المخابرات السورية السيطرة على مقادير الحركة ، والتي تم خلالها اعتقال القيادة المتواجدة على الارض السورية اثر اغتيال محمد حشمة واحمد عرابي ، حيث اعتقل معي كل من الاخوة ، ابو جهاد وابو صبري وابو العبد العكلوك وابو يحيى والمختار بعباع والزغموط. وقد بقي ابو علي اياد حراً طليقاً ولم يتوقف عن العمل العسكري واستمر في تنفيذ العمليات مؤكداً استمرار الحركة في العمل على الرغم من اعتقال القيادة ، ولكن المخابرات القت القبض عليه فالتحق بنا في المعتقل . ولكن العمل لم يتوقف حيث استمرت الاخت ام جهاد بتوجيه العمل الى ان تم الافراج عنا بعد حضور الاخ الشهيد ابو اياد والاخ ابو اللطف الى سوريا وبعد الاتصال مع احمد سويداني و حافظ الاسد .
خرجنا في دورية الى الارض المحتلة . ولكن المخابرات اللبنانية القت القبض على الدورية وحتى لا ينكشف امرنا قلنا اننا دورية استطلاع سورية وان ابو علي اياد هو قائد الدورية واما انا فقد اعتقلت تحت اسم الرقيب محمد علي من الجيش السوري ، وقد تمسكنا بهذا الموقف الى ان تدخل احمد سويداني رئيس الاركان السورية فافرجوا عنا ، وعندها فقط عرف غابي لحود وسامي الخطيب ان بين المعتقلين لديهم كان ياسر عرفات .
وقد اصيب الاخ ابو علي اياد اصابة بالغة في حادث انفجار اثناء التدريب والذي ذهب ضحيته الشهيدان احمد الاطرش ومنهل شديد ، ولكن هذه الاصابة البالغة لم تمنعه من الاستمرار في العمل ومتابعة مسؤولياته الثورية والقيادية .
وإن انسى لا انسى وقفة ابو علي اياد الى جانبي في عجلون بعد احداث ايلول ، وقد تسلم مني القيادة بعد ان كان علي ان اغادر للمشاركة في اعمال المجلس الوطني في القاهرة عام 1971 . وقد كان صموده رائعا.ً ولكن كما هو معروف تمت عملية اغتياله والقضاء عليه. ولكن بقي سالماً ساطعاً في ضمير شعبه وامته و مازال شعاره الخالد الصادق يتردد على السنة كل الثوار والاحرار في العالم ... ( نموت واقفين ولن نركع ) .
رحم الله الشهيد ابو علي اياد واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: محطات .. في سيرة البطل الشهيد    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 2:39

محطات .. في سيرة البطل الشهيد

الاسم الكامل :- وليد احمد نمر نصر الحسن، من مواليد قلقيلية في 12 / 1 / 1935م .
اتم تحصيله الثانوي في قلقيلية حيث حصل على شهادة المترك عام 1953 . عمل مدرساًبعد المترك مباشرة ولمدة وجيزة في مدارس قلقيلية وعزون . انهى دورة تدريبية لاعداد المعلمين في بعقوبة العراق عام 1954. عمل مدرساً في المملكة العربية السعودية منذ عام 1954 وحتى 1962 ولم يكن عمله في السعودية بعيداً عن العمل العسكري اذ كان مدرساً في دورات اعداد الجند وتثقيفهم .
في عام 1962 وفور اعلان استقلال الجزائر انتقل اليها ليعمل مدرساً ويسهم في حركة التعريب في هذا البلد العربي .
انضم الى العمل الثوري الفدائي منذ الاعلان عن انطلاق الثورة الفلسطينية في الفاتح من كانون الثاني عام 1965.
في عام 1966 انيطت به مهمة الاعداد للعمليات العسكرية في الارض المحتلة انطلاقاً من الضفة الغربية. وقد اسهم في هذه الفترة مع القائد أبي عمار في تجنيد الكثير من ابناء فلسطين لحركة فتح .
وفي هذه الفترة النضالية قاد الهجوم على بيت يوسف في 25/ 4/ 1966 وكان هذا الهجوم باعتراف القادة الاسرائيليين، من اعنف ما تعرضت له المستعمرات الاسرائيلية حتى ذلك التاريخ .
وفي الفترة ذاتها قاد عدة عمليات منها الهجوم على مستعمرات هونين، المنارة، كفار جلعادي .
في عام 1966 غادر الى سورية ليقوم هناك بتدريب واعداد قوات العاصفة، وأخذ باعداد قوافل الاشبال ورعايتهم في اطار الثورة الفلسطينية المسلحة .
وفي سورية، في معسكر الهامة المشهور اصيب اثر انفجار لغم اثناء التدريب باحدى عينيه وبساقه التي استعاض عنها بعصاه التي مازال لها ذكريات عند رفاقه الفدائيين.
عاد الى الاردن عقب حرب حزيران عام 1967 واوكلت اليه مهمة قيادة الثورة الفلسطينية في عجلون .
نفذ خلال فترة وجوده في الاردن عدة عمليات عسكرية عبر نهر الاردن استهدفت معسكرات الاحتلال ومستعمراته .
في 27/7/1971 استشهد ابو علي اياد في أحراش " جرش عجلون" .
اقامت قيادة الثورة الفلسطينية والقيادة العامة لقوات العاصفة جنازة رمزية للشهيد في 17/ 8/ 1971 انطلقت من مستشفى الهلال الاحمر الفلسطيني في المزة الى جامع فلسطين في مخيم اليرموك .
من الالقاب التي اطلقها القائد ابو عمار عليه " عمروش فلسطين" وكان اللقب حبيباً الى قلبه شأنه شأن اللقب الآخر"بطل الجبل". انتخب عضواً في اللجنةالمركزية لحركة فتح في مؤتمر الحركة العام الثاني مع انه كان موجوداً خلال المؤتمر في المستشفى. كذلك كان عضواً في القيادة العامة لقوات العاصفة .
شارك الى جانب عمله العسكري بنشاطات سياسية فكان ضمن الوفود الفلسطينية التي زارت الاقطار العربية والاشتراكية وكان آخر زياراته مع وفد الثورة وعلى راسهم " ابو عمار " الى الصين. اسهمت علاقاته الودية مع القادة العراقيين في تسهيل امداد الفدائيين في الكرامة بالسلاح . كما واسهمت علاقاته الوطيدة بالسوريين في ظهور ما عرف باجازة فتح وهي الورقة التي كانت الدائرة العسكرية في فتح تصدرها لتسهيل التحرك بين الاقطار العربية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: الرجل الاسطورة عباس زكي   الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 2:41

الرجل الاسطورة
عباس زكي


قد يكون وصفه بالرجل الاسطورة قليلاً عليه لانه من النماذج التي تشكل بالرؤيا والمسلكية ارتباطاً واعياً بالهدف ... ومجرد انتماء مثل هؤلاء الرواد للثورة هو التأكيد بأم عينه على ان هناك قضية لشعب فلسطين، حية بحيويتهم واندفاعهم وعادلة بمسلكيتهم واستقامتهم وزهدهم في الجاه والمناصب على حساب اخوة السلاح والوطن .
انتمائي للحركة في اكتوبر 1962 ومعرفتي للشهيد الراحل عبر المكافحين فعلاً عام 1964 واللقاء معه قبل حرب حزيران وهو يقبع بمستشفى المواساة في دمشق اثر انفجار العبوة الناسفة بمعسكر الهامة التي كان قد اعدها لعملية نوعية ضد الاحتلال .
عرف ابو علي اياد عبر نشأته المتأصلة في الثورة كامتداد لجده"عقاب " كما علمت عبر احبائه ومعارفه عن تاريخ الاسرة .. عرف بخشونته المنسجمة مع العلم العسكري الذي تلقاه في العراق وهذه الخشونة .. الى جانب الايمان بالتضحية بالروح والدم والوقت من اجل تحرير فلسطين تركت منه بلدوزر دون كوابح في انجاز العديد من المهام العسكرية، والتي فرضته دون منازع او خلاف عضواً " في اللجنة المركزية والقيادة العامة لقوات العاصفة في المؤتمر العام الثاني رغم عدم حضوره المؤتمر لأنه كان خاضعاً للعلاج، فلم يصل الى رأس الهرم عبر علاقات صداقة مع احد او معرفة قديمة، بقدر اندفاعه البطولي نحو التنفيذ الصارم لواجباته الوطنية . كانت مشيئة الله ان يقوم القائد الشهيد منهل شديد وهو من الرجال الاسطورة ايضاً وذوي الخبرة الواسعة في المتفجرات باستخدام هذه العبوة كوسيلة ايضاح لمجموعة فدائية تتدرب على المتفجرات دون علمه بأنها كاملة التجهيز ، وكان انفجارها قد طغى على صوت الشهيد ابو علي اياد الذي ركض مسرعاً نحو المدرب والمجموعة لتحذيرهم من استخدامها ، باعتبارها كاملة التجهيز في انتظار الانطلاق نحو الهدف المقرر داخل فلسطين . فكان نصيبه ان يكون من الجرحى حملة الاوسمة الحقيقية التي لازمته منذ البدايات .
كانت المقابلة طويلة وحميمية وذات هيبة لم اشعر بها من قبل ، فرغم كل جراح الرجل ورغم حرص المحيطين به على منحه قسطاً من الراحة . الا ان انشداده للوطن وتجاوزه الذات حال دون التعليمات التي عادة ما ترافق من يخضعون للعلاج السريري . كان الاسد الجريح لاهم له الا الاطلاع على قيادة الدوريات والقيام بالاعمال البطولية التي حال اعتلال صحته دون مواصلتها .
كان ابو علي اياد رحمه الله يتذكر العمليات العسكرية التي قام بها، ويطوف بخياله الجغرافيا الفلسطينية هضاباً ووهاداً ومنعطفات، كان يتفقد الاهداف المطلوبة واحدة واحدة . كما يحاول الاطمئنان على اخوة الدرب .. ويحاول استقصاء ما يدور في اذهان الجماهير .. ويتفحص درجة الالتقاء ونقاط الخلاف .. مع الشرائح المتقدمة في العمل الوطني. كان حريصاً على توفير كل مؤيدات استمرار الحالة النضالية التي لها مرتكزات وثوابت تشكل ضمانة الاستمرار سواء في اختيار الاعضاء او كيفية التعاطي مع الاهداف والناس .
وسرد لي وبتفاصيل دقيقة اهم ما يعرفه عني والواجب الذي اضطلع به ، وتحدث عن الاخوة الذين هم في دائرة العمل وايضاً عن المتربصين بالثورة والحاقدين على المستقبل الفلسطيني، فشعرت للمرة الاولى بأوسع هامش التقي به مع ذلك القائد، الذي لا يتقدم الابنزع الالغام وتنقية وصيانة الوسائل الموصلة الى الاهداف.
كان موسوعة علمية في الجانب الروحي وبعث الهمم واحياء القيم وكأنك امام شيخ من طراز جديد ثوري وصادق وقادر على الاقناع . لم استغرب شيئاً لرجل تعاقد مع الموت ليحيا الوطن .
فان لم يكن بمستوى من الخلق والتسامي كما هو ابو علي اياد فعبثاً محاولة تطبيق شعارات العودة والتحرير، وتذليل نتائج القيام بالعمل العسكري من أي فدائي، قد يترتب عليه الموت او السجن المؤبد او الاعاقة مدى الحياة .
لفت انتباهي انه متكامل في طرحه السياسي والروحي، ولا يطلب من الآخرين شيئاً يحجم عنه وهذا سر قوته . ويحاول ان يكون النموذج الذي يمكن تقليده في التقشف او العبر او الشجاعة او الامانة او الصدق، وباختصار كان يردد ان طهر النفس هو اقوى الحصون وان اردت محاسبة الخونة فكن اميناً لتوفر القناعة بعدالة الاجراء الذي يمكن ان يطال من سرق ، او باح باسرار ليستفيد منها العدو .. وكان منسجماً مع مقدمة ابن خلدون في ان الانسان يتأثر بمحيطه البشري والجغرافي ... الخ . وعليه ليكون نظيفاً ، التدقيق اكثر في المحيطين به ، دون اختلاط الحابل بالنابل .
وبعد جولة في فكر وممارسة وواقع هذا القائد تكرس في ذهني دوره المتميز جداً وعدت الى الاردن تسللاً عبر الحدود سيراً على الاقدام، لأجد من ينتظرني في الاغوار ، ولديهم ملامح التكليفات المترتبة على لقاء القائد، فعرفت بأن ابو علي وجميع جناح 54 هم نفس الطراز في الانتماء والعصامية والوفاء للعهد والقسم . وبالفعل تواصلت التوجيهات والكابسولات بما يعزز تواصل النضال وتصعيد الكفاح الذي يعكس اهمية وثقل مسؤولية الرواد في الممارسة والفكر.
وبعد حرب حزيران وانتشار فكرة الثورة لم يستطع ابو علي اياد الاستمرار في مستشفى المواساة ، فأخذ يتردد رغم تحذيرات الاطباء على معسكرات الاعداد للرجال الذي شاء القدر ان يسهموا بصنع المجد لهذه الامة . وفي احدى زياراته لمعسكر الهامة ، حيث كنت في دور ة، اتسمت بعنف المدربين وقساوة البرنامج، شكوت له اوضاع القادمين من طلائع فتح من مختلف الساحات والذين يحتاجون الى التدرج في الحياة العسكرية التي لم يعتادوها من قبل . قال لي عليهم التحلي بالصبر وان يدركوا ان المبالغة في قسوة المعاملة قد تنقذ حياتهم حين تعرضهم لخطر حقيقي وهم في الطريق الى النصر ام الشهادة . واثار استغرابي اكثر الخشونة التي بدت ملامحها عليهم بعد مراجعتي للاخ الشهيد وكأنه طلب منهم ذلك .
وانتهت الدورة بنجاح دون وقت لتقديم الشكاوى للاخوين ابو عمار وابو لطف الملقب (بشير المغربي ) في ذلك الوقت . ومن المؤسف ان الشهيد وهو يقف على باب احدى غرف القيادة .. خرجت طلقة بالخطأ فأصابت نفس القدم المصابة سابقاً، وكأن القدر يلاحقه فعاد ثانية لفترة وجيزة الى المستشفى ليتحول المستشفى ثانية الى غرفة عمليات ، ويعج بالزوار وخاصة من الفدائيين القادمين من مختلف الساحات ليجسدوا الانتماء بالتفرغ للعمل الفدائي.
وبعد ان استعدت الثورة مبكرا بالتحضيرات لانطلاقتها حيث عبر الاخوان أبو عمار وابو صبري الى داخل الوطن . قبل اربعه شهور في عملية مسح واستطلاع لامكانيات ومعنويات شعبنا اثر حرب ونكسة حزيران كما اطلقوا عليها في ذلك الحين .
وهنا وجد ابو علي اياد المبرر بان يتواجد رغم كل الجراح وسط المقاتلين ، وابو علي اياد لا يعرف له بيت محدد في حياته كما لا يعرف قبره حتى اليوم . وكأنه حي يتنقل كعادته يحمل المعنويات والأمل للمتطلعين الى تحرير الذات من رواسب وتراكمات المحيط ويسعى الى تحقيق الذات القادرة على تجسيد الهوية الوطنية والانتماء الحقيقي للثورة .
ليتواصل دوره على مدار عام 67،68،69 ،70 كأحد ابرز القيادات الميدانية ذات الكاريزما والحضور النوعي الذي يمثل شيئا واعداً ، ويضع حداً فاصلاً بين الامس والغد الفلسطيني .كان الرصيد الاحتياطي النشط عبر وجوده في دمشق -في الجولان -في جنوب لبنان حيث مسؤوليته بعد التواجد العلني للثورة في الاردن، فلم يشعر أحد بالحصار حيث نجد ان ابو علي اياد لم يتوان عن فتح اكثر من جبهه لفك الحصار دون استشارة احد. فالوصف الدقيق لحقبته انها التجديد الحقيقي لدور المتطلعين الى التحرير والطامعين بفجر الحرية والاستقلال الوطني .
كنت على اتصال دائم مكنني من معرفته اكثر فاكثر ، خاصة حينما عبر ذاك البطل الى الاردن واستقر في جبال عجلون . وقد حسمت معركة هناك باخراج الثورة من المدن . وطلب الي المغادرة بصفتي عضوا في لجنة الاقليم التي تقرر مغادرتها الى درعا . حفاظا على اسرار التنظيم ولادامة الحالة النضالية عبر تأمين المراكز القيادية . حينها رفضت الخروج من الاردن . وطلبت من القيادة أن اتحول الى الجبل باعتباري مفوضا سياسيا لأعمل مع الشهيد ابو علي اياد ، وكان لي ذلك وهناك عرفته اكثر فاكثر .. كان دائم الشك وذا مصداقية عالية مع النفس ومع الآخرين ، وكان يتعامل مع كل الناس وكأنه المربي الوحيد لا يحيل قضية أو انحراف لأحد ، فحال توصله الى قناعة وتأكيد عبر لجان تحقيق او متابعة لأي موضوع على نشاط البحث ، يلجأ الى طريق العلاج لقناعة الرجل بأن الثورة في مراحلها الاولى تحتاج الى شىء فوق الروتين وتجاوز للعواطف ..لان الكسر في العظم واي شيء خطأقاتل للثورة والشعب . انه ليس عمروشي الجزائري ، ولم يقم بشيء مما قام به عمروشي ولكن لبروز خصوصية في هامشها اكثر قربا من اسلوب عمروشي اطلق على ابو علي اياد "عمروشي" فلسطين حيث لا تأخذه في الحق لومة لائم . فبنفسه دون اعطاء امر لاحد كان يحسم بل يستخدم الاصلاح والتصويب بمختلف الوسائل بما في ذلك استخدام العصا الملازمة لحله وترحاله . وفي بعض المرات كنت اعتقد انه ظالم ولا يجوز اذلال المقاتل بهذا الشكل، ولكن مفاجأتي ان من يضرب بالعصا كان يستحق القتل بل ووجدت معظم من يعاقبهم يتحولون في اليوم الثاني الى مستوى من الحرص على الواجب الوطني والاقلاع عن مسارب الاهمال ومظاهر الفساد. كان رحمه الله يردد دائما" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ويردد" ولكم في القصاص حياة يا اولى الالباب ". "وانصر اخاك ظالما او مظلوما " .
" ان الله يحب إذا عمل احدكم عملا ان يتقنه "
"لا يؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "
كان يردد ، ظروفنا لم تسمح بتربية ابنائنا وترسيخ تقاليدنا وابراز تاريخنا الحضاري، مطلوب ان يكون الدم الذي يضخ في القلب نقيا كي لا يتعطل القلب فيموت الجسد . كان يرى ان للقيادة خصائص لا تخضع لتأثيرات الدهماء . وأهم واجبات أي قيادة هي تهيئة الظروف لمن يقود سواء في التنظيم بشكل خاص او الجماهير بشكل عام ، لكي تتفاعل مع الاهداف وان لا تفجع بازدواجية الشخصية والممارسة للقيادة بحيث لا يستوي الخبيث والطيب . فحملة الرسالة اكثر الناس في دفع الثمن ، ورسالة الثورة ، وخاصة الثورة الفلسطينية لشعب موزع في جميع انحاء المعمورة .
وفي غياب الجغرافيا وتشتت الشعب وحشوة الظروف والاحتلال مطلوب التعامل مع الرواد بجدية ومصداقية "شدة في غير عنف ولين في غير ضعف "
مطلوب عدم السماح بفعل نخجل من الدفاع عنه ، مطلوب الاستمرار في استقطاب الجماهير. وهذا يحتاج من الكادر الى التحلي باقصى د\رجات الضبط والربط .
مطلوب ضرب نظام الحصص وتجاوز مرض الذات والشخصانية من أجل قضايا الشعب والوطن . كان الشهيد الراحل ثورة في الثورة ، مدرسة في فتح ، ووطناً في شخص. كان يقوم بمعالجة قضايا المقاتلين بتحسس اوضاعهم والوقوف على ما يحيط بهم .كان من حفظة الملف النضالي ، لم يخطىء ولم يخدع كغيره ليصبح في موقع النقد، وفي يوم 13آب 1971م فوجئنا بالهجوم على احراش عجلون ، فتقدمنا بامرته من الوهادنة الى اشتفينا حيث دارت اشرس المعارك . وهنا طلب النجدة من الاخوة المتواجدين في درعا. فلم يسعفنا أحد وهنا وفي اليوم الثاني رفع ابو علي اياد شعار "نموت واقفين ولن نركع " وسارت الامور وفقا لصرخته المشهورة . حيث سقطت دبين ذات الامكانات الهائلة في اليوم الثالث، وبقيت أحراش عجلون بقيادة ابو علي اياد تقاتل على مدار عشرة ايام حيث استشهد القائد وهو يتقهقر في سبيرا على مشارف الاغوار .
وهنا توقفت عقارب الساعة الحقيقية في الممارسة الثورية المنسجمة مع القسم والاهداف والوفاء للشعب والشهداء وكل من رحل. ورحل ابو علي اياد جسدا ليحتل ادمغة المناضلين القابضين على الجمر والى الابد .
سيكون بعد مائة عام الحديث عنه هو الحديث عن عز الدين القسام أو عبد القادر الحسيني أنه لن يترحل عن جواده إلا حبا في الارض يلثمها وتصعد روحه لتدفع بالغلابا والمخلصين وتحفزهم الى الاستمرار . وسيكون ابو علي اياد أحد أهم اعمدة النضال الفلسطيني في اوجه. وفارساً من فرسان مرحلة لم يشك او يشك منها أحد ، كانت مرحلة التضامن والوحدة مرحلة الانتصار على الذات والعدو رغم شح الامكانات . مرحلة تتويج الفدائي على صدور العرب .
وباليوبيل الفضي لرحيله نحتاج الى التمعن اكثر في ذلك المعين النضالي في التربية والاعداد والعمل العسكري والتعبوي ، ذاك المعين الذي لا ينضب. ومن بطن حواء الى بطن الثرى يمشي ابن آدم ساعة الميلاد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: قبس من شعلة الكفاح المسلح يحيى يخلف   الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 2:44



قبس من شعلة الكفاح المسلح
يحيى يخلف
جسد الشهيد (أبو علي إياد) روح المسلكية الثورية ، وأخلاقيات المقاتل في زمن إنكار الذات ، والنقاء ، والبساطة ، في زمن الشجاعة وكسر حاجز الموت ، عندما كانت المغارة هي بيت الفدائي ، وعندما كان الشعار السائد : هويتي بندقيتي .
ولد أبو علي إياد مع الولادة الشعبية الكبرى ، فولادته الحقيقية كانت مع ولادة الكفاح المسلح ، وخرج من صفوف الشعب ، من جمرة العاصفة التي وضعت فلسطين من جديد على خارطة العالم .
بعد هزيمة 67 ، كانت فتح أنبل ظاهرة ترد على اليأس بإيقاظ شعلة الحياة في روح الشعب والأمة ، في تلك الأيام التحقنا بصفوف فتح مدفوعين بغريزة البحث عن سر القوة ، وكان أبو علي إياد أحد الرموز العظيمة لتجربة الكفاح المسلح ، وكان هناك في موقعه العالي في تلة الهامة التي تحاذي مجرى نهر بردى قرب دمشق يشرف على تدريب الرجال وعلى عمليات التعبئة والتسليح ، وكان هناك في موقعه الحصين بمدينة درعا في قطاع الجولان يشرف على التخطيط وإرسال الدوريات العسكرية .
وكان أبو علي إياد أغنية الأغوار ، وسر الليل ، وخطوات الفدائي، يجسد بالممارسة الفكر الوطني الثوري الذي أطلقته حركة فتح، فتحرير فلسطين هو طريق الوحدة العربية ، والأرض للسواعد الثورية التي تحررها ، وحرب التحرير الشعبية طويلة الأمد هي الوسيلة للتحرير ، والتناقض الوحيد هو التناقض الأساسي مع العدو الذي احتل بلادنا ، والسواعد ..كل السواعد يجب أن تتوجه إلى فلسطين ، والوحدة الوطنية هي البديل للتشتت والبعثرة ، ولقاء القوى الوطنية يجب أن يكون فوق ارض المعركة .
احتضنت الجماهير الفلسطينية والعربية التجربة الجديدة ، وصار للفدائي قدسية خاصة، وكانت (إجازة فتح) وهي الورقة التي تصدرها الدائرة العسكرية في فتح ممهورة بإمضاء أبو علي إياد هي جواز السفر الذي يعبر به الفدائي حدود الدول العربية من عمان إلى دمشق ، إلى لبنان، ومن عمان إلى العراق ، إلى الكويت ...
في تلك الأيام، وبعد معركة الكرامة ، كنت أحد المسؤولين عن التنظيم والميليشيا في محافظة اربد أو اللواء الشمالي كما كان يطلق عليه في ذلك الوقت ، وبحكم وجودنا في منطقة حدودية مع سورية ، فقد كان من الطبيعي أن نلتقي في درعا بأبو علي إياد .
أتذكر حالة الارتباك التي تنتابنا عندما كنا نذهب للالتقاء بهذا القائد العملاق ، فصورة (أبو علي إياد) في أذهاننا كانت صورة القائد الصارم الذي لا يتردد في استعمال عصاه إذا تطلب الأمر ذلك . القائد الذي يهابه المقاتلون ، ويحسبون له ألف حساب .
لكن، ما أن ندخل غرفته ، حتى يقابلنا بالترحاب، والود، وشيئاً فشيئاً تدخل السكينة قلوبنا، يستمع إلينا ونستمع إليه، ويصرف لنا ما نحتاجه من عتاد ويشد على أيادينا ، وعندما نخرج يقول لنا مرافقوه: لقد تعامل معكم برقّة لأنكم تنتمون إلى التنظيم، أما العسكر فالتعامل معهم أمر مختلف .
كان أبو علي إياد صارماً بالفعل ، وكان يستعمل عصاه أحياناً لتأديب المخالفين الذين يرتكبون الأخطاء مع الجماهير أو يقومون بسلوك مشين يسيء إلى قدسية العمل الفدائي . كان حارساً للفكرة ، صانعاً للرجال ، زارعاً للشجاعة ، معلماً للمقاتلين الذين يكسرون بالفعل حاجز الموت .
كان يربي الأشبال ، فيكبرون على محبته ، ويكتسبون الخبرة من تجربته ، وعندما يقرر أبو علي إياد تنفيذ عملية عسكرية ، يتسابق المقاتلون للمشاركة في تلك الدورية ، فيختار بعضاً منهم ، ومن يختاره أبو علي إياد يعتبر ذلك وساماً له ، وأما الذين لم يحالفهم الحظ ، فان الحزن يدخل قلوبهم ولكنه كان يخفف عنهم ، ويعدهم في المشاركة في العملية القادمة .
ذات مرة ، احضروا له متهماً بالتجسس لحساب إسرائيل ، وتوقع الجميع أن يصدر أوامره بإطلاق النار عليه وإعدامه ، لكن القائد أبو علي إياد قبل توبته عندما أعلن عن ندمه ، وقال له : هناك دورية عسكرية ذاهبة للاشتباك مع العدو ، فإذا كانت توبتك صادقة فسأمنحك شرف المشاركة في الدورية ..وإذا كتب الله لك الشهادة فستذهب إلى الجنة ، وإذا عدت سالماً تكون قد تطهرّت من آثام الخيانة .
وهكذا منح الفرصة لمواطن فلسطيني مغرر به ، استتابه وأعاد له الإحساس بالكرامة الإنسانية.
توثقت علاقتي بالشهيد (أبو علي إياد) في أحداث أيلول 70 وكنت في ذلك الوقت أميناً لسر التنظيم في منطقة شمال الأردن ، وفي الشهور الأولى من عام 71 أصبح أبو علي إياد نافذتنا الوحيدة بعد أن أحكمت قوات الجيش الأردني السيطرة على الطرق المؤدية إلى عمان .
كان أبو علي إياد آنذاك يتخذ من أحراش عجلون موقعاً لقيادته، وكان مرجعنا في اربد الأخ أبو ماهر غنيم الذي التحق بدوره في الأحراش في الفترة التي سبقت هجوم الجيش على مدينة اربد، والحقيقة أن الأخ أبو ماهر غنيم كان قائداً شجاعاً منحنا الدعم والمساندة طوال فترة وجوده في اربد ، ومنحنا الكثير من وقته لمعالجة مشاكلنا، والسهر على شؤوننا ، لكن موقع الأحراش في عجلون ظل النافذة القريبة المفتوحة التي يلجأ إليها الجميع .
كنا نتبادل الرسائل مع ( أبو علي إياد ) من خلال الأخوات ، من بنات التنظيم في اربد ، يحملن الرسائل ، ويتحملن الخطر ، وعندما كانت تصل رسالة من ( أبو علي إياد ) كنا نقرأها ، فترتفع معنوياتنا نحن الذين نعيش حالة حصار ، فقد كانت اربد محاصرة من جميع الجهات .
لم يبخل أبو علي إياد علينا بالأموال ولا بالعتاد ولا بالكلمات التي تعزز صمودنا . وكنا نمده بالتقارير والمعلومات التي نحصل عليها .
في 26 / 3 / 1971 أحكمت قوات اللواء المدرع ( 40 ) السيطرة على مداخل المدينة ، وأصدرت لنا أمراً بإلقاء السلاح والاستسلام .
اجتمعنا في قيادة الميليشيا ( أنا ، وأبو أروى ، وجمعه الناجي، وموسى عامر " كفاح عودة " ، وعدد من الأخوة الآخرين ) وكان معنا أيضاً القائد العسكري أبو فتحي أبو الهيجاء أحد القادة في موقع الأحراش وكان قادماً في زيارة لعائلته في مخيم اربد .
اجتمعنا وقررنا الدفاع عن مواقع الثورة في منطقة اربد حتى آخر طلقة واتصلنا بالأحراش ، فجاء صوت أبو علي إياد عبر جهاز اللاسلكي ليبارك قرارنا .
وعندما بدأت المعركة أجرينا معه آخر اتصال فقال لنا: الله معكم ...دمروا الواسطة ( جهاز اللاسلكي) وقاتلوا ببسالة .
أسجل وقائع تلك اللحظات لا لإعادة جرح مضى ، ولكن تلك الأحداث أصبحت ملكاً للتاريخ الذي لا يمكن أن يتجاهلها .
لقد كانت معركة اربد معركة غير متكافئة ، قاتلنا فيها بالفعل حتى آخر طلقة، واستشهد العديد من رفاقنا وإخواننا ، ومن بينهم القائد العظيم ( أبو فتحي أبو الهيجاء ) الذي قال لنا : أنا هناك في الأحراش قائد كتيبة ، ولكني هنا مع الميليشيا مجرد مقاتل عادي .. أعطوني بندقية وحددوا لي مهمة.
انتهت معركة اربد ، بخروجنا من منطقة الشمال ، وزج بالذين تم اعتقالهم في معتقل الجفر الصحراوي ، ومن كتبت له الحياة ، ذهب مشياً على الاقدام الى الحدود السورية .
بعد معركة إربد ، أصبحت الأحراش في عجلون منطقة محاصرة من جميع الجهات ، واصبح قلقنا على مصير إخواننا هناك وعلى رأسهم ( أبو علي إياد ) .
مضت شهور قليلة قبل أن تبدأ معركة الأحراش التي قادها أبو علي إياد تحت شعاره الخالد : نموت واقفين ولن نركع .
وأسفرت المعركة عن استشهاده ، انضم إلى قافلة الشهداء والصديقين ، وصار رمزاً خالداً ، وبطلاً قومياً من أبطال فلسطين .
على الرغم من الهزيمة المرة في الأحراش ، إلا أن شعار ( نموت واقفين ولن نركع )اصبح شعاراً خالداً ساعدنا على الصمود في المعارك التي تلت أحداث الأحراش ، وأصبحت شعارنا في مخيم تل الزعتر ، وفي صبرا وشاتيلا وبرج البراجنة وعين الحلوة والرشيدية والبداوي .
مضى ( أبو علي إياد ) ولكنه لم يغب عنا .
ظل مقيماً فينا ، يرمز إلى قوة الحياة في روح شعبنا الفلسطيني المكافــح .
لم يعثر أحد على جثة الشهيد أبو علي ، ولذلك أقيم له قبر رمزي في مقبرة الشهداء بمخيم اليرموك .
ولسنوات طويلة تلت استشهاده كان عدد كبير من أبنائه المقاتلين لا يصدقون أن (أبو علي) قد استشهد ، كان هناك من يعتقد انه حيّ ، وأنه سيعود ذات يوم ليتابع دوره في قيادة المسيرة .
وكنت ألاحظ حب المقاتلين له في قواعد الثورة في جنوب لبنان، لدرجة أن المقاتل الذي يضطر إلى القسم لكي يصدقه الآخرون في أمر من الأمور كان يحلف قائلاً : اقسم بروح ( أبو علي )، بعد هذا القسم يحسم الأمر ، فهذا هو أغلى قسم يمكن أن يقسم به المقاتل .
أبو علي إياد ، ابن قلقيلية ، ابن فلسطين ، قائد فذ ، وعضو في اللجنة المركزية لحركة فتح ، هذه اللجنة التي قدمت خيرة أعضائها شهداء على طريق تحرير فلسطين ، وكما قال لنا الأخ أبو عمار أكثر من مرة : هناك نصاب للجنتكم المركزية في الجنة .
بعد خمسة وعشرين عاماً تطل علينا صورة ( أبو علي إياد) مضيئة ، تعكس قبساً ينتمي إلى شعلة الكفاح المسلح المجيدة التي نعتز بها كمحطة أساسية من محطات مسيرة ثورتنا ، محطة فتحت الطريق أمام قيام الدولة المستقلة وعاصمتها القدس .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق فلسطين
عضو جديد
عضو جديد
avatar


عدد المساهمات : 24

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 12:01

اسمحلى اقاطعك ابو حسام واقلك يسلمو ايد وقلبى

على الموضوع الرائع

الشهيد أبو علي ولذلك أقيم له قبر رمزى في مقبرة

الشهداء بمخيم اليرموك


بجد يسلمو اخى ابو حسام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 13:09

اخى الغالى عاشق فلسطين

اسعدنى مرورك على موضعى

واتمنى انك تكون معى فى الردود على هذا الموضوع

ونكون انا وانت ايد فى ايد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: العم ابو علي رشاد الكاسر   الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 16:19

العم ابو علي

رشاد الكاسر

العم ابو علي اسمٌ مُحبب للقلوبِ رغم الرهبة عندَ ملاقاته ، هكذا كان يحلو للجميع مخاطبته .
ورغم مرور 25 عاماً على استشهاده ، الا انه لا تمر ساعة الا واتذكره ، ويومياً يعود شريط الذكريات .
اسميتُ نفسي رشاد حباً لعمي وبقيت كذلك الى أن سألني ماذا ستُسمي نفسك .. رشاد ايش .
وقفت حائراً واذا به يقول الكاسر ، وردد الاخ القائد ابو عمار فعلاً كاسر يا كاسر.
اعجبني الاسم وصرت فخوراً به واحاول الحفاظ عليه واعتبرته اول وسام تَمنحني اياه الثورة .
ولذلك كلما ناداني اخواني باسمي تذكرته وتذكرت تلك اللحظات .
احببته منذ اللحظة الاولى ولم اكن اشعر بغيرة من احد غير الاخ علي حجاج والذي كنت احس انه يحتل مكانه متقدمة علي لدى العم ابو علي اياد الى ان اصيب واخذت مكانه في قيادة معسكر الهامه واصبحت ابذل كل جهد لكي اثبت للعم ابو علي اياد انني سأسد الفراغ الذي حدث بسبب غياب الاخ علي حجاج .
كنت رياضياً، وهذا ما ساعد على اختياري لكي اكون مدرباً، واصبح العم ابو علي اياد يعتمد علي في كثير من الامور وخاصة انه اوكل الي الاشراف الكامل على الاشبال وتدريبهم، وكم كنت فخوراً بذلك رغم العبء الكبير في تدريب الدورات، وكنت اواصل الليل والنهار كي اثبت للعم ابو علي اياد انني جدير بثقته .
وذات يوم حضر الاخ الشهيد الرائد خالد ، وطلب مني ان اتحرك معه الى الكرامة، ففعلت وما كدت اصل الى الكرامة حتى حضر العم ابو علي واعادني معه الى الهامة، وفي اليوم التالي حضر الاخ الرائد خالد وما ان رآني حتى بدأيسألني عن سبب عودتي وبدون أمر منه ولحسن الحظ وقبل ان اجيبه خرج العم ابو على للقائه وقال مالك "عالغضيب " وهي كلمه محببة يطلقها العم ابو على على الشباب ( انا اعدته لاني احتاجه الى جانبي) إلا ان الرائد خالد رحمه الله اصر على اعادتي إلى الكرامه ولو لمدة 15 يوما، وهذا ما حصل وبعد ذلك أعادني إلى العم ابو على .
رغم صعوبه العمل مع العم أبو على ، إلا ان ذلك كان لا يساوي شيئا من انك في مدرسة ابو على إياد هذه المدرسه التي خَرَّجت خيرة كوادر قوات العاصفة والتي أشرف ابو على إشرافا مباشرا في صقلها وتربيتها .
لا زال الكثيرون يفتخرون بأن هنالك جرحا خلفته عصا أبو على في رؤوسهم ويعتبرون ذلك مفخرة لان العم ابو على بذلك قد منعهم من الانحراف .
صحيح ان هذا الاسلوب كان أحيانا خاطئا ولكن العم ابو على كان لا يجد حرجا في ان يعتذر فورا ونتيجة لحادثة مع أحد الاخوة وتبين انه مظلوم ، لم يعد العم لهذا الاسلوب إلا في حالات نادرة وعندما يكون متأكدا من ذلك .
كان ثوريا صلبا لا يساوم .
كان يسأل كل فرد في الدورة وامام الجميع في كم سنه نستطيع تحرير فلسطين كانت الاجوبه تتمايز من قائل 5 سنوات عشر ، عشرين ، ثلاثين .
كان يفرز الاشخاص ومن يظن ان الثورة ستنتصر سريعاً وفي زمن قصير كان ينصحه العم ابو علي ان يختصر الطريق ويبحث عن حياة اخرى .
اذكر ان جوابي اعجبه حين اجبته على هذا السؤال ، ستون سبعون سنة وبتهون ياعم ابو علي . فقال صح ياغضيب .
كان عنواناً للتمرد والانضباط في آن واحد، كما كان رده حلواً وجميلاً وهادئاً للرد على اخيه ابي عمار حاضر يا اخوي - بسيطة طول بالك - تؤمُر .
لا اذكر ولو لمرة واحدة ان رفع صوته على اي ، اخ قائد. قد يحدث ذلك في ما بينهم في اجتماعاتهم ولكن امام العناصر لم ار ذلك ابداً سوى مرة على الهاتف واثر استشهاد مجموعة من الابطال من ابناء واحباب ابو علي ، أذكر منهم جهاد عبد الحق -زياد مصرية -سمير عرابي ، والزرزور الذي كان محببا للعم ابو على لأنه زرزور فعلاً، حيث طلب منه الاخ القائد ابو عمار ان يمسك اعصابه ولا يتصرف بردة فعل فرفض واغلق الهاتف . إلا انه وبعد ان هدأت ثورته عاد واتصل بالاخ القائد واعتذر هكذا علمنا الانضباط . كنا شبابا تجربتنا بسيطة، لجأنا له مرة نطلب منه ان يقود انقلابا في الحركة.
كنت والشهيد البطل الحاج حسن والشهيد ابو يعقوب محمد علي .. والشهيد ابو الوفا والشهيد موسى العراقي والشهيد أنيس ابو الرايق رحمهم الله، والاخ ابو فراس عمر ابو ليلى، وكمال الشيخ .
أجلسنا وبدأ يتكلم بهدوء إلى أن إطمأن اننا استوعبنا ما قاله ،ثم قال هالمرة مش ححاسبكم ولا اقول لابو عمار ، بس إذا فكرتوا مرة ثانيه لا تلوموا الا انفسكم .
"ولكم بهاليل بتتوهموا اذا بتظنوا انا بنختلف مع بعض ، احنا هيك منشان كل واحد يلجأ للي بيجي على هواه وبنظل مراقبين تصرفكم منشان ما تغلطوا لأنه الغلط جريمة وكارثة ".
كان العم ابو على ضد دخول الثورة الى المدن وكان من اصحاب فكرة البقاء في الجبال والاغوار ولكن عندما دخلت الثورة الى المدينة كان من أصحاب فكرة حمايتها وبقائها بين الجماهير. وعندما تتطلب الامر العودة الى الجبال كان اول من عاد ليقود الثورة في أحراش جرش وعجلون . كان لا يتذكر الطعام إلا إذا رآه .
آمن بمبدأوقانون الثواب والعقاب . آمن بمدأ التوبة واعطاء الفرصة وكان يؤمن أن هنالك قائداً سيئاً ولا يوجد عنصر واحد سيء وانما القائد السيء الذي لا يستطيع ان يوجه التوجيه السليم .
أذكر يوما انه جمع دروة من ابناء شعبنا الذين ضلوا الطريق واذكر ان عددها كان 64 فردا ومن خلال احتكاكي اليومي بهم إكتشفت ماضيهم فذهبت الى العم ابو على لأضعه في الصورة فقال:-
"بعرف يا غضيب هذا شعبك وبدك تناضل فيه وعليك صنع الرجال من امثال هؤلاء" .
فقلت له لكن يا عم ابو على هؤلاء! اسكت أمامك شهر وإلا عصاتي حطولك ، فاهم، بدي منهم رجال . ومر الشهر ولكن هنالك تسعة منهم لا يمكن أن يُصلحوا باي حال .
اوقفت الطابور بقسميه 55 و 9 وحضر العم ابو علي فقدمت له الطابور وأخذ ينظر في وجوههم فردا فردا والكل ينتظر ماذا سيقول العم ابو على .
وفجأة توقف وقال بس تسعة "يا غضيب" على كل حال الله يعطيك العافيه وانتوا...
اعترضت فورا حيث تبين لي ان العم ابو على ظن ان التسعة هم الجيدين والمُصلَحين.
فقلت له لا يا عم التسعة هؤلاء لا يمكن بأي حال ان يُصلَحوا ، أما الآخرين فَمنهم على عاتقي.
احتضنني وقال شايف يا كاسر الاصلاح ممكن .
حضر عنتر رحمه الله وسلم نفسه للعم ابو علي وقال :-اسقطوني يا عم ، وبدأ يبكي ويقول اقتلني يا عم أنا جاسوس أنا خاين .وركع على الارض .فاوقفه العم ابو على وقال له : تعال وراي . ذهبت معهما إلى غرفة العم ابو علي وجلس عنتر وروى له القصة كاملة وكان الصدق باديًا في كلامه .
فسأله العم ... والآن تبت ولاّ بدك تضل جاسوس .
اجاب عنتر ابن السابعه عشر انا تايب من زمان لسه ما غلطتش بس وعدتهم .
تمام يا عنتر روح اتدَّرب مع الشباب وبعدين بتوريني. مراجلك .
تدرب عنتر وعاد ليقتل الحاكم العسكري في اريحا .
وبعد ثلاثة أشهر استشهد عنتر في معركة بطولية قرب مشروع العلمي. نعم كان ابو علي يؤمن بأن الاصلاح ممكن ومن لا يمكن إصلاحه يجب بتره .
العنف الثوري مصاحب للرفق والاصلاح ما أمكن ذلك. لم يكن العم ابو علي يهتم بالمظهر ولباسه عادي بسيط .كثير التنقل بين العرقوب والجولان يعرف الجميع بأسمائهم كان مجرد ذكر اسم العم ابو علي وقدومه إلى أي مكان له وقع على كل صغير وكبير مسؤول ام عنصر عادي .
أذكر يوما ذهبت معه إلى صبرا وكان ذلك في شهر رمضان وكانت اول زيارة للعم ابو علي ، يعرفون اسمه لكنهم لم يرونه سابقا .
سبقته في الصعود إلى مكتب فتح وابلغتهم ان العم ابو علي قادم فليستعدوا لاستقباله .
دب الارتباك فيهم وأخذوا يلقون بكاسات الشاي من الشبابيك ولا يدرون كيف سيخفون رائحة الدخان .
دخل العم ابو علي ونال الجميع ، جميع الحاضرين ما نالهم من عصا العم ابو علي، وجمعهم واعطاهم محاضرة .
ومنذ ذلك الحين لاقهوة ولا شاي ولا دخان في رمضان وانما صيام .
كان يضع المفطر المشهر لافطاره طيلة شهر رمضان في السجن الى يوم العيد
كان العم ابو علي لا يبخل بنصائحه على أحد كما كان يراعي الظروف الاجتماعية لكل عنصر ويعرف الحالة الاجتماعية لكل عنصر من عناصره ويقدم المساعدة المطلوبة مما حدا بالجميع ان يثقوا بأن أهلهم وعائلاتهم ستلقى الرعاية في حالة استشهادهم .
كان عامل اللاسلكي شمس لا يعرف ان هناك شخص اسمه ابو علي المذبوح قائد قاعدة في جنوب لبنان حيث وردته برقية مشفرة فاخطأ في حلها واحضرها للعم ابو علي .
" هنالك اناس مذبوحين في قاعدة ابو علي ننتظر حضورك " وتحرك العم ابو علي رغم انه كان قد وصل على التو من الاحراش وخلع ملابسه وألقى بها في النار وكان صوت القمل يفرقع بالنار من كثرته .
وصل العم ابو علي إلى القاعدة فوجد ان البرقية تقول " هنالك أناس ينتظرونك في قاعدة ابو علي المذبوح" ولحسن حظ شمس انه لم يذهب معه الى الجنوب ، ولكن طول طريق العودة كان ابو علي لا يمسك نفسه من الضحك ، ونقل شمس للعمل في قاعدة ابو علي المذبوح ، ليتعرف عليه وليرى انه لم يذبح أحد .
كل المعلومات والتقارير تشير الى أن هنالك معركة قادمه، الأسلحة بدائية ومن يحمل آر.بي. جي _2_ كمن يملك دبابة .
واذا بأبي علي يسيتدعيني ، ويبلغني عن وصول شحنة من السلاح يجب تنظيفها ونقلها فورا الى الكرامه . وحَضَرتْ دورة من القاهرة بتاريخ 18/3/1968 فاستقبلهم وأبلغهم الموقف ، فطلب الجميع ان يتحركوا إلى الكرامة ، رغم عرضه عليهم الذهاب لزيارة ذويهم الا ان الجميع رفضوا ذلك.
تسلح الجميع وذهبوا الى الكرامة وكان عددهم 44 مقاتلا استشهد نصفهم 22 في معركة الكرامة . رحمهم الله جميعا .
إن القلم ليعجز ان يذكر مآثر ومواقف العم ابو علي .
ذات يوم اشتبك فصيلان فلسطينيان في عمان فتد\خل العم ابو علي ونقل المتخاصمين إلى منطقة ارميمين وقال لهم هذي الجبال انتشروا بها وانا جاهز لتزويدكم بالذخيرة والطعام حتى تخلصوا على بعض مش بين الناس .
تصالح المتخاصمون ولم يحدث بعد ذلك أي اشتباك في عمان بين التنظيمات .
لقد كان العم ابو علي ذراع الاخ ابو عمار القوية في قوات العاصفه وخاصه في سوريا ولبنان وهذا ما كان يريح الاخ ابو عمار من التفكير كثيرا في اوضاع القوات هناك لانه كان يثق من حسن اداء وأمانة الاخ القائد العم ابو علي إياد .
بتاريخ 23/5/1968 تم تجهيز دورة الجزائر وأصر العم ابو علي أن أذهب مسؤولا عسكريا للدورة واعطاني إسما حقيقيا لي ألا وهو " وليد احمد نمر نصر الحسن . " وصلنا الجزائر واستقبلنا الاخ ابو خليل احمد وافي والاخ ابو الصلح وأخذ بكتابة اسمائنا وعندما وصلني الدور سألني الاخ ابو خليل عن اسمي فقلت رشاد الكاسر .
قال الاسم الحقيقي .
فقلت وليد احمد نمر .
نظر الى مليا ثم قال رباعي .
قلت وليد احمد نمر نصر .
سأل والعائله قلت الحسن .
وفجأه صاح كذاب .
وحدثت ملاسنة بيني وبينه استطاع الاخ ابو الصلح ان يصلح بيننا .
فقلت لابي خليل .
هذا الاسم اخذته من الهامة .
فصاح بي _ ما اتى من الهامة يبقى في الهامة لم يعجبني الجواب وظننته هجوما على العم ابو علي فقلت له :
اللي بالهامة رافع الهامة أشرف واحد في فتح واذا مش عاجبك سفرني لعنده على اول طائرة.
أعجب ابو خليل من موقفي وحبي لابي علي ولم يقل لي كيف عرف ان اسمي مزورًا إلى ان استشهد الاخ ابو علي وكتب اسمه فعرفت انه منحني اسمه الحقيقي وهذا ما زادني ايمانا، وحدا بي ان ابقى مخلصا للمبادىء التي زرعها ابو علي بداخلي بالممارسة الثورية الصحيحة ونكران الذات ، وهكذا عرفت أن ابو علي كان مدرسا في الجزائر وعمل مع الاخوة ابو جهاد وابو خليل وابو العبد العكوك .ومن هناك حضر لسوريا لبدء الثورة والمشاركة في الانطلاقة.
بعد عودة دورة الجزائر أبقى العم ابو علي 5 عناصر كنت احدهم وهم احمد عمر وابو نوفل ، نبيل، ركس. ثم لو يبق عنده غير ابو نوفل وركس وذهبنا الى جنوب الاردن ومن ثم استلمت معسكر الرصد المركزي وحدث ان ُطلب مني احضار أسير ولكن الخطه لم تكن مدروسة بشكل جيد .
أصر الاخ الشهيد ابو إياد أن أنفذ المهمه أنا والاخ ناهض الجيوسي .
واثناء معارضتي للخطة ومن أنها غير مدروسه وفاشله ، دخل العم ابو علي فوجدني اتكلم بصوت عال امام أبو إياد .
تفاجأت من حضوره وسلمت عليه وسكت .
سأل عن السبب في عدم انضباطي هذا فشرحت له الموقف فطلب من الاخ ابو إياد أن يأخذني معه الى الجولان فوافق الاخ أبو إياد .
اثناء سفرنا الى الجولان قال لي صحيح ان الخطه فاشله ولكن الانضباط مطلوب وانت لما تفلسفت وقلت كل قائد لازم يضع معاه خمسة عناصر يتعلموا منه ويحلوا مكانه لما يستشهد ماكنتش مؤمن بهالحكي .صحيح .
ارتبكت واحترت وتذكرت ذلك والتزمت الصمت فاردف قائلا :
ليش هربت انت واحمد ونبيل فانا اخترتكم حسب طلبك .
تأسفت له وبقيت اعمل حسب رأيه وفي أي مكان ارتآه لي الى ان استهشد رحمه الله .
اذكر انني ذات يوم كنت سأتصرف تصرفا أحمق وارتكب جريمة بدون تفكير وانما بردة فعل ، وصل الخبر إلى العم ابو إياد فأبلغه لابو علي فأمر ابو حسن سلامة أن يتحرك ومعه الضبع " نزيه ضبان "وابو السباع وجواد فورا ويطلقوا النار علي حيثما وجدوني .
حاولوا اقناعه بانني لن ارتكب هذه الحماقه إلا انه أبى وأصدر اوامــــره .
وفعلا وبينما كنت بعيدا عن هدفي عشرون مترا انقض علي الاخوة الثلاثة وبدأوا بالسلام علي وطلبوا مني مرافقتهم حاولت ان اعتذر لهم ويسمحوا لي بخمس دقائق ولكنهم أصروا علىان أذهب معهم لم أكن اعلم انهم يعرفون ما انوي القيام به .
ركبت معهم السيارة ووصلنا إلى اللويبده ودخلنا معا مكتب فتح واذا بأبي حسن سلامة يهدىء العم ابو علي كي لا يثور .
تقدمت لاسلم عليه فرفض . احترت ما الامر هل يعلم بما كنت انوي عمله ؟وقفت بيني وبينه طاوله عليها مسدس ماجنوم. والجميع يحيطون بي وبه. وقال الضبع هذا حبيبك لو أمرته بإطلاق النار على نفسه لفعل . وناولني الضبع المسدس وطلب مني ان اضعه في رأسي ففعلت وطلب من العم ابو علي ان يصدر الامر الىّ باطلاق النار على نفسي واذا به يقول طخ ضغطت على الزناد دون تفكير او تردد واذا به فارغ من الذخيرة .
احتضنني العم ابو علي واخذني الى غرفة جانبية وبحضور الاخوة جميعا وشرح لي الموقف ومن انني مخطىء فاعترفت بخطأي وتهوري .
فطلب مني ان أعاهده على عدم تكرار ذلك وان ابقى الحارس والحامي والحافظ لقيادتي ما حييت وأن لا أشعر القيادة بذلك فعاهدته وبقيت صمام الامان الذي اراده العم ابو علي دون ان أبوح بذلك لأحد سوى مرة واحدة اضطررت لذلك . كان الجولان والعرقوب ساحة لتحرك العم ابو علي وكأنه خلق لكي يتواجد هنالك مع الشباب ليلا ونهارا مع انه كان احيانا يذهب الى الاغوار والاحراش .إلا اننا كنا محظوظين برؤيته ليل نهار وبدون موعد سابق .
كان يشرف على العمل اشرافا مباشرا ويتابع ويحاسب على كل صغيرة وكبيرة وكان بين الفينة والاخرى يغير في الموقع للحفاظ على النفس من المفاجآت والغارات المفاجئة لدرجة اننا نفتخر في الجولان وجنوب لبنان رغم ضخامة القصف والغارات بقلة أعداد الشهداء في تلك الفترة .
بعد أحدث أيلول تجمع الفدائيون في أحراش جرش وكان أبو علي إياد اول من تحرك مع اخيه الشهيد ابو جهاد لقيادة الاخوة في الاحراش وقبل نزوله إلى الاحراش جمعنا في الجولان وأجرى بعض التغييرات في قيادة القطاع وكان عينني نائبا لقائد قطاع الجولان ومسؤولا عن الادارة في نفس الوقت وعندما طلبت وبعض الاخوة التحرك معه إلى الاحراش رفض ذلك وكم حاولت والشهيد الحاج حسن أن نقنعه بعدم الذهاب وان نَحلَّ مَحَلَّه في الاحراش. رفض ذلك حيث انه لا يُعقل ان يتخلى عن ابنائه في مثل هذه الظروف ورفض بشدة ان نذهب معه لأنه على ما اعتقد كان يرى النهاية المأساوية للمعركة القادمة .
وعندما حاولنا تعطيل السيارة أنذرنا من عاقبة ذلك . وعندما قلت له لماذا انت بالذات فحالتك الصحيه لا تسمح .
قال الله يسامحهم كلهم مطلوبين للأردن وأنا مش مطلوب . نعم كان الرجل الصعب للوقت الصعب .
كانت هنالك أقاويل من ان هنالك كمين لأبو علي في الرمثا وسمع بذلك الاخ ابو المنذر رحمه الله فقام بقيادة سيارته والانطلاق إلى الرمثا فما كان من الجيش الاردني الا ان قام باعتقاله وإرساله إلى مغر ام قيس. علم العم ابو علي بذلك فبدأيتهدد ويتوعد واتصل بالاخ الشهيد ابو إياد رحمه الله وكان حينها في عمان وقال له اذا لم يعد ابو المنذر خلال ساعة فسأشعلها على رؤوسهم والا سأدخل لو بطائرة ، واحسن لهم ان يسمحوا لي بالوصول إلى قواتي وإلا.
كان الجميع يعلم ان كلمة وإلا هذه لا تعرف المزاح فاتصل الاخ ابو اياد وطلب منه ان يمدد المهلة ساعتين نظرا لان المسافة إلى أم قيس بعيدة فوافق على ذلك وبعد ساعة ونصف وصل الاخ ابو المنذر والذي دخل القلوب بما فعله وهذا كان رمزا للفداء فداءاً القائد بالنفس ، واصبح الاخ ابو المنذر الاقرب للقلوب منذ ذلك الحين ، ودخل العم ابو علي إلى الاحراش ولم نره بعد ذلك ولكننا تكلمنا معه على الجهاز في رسالته الاخيرة والقصف يشتد والمعركة يزداد وطيسها .
قال : جوعى عطشى جرحى والمعنويات عاليه القذائف تتساقط بشدة والمعنويات جيدة ما أخبار القوات الاخرى واليرموك ساعدم .... ان وصلتكم حيا. قررنا ان نموت واقفين ولن نركع ، والله معنا ، نفذت التغذية (بطاريات الجهاز ) ساحاول الاتصال بكم .
حاول الاتصال بنا من مكان آخر فلم يصلنا الصوت وكانت آخر كلماته. هكذا فارقنا العم ابو علي أمضينا ليالي في انتظاره ولا زال الكثيرون يعتقدون انه ما زال مختفيا .
العم ابو علي المدرسة الثورية لم يكن انسانا عاديا وانما متميزا وهو قد أجرى تغييرا في مسيرة الثورة وفي قوانين الدول التي عاش فيها .
فهو من كسر الحواجز والحدود واصبح المرور بورقة إجازة تحمل توقيعه ، ومن بعد ذلك أي توقيع يغني عن جواز السفر وعدنا ذات مرة من الجزائر -ليبيا -القاهرة - دمشق بدون أي وثائق سوى ورقه موقعه من العم ابو علي تطلب منا العودة الى دمشق ولم تكن اجازة او ورقة مرور .
كان توقيع ابو علي يفتح جميع الحواجز الداخلية والخارجية في القطر العربي السوري .
وذات يوم اضطر أحد الأخوة للسفر الى دورة عسكرية خارجية ولم يكن يحمل جواز سفر دخل لمقابلة العم ابو علي ليشرح له مشكلته .
كان العم ابو علي يأكل ساندويش فلافل وما ان انتهى حتى أخذ يُملس الورقه التي لف بها الساندويش وكتب عليها يصرف جواز سفر لحاملها مع الشكر
ومهرها بتوقيعه واعطاها للاخ المذكور .
خرج أخينا غاضبا من هذا التصرف وظن ان العم ابو علي يستهزئ به فاستوقفه الشهيد مصباح وكان السائق الخاص للعم ابو علي .
"مالك يا زلمه ليش زعلان مش عاجبتك هالورقة اعطيني اياها - ياخي روح جرب"
ذهب اخونا الى وزارة الداخلية السورية بعد ان وضع الرسالة في مغلف ابيض كتب عليه معالي وزير الداخليه السورية - علي ظاظا حفظك الله، دخل الى مكتب الوزير واستقبلته السكرتيرة وعندما اعلمها انه قادم طرف العم ابو علي أجلسته واحضرت له القهوة وأخذت الرسالة والابتسامة على وجهها مستغربة من ان الرسالة مرتبة .
أدخلت الرسالة إلى السيد الوزير فطلب اخينا وسأله .
هل هذه الرسالة من العم ابو علي .
نعم سيدي .
فتحها واخرج الورقه وقال :-
هذه الورقه من ابو علي أما المغلف فلا. ارتبك الشاب وقال :
أنا وضعتها في المغلف .
ابتسم الوزير واصدر تعليماته وخلال ربع ساعة كان اخونا يخرج من مبنى الوزارة ، يحمل جواز سفر سوريا رسميا وهو لا يصدق ما حصل .
نعم كان لابي علي حضور دائم وفي كل مكان له المحبة والاحترام والتقدير من الجميع لم يكن أبو علي يذهب إلى النوم قبل ان يتفقد المعسكر ويمر على الخيام والبركسات ليتفقد رعيته وابنائه .
كان في النهار يتفقد الطعام ويشرف على متابعة كل شىء بنفسه .
كان يأمرني ان اذهب بالدورة الى حمام الملك الظاهر كل يوم جمعة لنغسل تعب الاسبوع وكان ذلك هو مشوار الاستحمام الاسبوعي ولكن في حاله حدوث خطأ خلال الاسبوع كان يحرم الجميع من هذا المشوار .
كان عنيفا مرعبا ولكن يستمع للصغير والكبير ومن عاش معه عن قرب لم يكن ليستطيع مفارقته وهكذا حدث مع الشهيد ابو نوفل والذي أصرَّ على مرافقته حتى لحظه استشهاده واستهشد معه ، ومن عرفه عن بعد كان يصور له في خياله صورة رجل عظيم على صهوة جواد يستل سيفه ويخوض المعارك في كل واد .
المشكلة الاساسية لحظه اختفاء واستشهاد العم ابو علي هو الحصول على صورة له مناسبة فلم نجد .
برزت لدى قسم التصوير فكرة . فألبسوني ملابس العم ابو علي وصوروني ومن ثم أخذوا صورة مدنية له واستبدلوا رأسي في الصورة براس العم ابو علي ، وكم تعود بي الذكريات كلما رايت هذه الصورة حيث اشعر انني شاركته في صورته الا انه ما زال يعيش معي وبي ومع كل نبضة في جريان الدم في عروقي فألف رحمة على سيد الرجال ومدرسة الاجيال، والى لقاء في جنات الخلد يا أبا عـلــي .
وكأن معسكر الهامة يرفض ان يبقى قائما بعدك يا أبا علي. فتأتي الطائرات الاسرائيلية وتقصف معسكر الهامة وتدمره تدميرا كاملا ويبقى ليومنا هذا دون اعمار وأثرًا يذكرنا بالقائد العم ابو علي وكأن اشجاره وترابه يعلن حداداً دائمًا على فراق العم ابو علي .
يا رافع الهامة بدونك لن يستمر معسكر الهامة .
ويبقى ذكرك أثرا وعملك تاريخًا يسجل في سجل شعبنا وتاريخ امتنا يا أخ كل فدائي وأب لكل شبل .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: خالد في الذاكرة عمر ابو ليلى   الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 16:21

خالد في الذاكرة
عمر ابو ليلى

اسم وعنوان ، للقائد الفدائي ، الذي رحل على عجل ، والحاجة ملحة لبقائه ، هو لا يحتاج الى تعريف فهو باق على فم الزمن ، وذكراه تتجدد مع عشق الأرض التي تاق للعودة إليها من ديار الاغتراب والإكراه ، هو رمز للثائر القائد ولعاصفة الفتح ، الذي أعطى لفلسطين كل عمره ، وحين قضى من أجلها كان فقدانه في الزمن الصعب الذي يعز فيه الرجال ، كان رمز الصمت ، والقرار الشجاع ، والصلابة حين يقتضي الموقف ذلك .
رحل عنا الى عمق الوطن حين عشق ترابه وحنَّ الى قلقيلية وبيارات يافا وحيفا وجبال وسهول فلسطين، رحل ورحلت عصاه ، رحل ورحلت معه الى أرض الوطن ذكراه الحية المتجددة من أبناء وأخوة، قيادات و كوادر ، رحل وترك أشباله الذين أصبحوا قادة في فتح بعد أن أعطاهم درسا لا ينسى أن فلسطين لا تعود إلا بالدماء والتضحيات وأن فلسطين هي قلب الأمة العربية ، ومحرك التاريخ .
رحل ولم يغب عن الذاكرة،فهو قليلاً ما يبتسم وكثيراً ما يملأ الأرض ضجيجاً بعصاه متنقلاً في قواعد الثورة بين سوريا ولبنان وصولاً الى الأردن .
تجده يحضّر دوماً لدوريات القتال و الاستطلاع و دوريات العمق ، ويشرف بنفسه على التفاصيل والأهداف ، شارحاً وموجهاً ، بكلام واحد ، ان فلسطين عروس ، ومهرها الدماء ، ومن أختار هذا الدرب يجب أن يستشهد من أجله ففلسطين أغلى من الدم .
مضى فارساً في شعبنا ، وترجل قبل الأوان ، وكان أمام ناظريه شيءٌ واحد ، هو استمرار الصراع والقتال ، ولم يغب عنه إعداد الكوادر السياسية والعسكرية والتركيز على الدورات لتهيئة المقاتلين والرقي بهم سياسياً وعسكرياً .
كان يركز على مخيمات شعبنا في سوريا ولبنان التي غذت الثورة بخيرة أبنائها، لأنه آمن أن عمق النضال واستراتيجيته تنبع من الفتيان السمر الذين لهم مصلحة حقيقية من نهر فلسطين الى بحرها ، لأنهم أيضاً أكثر من وقع عليه عبء ا لاحتلال في الشتات والمنافي والاغتراب لذا بدأت التجربة لديه بالاعتماد على الكادر الواعي في استقطاب وتأطير وخلق جيل يهب نفسه للوطن، ولا يفكر إلا في وطنه .
كان لا يخاف الموت أبداً بل لا يفكر فيه ، لدرجة أنه كثيراً ما كنا نرجوه أن يحافظ على نفسه للحاجة إليه ولكنه كان يرفض دائماً، فرحلة الاستشهاد الى فلسطين ، ورحلات الذئاب ودوريات العمق كان له تركيز عليها .
بادر بفتح الساحة اللبنانية وباتجاه العرقوب الذي سمي "فتح لاند " وذلك إيماناً منه وقناعة بأن كل حدود الوطن العربي مفتوحة وعبر كل الدروب وصولاً الى فلسطين ، ولأن لبنان وعرقوبه ملائم للوصول الى شمال فلسطين ، وطبيعته الجغرافية تهيئ لبناء قواعد ارتكازية تنطلق منها الدوريات الى الوطن .
كانت الساحات أمام ناظريه معبراً للوطن، وكل الطاقات العربية يجب أن تحشد لفلسطين أبو علي أياد : الجرح القديم الذي غطى جسمه المخضب ، ذلك الجرح الناتج عن عبوة أخذت من جسمه الكثير لتترك آثارها على جسده .
فلم ترحمه العبوة من حماية أعينه وأرجله ، ليترك وسام شرف على جبينه اشتهر به، ليستعمل عصاه على أثرها و تشهد له شعاب الجولان وقراه ، والعرقوب و قراه والساحة الأردنية آنذاك وشمالها ، أنه حاضر دائماً فيها ، فهو دائم الحركة و الاعداد والاشراف ليطمئن أن الدوريات تسير بانتظام للأهداف المحددة لها وصولاً الى فلسطين جغرافياً وتاريخياً.
كانت الأرض كل همه ، هي نومه وأكله ولباسه البسيط المميز فهو لم يعرف من الحياة مذ قدم من الجزائر التي عمل مدرساً فيها. لم يعرف الا كيف يدرب وكيف يخلق مدربين أكفاء على الأسلحة البسيطة المتيسرة آنذاك ، من بور سعيد الى المات ، والبراوغ والكارلو ، العبوات البسيطة ، وكان التركيز كله على دوريات المسير الطويلة لأنها كانت تنطلق في مسافات طويلة وصولاً الى فلسطين متخطية الحواجز والأنظمة ، وصولاً الى فلسطين شمالاً ووسطاً.
كان يركض وراء الطلقة ، فلا تنزل دورية الا ويشرف عليها ويساهم في التحضير، ويشرف على وصولها وتأمين الأدلاءلها والأسلحة التي كانت تستعار من دورية الى أخرى، وكان كثيراً ما ينتظر عودتها ، حفاظاً على الروح المعنوية لها واهتماماً بنتيجة عملها .
كان أبو علي وكان الجولان ، وكان العرقوب ، ومع شموخه وطول قامته التي تتكئ على عصاه ، وتسمع دبيب رجليه ، كان لا ينام ، ولا يعرف النوم ، فحيث تصل قدماه يرقد، في السيارة أو في الطريق أو في القاعدة ، أو في الهامة حيث أقام بجانب معسكرها التاريخي الشهير والذي تعرض لقصف مدمر لاحقاً دفن تحت ترابه الكثير من الشهداء.
كان أبو علي اياد الثائر القائد ممارسة ونهجاً، طريقاً للثوريين الصلبين الحقيقيين، وقناعة أن الدرب طويل وشائك ومعبد بالدم ، لذا لم يختر من الحياة إلا مرّها وشظف العيش فيها ، فبيته مقر للدوريات التي تنطلق سرًا عبر لبنان الى فلسطين و الجولان، الى فلسطين .
كان اعداد وانشاء ونشر القوات في الجولان من أصعب المهام لحساسية العدو من هذا الجانب ولأن لهيب الحرب لم يسخن على جبهته بعد ، ولكن وبالتدرج أصبح الجولان يعج بالمقاتلين والقواعد الارتكازية التي اتخذت من الكهوف والمغاير والوديان مقرات لها، لتصنع تماساً وتكاملاً مع الجبهة الأردنية واللبنانية ، ولتصنع تكاملاً في العمل على ثلاث ساحات و على امتداد مئات الكيلومترات .
فأبو علي أياد كان مع المقاتلين منذ البداية وقبل ان يرحل بعصاه التي لم نعثر عليها حتى الان، والتي كانت تطال العصاة والمتخاذلين وتنزل عليهم غضب الله ، كان ذلك الطود الشامخ في وجه العدو الغاصب . رحل في زحام الأحداث كباقي القيادات الفتحاوية التي تلته ، رحل بعد معارك شرسة من الكرامة 1968 الى تشرين أول 1969 ، ثم أحداث الأردن المؤسفة 1970/1971 التي كانت آخر رحلاته فيها في عجلون حيث اختار برغم كل الصعوبات أن يمضي مع القافلة ، رحل كما رحل أبو صبري و أبو جهاد في الزحام الشديد وماجد ، وأبو أياد وأبو الهول ، وقبلهم القادة الثلاثة : أبو يوسف النجار ، وكمال ناصر، وكمال عدوان .
القاسم المشترك بين جميع القادة أنهم ذهبوا في خضم أحداث رهيبة ، كانت لهم أدوار في رسم معالمها ، ثم مضوا فيها .
أبو علي اياد : المثل والقدوة ، رجل مضىء في تاريخ طويل حافل بالتضحيات والمجد و لم يكن اخر الرجال بل من أسبقهم للتضحية حيث اختاره الله لجواره .
ولا تتسع السطور ولا الكلمات ان تعطيه حقه ، فهو موجود وحي فينا بروحه وتاريخه وعطائه ، وهو مزروع في كل شجرة زيتون وبرتقال ، وامتداد دمه وعطاء الشهداء الذي لم يتوقف ، وكلماته الشهيرة ( نموت واقفين ولن نركع ) (حطمنا جهاز اللاسلكي والموقف جيد ) (وفلسطين عروسٌ مهرها الدماء ) كانت كلها تحفر في عقل الشعب وباطن الأرض وبركانها الذي انفجر في سنوات غضب عارمة وعلى كل الساحات وصولاً الى الانتفاضة المباركة والعبور الى الوطن من المنافي والساحات .
كان حلمه وحلم كل الثوار الذي تأخر في التحقق .. ولكنهم كانوا الشعلة .. كانوا البدايات .. لتمر على أجسادهم قوافل الشهداء .. بلا انقطاع .. فالوطن حرية .. والحرية تغرس بدماء الشهداء ، وتروى بدموع وأنات وعذابات الشعوب .. وأنات اليتامى والثكالى، والجرحى، و الأسرى ليصبح شعبنا من أكثر شعوب الأرض تضحية بالمقارنة مع تعداد سكانه .
وحين نذكر القائد الشجاع نذكر لمسات الحب في حياته ، حبه وحنينه للوطن ، فلم يشاهد يوماً متشائماً أو باكياً على شهيد، وانما تطلعاته لفلسطين وترابها الحبيب هو الذي كان يبكيه ويحرق عينيه باختصار المختصرات ، ولو عادت عقارب الزمن الى الوراء لاخترنا الرجال مثله صدقاً وعطاءً وخلقاً وأقداماً ،لان امثاله قلة، ولأن القلة طليعة ، ولأن الطليعة قنبلة الشعب ، فكان منهم ومعهم وبهم مضيّاً على الدرب .
(لا تسل عن سلامته واسمه في فم الزمن )
لا نستطيع اختصار تاريخ حافل وملىء لقائد كان رمزاً للشجاعة والأقدام ، لا يبالي الصعاب، ولانستطيع ايفاءه حقه في سطور ، فهو كل السطور ، فهو المحب لأشباله والمربي لجيل المستقبل ، وهو نقمة على الأعداء والجبناء ، وهو من رسل ثورة الأوراس في الجزائر ، ومن معدي الدورات العسكرية إليها ، وهي أول دولة قدمت وفتحت مكاتب و معسكرات لفتح فيها وخرجت دورات وأرسلت امدادات كثيرة .
وهو كل العطاء والتمرد على الواقع الفاسد ، ومنشىء المعسكرات وفاتح جبهة الجولان ولبنان ، وهو رفيق المقاتل في كل الظروف وهو أب وأخ للرجال ، وهو المؤمن بعدالة القضية وقدسيتها، ومنع التحدث بسواها ، وهو من أنشأ أول مدرسة كوادر للتثقيف السياسي في سوريا ، ومن بادر بالقواعد الارتكازية في لبنان .
أما عن حياته. فكل حياته نضال وعطاء ، لا بيت له خاص ولم يعش حياة لنفسه .. فكلها للثورة والثوار .. بيته قاعدة انطلاق وعودة، ووقته ملك للجميع .. وحياته بسيطة بلا أي مظهر من مظاهر الحياة .. يملك سريراً في غرفة بها بعض الكراسي ويرافقه من ذهب معه ومضى فيما بعد ( كأبو نوفل ) و مصباح و ركس، وهو العقل المفجر لطاقات الشباب والقائد الحاسم في الملمات .
كان أعظم ما فيه ايمانه بحتمية النصر عبر زج الشعب كله ومشاركة الشعب العربي في حرب التحرير الطويلة الأمد .
وكان يؤمن بالطليعة المضحية ، فمضى بصمت وقضى بصمت في زحام الأحداث الكبيرة ، وبقي بلا عنوان كما أراد لأن عنوانه الدائم هو الوطن ، ولأن الله اختاره لجواره ليلصق اسمه مع الأحداث الكبرى ، ليلتحق برفاقه الشهداء ولتتواصل القوافل بعده وصولاً الى فلسطين وقدسها الشريف .
أبو علي اياد الانسان المعطاء بلا حدود له لمسات حب وحنان كبيرة على ابناء شعبنا لا توصف ، فكم كانت تتوارد لبيته العائلات الثكلى لطلب المساعدة ولا يتردد في مد يد العون لها .
كما كان محبوباً في الهامة ودمشق ومعروفاً لدى الضباط السوريين على الجبهة حيث حظي باحترامهم لأنه كان يزورهم باستمرار وقد بنى علاقات طيبة لصالح العمل العسكري مع قياداتهم. كنا نلجأ اليه كلما ضاقت بنا السبل فنجد لديه الحل .
أذكر مرة أن عدداً من قادة الوحدات العسكرية في الجولان لم يتحملوا بعض الممارسات فأقاموا في فندق الجامعة العربية الشهير في ساحة المرجة المعروفة وكان لهم مطالب إصلاحية فأرسل وراءهم قائلاً بالحرف الواحد :" يا مجانين عودوا الى قواعدكم وطالبوا بما تريدونه أما وأنتم في الفندق فلا أحد يسمعكم وهذا يضعفكم وربما ينكل بكم"
كما أذكر حرصه الشديد على التدريب الجيد والتعب لأن ذلك يوفر دماً في المعركة ، فقطرة عرق توفر قطرة دم .
كما أذكر من قبل توجهه الى عجلون حيث طلب منه أخذ عدد من الكوادر فرفض اصطحاب أحد قائلاً أن الوضع صعب وأريد استمرار المسيرة لا انتحاركم .
وفي احدى العمليات العسكرية التي استشهد فيها عدد كبير من الاخوة كان يتألم حين يسمع الخبر و كانت الدمعة في عينيه وكان كبرياء القائد يتجلى فيه فيعتصر ألمه في أحشائه ويقول :(الوطن غالي ولا بدّ من التضحيات الجسام من أجله )، وتخرج منه أحياناً كلمات يقول فيها :
( لا تستعجلوا الموت الجماعي فحربنا طويلة الأمد)
وله أقوال مأثورة : ( لا تتراجعوا في الاشتباك لأن العدو يلحق بكم وتقعون أسرى )
( عليكم أن تبدأوا أنتم بإطلاق النار لأن المفاجأة تفقده صوابه )
عم نتحدث ؟ تلك الأيام التي لم تعرف فيها رواتب وأجور ولم يكن فيها قانون سوى قانون المحبة الفتحاوي، والاستشهاد فهو قانون فتح الإخاء والعطاء .. قانون الحرب الذي لا يعرف الفوارق والتسميات والألقاب الكبرى .
كان أبو علي أياد بحجم الساحات وآلاف المقاتلين ولكنه في كل مكان معهم ، ليس هناك فواصل وحواجز ، ولا يحتاج المرء آنذاك إلا بندقية من أي نوع فهو ينام ويأكل في الفضاء وحيث يحل يكون وطنه .
أيها الشهداء الأحياء في قلب وضمير شعبنا ، من دمكم الزكي وعبر تضحياتكم استمرت الثورة .. لا تعرف الحدود والحواجز.. حيث اختلط الدم العربي والفلسطيني .. وعلى كل الساحات .. وصولاً الى فلسطين قلب الأمة و ضميرها كي يتحقق الحلم ورحلة العودة للوطن .. منبئةً بقيام دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشريف .
ومعاً وسوياً لتحقيق حلم الشهداء القادة والكوادر والمقاتلين في حق العودة وتقرير المصير . رحم الله شهداءنا. وسيذكر الأحياء الشهداء وسيقفون مع الذات محاسبين انفسهم حتى لا نضل الطريق ، ولكي نصون الحلم الذي أصبح حقيقة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: أغنية إلى الشهيد الفلسطيني أبو على إياد    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 16:26

هذه بعض الاشعار المكتوبه وبعض حفلات التابين
أغنية إلى الشهيد الفلسطيني
أبو على إياد . . بدون مناسبة
شعر: محمود درويش


هو الان يَرحل عَنّا
ويسكنُ يافا
ويعرِفُها حجرا .. حجرا
ولا شَيء يشبهُه
والاغاني
تقلدُه ..
تقلد موعده الاخضرا .
هو الآن يعلنُ صورته -
والصنوبر ينمو على مِشنقه
هو الآن يعلن قصتَه -
والحرائقُ تنمو على زنبقَة .
هو الآن يرحلُ عنا
ليسكنَ يافا .
* * *
ونحن بعيدون عنه
ويافا حقائبُ منسيةٌ في مطار .
ونحن بعيدون عنه -
لنا صورٌ في جيوبِ النساء،
وفي صَفحات الجْرائد
نعلنُ قصتنَا كلَّ يوم ،
لنكسبَ خُصلةَ ريحٍ وقَبلةَ نار .
ونحنُ بعيدون عنه -
نهيبُ به ان يسيرَ الى حتفه ،
نحن نكتبُ عنه بلاغا فصيحا وشعرا حديثا ،
ونمضي .. لنطرحَ احزانَنا في مقاهي الرصّيف ،
ونحتج : ليسَ لنا في المدينةِ دار .
ونحنُ بعيدون عنه -
نسرِقُ في جُرحِه القطنَ حتى نَلمِّعَ
أوسمةَ الصبرِ والانتظار .
* * *
هو الآن يخرجُ منا
كما تخرجُ الارضُ من ليلةِ ماطره
وينهمرُ الدمُّ منه
وينهمر الحبرَ منا .
وماذا نقول له ؟ - تسقطَ الذاكره
على خنجر ؟
والمساءُ بعيدٌ عن الناصرة ؟
هو الآن يمضي اليه
قنابلَ أو . . بُرتقاله
ولا يعرف الحَّد بين الجريمةِ حين تصير حقوقا -
وبين العدالة .
وليس يصدِّقُ شيئا
وليس يكذِّبُ شيئا .
هو الآن يمضي . .
ويتركنا كي نعارضَ حيَّنا
ونقبل حيَّنا
هو الآن يمضي شهيدا
ويتركُنا لاجئينا ‍‍!
* * *
ونام . .
ولم يلتجىءْ للخيام
ولم يلتجىءْ للقواعد
ولم يتكلم ْ
ولم يتعلم ْ
وما كان لاجىء .
هي الارضُ لاجئة في جِراحه
وعاد بها . .
لا تقولوا : ابانا الذي في السموات
قولوا : اخانا الذي أخذ الارضَ منا
وعاد
هو الآن يعدم
والآن يسكُن يافا
ويعرفُها حجرا . .حجرا
ولا شيء يشبَهه
والاغاني
تقلدهُ . . تقلد موعدَه الاخضرا
هو الآن يعلن صورته -
والصنوبرُ ينمو على مشنقه
هو الان يعلن صورته -
والحرائقُ تنمو على زنبقه
لترفع الآن إذاعة اللاجئين
رياحا . . رياحا .
لتنفجرَ الآن اسماؤهم
جراحا . . جراحا.
لتنفجرَ الآن اجسادَهم
صباحا . . صباحا .
لتكشفَ الارضُ عنوانها
ونكشفُ الارضَ . . فينا ! .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: حراب الفتح الى روح الشهيد ابو علي اياد    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 16:28

حراب الفتح
الى روح الشهيد ابو علي اياد

عودةُ النهرِ الى البحرِ بلادٌ تتوحدْ
وحدةُ الماءِ مع الماءِ / سهامُ الموتِ للغربةِ
قبرُ للمنافي
ايها الحافي انتعلْ مجدَ الصحارى وتَجدَّدْ
لا تَقلْ انك بالكثرةِ مُسَندْ
مطرُ الصيفِ / .. حزيرانُ / غيومُ الزيفِ
تنهارُ على فكِّ حمارٍ .. تَتبددْ
فلشمشونَ يد تسحقُ آلافَ الضِّعافِ
خيبةُ الصفصافِ في خُلَّبِةِ القحطِ ويستجدي
الندى ان يخرجَ بالطوفانِ من قلبِ الضفافِ
في زمانِ الوحيِ جاءَ الوردُ واستلقى على
صدرِ شموخِ السنديانْ
والمدى تاجٌ على صدرِ النَّدىْ
والندى تاجٌ على صدرِ الزمانْ
عادت الانفاسُ للبستانِ والريحُ امتطَت صهوةَ موجِ البحرِ
قادت نوحَ كي يرسوَ في قلبِ السلامهْ
وليالي الغورِ آلافُ نجومٍ طرزت للنهرِ
ثوبَ العرسِ والماءُ غَريقٌ في مشاويرِ الكرامهْ
لنياجارا عيونٌ في الصّحارى
عَطشِت لما تلاشى الزيفُ والخوفُ توارى
هطلت غيظاً وصبت حِقدَها الفاجرَ / كان
النهرُ والغورُ يعيدانِ الندى للشمسِ
من عرسِ الصخورْ .
ولآذارَ انقلابُ المطرِ الناعمِ في حضنِ الزهورْ
امهاتُ الكونِ يفتحنَ ربيعَ العمرِ / ينشُرنَ
حليبَ المجدِ والنخوةِ والعزةِ في روحِ النشامى
سيفهنَّ الوعدُ والعهدُ الذي صفحتهُ
النارُ وميلادُ الكرامَة
شق صدرَ البحرِ واجتازَ مراسيمَ العبورْ
لينابيعِ نياجارا من النفطِ سياج
ولحراسِ السياجِ الشوكُ اطواقٌ / وللاطواقِ
اشراكٌ / وللاشراك حراسٌ / وللحراسِ
ابراجٌ وسورْ
وحدودُ السايكسِ بيكو سَيّجت شمسَ العُصورْ
ودليلهْ
اطلقَت في النورِ سَيفَ الوعدِ والعهدِ
على جبهتِها وشمُ المفازهْ
حملت أولَ تصريحٍ بتأميمِ الحدودْ
ورقَه
قُطعت من دفترِ جيبٍ لابي ذرِّ الغَفاري
خطها بالنفسِ النّاري ..
(ابو علي اياد)
ودمٌ كانَ المِدادْ
اعبروها بسلامٍ آمنينْ
ولسيفِ الفتحِ في الغمدِ إجازَهْ
شهدَت بالدفنِ للوعدِ، لبلفورَ . . لبيكو ..
ومضت تُنهي مراسيمَ الجنازَهْ .
وهوى شمشونُ في دوامةِ التيهِ الجديدْ
وهرواتُ دليلهْ
هشمت كل الزجاجْ
مزقَت كل الخطوطِ الحمرِ
شمشونُ يلم الزبدَ الحاقدَ من سفرِ الخرافاتِ
ولا يدري .. حليقَ الرأي يجري
راقصاً مثل ذبيحاتِ الدجاجْ
وابو جهلٍ يمد الرأسَ من ثقبٍ خريفيٍّ
ويستجدي حُروفَ الهمسِ _
ما شئتِ من الملكِ خُذيه ..
يا دليلَهْ
واتركي الامرَ لنا ... فالامرُ ما باليدِ حيلهْ
فلكسرى زبدةُ النفطِ واسوارُ القبيلهْ
وقريشُ ائتلفت رحلتُها صيفاً ... شتاءً
صاحَ هنري : ....
اقتلوها ..
وتعالى طيفُ شيخٍ رافضٍ ... لا لادَمٌ
حرمانها يكفي كما قال ابو جَهل _ وصوت
صاحَ في الجبِ اقذقوها في الغيابَهْ .
وانحنى صوتٌ على اقدامِ هنري ..
لك ما شئتَ ولكن ما الثمنْ
واستوى صوتٌ على قمةِ صمتِ المجدِ والجُرح
على جبهتهِ ضَمَّدهُ مجدُ الكَرامهْ
صاح .. لا .. لا انها قلبي .. ولَن اغرسَ في
قلبيَ خِنجرْ
فدليله وُلدتْ حتماً لتبقى .. وَسَتبقى
بقيتْ تحلمُ بالشمسِ وبالبدرِ وبالعشرينَ كوكبْ
ودمُ الذئبِ نزيفٌ خارجَ اللعبةِ يلعبْ
قالَ هنري للمخاتيرِ ... افهمونا
واعزفوا اللحنَ الخرافيََّ على نصلِ الوتَرْ
فالذي يحجمُ او يعجزُ عن ذبحِ الخطَرْ
سامحونا ... وافهمونا
سامحَ الله التردي
سامح الله الجُمود
وحد المجذافَ يا نوحٌ فقد عادَ الجنودْ
يركبونَ الغورَ والجولانَ والعرقوبَ والدفةَ في
ايديهمُ والدمُ شلالٌ من القلبِ الى الذِئب
الحقودْ
بدأت حربُ النجوم
من كسوفٍ لخسوفٍ لانتزاعِ الصاعقِ النفطيِّ
من نايِ التصدي والصمودْ
وحرابُ الفتحِ شمسٌ سطعت تَصهرُ اسوارَ
وأبراجَ الحدودْ
ظَهرُها للشوكِ يُدميها ... وتمضى للأمامْ
وجهها للبحرِ في جعبتها النهرُ حِزامْ
فهمت درسَ حزيرانَ وصبتهُ يقينا في دمِ
الاشبالِ يسري كالهواءْ
ملأَت شمسَ المخيمْ
بالاناشيدِ وبالالوانِ / ... قالَ الطفلُ يوماً للمعلّمْ
لم لم تصبح فدائي ؟!
هجمت شمسُ التضاريسِ على بوابةِ الغورِ ونادت
يا عرَبْ
لطباشيرِ الندى قنبلةُ الوشمِ على صدرِ اللهبْ
استعدوا واعدوا ما استطعتم من مزاميرِ الارادهْ
وانفخوا بوقَ التحدي ..
فالخرافاتُ ظلالُ الوهمِ في ليلِ المسادَهْ .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: ريح النار المقبلة    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 16:30

ريح النار المقبلة
شعر: المتوكل طه
خرجوا كأنْ لم يدخلوا
أو لم يكونوا في خيوطِ وسادةٍ الكابوس،
أو لم يذبحوا شيخاً على درجِ الكنيسةٍ،
أو يعيدوا فوقَ جثتِنا المعسكرَ والصليبْ .
لم يدخلوا الأقصى وحيفا
هكذا أمرَ النشيدُ المدرسيُ
ورقصةُ الثكلى الى الولد الحبيبْ .
خرجوا من التمرِ العراقي المُذهّبِ
والكنانةِ والشآم ..
لأنهم لم يدخلوا للأبجديةِ
والكلام،
أو يتقنوا التطريزَ في ثوبِ الحقولِ
على الجسدْ
خرجوا من الطابونِ والأيقونةِ الأولى
كأن لم يدخلوا حاكورةً
أو حارةً
أو يخلعوا قلبَ البلدْ.
خرجوا ليبدأَ حُلمُنا
خرجوا ليبدأَ درسُنا
خرجوا ليعلوَ بيتُنا
خرجوا ليرجع طيرُنا
خرجوا لتشرقَ شمسُنا
من شاهدِ الضوء الذي غمرَ الولدْ.
خرجوا ليبدأَ تيهُ موسى
مرةً أُخرى
الى أبد الأبدْ .
-2-
وهنا سنبني كَرنكَ الشهداءِ والجرحى
وينطلقُ الحجلْ
من سجنهِ والمُعتقلْ
ويجرّح النايُ الحريرَ مصاطبَ الدُفلى
وطيّونَ الجبلْ
لم يخرجوا من أرضنا أو روحنا
بضمير آدمَ
أو بطاولةِ التفاوضِ والقُبلْ ..
خرجوا بمقلاعِ الطفولةِ والأغاني
والسجونْ
خرجوا برايات المتاريس العنيدةِ
والجنون
خرجوا بخندق نصرنا
وغصوننا
خرجوا بشريان الإيادْ
و"أبو جهاد"
وكبشنا الكحليّ،
- مات وما اكتحلْ -
خرجوا كأن لم يدخلوا بيروتَ
أو " حرم" الخليل
ولم يمتْ بسجودهِ أحدٌ
- وبموته الموتُ اكتملْ -
خرجوا كأنْ لم يدخلوا
أو لم يكونوا في المخيّمِ لعبةً
لضفيرةِ الطفل الذي
غزلته ألفُ رصاصةٍ
من قبلِ أن يُلقي التحيةَ للغَزلْ.
-3-
عادوا وعدنا
رقصةُ البركانِ فينا
لم نشأ أن نمتطي برقَ الخيولِ
إلى الحدود
ولم نشأ أنْ نرتدي ثوبَ الدماءِ
أو الجنودْ،
لكننا عدنا
وكنّا قد دفعنا عمرَنا
ما بين مشنقةٍ
وسوقٍ للنخاسةِ والوعود
عُدنا، وقد خرجوا
كأن لم يدخلوا
فالدمعُ والدمُ والزفافُ
يطهّر الزيتونَ من فحّ الأفاعي
ثم يرفعه عروشاً للورودْ
-4-
خرجوا .. وكانوا أطلقوا النوقَ البسوسَ
بكل حيّ، والسلاح،
وسطّروا أوراق فتنتنا ..
وراحوا يشرَبونَ على دمٍ ينثالُ
من صخر "السلام" أو "الكفاح"،
واسرعوا خطوَ الرحيل،
قبيل "صفين" الجديدةِ ..
أسرعوا، خرجوا كأنْ لم يدخلوا
وارتدّ سحرُ الساحرِ المسحور
في شقّ القبور
أو الصدور،
وها نقيمُ صلاتنا أَلقاً
وطيفاً واحداً
من فأسِ فلاحٍ إلى
مطر الصقور ..,
خرجوا، كأنْ لم يدخلوا الاّ
إلى "الجيتو الجديد"، ليبدأوا
نزعَ الشظايا
من مواتِ بدايةِ الاضداد
في صخبِ الدهورْ
-5-
خرجوا، ولم تأتِ "شاتيلا"
بالأكاليل الذبيحةِ،
لم نرَ "الباب الجديد" ،
وظَلّ ظِلّ اللوزِ
في سِفْرِ الدخيل،
ولم ينم طيرُ الأغاني
منذ أن راح الهديل
خرجوا !!
فكيف، إذن، سندخل
في النشيدِ المستحيل؟
-6-
يا مشهدَ الفرحِ الفلسطيني
يا نَوْح القتيل،
يا نرجسَ التلاّت في ريش العصافير
-التي عادت - وياليلي الطويل
يا جُلّنارَ الحُزنِ "يا صبرا"
ويا جَمْرَ الرحيل،
يا ياسمين القيدِ
يا صبري الجميل،
يا سُكّرَ الشريانِ يا "يافا"
ويا لغَةَ البديل ..
مرّوا ومرّوا من هنا
من ألفِ أزمانٍ،
وما مالَ النخيل
جاءوا وزالوا مثلَ كابوسٍ .. وراحوا
أُخرجوا، خرجوا كأنْ لم يدخلوا
الاّ ليكتسبَ الزمانُ وسامةَ الشهداءِ
أو ذُلّ الذليل
20/12/1995
مشهد جانبي
خرجوا ..
وكان يقلّب التلفاز من بلد الى بلدِ:
غناءٌ هابطٌ، ملكٌ يقلد شاعراً قلماُ، وعقيدٌ قاعدٌ، جنسٌ فاضحٌ للشمع، أزياءٌ بلا شكلٍ، وحربٌ
ههنا .. وهنا، وأخبارٌ مكررةٌ، وأفلامٌ من الكرتون والمكياج، أسعار وزلزالٌ، وحسناواتُ فوق منصّة للضوء، أدعيةٌ ..
وعند محطةٍ وقفت أصابعُهُ،
تُرى مَنْ ذلك الشعبُ الذي
يهتاج بالأعراس؟
ها أُختي، وهاك أخي،
وذاك عرفته في السجن،
هذا مَنْ أتى ليعودني وأنا بمستشفى المدينة
- تاركاً ظهري بعيداً، ليس لي -
وأنا هنا وحدي مع التلفاز؟
يا تلفازُ ..
يا كرسي ..
ويا ظهري .
بابا نويل
اليوم تتّسعُ المقابرُ للبكاءِ
وللتصاويرِ العزيزةِ والهدوء،
ونمسحُ الزمن الثقيلَ عن الرسومِ الباقيات،
ونَصبغُ الجدرانَ بالنسيانِ والألوان ..
مَنْ في ليلةِ العيدِ الكبيرِ يُمسّد الزهرات ؟
"بابا نويل" أنتَ الآن مدرسةٌ وسقفُ البيتْ
وصحنُ الزيتْ،
لا تكفي هداياك التي تأتي مع الذكرى،
أبي بالروح أهدي الصولجانَ اليكَ،
هل تنسى ؟
وأنت الآن رمز العرش -
من خرجوا، كأنْ لم يدخلوا، الاّ
بموت الموت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: تأبين الشهيدين أبو علي اياد وأبو صبري في غزة    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالجمعة 30 يوليو - 16:32

تأبين الشهيدين أبو علي اياد وأبو صبري في غزة

أحيت جماهير شعبنا في ال27 من شهر تموز يوليو الحالي الذكرى الخامسة والعشرين لاستشهاد القائدين أبو علي اياد وأبو صبري صيدم في قاعة الشيخ محمد عواد بغزة، وشارك في الحفل الرئيس عرفات وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية ومجلس الوزراء وأعضاء من المجلس التشريعي والوطني وجماهير غفيرة من المواطنين.
"وحسن رفيقاً"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن النيل
المراقب العام
المراقب العام
ابن النيل


عدد المساهمات : 3519
السرطان العمر : 37

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالسبت 31 يوليو - 22:24

مشكور اخى الغالى ابو حسام على هذه المعلومات الرائعة
التى تعرفنا من خلالها على شخصيات ضحت بارواحها
من اجل تحرير وطنها
جزاك الله خيرا

اللهم حرر الاقصى من ايدى اليهود الغاشمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد المصرى
عضو مميز
عضو مميز
خالد المصرى


عدد المساهمات : 1534

الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه    الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه  Emptyالسبت 1 يناير - 19:54

الغالى ابن النيل

كم اسعدنى مرورك العطر الذى

عطر صفحتى وزادها عطرا

لك وافر التحية والتقدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الشهيد القائد الرمز وليد احمد نمرالحسن شريم (ابو علي اياد)وبعض رفاق دربه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سيرة الشهيد القائد ابوعمار
» الشهيد القائد ياسر أبو العيش .. جعفر فلسطين
» الشهيد القائد مهدي مزيد احد قادة كتائب الأقصى
» الشهيد القائد "عمار الأعرج" صاحب العقل المدبر الذي أذل الصهاينة
» شهداء في الذاكرة / الشهيد القائد "محمود نجيب نزال" دمـاءٌ أعــزت أُمــــة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الاخوه ايد فى ايد :: مـنــتـــــدى العرب :: شخصيات عامة-
انتقل الى: